الفصل : 37
((لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً))
((لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً))
والحمد لله ؛ اخيرا وصلنا الى كربلاء الحزن والصمود والعز والشموخ؛ كربلاء الاباء؛
كربلاء عدم المسالمة مع الظلم حتى اذا ادى الى تقديم الطفل الرضيع قربانا في التسليم لامر الله تعالى ؛
كربلاء العز في طاعة الله تعالى وان ادى الى سبي العيال
كربلاء الرضا في الله وان تفطرت شفاه نساء الوحي ورجال العصمة من العطش .
وحينما دخلنا المدينة واذا بها تموج في الدموع وتتعالى فيها صراخ المعزين وتسمع من كل صوب ...ياحسين ...ياحسين ...ياحسين..........
والنساء يهتفن يازينب جئنا لمواساتك ؛
اتحدى الصخر ان لم يسيل منه بدل الدموع دما ؛ ثم انك لا تشك بان السماء باكية ؛ والارض تهتز مع اهتزاز حناجر الغضب والغاضبين من كل ظالم غاشم عنيد .
أيقتل ظمآنا حسين بكربلا . . . وفي كل عضو من أنامله بحر
ووالده الساقي على الحوض في غد . . . وفاطمة ماء الفرات لها مهر
فيا لك مقتولا بكته السما دما . . . فمغبر وجه الأرض بالدم محمر
ووالده الساقي على الحوض في غد . . . وفاطمة ماء الفرات لها مهر
فيا لك مقتولا بكته السما دما . . . فمغبر وجه الأرض بالدم محمر
وكانت الملابس كلها سوداء والجدران حزينة بارتدائها السواد والاعلام ترفرف في الايدي والمنائر كلها سود فترى الحزن والاسى في كل صوب واين ما وجهت وجهك طفرت دموعك وسحبتها خدودك لتسيل عليها فتسجل لنفسها مواساة لامامها الشهيد وامام زمانها عليهم السلام فان الامام امام على كل شيئ وحتى على كل خلية من بدنك وكل ذرة في الوجود ...
وترى المعزين المشاة وغيرهم من كل اقطار العالم ينادون خلف امام زمانهم بصوت واحد :
بحارالأنوار 98 237 باب 18- زياراته صلوات الله عليه .........
ِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ وَ رَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ الْمُخْلِصِ فِي وَلَايَتِكَ الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ
سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ وَ دَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ سَلَامَ الْمَفْجُوعِ الْمَحْزُونِ الْوَالِهِ الْمِسْكِينِ سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيُوفِ وَ بَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ وَ جَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ نَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَىَ عَلَيْكَ وَ فَدَاكَ بِرُوحِهِ وَ جَسَدِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ وَ رُوحُهُ لِرُوحِكَ الْفِدَاءُ وَ أَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقَاءٌ
فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ وَ عَاقَنِي عَنْ نُصْرَتِكَ الْمَقْدُورُ وَ لَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَ لِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ وَ تَأَسُّفاً وَ تَحَسُّراً عَلَى مَا دَهَاكَ وَ تَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصَابِ وَ غُصَّةِ الِاكْتِيَابِ ....
وكنت اسير بين الصفوف المتراصة من الناس وكأني اشق امواج الجبال التي تمر مر السحاب كلها باتجاه حرم الامام الحسين عليه السلام وابا الفضل عليهما السلام واخيرا وصلت خارج الصحن الشريف ولم استطع التقدم الى داخل الصحن المبارك فجلست هناك بين اقدام الزائرين وتلوت زيارة ابا الفضل العباس عليه السلام ...
تعليق