الفصل : 14
((الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا))
((الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا))
وانا افكر سمعت قول احد الركاب وهو ينادي مرعوبا مرتبكا وكأن صاعقة نزلت من السماء ...........
( خوي اصبر لا تروح خلي يولون )
فسألت ما الذي حدث ؟
قال لي احد الركاب : انظر الى السيارات العسكرية للامريكان فانهم ان جاؤا في الشارع فلا يحق لاي سيارة عراقية ان تمر من جنبهم وكأنهم اصحاب البلد .
حقا ان الانسان يشعر بقلبه كأنه يُحز بشفرة الجزار مما يرى ؛ كيف ان اليهود والنصارى يسيرون وكأنهم اصحاب البلاد والعراقي المظلوم يجب ان يقف جانبا حتى يمر هؤلاء اللعناء
اللهم احفظ بلاد المسلمين من هؤلاء ؛ اللهم رد كيد الامريكان اليهود لنحرهم .
حينما يرى الانسان هذه المناظر يصاب بالرعب الموحش من هؤلاء ؛ ويشكر نعمة الامن في بلاده .
شعرت وانا انظر الى السائق وكل عيوني رجاء منه ان لا يسرع ؛ خائفا منهم ومن قساوتهم لانهم يتعاملون مع العراقيين كأنهم ذباب لا قيمة لهم فيضربوا برصاصهم من احبوا ومن اشتهوا بدون اي دليل ؛ وتشعر وكأن قلب السائق قارورة زجاجية تتكسر على ارض الشارع اسفا على ما يري من احتلال شوارعه ؛ وكم يتمنى ان يصرخ ان الشارع لي ... ؛ انت تنحى عنه ........
ولما مرت السيارات العسكرية واذا مكتوب عليها "لا تقترب اكثر من 100 متر ترمى" ... لذلك كان يصرخ الركاب على السائق حينما يقترب منهم "لا تقترب منهم" حيث إنهم سمعوا وشاهدوا الكثير ممن رموهم هؤلاء الهمج
واخيرا والحمد لله رب العالمين وصلت سيارتنا الى الكاظمية على ساكنها آلاف السلام والتحية
وهرعت الى الحرم الشريف مهرولا من شوقي للزيارة .
وحينما وصلت واذا بالبهجة ملأت قلبي وروحي لاني وجدت التغير الكبير في البناء والعمران في الحرم الشريف وقد غير كل شئ فيه من ارضه ومنائره وبناء داخل الحرم الشريف ثم ازدحام الزائرين في جميع انحاء الحرم والاروقة والصحن .
فشكرت الله كثيرا لما وجدت من تغيرات مفرحة ومبهجة وتذكرت قول الله تعالى :
يُريدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8)
وبعد الصلاة اتصلت ببنت اختي التي تعيش في الكاظمية وزوجها تاجر في بغداد فقلت لها :
خالي ساتناول شيئا مما قسمه الله تعالى لي ثم اكون عندكم لصلة الرحم ثم ارجع للزيارة فنادت لا لا خالي ارجوك تعال بشرط ان لا نتكلف ؛ فلا تخاف ان تكون سببا لعنائي ارجوك تعال لنجلس على نفس المائدة وبدون اي تكلف.
فقلت لهاوانا بهذا الشرط ساكون مرتاح معكم. فرضيت لاني تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام:
بحارالأنوار 72 451
عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ:
دَعَا رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ : وَ مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ : لَا تُدْخِلْ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَلَيَّ شَيْئاً فِي الْبَيْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِيَالِ قَالَ: ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام .
وبرضاها بهذه الشروط ذهبت الى بيتهم وحيث اني لم اعرف العنوان بلضبط؛ فسألت احد الدكاكين وكان يبيع الفواكه فقال - وهو مقطب الجبين عبوس الوجه عليه سحابة سوداء كقطع الليل المظلم كأنه في بحر من المعاصي – : لا اعرف هذا العنوان فلما رأيت خشونة جوابه هربت منه ؛ واخيرا سألت من صاحب دكان اخر وكان محياه مبتسما ببسمة ازالت عني عناء الضياع ووحشت الاكتئاب ؛ واخذني بيده الى بيت ابنة اختي فتعجبت جداحينما وجدت ان البيت كان بالضبط مقابل دكان بائع الفواكه وبقيت متحيرا لعدم اجابته لي واخذت اربط بين كلاحة منظره وسوء جوابه ؛ فسألت بنت اختي عن سبب عدم جواب بائع الفواكه .
ابتسمت وقالت تعني هذا المقابل لنا بالضبط ؟
فقلت لها : نعم وفهمت من ابتسامتها حفظها الله تعالى الكثير واصبحت في لهفة لمعرفة الحقيقة فسألتها ولماذا لم يجب ؟!
قالت : لانه احد الغاصبين لبيوت المسفرين الايرانيين في العهد البائد ولم يخرج من البيت بعد الاطاحة بحكم الطاغية ليرجعه لاصحابه ؛ ونحن نستشكل الشراء منه لذلك فهو غضب علينا .
فتذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ص : 510 :
وَ قَالَ عليه السلام : الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا .
فلما عرفت علة كلاحة وجه بائع الفواكة والخضار وقبح منظره تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام
شرحنهجالبلاغة 20 271
انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين .
وعرفت كيف ان الذنوب تؤثر على قبح وحسن وجه الانسان ولا يحتاج الانسان ان يهتم الاهتمام البالغ في اتعاب نفسه لكي يكون وجهه او وجهها حسنا وجميلا وجذابا للاخرين بل يكفي ان يصلح سريرته فيصلح الله تعالى علانيته :
منلايحضرهالفقيه 4 396
َ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ .
ثم تذكرت صديق كان لي عندما كنت ادرس في الاعدادية وكان كثير النظر الى النساء وقد ابتلي بعدم غض طرفه عن محارم الله تعالى فاردت ان انصحه فقلت له :
يا حبيبي هل تعلم كم يتنور وجهك ان صليت صلاة الليل ويزيد جمالك وبهائك وتكون محبوبا عند الناس ؛ فاحسست انه فرح فرحا شديدا ؛ فعرفت بعد مدة انما فرح كثيرا لانه فكر انه سيصلي ويزداد حسنا وبهاء ليكون فخه في اصطياد النساء احكم واقوى؛ حيث جاءني بعد ايام منزعجا فقال : يا اخي صليت صلاة الليل لكن لم اجد ما قلت من اثاره في جمال وجهي وبهاؤه !
قلت له: لانك تريد ان تستعين بها على معاصي الله تعالى وهو اعلم بباطنك وسريرتك الخبيثة ؛ اذهب عني.
وهذه افكاري اجول بينها في بيت ابو علي وأذا بصحن الفواكه وضع امامي وكأنه التل المورّد حسنا وجمالا ؛ واصروا ان آكل منه وانا كنت انتظر مجيئ زوجها من العمل واخذت اتناول الفواكه و اذا بزوجها وولديه قدموا ورحبوا بي اشد ترحيب .
( خوي اصبر لا تروح خلي يولون )
فسألت ما الذي حدث ؟
قال لي احد الركاب : انظر الى السيارات العسكرية للامريكان فانهم ان جاؤا في الشارع فلا يحق لاي سيارة عراقية ان تمر من جنبهم وكأنهم اصحاب البلد .
حقا ان الانسان يشعر بقلبه كأنه يُحز بشفرة الجزار مما يرى ؛ كيف ان اليهود والنصارى يسيرون وكأنهم اصحاب البلاد والعراقي المظلوم يجب ان يقف جانبا حتى يمر هؤلاء اللعناء
اللهم احفظ بلاد المسلمين من هؤلاء ؛ اللهم رد كيد الامريكان اليهود لنحرهم .
حينما يرى الانسان هذه المناظر يصاب بالرعب الموحش من هؤلاء ؛ ويشكر نعمة الامن في بلاده .
شعرت وانا انظر الى السائق وكل عيوني رجاء منه ان لا يسرع ؛ خائفا منهم ومن قساوتهم لانهم يتعاملون مع العراقيين كأنهم ذباب لا قيمة لهم فيضربوا برصاصهم من احبوا ومن اشتهوا بدون اي دليل ؛ وتشعر وكأن قلب السائق قارورة زجاجية تتكسر على ارض الشارع اسفا على ما يري من احتلال شوارعه ؛ وكم يتمنى ان يصرخ ان الشارع لي ... ؛ انت تنحى عنه ........
ولما مرت السيارات العسكرية واذا مكتوب عليها "لا تقترب اكثر من 100 متر ترمى" ... لذلك كان يصرخ الركاب على السائق حينما يقترب منهم "لا تقترب منهم" حيث إنهم سمعوا وشاهدوا الكثير ممن رموهم هؤلاء الهمج
واخيرا والحمد لله رب العالمين وصلت سيارتنا الى الكاظمية على ساكنها آلاف السلام والتحية
وهرعت الى الحرم الشريف مهرولا من شوقي للزيارة .
وحينما وصلت واذا بالبهجة ملأت قلبي وروحي لاني وجدت التغير الكبير في البناء والعمران في الحرم الشريف وقد غير كل شئ فيه من ارضه ومنائره وبناء داخل الحرم الشريف ثم ازدحام الزائرين في جميع انحاء الحرم والاروقة والصحن .
فشكرت الله كثيرا لما وجدت من تغيرات مفرحة ومبهجة وتذكرت قول الله تعالى :
يُريدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8)
وبعد الصلاة اتصلت ببنت اختي التي تعيش في الكاظمية وزوجها تاجر في بغداد فقلت لها :
خالي ساتناول شيئا مما قسمه الله تعالى لي ثم اكون عندكم لصلة الرحم ثم ارجع للزيارة فنادت لا لا خالي ارجوك تعال بشرط ان لا نتكلف ؛ فلا تخاف ان تكون سببا لعنائي ارجوك تعال لنجلس على نفس المائدة وبدون اي تكلف.
فقلت لهاوانا بهذا الشرط ساكون مرتاح معكم. فرضيت لاني تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام:
بحارالأنوار 72 451
عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ:
دَعَا رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ : وَ مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ : لَا تُدْخِلْ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَلَيَّ شَيْئاً فِي الْبَيْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِيَالِ قَالَ: ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام .
وبرضاها بهذه الشروط ذهبت الى بيتهم وحيث اني لم اعرف العنوان بلضبط؛ فسألت احد الدكاكين وكان يبيع الفواكه فقال - وهو مقطب الجبين عبوس الوجه عليه سحابة سوداء كقطع الليل المظلم كأنه في بحر من المعاصي – : لا اعرف هذا العنوان فلما رأيت خشونة جوابه هربت منه ؛ واخيرا سألت من صاحب دكان اخر وكان محياه مبتسما ببسمة ازالت عني عناء الضياع ووحشت الاكتئاب ؛ واخذني بيده الى بيت ابنة اختي فتعجبت جداحينما وجدت ان البيت كان بالضبط مقابل دكان بائع الفواكه وبقيت متحيرا لعدم اجابته لي واخذت اربط بين كلاحة منظره وسوء جوابه ؛ فسألت بنت اختي عن سبب عدم جواب بائع الفواكه .
ابتسمت وقالت تعني هذا المقابل لنا بالضبط ؟
فقلت لها : نعم وفهمت من ابتسامتها حفظها الله تعالى الكثير واصبحت في لهفة لمعرفة الحقيقة فسألتها ولماذا لم يجب ؟!
قالت : لانه احد الغاصبين لبيوت المسفرين الايرانيين في العهد البائد ولم يخرج من البيت بعد الاطاحة بحكم الطاغية ليرجعه لاصحابه ؛ ونحن نستشكل الشراء منه لذلك فهو غضب علينا .
فتذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ص : 510 :
وَ قَالَ عليه السلام : الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا .
فلما عرفت علة كلاحة وجه بائع الفواكة والخضار وقبح منظره تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام
شرحنهجالبلاغة 20 271
انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين .
وعرفت كيف ان الذنوب تؤثر على قبح وحسن وجه الانسان ولا يحتاج الانسان ان يهتم الاهتمام البالغ في اتعاب نفسه لكي يكون وجهه او وجهها حسنا وجميلا وجذابا للاخرين بل يكفي ان يصلح سريرته فيصلح الله تعالى علانيته :
منلايحضرهالفقيه 4 396
َ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ .
ثم تذكرت صديق كان لي عندما كنت ادرس في الاعدادية وكان كثير النظر الى النساء وقد ابتلي بعدم غض طرفه عن محارم الله تعالى فاردت ان انصحه فقلت له :
يا حبيبي هل تعلم كم يتنور وجهك ان صليت صلاة الليل ويزيد جمالك وبهائك وتكون محبوبا عند الناس ؛ فاحسست انه فرح فرحا شديدا ؛ فعرفت بعد مدة انما فرح كثيرا لانه فكر انه سيصلي ويزداد حسنا وبهاء ليكون فخه في اصطياد النساء احكم واقوى؛ حيث جاءني بعد ايام منزعجا فقال : يا اخي صليت صلاة الليل لكن لم اجد ما قلت من اثاره في جمال وجهي وبهاؤه !
قلت له: لانك تريد ان تستعين بها على معاصي الله تعالى وهو اعلم بباطنك وسريرتك الخبيثة ؛ اذهب عني.
وهذه افكاري اجول بينها في بيت ابو علي وأذا بصحن الفواكه وضع امامي وكأنه التل المورّد حسنا وجمالا ؛ واصروا ان آكل منه وانا كنت انتظر مجيئ زوجها من العمل واخذت اتناول الفواكه و اذا بزوجها وولديه قدموا ورحبوا بي اشد ترحيب .
تعليق