
الموت لا والدا يبقي ولا ولدا *** هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
هذا النبي ولم يخلد لأمته *** لو خلد اللّه خلقا قبله خلدا
للموت فينا سهام غير خاطئة *** من فاته اليوم سهم لم يفته غدا.
قال الشيخ القمي: إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك، قال: فنزل بي من وفاة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه ولا يضبط نفسه ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره وأذهل عقله وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معزٍّ يأمر بالصبر وبين مساعد باك لبكائهم جازع لجزعهم، وحملت نفسي على الصبر عند وفاته، بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلاة عليه ووضعه في حفرته، وجمع كتاب اللّه وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ولا هائج زفرة ولا لادغ حرقة ولا جزيل مصيبة حتى أدّيت في ذلك الحق الواجب للّه عز وجل ولرسوله عليَّ وبلغت منه الذي أمرني به واحتملته صابراً محتسباً.
من كتاب : الأنوار البهيّة في توريخ الحجج الإلهيّة : ص30-36. للمؤلّف : الشّيخ عبّاس القمّيّ / بتصرّف.
من كتاب : الأنوار البهيّة في توريخ الحجج الإلهيّة : ص30-36. للمؤلّف : الشّيخ عبّاس القمّيّ / بتصرّف.
تعليق