السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
قال صلى الله عليه واله وسلم في خطبة استقبال شهر رمضان: اللهم صل على محمد وال محمد
"وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم".
الهدف:
الحرص على تفعيل الجانب الإجتماعيّ خلال شهر رمضان المبارك، وبيان أهمّ هذه المظاهر الإجتماعيّة.
مقدّمة
لا يخفى أنّ لفريضة الصوم وراء البعد العباديّ الخاصّ بعدها الإجتماعيّ، فهي ليست طقساً فرديّاً ومناجاة خاصّة
بل تتعدّى ذلك إلى الميدان الإجتماعي لتكون أساساً في بناء المجتمع السليم وتعاضده وتكاتف أفراده،
وذلك من خلال التكاليف التي ينبغي للصائم أن يقوم بها خلال أدائه لفريضة الصوم.
وأرفع ما يكون ذلك في الصوم، لأنّ الغنيّ يشارك الفقير في شعوره بالجوع وألمه، فهو بذلك أرفع من الصدقة أو الهدية مثلاً التي يشارك الغنيّ فيها في رفع الجوع عن الفقير دون الشعور بألم الجوع.
وقد بيّن الإمام الصادق عليه السلام هذا الجانب الإجتماعيّ معتبراً إيّاه علّةً من علل الصوم فقال عليه السلام:
أمّا العلّة في الصيام ليستوي به الغنيّ والفقير، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع، فيرحم الفقير، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع1.
â??2- مقاومة الأنانيّة:
وذلك بالنظر إلى حاجات الآخرين والتفاعل معها ومشاركتهم هذا الشعور، بل والسعي في قضائها ما أمكن كما ورد في الدعاء الذي نقرأه بعد كلّ فريضة في هذا الشهر:
"اللهم اشبع كلّ جائع، اللهم اكس كلّ عريان.....
â*گالهوامش :
1- مدارك الأحكام، ج6، ص11.
1- إفطار الصائمين:
ولا يخفى ما لإفطار الصائمين من أثر في تعزيز روابط الأخوّة ونشر الإلفة والمودّة في المجتمع، ولعلّه لذلك ربط رسول الله صلى الله علية واله وسلم بينه وبين المغفرة واتقاء النّار إذ قال صلى الله علية واله وسلم:
"أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه"،
فقيل يا رسول الله صلى الله علية واله وسلم وليس كلّنا يقدر على ذلك فقال صلى الله علية واله وسلم:
"اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة، اتقوا النّار ولو بشربة من ماء"1.
ولا يخفى أنّ إفطار الصائم له أجره على الداعي كما على المدعوّ. فعنه صلى الله علية واله وسلم:
"ما من صائم يحضر قوماً يطعمون إلّا سبّحت له أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم استغفارا"2.
وعنه صلى الله علية واله وسلم:
"من فطّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينتقص منه شيء...."3.
â*گالهوامش :
1- مشارق الشموس، ج2، ص442. ( طبعة قديمة).
2- الحدائق الناضرة، ج13، ص 9.
3- المقنعة، ص 342.
2- إكرام الأيتام:
وهي من الصفات التي شدّدت عليها الشريعة للقضاء على أيّ مظهر من مظاهر الحاجة والعوز في المجتمع الإسلاميّ،
فاليتيم الذي لا معيل له تجب إعالته كفائيّاً حتى يستغني، فقد قال صلى الله علية واله وسلم في خطبة استقبال شهر رمضان:
"ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه".
وفي موقع آخر من الخطبة بالغ في الإكرام إلى حدّ التحنّن فقال صلى الله علية واله وسلم:
"وتحنّنوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم".
والتحنّن أعلى شأناً من الإكرام لإنّه يستبطن معاملة اليتيم كالإبن الذي يتحنن عليه والده.
3- التواصل والتكافل الإجتماعيّ:
عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثٍ له عن إحدى علل وجوب الصوم:
".......... وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدّوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم"1.
â*گالهوامش :
1- علل الشرائع، ج1، ص 270
فالمسألة لا تقتصر على معرفة الأغنياء لشظف الحياة وضيق العيش عند الفقراء أو الشعور بألم الجوع،
بل ليكون ذلك سبيلاً إلى أداء حقوقهم التي فرضها الله للفقراء في أموال الأغنياء، فيتحقّق بذلك التكافل في أبهى صوره ومعانيه.
وفي موقع آخر من الخطبة يولي صلى الله علية واله وسلم اهتماماً خاصّاً بصلة الرحم باعتبارها من أبرز مصاديق التواصل الإجتماعيّ فيقول صلى الله علية واله وسلم:
"ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه".
وفي الحديث إشارة صريحة إلى مضاعفة أجر الحسنة، لكنّه يصرّح بمضاعفة عذاب السيّئة كذلك في هذا الشهر.
مظاهر ينبغي اجتنابها
- تنوّع أنواع الطعام والإكثار منها عند الإفطار والسحور.
- تمضية الوقت نهاراً بالتسلية واللهو والأمور العبثيّة.
- المنافسة غير الإيجابيّة في الولائم وما يستتبعها من رمي للأطعمة.
- طول السهر إلى وقت متأخّر بحيث يضيّع على نفسه صلاة الصبح وثوابها.
- الغضب والعصبيّة والصوت العالي والسباب والشتم واستخدام الألفاظ النابية.
تعليق