{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } سورة الحجرات
الحمد لله الذي أوجب على المؤمنين أن يكونوا أخوة يتعاونون على البر والتقوى ويحمي بعضهم بعضاً في نفسه وماله وعرضه حتى يصلوا بذلك إلى الأخلاق العليا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأرض والسماء وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى صلى الله عليه واله
لقد شاع بين الناس داءان عظيمان كبيران وهما في نظر كثير من الناس أمران صغيران أما أحدهما فالغيبة يقوم الرجل فيذكر أخاه بما يكره أن يذكر به من عمل وصفة فتجد أكبر همه في المجالس أن يعترض عباد الله كأن ما وكل بنشر معايبهم وتتبع عوراتهم ومن تسلط على نشر عيوب الناس وتتبع عوراتهم سلط الله عليه من ينشر عيوبه ويتتبع عورته تجده يقول فلان فيه كذا وفلان فيه كذا يصفهم بالعيب إما بالفسق أو بالكذب أو بالطول أو بالقصر أو بالسمن أو بالهزال أو بما أشبه ذلك مما يكره الإنسان أن يوصف به ولو فتش هذا القائل عن نفسه لوجد نفسه أكثر الناس عيوباً وأسوأهم أخلاقاً وأضعفهم أمانة إن هذا الرجل المسلط على عباد الله لمشؤوم على نفسه ومشؤوم على جلسائه فهو مشؤوم على نفسه حيث قادها إلى الشر والبغي ومشؤوم على جلسائه لأن جليسه إذا لم ينكر عليه صار شريكاً له في الإثم وإن لم يقل شيئاً أيها المسلمون احذروا من الغيبة احذروا من سب الناس في غيبتهم احذروا من أكل لحوم الناس فلقد مثل الله ذلك بأقبح مثال مثل الله عز و جل من يأكل لحوم الناس بمن يأكل لحم أخيه ميتاً هل تجد أيها الإنسان هل تجد أقبح أو أبشع من شخص يجلس إلى أخيه الميت فيقطع جيفته قطعة، قطعة ويأكلها هل تجد أحد يمكن أن يطيق ذلك ألا أن الذي يغتاب الناس يطيق ذلك اسمع قول الله عز وجل(ولا يغتب بعضكم بعضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ) أيها المسلمون إن أمر الغيبة أمر عظيم وخطر جسيم إن كلمة تقولها في أخيك تعيبه بها لو مزجت بماء البحر لأثرت به فاتقي الله أيها المسلم ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه مر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال لجبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم أيها الناس أن بعض المغتابين الذين ابتلوا بالغيبة إذا نصحته قال لك أنا لم أقل إلا ما هو فيه ولكن هذا لا يخرجه من فعل الغيبة فقد سئل النبي صلى الله عليه واله وسلم عن ذلك فقيل له أرأيت إن كان في أخي ما تقول فقال (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) وإن من العجب أن أولئك الذين يغتابون الناس يقولون في إخوانهم ما لا يعلمون لو سألته فقلت له أتشهد عليه بما قلت عنه لقال لا أشهد أفلا يتقي الله أفلا يتقي الله هذا الذي قال ما لا يعلم أفلا يعلم أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أفلا يعلم إن الله قال( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) ألم يعلم هذا الذي قال في إخوانهم ما لا يعلم أنه فيهم ألا يعلم أنه سوف يحاسب عن كل كلمة قالها ألم يكن لا يرضى أن يقع أحد في عرضه فكيف يرضى أن يقع هو في أعراض الناس أما يخشى أن يفضحه الله في الدنيا قبل فضيحة الآخرة أيها المسلمون أن من العجائب أن يبتلى بهذا النوع من هذا الاعتداء على أعراض إخوانه المسلمين إن من العجب أن يبتلى به أقوام يحرصون على الصلاة ويتقدمون إليها وهم في أعماله الأخرى مستقيمون ولكنهم يهدون هذه الأعمال الصالحة يهدونها هنيئا مريئا إلى أولئك الذين يغتابونهم إن غيبة إخوانكم إهداء أعمالكم الصالحة إليهم فإنهم إذا لم ينتصروا في الدنيا أو يحللوكم أخذوا من أعمالكم الصالحة في الآخرة فإن فنيت أعمالكم الصالحة أخذ من أعمالهم السيئة فطرحت عليكم ثم طرحت في النار فاتقوا الله أيها المسلمون و اشتغلوا بعيوبكم لا بعيوب الآخرين وإذا كنتم صادقين في إخلاصكم ونصحكم فأصلحوا عيوب إخوانكم ولا تشيعوها وتشهروها أنا لا أقول أن الناس يسلمون من الخطأ لابد لكل إنسان أن يخطئ ولكن إذا رأيت من أخيك خطأ يقدح فيه فأذهب اليه وأنصحه بينك وبينه لتكون من الناصحين لا من الفاضحين أيها المسلمون هذا أحد الداءين الذين يتساهل فيهما كثير من الناس أما الداء الثاني فهو النميمة وهي الإفساد بين الناس بنقل كلام بعضهم في بعض يأتي الإنسان إلى الشخص فيقول قال فيك فلان كذا وكذا حتى يفسد بين الناس ويلقي العداوة بينهم والبغضاء وربما كان كاذباً في ذلك فيجمع بين البهتان والنميمة وإن الواجب على من نقل إليه أحد كلام أحد فيه أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك ويحذر منه وليحذر هو بنفسه من هذا الذي نقل كلام الناس إليه فإن من نقل كلام الناس إليك نقل إليهم كلامك وربما ينقل عنك ما لم تتكلم به يقول الله عز وجل ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة نمام ) ومر النبي صلى الله عليه واله وسلم بقبران يعذبان وقال (إن أحدهما لا يستنزه من البول وإن الأخر كان يمشي بالنميمة ) فاحذروا أيها المسلمون الغيبة والنميمة فإن بهما فساد الدين والدنيا وتفكك المجتمع وإلقاء العداوة والبغضاء وحلول النقم والجلاء وهم بضاعة كل بطال وإضاعة الوقت بالقيل والقال ولكن قد يقول قائل إذا كان المقصود بالغيبة نصيحة الخلق وتحذيرهم من أهل السوء فهل على في ذلك حرج والجواب على هذا أنه إذا كان المقصود بالغيبة نصيحة الخلق وتحذيرهم من أهل السوء فلا حرج على الإنسان أن يبين تلك العيوب في ذلك الرجل فإذا رأيت شخصاً ينشر أفكاراً هدامة أو يبث أخلاق سيئة أو يشيع تشكيك بين المسلمين في دينهم أو يفعل سواء ذلك من الأمور التي يخشى منها على عباد الله فذكرته بما فيه تحذيراً من شره ونصحاً للأمة وحماية للدين فلا حرج عليك في هذا بل ربما يكون واجباً عليك وهكذا إذا رأيت شخصاً يتملق لشخص مصانع له يأخذ ما عنده فإذا أخذ ما عنده ذهب يفضح ما أسره وذكرت ذلك للشخص ليحذر منه فليس ذلك من نميمة وإنما هو نصيحة وهكذا إذا استشارك شخص في إنسان ليعامله أو يزوجه وأنت تعرف فيه نقص في دينه أو خلقه أو أمانته وجب عليك أن تبين ما فيه لمن استشارك ولا يعد ذلك من الغيبة بل هو من النصيحة والله يعلم المفسد من المصلح اللهم إنا نسألك أن تحمي ألسنتنا من القول الحرام وأن تحمي أعراضنا من دنس اللئام وأن تقينا شر أنفسنا وظلم أنفسنا وظلم غيرنا وتجعلنا من اتباع اهل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم والسير على خطاهم إنك جواد كريم والحمد الله رب العالمين
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ما هي آثار الغيبة ؟؟؟ ادخل واقرأ
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة بنت الحسين مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك استاذي الكريم على الموضوع
"
"
وبقيت نقطة احببت توضيحها وهي ان النكت والطرائف التي تتكلم عن طائفة اوجماعة معينة من الناس بما هو شائع عنهم ....
"
"
ومع الاسف يوجد في منتدانا الكثير من هذه النكات فارجوا من الاخوة الاعضاء والادارة حذفها
....
"
"
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر مروركم واضافتكم الهادفة
وأرجو منكم ايصالنا الى المشاركات التي تنتقص او تسيء الى طائفة او قومية او أشخاص معينين بعنوان (المزحة ) او ( النكتة ) لكي نقوم باللازم فنرجوا منكم اعطاءنا رابط المشاركة او اسمها او عبارة فيها فانا لم أجد شيئا مما ذكرت وليس لدي الوقت الكافي للبحث في كل المشاركات . ارجو منكم افادتنا بالروابط ان استطعتم .
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة سجدة علي مشاهدة المشاركةاللهم صل على محمد وال محمدالمشاركة الأصلية بواسطة سجدة علي مشاهدة المشاركة
شكرا لكم اخي الكريم على الموضوع الرائع
بارك الله فيك
بارك الله تعالى بكم وبجميع المؤمنين
أشكر مروركم
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
شكرا لك على الموضوع المهم والمفيد عسى الله ان يهدينا لترك هذا الذنب العظيم
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة الحر مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قال امير المؤمنين علي ع
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
جزيل الشكر اخي المحترم على هذا الموضوع
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
أشكر مرورك أخي الفاضل
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة جبل الصبر مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
أحسنت أخي "الصدوق" على الطرح الرائع
أذا أرا د شخص أن يغتاب عليه أن يتذكر:
نفسه وعيوبها ويشتغل في اصلاحها فيستحي
ان يعيب وهو المعيب .
وأن ظن أنه سالم من تلك العيوب اشتغل بشكر الله .
يجب ان يضع نفسه مكان الذي اغتيب لذلك لن يرضى لنفسه تلك الحالة .
يبعد عن البواعث التي تسبب الغيبة ليحمي نفسه منها .
وأسال الله العظيم ان يبعدنا عن الغيبة وكل مسبب لها .
*عيوب الناس تحت أنظارنا وعيوبنا وراء ظهورنا*أحسنتم أختنا الفاضلة فالكل منا له عيوب . إن لم تكن ظاهرة فهي باطنة فعلينا أن نبحث عنها ونحاول معالجتها أو التفكير بها على الاقل
قال أميرالمؤمنين(عليه السلام):
(( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))
وان من يظن نفسه سالما من العيب فهذا الظن هو عيب بنفسه . بل لعله من أكبر العيوب , وقد يكون منشأه الغرور او التكبر او الغفلة .
فحاله كمن ( يرى القذى في عين غيره ولا يرى الجذع في عينه )
أشكر مروركم وتعليقكمالتعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 03-05-2010, 08:32 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
رد الزائرالغيبة تاكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
حرمت الغيبة لما يترتب عليها من فساد إجتماعي إذ أنّ ذِكر عيوب الناس هي مُدعاة
لكراهية بعضهم لبعض
فإذا تفشّت الكراهية في المجتمع انقطعت روابط الإخوة بينهما
وحديث الغيبة كلام خبيث وليس هناك أجمل وأفضل من الكلام الطـّيب.وينبغي ألا تجالس المغتابين لأن بسماع الغيبة وعدم ردّها تكون شريك في أثمها .
أمّا كفارة الغيبة هي,التوبة والندم, ثم إذا كان المغتاب حياً فيجب الوصل اليه وطلب الصفح
والإعتذار منه
وإذا كان المُغتاب ميتاً فالإستغفار له والترحم عليه,
فأحذروا أخواني وأخواتي كل الحذر من مجالس اللهو
واللغوالتي تكثرفيها الغيبة
بوركت جهودكم العظيمة مشرفنا الفاضل الصدوّق على هذاالطرح القيّم أسال العلي الاعلى أن يوفقكم لخدمة أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام أن شاء الله
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة حسن علي مشاهدة المشاركةاللهم صل على محمد و ال محمد
مشكور استاذنا الفاضل على طرح هذا الموضوع المهم جزاك الله خير الجزاء
عصمنا الله من الغيبه و تبعاتها المهينه
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
صدق الله العلي العظيم
جنبنا الله تعالى وايّاكم وجميع المؤمنين هذه الآفة الخطيرة
أشكر مروركم
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
رد الزائربسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك استاذي الكريم على الموضوع
ان سمحت لي سأقتبس لكم مشاركتي السابقة في المنتدى حول هذا الموضوع
الغيبة
لانها اكبر الكبائر واعظمها ولاثارها الدنيوية والاخروية قررت الكتابة عنها وبطريقة مختصرة مع محاولتي الاحاطة بكل جوانبها
واتمنى من الله ان اكون قد وفقت في ذلك
وارجوا من القارئ لهذا الموضوع ان يقرأه بتأني وتفكر
الغيبة : وهي ان يذكر الانسان غيره بما يكرهه وهو غائب عنه في اخلاقه او في بدنه او في اقواله او افعاله المتعلقة بدينه ودنياه بل حتى لو كان بنقص في ثوبه اوداره اووسيلة النقل التي له.
قال تعالى في سورة الحجرات اية 12 ((ولايغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ))
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال هل تدرون مالغيبة؟ قالوا : الله ورسوله اعلم . قال : ذكرك ذكرك اخاك بما يكره . قيل : ارأيت ان كان في اخي مااقوله ؟ قال : ان كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته.(الترغيب والترهيب ج 3) والبهتان الاتهام بما ليس فيه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من اغتاب مسلما او مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوما وليلة الا ان يغفر له صاحبه (البحار ج 75)
فان صاحب الغيبة لايتوب الله عليه حتى يغفر له الشخص الذي اغتابه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :ينادي منادي يوم القيامة تحت العرش : يامة محمد ماكان لي قبلكم فقد وهبته لكم وقد بقيت التبعات بينكم فتواهبوا وادخلوا الجنة ( البحار ج6 ص 7)
فانظر كيف يكون موقفك يوم القيامة ولايحول بينك وبين الجنة سوى ان يغفر لك صاحب الغيبة تخيل الموقف ؟
ومن اسبابها وبواعثها : الغضب او الحقد او الحسد او السخرية والاستهزاء اوتبرئة نفسه من تهمة والصاقها بالغير او حتى لايملوه اصدقاؤه فيجاريهم بغيبة الاخرين (سبحان الله حتى لا يسقط من نظر اصدقاؤه يسقط في نظر الله والرسول والائمة (عليهم السلام)))
او من اسبابها ان يذكر اسم غيره بهدف رحمته والدعاء له ولكنه يفضحه في عمل ما .
اما كفارتها وعلاجها :عن الامام الصادق (عليه السلام ) : ان اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه وان لم يلحقه فاستغفر الله .
وان لم يلحقه معناها أي لم يصل الى الانسان الاخر انك اغتبته يكفي فقط ان تستغفر الله لك وله لانك ان قلت له انك اغتبته يعتبر هذا التصرف اثارة للغيبة والحقد والعداوة وكذلك قد لايمكنك الوصول اليه بسبب موته او غيابه فاستغفر الله لك وله
ويتم ذلك بعد ان يندم الانسان وتوب ويأسف على فعله ويعلم انه حين يغتاب فكأنما يأكل لحم اخيه وهو ميت وليعلم انه كما يكره هو ان يتكلم الناس عنه بما يكره كذلك يجب عليه ان لايتكلم عليهم بما يكرهونه وليكون لسانه لسان نصح وارشاد وليعلم ان ثلث عذاب القبر هو من الغيبة
وان كان في مكان يذكر فيه الناس بما يكرهونه فليحاول ان يغير الحديث او يذكرهم بعذاب الله او ليخرج من المجلس
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من رد عن اخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة فان لم يرد عنه كان عليه كوزر المغتاب (الوسائل ج 8)
ومن الموارد التي يجوز فيها الغيبة الحاكم الظالم قال تعالى :ان الله لايحب الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما (سورة النساء ايه 148)
والفاسق المعلن لفسقه والهدف من ذلك هو تحذير الناس منهم حتى لا يفعلوا فعلهم وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ثلاثة ليس عليهم غيبة من جهر بفسقه ومن جار في حكمه ومن خالف قوله فعله .(تنبيه الخواطر )
وبقيت نقطة احببت توضيحها وهي ان النكت والطرائف التي تتكلم عن طائفة اوجماعة معينة من الناس بما هو شائع عنهم (كالاكراد والموصليين والحماصنة وما على شاكلتها من النكات هي حرام وتعتبر غيبة واتصور من تأمل في اشكال الغيبة وصورها اعلاه وهذه الاية من سورة الحجرات صريحة جدا بخصوص هذا الموضوع اية 11(ياايها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولاتلمزوا انفسكم ولاتنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
ومعنى لاتلمزوا انفسكم : لايعيب بعضكم بعضا .
ولاتنابزوا بالالقاب : لايدع بعضكم بعضا بلقب قبيح (والتنابز التعاير )
وان كان لابد من ذكر هذه النكات فيجب ذكر الشخص بصفته وليس بالشخص بحد ذاته مثل قول بخيل او غبي اوغيرها
ومع الاسف يوجد في منتدانا الكثير من هذه النكات فارجوا من الاخوة الاعضاء والادارة حذفها وتجنب كتابة مثل هذه النكت فان الاثم لايقع على الكاتب فقط بل القارئ ايضا عن الامام علي (عليه السلام) : السامع للغيبة كالمغتاب .(غرر الحكم)
وانا لااحب ان يقع احدنا في الاثم سواء الكاتب او القارئ
ارجوا من الله ان يتقبل مني هذا القليل وان يرضي عنا كل شخص اغتبناه ويغفر لنا وله
تقبلوا تحياتي
المصادر
كتاب الاخلاق والاداب الاسلامية عبد الله الهاشمي
التفسير المعينالتعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 23-04-2010, 09:39 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
رد الزائراللهم صل على محمد وال محمد
شكرا لكم اخي الكريم على الموضوع الرائع
بارك الله فيك
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اترك تعليق: