إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتيب اخلاقي وعملي لحجاج بيت الله سبحانه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    1 ـ الطعام:
    نأكله لنعيش، وقد رويعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تطلب الحياة لتأكل، بل اطلب الأكل لتحيا)( ).ولكنّا نرى للأكل عند البعض همّاً كبيراً يصل الأمر بهم أحياناً إلى الشجار لأجله،مع أنّنا مأمورون بقلّة الأكل في أيامنا العادية فضلاً عن أيام الحجّ. فعن أبيجعفر (عليه السلام) قال: (ما من شيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من بطن مملوء)( ). ثمإنّ قلّة الطعام تساهم في الصفاء الروحي الذي ننشده بهذه السفرة. عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إذا أقلّ الرجل الطعام، مُلأ جوفه نوراً)( ).
    إذا علمنا ذلك،فالمطلوب أن نتّخذ عدم الاهتمام بالمطعم والإقلال منه مطيّة في سفرتنا هذه؛ كونهاسفرة روحية، وهذا يساعدنا على الدخول في رحاب رحمة الله.
    ولاكنا نلاحظ أنّالأمر ينحى منحاً آخر عند كثير من الحجّاج، فيهبط من المباح والمكروه إلى الحرمة،بل إلى كبائر الذنوب في الإسراف والتبذير.
    وللمثال على ذلك: إنّبعض الحملات توفر الأكل بطريقة مفتوحة, فيأتي البعض ليأخذ الطعام الزائد بكثير عنحاجته ليلقى بعد ذلك في القمامة.
    عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (يا عيسى، المال مال الله عزّ وجلّ، جعله ودايع عند خلقه،وأمرهم أن يأكلوا قصداً، ويشربوا منه قصداً، ويلبسوا منه قصداً، وينكحوا منهقصداً، ويركبوا منه قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على الفقراء المؤمنين، فمن تعدىذلك كان ما أكله حراماً، وما شرب منه حراماً، وما لبسه منه حراماً، وما نكحه منهحراماً، وما ركبه منه حراماً)().
    2ـ السكن والتنقّل:
    نرى البعض بدلاً منأن يتنافس على رضى الله واستباق الخيرات، فيكتفي بالغرفة البسيطة والفراش العادي؛كي يبتعد عن المادة والأنانية، ويقترب من رضى الربّ بتهذيب نفسه، وتطبيق ما يريدهالله، نجده يتسابق على المكان الجيد، والغرفة الجيدة، ويُبقي لأخيه ما هو دون ذلك.هذا الأمر يكشف عن قلّة حيائنا من الله عزّ وجلّ، ومن إخواننا في الله، و يكشف عنحبّنا لذواتنا، وعدم تمكّن الإيمان من سلوكنا. عن النبي (صلى الله عليه وآلهوسلّم) قال: (الحياء هو الدين كلّه)().
    وعن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: (الحياء والإيمان مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه)( ).
    ويذهب البعض إلى أكثرمن ذلك، فيسقط في معصية أوامر الله سبحانه في مسألة (تغطية الرأس والتظليل)، فنجدهيركب داخل السيارة دون عذر، في أماكن التنقل القريب من مكة إلى منى، أو من عرفاتإلى المزدلفة مثلاً، وحكمه الشرعي أن لا يظلل. ومنهم من يعتقد أنّ الكفارة ـ ذبحشاة ـ مجزية له، مع أنّ الكفّارة تكفّر على المضطر دون المتعمّد الذي يرتكب حراماًومعصية ، مع ثبوت الكفّارة عليه أيضاً, ولكن الأمر بيد الله.
    يقول: لبيك اللهملبيك، وفي نفس الوقت يخالف الله فيما يريد. والكلام هنا موجّه إلى العالم بالحكمالذي يركب دون اضطرار.
    3ـ كثرة دخول الأسواق:
    أ ـ دخولها عموماً:
    كثرة دخول الأسواقبصورة عامة والسير فيها مذموم، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (شرّ بقاعالأرض الأسواق، وهو ميدان إبليس، يغدو برايته، ويضع كرسيه، ويبثّ ذريته... فلايزال مع أول من يدخل وآخر من يرجع)().
    هذا في الأيامالعادية، فكيف الأمر ونحن في وفادةٍ إلى الله؟ فقطعاً يكون الذم أشدّ. فبعضنا لايلتفت لهذه المسألة وخاصة النساء، فيكون شغلهن الشاغل هو التسوق والتبضع, ويكوندخول البعض للسوق أكثر من دخوله الحرم، وبحثه عن المواد واهتمامه باقتناءالمشتريات أكثر من الصلاة في البيت الحرام. برغم أنّه جاء وافداً إلى الله فيأيامٍ معدودات، وأنّ العبادة في الحرم تعدل مائة ألف في غيره.
    لا نعني بالذم لدخولالأسواق مطلقاً، فدخولها لشراء الهدايا ممّا ينبغي فعله للمؤمنين، إنّما كلامنالمن يجعل السوق أصلاً ودخول الحرم والعبادة هي العارض.
    إذا كانت الركعة فيالحرم بمائة ألف ركعة في غيره، فهل يوجد ربح أكثر من هذا؟ وهل من العقل والإيمانالزهد في ذلك، وقضاء الوقت بين النوم والسوق، والجلوس والضحك، مع مرور يسيربالحرم؟ فلو كانت أُجور عمل يوماً واحداً في مكان ما تعدل مائة دولار، ثم جاء موسممعين وتضاعفت الأُجور إلى مائة ألف دولار، فهل سنغيب يوماً واحداً عن العمل في ذلكالموسم؟ نجزم أننا لا نتغيب عنه ساعة واحدة.
    تنبيه: من ألطاف اللهتعالى في الحرم أنّ الثواب لم يختص بالركوع والسجود، إنّما جاءت الروايات تؤكد:أنّ النظر للكعبة عبادة عظيمة. ففي الحديث الشريف: (إذا خرجتم حجاجاً إلى بيت اللهفأكثروا النظر إلى بيت الله، فإنّ لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام، ستونللطائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للناظرين)( ).
    ب ـ دخولها أوقاتالصلاة:
    ينبغي للمؤمنين تحريالوقت المناسب للتبضع، فلا يذهبوا قبيل الصلاة، خاصة صلاة العصر والعشاء، فهي تقامهناك، ونحن نجمع بين الصلاة ولا نقيمها منفردة . فإذا ذهبنا وقامت الصلاة ـ فيالسوق ـ فيفترض أن نصلّي معهم، وإذا قامت الصلاة واجتمعوا لها وغلقت أبواب المحالولم نقيمها معهم نبقى كمن يكون مستخفاً بالصلاة, كونهم يصلون ونحن لا نصلي. وذلكيعكس صورة سيئة عن التشيّع، وقد مرّت بنا أحاديث حثّ فيها أئمة أهل البيت (عليهمالسلام) على الاهتمام بالصلاة معهم، وأن نكون لهم زيناً لا شيناً.

    تعليق


    • #12
      4 ـ المزاح ومجالس الاسترخاء:
      إنّ المزاح ممدوح( )خصوصاً في السفر، لكنه مشروط بأن لا يسخط الله، ولا يسبب الأذى للآخرين، وأن لايزحف على عبادة واجبة، ولا يكون ممّا يستوعب الوقت بحيث تعدم الجدية. فينبغي لناأن لا نجعل هذه السفرة الروحية التي نريد منها الالتجاء إلى الله، وغفران الذنوب،والإقلاع عن المعاصي، ودخول ساحة الإيمان، فلا نجعلها للضحك والتسلية والمزاحالمتصل في مجالس فارغة، ربما تقودنا إلى الغيبة والبهتان.
      ففي حديث عن الإمامالكاظم (عليه السلام) يذم المزاح الخارج عن الحد: (إياك والمزاح فإنّه يذهب بنورإيمانك، ويستخف بمروءتك)().
      وفادتُنا إلى بيتالله من أجل كسب نور الإيمان، ومن التوفيق في أن يتّجه الحاج نحو الله مغتنماًالفرصة التي لم تسنح للملايين، وقد ذرف كثير من المؤمنين دموعه في سواد الليلراجياً الحصول عليها فلم تكن من نصيبه.
      ينقل صديق: أنّ أخاهرأى أفغانيين يأكلان خبزاً وطعاماً بسيطاً، فأراد أن يقدم لهما أكلاً آخر فرفضاوقالا له: نحن نعمل منذ عشرين سنة، ولا نأكل إلاّ الخبز، وهذا الشيء البسيط؛ كينوفّر ما يبلغنا إلى الحجّ، وقد وصلنا فلا نريد أن نغير أكلنا.
      من علامات الخذلان:الكسل، جلسات الثرثرة وفضفضة الكلام، كثرة النوم، قضاء وقت طويل بالضحك. ففيالحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: (إذا أحبّ الله عبداً نصب فيقلبه نائحة من الحزن، فإنّ الله يحبّ كل قلب حزين، وإنّه لا يدخل النار من بكى منخشية الله، حتى يعود اللبن إلى الضرع، وإذا أبغض الله عبداً جعل في قلبه مزماراًمن الضحك، وإنّ الضحك يميت القلب، والله لا يحب الفرحين)( ).
      عن أمير المؤمنين(عليه السلام): (إنّ من أبغض الرجال إلى الله تعالى لعبداً وكله الله إلى نفسه،جائراً عن قصد السبيل سائراً بغير دليل، إن دعي إلى حرث الدنيا عمل، وإن دعي إلىحرث الآخرة كسل...)().
      وعن الباقر(عليهالسلام): (إياك والكسل والضجر؛ فإنهما مفتاح كل شرّ، من كسل لم يؤدّ حقاً، ومن ضجرلم يصبر على حق)().
      5ـ أن لا يذلّ الحاجّنفسه:
      من الصفات الحميدةالتي ترفع الإنسان هي علو الهمّة، أي إنّ همّه يكون بالأُمور الرفيعة الراقية، لابالأُمور الحقيرة والتافهة، ولو نظرنا إلى كل العظماء، والأفراد الذين شعّ خيرهمعلى البشرية، لوجدناهم أصحاب همم عالية. فالأنبياء والأئمة والمصلحون تجاوزواذواتهم؛ ولذا فهم باقون مابقي الدهر، وإن كانت أعيانهم مفقودة.
      إذا أردت أن تعرفالمجتمع هل هو مجتمع جاهل متخلف، أو فاضل رفيع، فانظر إلى مجالسهم واهتماماتهم،فإن وجدتهم يدورون بأحاديثهم في جزئيات الآخرين، يبحثون عن عيوب الآخرين ويحسدونهمويستغيبونهم، ثم تجدهم يهيجون لتوافه الأشياء، فاعلم أنّه مجتمع جاهل بعيد عن روحالإسلام.
      الإنسان الصالحالفاضل ينأى بنفسه عن سفاسف الأشياء، ويترفّع عن محقّراتها وشهواتها الوضيعة، التيليس لها ديمومة لا دنيوية ولا أُخروية. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قولهمن كانت همّته ما يدخل بطنه؛ كانت قيمته ما يخرج منه)( ).
      لقد خلق الله سبحانهالإنسان ومنحه العقل والغريزة، فيما خلق الملائكة عقولاً خالصة دون الغرائز، وخلقالبهائم دون عقل؛ لذا فكلّما تغلّب الهوى على العقل هبط الإنسان مرحلة، حتى يصلإلى مستوى البهائم أو أرذل منها: {أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّأُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}( ).
      وإذا ما تغلّبالإنسان على غرائزه فسيرتقي لمصافّ الملائكة بل أكثر سموّاً، ولهذا نرى جبرائيل(عليه السلام) حينما بلغ المكان المعيّن ـ في قصة الإسراء ـ توقّف ليقول للنبيمحمد (صلى الله عليه وآله): (تقدّم يا رسول الله، ليس لي أن أجوز هذا المكان، ولودنوت أنملة لاحترقت)( ) ، فيمضي النبي (صلى الله عليه وآله) قدماً.
      ونرى كثيراً منالتشريعات الإلهية تقوّي فينا الجانب العقلي؛ لنتغلب على الغضب والشهوات، فمنهاصوم شهر رمضان مثلاً، ففيه قطع لأهم الشهوات؛ لأجل رقينا إلى مصافّ الملائكةالكرام، وإبعادنا عن البهيمية. وهكذا الإحرام في الحجّ، فهو يحرّم علينا جملةكبيرة من الملذات؛ لنتأدب بهذا العمل على كظم الغيض وكبح الشهوة.
      لكن المؤسف، أن ترىشخصاً تحسبه من الأخيار، ومن أهل الوقار، إلاّ أنّه بمجرد أن يعترضه اختبار بسيطبرغبة هنا وشهوة هناك يظهر على حقيقته، فتراه يذلّ نفسه لأجل أكلة معينة، أولدراهم معدودة، أو يغضب لأمر بسيط، أو يثيره تقصير من الآخرين ربما يكون غيرمتعمّد ومقصود؛ فيخرج عن طوره المألوف. وهنا نوصي بمراقبة النفس، فالحجّ فيهمشقّة، وكثرة الناس توجب الاحتكاك والتزاحم؛ فتحدث الأخطاء، وإنّ الله جعل ذلكاختباراً لنا، أنكون من الفائزين أم من الفاشلين؟
      دعنا نقرأ معاً بعضالأحاديث ذات الصلة بهذه النقاط المهمّة:
      عن النبي (صلى اللهعليه وآله وسلّم) قال: (والذي نفسي بيده، ما من عدو أعدى على الإنسان من الغضبوالشهوة، فاقمعوهما واغلبوهما واكظموهما)( ).
      وروي عنه (صلى اللهعليه وآله) أنّه قال: (أفضلكم منزلة عند الله، أطولكم جوعاً وفكراً، وأبغضكم إلىالله، كل نؤومة أكول شروب)().
      وهاك تفكّر في أقوالأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
      1- (ما أبعد الخير ممّن همّته بطنه وفرجه)( ).
      2- (احتمل ما يمرّ عليك، فإنّ الاحتمال ستر العيوب،وإنّ العاقل نصفه احتمال ونصفه تغافل.
      3- (ظفر بالشيطان من غلب غضبه.
      4- (الجاهل عبد شهوته.
      5- (لا حلم كالتغافل، لا عقل كالتجاهل.
      6- (رأس الدين مخالفة الهوى.
      7- (من طبائع الجهّال التسرع إلى الغضب في كل حال.
      8- (من غلب عليه غضبه وشهوته فهو في حيز البهائم)( ).
      9- (ما رفع إمرءاً كهمته، ولا وضعه كشهوته)( ).
      10- (قدر الرجل على قدر همّته)( ).
      قال الإمام الرضا(عليه السلام): (إنّ الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال...)( ).
      وعن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّه قال: (بكى أبو ذر رحمه الله من خشية الله عزّ وجلّ، حتى اشتكىبصره، فقيل له: يا أبا ذر، لو دعوت الله أن يشفي بصرك. فقال: إنّي عنه لمشغول، وماهو من أكبر همّي، قالوا: وما يشغلك عنه؟ قال: العظيمتان الجنة والنار)( ).
      إذن؛ فلنتسابق فياكتساب المكارم وترك المآثم؛ كي نكون قريبين من الله، ويكتب لنا الحجّ المقبول إنشاء الله تعالى.
      ملاحظة: لا أعنيبقولي هذا أن نكون مغفلين يستغفلنا صاحب الحملة فيبتز أموالنا، بعدم إيفائه بوعودهتحت هذه الحجّة، وبذريعة أننا لابدّ أن نصبر وما شابه، فلابد أن يكون نظره منصباًعلى تكليفه وهو ـ توفير ما وعد به ـ لا أن ينظر الى تكليفنا ... لكن لا ينبغي أننغضب ونربك الوضع ونخرج من طورنا لقضايا يمكن تجاوزها، وبعد ذلك ممكن أن نجلس معهونحاسبه على تقصيره بهدوء.

      تعليق


      • #13
        6 ـ الاستغراق في الحديث السياسي:
        الاهتمام في القضاياالسياسية أمر لابدّ منه، شرط أن لا يتجاوز الحد، كوننا (في أيام معدودات) وفرصة لمتتحقق لملايين المسلمين، وربما لا تعود. في الكلام السياسي المعمق محاذير عدّةمنها: الوقوع في البهتان والغيبة. ومنها: ربما يؤدي إلى جدل وخصام وتنافر بينالحجّاج؛ لأنّ الآراء تختلف، والتوجهات متعددة، وكثير منا لم يصل إلى النفسالكبيرة المستوعبة للطرف الآخر.
        روي عن النبي (صلىالله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (من ترك المراء وهو محقّ بُني له بيت في أعلىالجنة، ومن ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة)( ).
        7ـ إيذاء من يسكن معك:
        مشكلة تواجهنا فيالحجّ، فالحاج يسكن مع مجموعة من الحجّاج في العمارة والغرفة، مع أمزجة مختلفة.فهناك من المجموعة من يريد تشغيل مكيف التبريد؛ لحرارة الجو، وبعضهم لا يريد خوفاًمن المرض. وهناك من يريد أن ينام بوقت محدد، وآخر لا يريد، ومن يريد الضوء ليقرأأو يتكلم مع صاحبه مع وجود من لا يريد.. وهكذا في كثير من مسائل التفاوت.
        نقول: إنّ السعيدالذي ينجح في هذا الاختبار، وهو الذي يلبي رغابات إخوانه دون أن يفرض عليهم رأيه،بل يعطي من نفسه؛ ليكونوا منه في راحة، وقد مرّت علينا مجموعة الروايات تبين ذلك.ولنعلم أنّها ساعات معدودة وستنتهي وكل يعود إلى مكانه وموطنه، فالحكيم من يغتنمالفرصة في خدمة إخوانه، سهل المؤنة، يساعدهم، ينزل عند رغبتهم، وإن تقاطعت معرغبته.
        لنحذر الضوضاءوارتفاع الصوت عند الكلام، وعند الدعاء والقراءة في الغرفة. فهناك الكثيرون ممنيحتاجون للراحة والنوم بعد عناء التعبد والسهر في الحرم، فإنّهم عادة ما يذهبونبعد منتصف الليل إلى الحرم للتعبد، ثم يعودون صباحاً ليأخذوا قسطاً من الراحةوالنوم؛ كي يعاودوا الكرّة إلى الحرم في النهار، وهكذا مستغلين أيّام الله والفرصةالمعدودة.
        أمّا نصيحتنا للمدخن،فلا يدخن أبداً في الشقة والغرفة، فالجو فيها ملك للجميع، فلا يحق له أن يلوثهويؤذيهم. وليعلم المدخن أنّه إذا دخن دون رغبة إخوانه ومن غير رضاهم فهو لم يرضالله سبحانه. وإجمال الكلام في هذه النقطة هو: أنّ الحاج لابدّ أن يكون حذراًمبتعداً عن كل ما يؤذي إخوانه المؤمنين من الحجيج.
        8ـ الطواف بمجاميعكبيرة أو الطواف قبل الصلاة:
        هناك خطأ لابدّ منتلافيه، فعادة ما تصدر منّا كشيعة حال الطواف أن نكون بمجموعة كبيرة من الرجالوالنساء، وهو ما يؤذي نفس المجموعة، ويؤذي باقي الحجّاج ويضرهم، فالمجموعة الكبيرةتحجب الآخرين عن الحركة، فالذي ينتهي طوافه مثلاً ويريد الخروج سيصطدم بهذهالمجموعة حيث لا يسمحون له باختراقها، وإذا حاول الاختراق ستحدث مشكلة جراءالتدافع المؤذي. أمّا إذا كان الحال لمجموعة انتهت من طوافها، وأرادت الخروج قبالمجموعة كبيرة تطوف فالمشكلة ستكون أشدّ.
        الحلّ الأمثل يكمن فيأن تُقسَّم الحملة إلى مجاميع، وكلما صغرت المجموعة ستسهل عملية الطواف ونتلافىالمشاكل، فننصح أن لا تتجاوز المجموعة العشرة حجاج. كما نذكّر الإخوة الذين معهممحارمهم وزوجاتهم أن يجعلوهن أمامهم لا خلفهم؛ فإنّ التدافع الشديد يشتدّ من جهةالخلف.
        ومن الأخطاء التي تقعكثيراً هناك، قيام الإخوة بالطواف قبل وقت الصلاة بأقل من ساعة، وهو وقت لا يكفيلإتمام الطواف، حيث يتهيأ الناس ويجلسون قبل الصلاة؛ فيتعرقل الطواف، ومن ثم تقامالصلاة؛ فيقع خلل في الطواف لا يمكن جبره بسهولة؛ لفوات الموالاة. نعم إذا قامتالصلاة وصلّى الحاجّ الطائف معهم فإنّها لا تكون فاصلة. لكن المشكلة أنّ الحاجّالطائف سيضطر للوقوف لانتظار إقامة الصلاة، وهذه تضر؛ لإخلالها بالموالاة، إضافةإلى الإرباك والمشاكل التي ليس هنا محل تفصيلها.
        تنبيه: المستحبالأكيد هو الطواف بين جدار الكعبة الشريفة ومقام إبراهيم (عليه السلام). منالناحية العملية له إيجابياته كما له سلبياته، من إيجابياته أنّ دائرة الطواف تكونصغيرة سريعة ـ مع تطبيق الاستحباب ـ وكلما ابتعدت عن جدار الكعبة ستكون الدائرةكبيرة؛ وسيطول وقت الطواف. ومن سلبياته أنّه سيسبب التزاحم الشديد، وربما يفقدالطائف ـ خاصة الضعفاء ـ إرادته في الطواف فيكون فاقداً لاختياره في المشي، وحيثإنّ من شروط الطواف الإرادة.
        فالأفضل أن يكون طوافالشباب بين الكعبة والمقام، والشيوخ والنساء والضعفاء ومن يقوم بمساعدتهم خارجمقام إبراهيم (عليه السلام).
        9ـ الاستغراق في الفقهأو عدم الالتفات إليه:
        بعض الحجيج يصبّ كلجهده والتفاته إلى الجانب الفقهي في أداء مراسم الحجّ، ففي الطواف مثلاً لا يكونهمّه إلاّ الحفاظ على نفسه من أن يُدفع، أو ينحرف يساره عن الكعبة الشريفة، وبهذاسيفقد الروحية بالمرّة. والبعض يصبّ كل جهده بالدعاء والخشوع ولا يلتفت لنفسه، ولايراقب حركاته التي ربما تخرج عن الإطار الفقهي.
        الصحيح: أن نحافظ علىأنفسنا كي نبقى ضمن الإطار الفقهي فلا نخالفه؛ فتبطل أعمالنا، ولا نستغرق وندققبشدّة، فنفقد روح الحجّ ومعناه والتوجه إلى الله تعالى. فالعبادة دون خشوع عبادةميتة، خاصة لمن يقدم إلى بيت الله ويطوف به أول مرة. وأُذكّر هنا بأمر وهو أنّالإخوة الجدد يكون عندهم إرباك بما يخصّ الطواف وعدم التفات، فيتصور أنّه بمجرد أنيلتفت قليلاً إلى الكعبة يبطل حجّه، في حال أنّ الأمر ليس شديداً لهذه الدرجة،فيمكنه أن يرى الكعبة، بشرط أن لا يكون الإلتفات بدرجة ترى من خلفك. وهناك نقطةأُخرى هي عند الوصول إلى حِجر إسماعيل (عليه السلام) وعند الإنتهاء منه، فحينمايصل لينتبه حتى لا تكون الكعبة خلفه إذا كان طوافه قريباً من جدارها، وعندالإنتهاء يخف الزحام فيسرع الحاجّ في هذا الإنفراج فيرى الكعبة أمامه إذا لم ينتبهلنفسه.
        10ـ التكبير بعدالتسليم:
        من المستحبات التكبيرثلاثاً بعد الإنتهاء من الصلاة، ونحن نرفع اليدين، ولكن الشائع عند أهل السنة أنّالشيعة يقولون بعد الصلاة: خان الأمين، أي إنّ النبوّة إنّما كانت لأمير المؤمنين(عليه السلام) لكن جبرائيل × ـ معاذ الله ـ خان الأمانة وأنزلها على النبي (صلىالله عليه وآله وسلّم). ورغم أنّ هذه المقولة من السخف والبطلان ممّا لا نحتاجمعها إلى كلام، لكن هناك من يصدقها وهم كثر.
        هنا يكون لزاماًعلينا محاربة هذه الشائعة وإثبات بطلانها بخيارين الأول: أن نكبّر دون رفع اليدين.والخيار الثاني: أن ترفع يديك وتكبر بصوت مسموع يسمعه من حولك؛ كي تتغير هذهالفكرة. ولا بأس أن نذكر هنا استدلالاً حسب متبنياتهم؛ ليكون حجة لمن أراد أنيتكلم بهذا الموضوع.
        ففي صحيح البخاري،كتاب الإذان، باب الذكر بعد الصلاة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت أعرفانقضاء صلاة النبي | بالتكبير.
        صحيح مسلم، باب إثباتالتكبير في كل خفض ورفع، عن مالك بن الحويرث، أنّ رسول الله | كان إذا كبّر رفعيديه حتى يحاذي بهما أُذنيه...
        ومن الروايتينالصحيحتين عندهم يتّضح أنّا نعمل بالسنة ولم نضيع صلاة النبي (صلى الله عليه وآلهوسلم).
        11ـ النوم يوم عرفة:
        الوقوف في عرفة منالزوال (منتصف النهار) إلى غروب الشمس وقت بالغ الأهمية. فعن النبي (صلى الله عليهوآله وسلّم) قال: (من الذنوب ذنوب لا تغفر إلاّ بعرفات)( ). وعن الصادق (عليهالسلام) أنّه قال: (... فإذا دخل المسجد الحرام وكّل الله به ملكين... فإذا كانعشية عرفة ضربا على منكبه الأيمن ويقولان له: يا هذا، أمّا ما مضى فقد كفيته،فانظر كيف تكون فيما تستقبل)().
        عرفة: هو يوم دعاءوتوسل واعتراف من العبد لخالقه، لهذا فإنّك تجد الشيطان يلقي على الناس النعاس،فقلما تجد حاجّاً لا ينام في هذا الوقت ولا يأخذه النعاس. من الضروري أن يتهيأالحاجّ لهذه الساعة، ويريح بدنه حتى يتمكن من استيعاب الوقت بالتوسل والدعاء، وهيفرصة ثمينة لا تعوض.
        وكما هو معلوم أنّالحجيج يدعون الله بالأدعية المخصوصة جماعة وفرادى، كدعاء الإمام الحسين (عليهالسلام) يوم عرفة، ودعاء الإمام السجاد (عليه السلام)، فيستحسن أن يخرج الإنسانبعد فتور جماعته إلى الخيم القريبة؛ ليجلس بقرب الخيام التي يدعو أصحابها، أو يجلسمعهم ، فيتّجه بمشاعره أمام خالقه بحرية بعيداً عن الخجل والخوف من الرياء، فتكونساعة مميزة عن غيرها.
        12ـ المرأة والحجرالأسود():
        الغاية التي يتوخّاهاالمؤمن بعباداته هي رضى الله سبحانه والتقرب إليه، والعاقل يتحرى رضى الله سبحانهعلى كل حال. فإذا دار الأمر بين عبادتين يخيّر فيهما، فالعقل يلزمه أن يختارالعبادة التي فيها رضىً لله أكثر. ورضى الله ليس دائماً بالعمل الشاقّ كما يتصورالبعض.
        من جملة الأخطاءالشائعة عند الكثير من الإخوة والأكثر من النساء، محاولته القيام بعمل ما في وقتيكون تركه أفضل، ويتركز الترك إذا استلزممحذوراً. فإنّا نجد إصرار بعض الأخوات المؤمنات على مزاولة الطواف المستحب، رغمالزحمة الشديدة، وتريد أيضاً الوصول إلى جدار الكعبة الشريفة، وبعضهن ـ من غيرنا ـتتدافع للوصول إلى الحجر الأسود. ومثل هذه الأُمور تستلزم عادة خروج شيء من جسدهاأو تماسها مع الأجانب، مضافاً إلى الاحتكاك من كل الجوانب؛ جراء التحشد حول الحجرالأسود.
        هناك طواف مستحبومندوب، لكن ينبغي على المؤمنة أن تعي ما عليها من واجبات ومستحبات أُخرى. فالحفاظعلى نفسها وعدم إبداء شيء من جسمها أولى لها من هذا المستحب. فالله سبحانه برحمتهسيثيبنا على نوايانا، فهو العليم برغبة هذه المؤمنة بالطواف، إلاّ أنّه منعها أمر اللهتعالى؛ فيثيبها على ذلك ثواباً عظيماً.
        ففي الحديث عن زيدالشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنّي سمعتك تقول: نيّة المؤمن خيرمن عمله، فكيف تكون النية خيراً من العمل؟. قال: (لأنّ العمل ربما كان رياءًللمخلوقين، والنية خالصة لربِّ العالمين، فيعطي تعالى على النية ما لا يعطي علىالعمل)().
        هذا الأمر لا يخصالنساء فقط، وليس الأمر مختصاً بالطواف فقط، فكثير من الأعمال العبادية يرغب فيهاالمؤمن ويحبّ عملها، لكنه يتركها لاعتبارات أُخرى، فيثاب عليها، كمن يكون في جماعةولا يريد أذيتهم أو مخالفتهم، فيترك ذلك العمل مراعاة لحسن الصحبة مع رغبته به.
        ولنلتفت لعباداتنابأبعادها ومداخلات الأوامر الأُخرى لا من وجهة واحدة، فإنّ الشيطان عدو يحب أنيصطادنا، فلا نقع في حبالته، فهذه المستحبات ربما تصل إلى مرحلة الحرمة إذا لمنلتفت إلى أبعادها الأُخرى. فالإسلام منظومة متكاملة لا يجوز تجزئتها. هناك سؤالوجِّه للسيد الخوئي يقول فيه السائل:
        س 506: هل يجوزللمرأة والرجل الطواف المستحب في حال الزحام، وفي حال ملامسة الرجال، والتقاءالأجسام، وكذلك هل يجوز تقبيل الحجر الأسود في هذه الحالة أيضاً؟( ).
        الخوئي: لا يجوز ذلك،مع استلزامه اللمس الحرام، والله العالم.

        تعليق


        • #14
          13 ـ ترك الاختلاط مع باقي المسلمين:
          يأتي المسلمون إلىبيت الله من كل حدب وصوب، في زمان معين وبمكان محدود. وإن من الأبعاد المهمة للحجالتعلم من الآخرين، وتداول هموم الأُمّة والمسلمين، والتعارف فيما بينهم وما إلىذلك. لكن هذا البعد نراه معدوماً عند الكثير، فلا يكلّف نفسه أن يتكلّم مع الجالسبجنبه، ولا يهتم بمخالطة إخوانه والتعرف عليهم، فهو يذهب بصورة رتيبة إلى الحرمويرجع مع رفاقه، فيجلسون سوية ويرجعون بمعزل عن المسلمين. فمن الأفضل أن يجلسالإخوة قريبين ولكن يتفرقون قليلاً؛ لكي تسنح الفرصة أن يتكلموا مع باقي المسلمين؛لما له من فوائد كثيرة.
          من جواب الإمامالصادق (عليه السلام) لهشام عن علّة الحجّ: (...فجعل فيه الاجتماع من المشرقوالمغرب ليتعارفوا)().
          ويقول الريشهري فيمقدمة كتابه الحجّ والعمرة في الكتاب والسنة: بعد التأمل في روايات أهل البيت(عليهم السلام) يتبيّن أنّ إفراغ الحجّ من جهتيه السياسية والاجتماعية إنّما هومؤامرة خطرة، لها جذور في التاريخ الإسلامي. وقد اجتهد أهل بيت رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلّم) بكل ما يمكن ليبصروا الناس بهذه المؤامرة، حتى أنّهم عدّواالحجّ الخالي من الجهة السياسية والاجتماعية حجّ الجاهلية.
          14ـ عدم الإهتمامبالنظافة:
          قال رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلّم): (تنظفوا بكل ما استطعتم، فإنّ الله تعالى بنى الإسلام علىالنظافة، ولن يدخل الجنة إلاّ كلّ نظيف)().
          وعنه (صلى الله عليهوآله وسلّم) قال: (إنّ الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنّه لا يدخل الجنة إلاّ نظيف)( ).
          وقال (صلى الله عليهوآله وسلّم): (إنّ الله يحبّ الناسك النظيف)( ).
          وعن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: (من أخلاق الأنبياء التنظف)( ).
          هذه النظافة والدعوةلها في الأيام العادية والأماكن الطبيعية، أمّا ونحن في أيام خاصة معينة، في أرضمقدسة، وبلد حرام، والمدينة المنورة الطيّبة (طَيبة) فالأمر يختلف. لكن للأسفالشديد نجد الكثير من المسلمين يحوّلون هذه الديار المقدسة إلى قمامة، فهناك منيرمي أغلفة الحاجات والأطعمة والمشروبات في الشوارع. أمّا في المشاعر (عرفاتومزدلفة ومنى) فحدّث ولا حرج، والأمر أمرّ وأدهى، يعكس صورة مستهجنة جداً.
          على المؤمن أن يكوننظيفاً يتذكر الروايات الشريفة، لا سيما وهو في أرض مباركة، فحري به أن يميط الأذىبرفع الأوساخ والقمامة ووضعها في أماكنها قدر المستطاع. وما يراه من كثرة الأوساخفي كل مكان ليس مبرراً أن يساهم في رفدها بالمزيد، فعليه أن يعمل ويصلح، وإن كانبين آلاف ممن لايهمهم رمي الأوساخ في كل مكان، فمن المؤكد أنّ عمله هذا يصبّ فيمجرى الخير، والله تعالى بلطفه سيجازي من يعمل الخير بأحسن الجزاء, سيما في تلكالديار.
          توضيح بعض المعانيالمتعلّقة بالحجّ:
          هناك الكثير منالأسماء والمصطلحات التي تتعلق بالحجّ والتي يحتاج إليها القاصد إلى بيت اللهالحرام فلابدّ من معرفتها والاطلاع عليها قبل سفره. سنذكر جملة منها:
          مكّة وبكّة: عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال لمن سأله: أين مكة من بكّة؟ (مكّة أكناف الحرم، وبكّةمكان البيت) قال: ولِمَ سمّيت مكّة؟ قال: (لأنّ الله تعالى مكَّ الأرض من تحتها،أي دحاها). قال فلِمَ سمّيت بكّة؟ قال: (لأنّها أبكت عيون الجبارين والمذنبين)( ).
          إنّ الإمام الكاظم(عليه السلام) قال في جوابه عن مكة: لِمَ سمّيت بكّة؟ (لأنّ الناس يبكُّ بعضهمبعضاً بالأيدي، ولا يكون إلاّ في المسجد حول الكعبة...)( ). والبكُّ في اللغة:الزحام.
          الحلُّ والحرم: هناكروايات ومسائل فقهية تذكر الحلّ والحرم، وهناك أحكام تخص الحلّ وبعضها يخص الحرم،والخطأ الشائع في تصور أنّ المقصود بالحرم قبال الحلّ هو المسجد الحرام، وهذا غيرصحيح، فإنّ الشارع المقدس جعل لمكة المكرمة حرم حول بيت الله، فمن جهة المشاعرمثلاً فإنّ كل مكة ومنى والمشعر الحرام (المزدلفة) داخلة في الحرم، أمّا عرفات فهيفي الحلّ وليست في الحرم. ومن أراد التفصيل فليراجع الموضوع في مضانّه.
          الحجَر الأسود: الحجرالأسود أو الأسعد، ومكانه في الركن الذي يبدء منه الطواف، والتزامه أو تقبيلهسنّة، لكن ليس من الأعمال الواجبة.
          عن النبي (صلى اللهعليه وآله وسلّم) قال: (الحجر يمين الله في الأرض، فمن مسح يده على الحجر فقد بايعالله أن لا يعصيه)( ). وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (الحجر الأسود من حجارةالجنة
          ملاحظة مشكلة هذه النسخة الالكترونية ان الهامش لا يظهر مع ان فيه بعض الملاحظات ولاهمية هذه النقطة اشير اليها هنا وهي ان الحجر الاسود الموجود حاليا ليس كله الحجر الاسود ولكن الحجر تكسر بمرور الزمن والان بقي منه عدة حجرات اكبرها بقدر التمرة وقد وضعوا هذه الحصيات بداخل صخرة ووضعت بمكان الحجر فمن اراد تقبل او لمس الحجر لابد ان يتحرى هذه الحصيات وهي مميزة ومرصعة على الصخرة بلون مختلف
          حِجرُ إسماعيل: هوالجدار المقوس بين ضلعي الكعبة العراقي والشامي تحت الميزاب.
          قال الإمام الصادق(عليه السلام): (الحِجر بيت إسماعيل، وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل)( ).
          وعنه (عليه السلام)قال: (ولكن إسماعيل دفن أُمّه فيه، فكره أن توطأ، فحجر عليه حجراً، وفيه قبورأنبياء)().
          الحطيم: عن معاوية بنعمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحطيم، فقال: (هو ما بين الحجرالأسود وبين الباب) وسألته لِمَ سمّي الحطيم؟ فقال: (لأنّ الناس يحطم بعضهم بعضاً)( ).
          عن أبي بلال المكيقال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) طاف بالبيت، ثم صلّى فيما بين الباب والحجرالأسود ركعتين، فقلت له: ما رأيت أحداً منكم صلّى في هذا الموضع. فقال: (هذاالمكان الذي تيب على آدم فيه)().
          قال أبو حمزةالثمالي: قال لنا علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): (أي البقاع أفضل؟).فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال: (إنّ أفضل البقاع ما بين الركنوالمقام)( ). أي ركن الحجر ومقام إبراهيم.
          المستجار والملتزم:قال محمد علي الأنصاري في كتابه الموسوعة الفقهية الميسرة: (المستجار ـ كما قيل ـ: جزء من حائط الكعبة بحذاء الباب دون الركن اليماني بقليل، ويسمى: الملتزم أيضاً) ( ).
          عن الإمام الصادق(عليه السلام): (بنى إبراهيم البيت... وجعل له بابين، باب إلى المشرق وباب إلىالمغرب، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار)( ).
          وعنه (عليه السلام)أنّه كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه: (أميطوا عنّي حتى أقرّ لربي بذنوبيفي هذا المكان، فإنّ هذا مكان لم يقرّ عبد لربه بذنوبه ثمّ استغفر الله إلاّ غفرالله له)().
          يوم التروية: وهواليوم الثامن من ذي الحجّة، وفيه يحرم الحجّاج إحرام الحجّ عادة، وينطلقون فيه أوفي الليل إلى عرفات.
          سئل أبي عبد الله(عليه السلام): لِمَ سمّي يوم التروية يوم التروية؟. قال: (لأنّه لم يكن بعرفاتماء، وكانوا يستقون من مكة من الماء لريّهم، وكان يقول بعضهم لبعض: ترويتم ترويتم،فسمّي يوم التروية)().
          عرفات: موضع يبعد عنبيت الله أكثر من عشرين كيلومتراً، وفيه مسجد نَمِرة، وجبل الرحمة.
          عن معاوية بن عمار:سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن عرفات: لِمَ سميت عرفات؟. فقال: (إنّ جبرئيل(عليه السلام) خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة، فلمّا زالت الشمس قال لهجبرئيل (عليه السلام): يا إبراهيم، اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسميت عرفات؛ لقولجبرئيل (عليه السلام): اعترف فاعترف)().
          المشعر الحرام(المزدلفة): عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنّما سميت مزدلفة لأنّهمازدلفوا إليها من عرفات)().
          وقيل لأمير المؤمنين(عليه السلام): فالمشعر الحرام، لِمَ صار في الحرم؟. قال: (لأنّه لمّا أذن لهمبالدخول وقفهم بالحجاب الثاني، فلمّا طال تضرّعهم بها أذن لهم لتقريب قربانهم،فلمّا قضوا تفثهم تطهروا من الذنوب التي كانت حجاباً بينهم وبينه، أذن لهمبالزيارة على الطهارة)().
          أيام التشريق: وهيالحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة. وسمّيت كذلك لأنّ لحومالأضاحي كانت تشرق فيها أي تنشر تحت الشمس لتجفّ فلا تفسد. وقيل: سمّيت كذلك لأنّالهدي لا يذبح أو ينحر إلاّ بعد أن تشرق الشمس. وقيل: إشراق الروح في ظل تلكالمناسك الروحية. وقيل: هي الأيام المعدودات كما ذكر المفسرون في قوله تعالى:{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} ( ).
          جاء في روايات عديدةأنّ ذكر الله في هذه الأيام تكبير خاص يذكر بعد إتمام صلاة ظهر يوم عيد الأضحى،ويستمر ذكر هذا التكبير في خمس عشرة صلاة، أي ينتهي بعد صلاة صبح اليوم الثالثعشر. وهو كما يلي: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله والله أكبر، اللهأكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والله أكبر على ما رزقنا من بهيمةالأنعام).

          تعليق


          • #15
            بعض المسائل الفقهيةالمهمّة:
            المسائل الرئيسيةمعروفة وتغطيها دروس المرشدين. لكن هناك مسائل دقيقة ربّما لا تذكر إلاّ أن يُسألعنها، بل البعض منها لا يعرفه الكثير من المرشدين أنفسهم، وكثير منها غير موجودةفي كتب الفتوى (مناسك الحجّ)، واستخرجنا ذلك من كتاب (صراط النجاة)، فقد جمع فيهالكثير من المسائل الفقهية التي وجّهت كسؤال للسيد الخوئي، وكذا من كتاب ملحقمناسك الحجّ للسيد السيستاني.
            نشير إلى بعض هذهالأجوبة في هذا الباب للفائدة، ونعلّق للتوضيح على بعضها إن لزم التوضيح .
            سؤال: ذكرتم فيالمناسك جواز إلقاء رداء الإحرام لغير ضرورة، فهل يجري ذلك في الإزار أيضاً؟
            السيد الخوئي: لا فرقبينهما في نفسه.
            سؤال: هل وجود قطعةبسيطة مخيطة معلقة بثوبي الإحرام ممّا يضرّ به، وكذلك وجود خياطة في أطراف ثوبيالإحرام؟.
            السيد الخوئي: لا بأسبهما ولا يضران بالإحرام، ولا يوجبان شيئاً على المحرم.
            أقول: وذلك مثل علامةالمصنع المخاطة على الإحرام.
            سؤال: إذا اضطرالمحرم إلى التظليل وقتاً ما، هل يجوز له التظليل في غير وقت الضرورة؟.
            الخوئي: لا يجوز فيغير وقت الضرورة، والله العالم.
            سؤال: ما حكم كتمالنَّفَس عن الروائح الكريهة حال الإحرام بدون إمساك الأنف؟.
            الخوئي: الممنوع هوإمساك الأنف لا غيره.
            سؤال: هل يجوز للمحرمالتظليل حال المشي بمظلة، أو راكباً بسيارة مسقوفة في مكة المكرمة، وعرفات،ومزدلفة، ومنى؟.
            الخوئي: نعم في كلمحلّ نزل فيه لأداء نسك، أو لمحض الراحة، أو لقضاء حاجة أُخرى، ولا يعمل سيراًسفرياً.
            توضيح: إنّ السيدالخوئي يرى حرمة التظليل حال المسير، أمّا إذا نزلت بمكان فممكن أن تظلل فيه،فمثلاً إذا أحرمنا من الميقات وسرنا إلى مكة لا يجوز التظليل، ولكن لو نزلنا ظهراًفي منطقة للصلاة والغداء، فيحق لي أن أُظلل حينما أتحرك بالمنطقة، لكن عندالإنتهاء ومواصلة السير إلى مكة لا يجوز التظليل. وهذا على خلاف رأي السيدالسيستاني.
            سؤال: هل تجب الكفارةعلى من إدهن لأجل الضرورة؟.
            الخوئي: في الفرض لاشيء عليه.
            سؤال: الحلق للصرورةهل هو احتياط وجوبي أو استحبابي؟.
            الخوئي: احتياطاستحبابي منّا، والله العالم.
            توضيح: هذا خلاف رأيالسيد السيستاني، فقد أفتى بالحلق للصرورة على الأحوط وجوباً، فمن يقلده فلابدّ أنيحلق أو يرجع للأعلم بعده؛ كونها مسألة احتياطية. والصرورة: يعني الحجّ الأول.
            سؤال: إزالة الشعربالمكائن الحديثة التي تبقي أُصول الشعر هل يكفي في الحلق أم لابدّ أن يكونبالموسى؟.
            الخوئي: الحلق لايكون بذلك، ولكنّه التقصير، والله العالم.
            سؤال: إذا انتهىالمحرم من السعي في العمرة، هل يجوز له أن يقصِّر لنفسه أو لغيره، قبل أن يقصّرلنفسه؟.
            الخوئي: نعم يجوز لهأن يقصّر لنفسه، ولكن لا يجوز أن يقصّر لغيره ما لم يقصّر لنفسه.
            سؤال: إذا لم يوجدالفقير بمنى فهل يسقط حقّه من الهدي، أو يكون المكلف ضامناً له؟.
            الخوئي: يكون ضامناً لهعلى الأحوط، والله العالم.
            السؤال: فداء التظليلهل هو لاحق بالكفّارات، بحيث لا يجوز لغير الفقير والمسكين الأكل منه، وعلى فرضالجواز هل يجوز لمن كان عليه الفداء أن يأكل منه أم لا؟.
            الخوئي: نعم، ولاينتفع هو به، ويعطي جميعه للفقراء.
            توضيح: حتى الجلديعطى للفقير.
            سؤال: من كانمستطيعاً بالاستطاعة المالية إلى الحجّ، ولكنه كان يمنعه عن الذهاب مانع في سنةالاستطاعة، كعدم تهيئة الجواز، أو المرض، أو غير ذلك من الموانع، فهل يجب عليهالتحفظ على الاستطاعة؟.
            الخوئي: نعم يجب.
            سؤال: إذا كانالمسؤولون يوزعون الأماكن في عرفات ومنى على الحجّاج، هل يعطي هذا التوزيع حقّاًفيها، ولو اتفق أنّ شخصاً وقف في المنطقة التابعة لغيره في التوزيع، هل يصح موقفهأم لا؟ ولو وقف جهلاً فماذا يجب عليه؟.
            الخوئي: لا أثرللتوزيع المذكور.
            سؤال: النائب فيالحجّ عن الغير، هل يأتي بالتقصير أو الحلق عن نفسه، أم يأتي به نيابة عن المنوبعنه؟.
            الخوئي: كل وظائفالحجّ والعمرة يأتي بها النائب بقصد المنوب عنه، سوى الكفّارات إن ابتلي بها،فيأتي بها عن نفسه.
            سؤال: لو قال الملبّيفي المقطع الثالث من التلبية: (إنّ الحمد) بفتح الدال وسكت. ثم قال: (والنعمة)وسكت. ثم قال: (لك والملك) وسكت. ثم قال: (لا شريك لك لبيك). فهل ينعقد إحرامهبهذه الكيفية، أم لابدّ أن يصل فيقول: (إن الحمد، والنعمة، لك والملك) ثم يقوللا شريك لك لبيك).
            الخوئي: الأحوط الوصل.
            توضيح: هذا السؤاليخص ما هو مشهور كما نراه في الإعلام من طريقة التلبية، والتي تخالف اللغةالعربية، ففي اللغة لا يصح الوقوف على متحرك، فلابدّ من أن تسكّن الحرف الأخير فيحال الوقف.
            سؤال: إذا أصابت ثيابالمحرم نجاسة، فهل يجب عليه المبادرة فوراً إلى التطهير، أم يجوز له أن يؤجل ذلكالساعة أو الساعتين؟.
            الخوئي: الأحوط المبادرةإلى تبديلهما أو تطهيرها، وعدم التأخير في إبقائها على بدنه من دون عذر، وله إلقاءالمتنجّس منهما والاكتفاء بالآخر إزاراً، أو إلقائهما إذا أمن الناظر المحترم؛لعدم وجوب استدامة اللبس.
            سؤال: إذا كان الحاجنازلاً في أحد أحياء مكة الجديدة كالعزيزية مثلاً، وأراد الذهاب محرماً إلى مكةالقديمة، فهل يجوز له الركوب في سيارة مسقفة؟ أم أنّ جواز ذلك مخصوص لمكان نزوله،وهو العزيزية، كما فرضناه في السؤال؟.
            الخوئي: لا يجوز لهالتظليل إلاّ بعد وصوله مكة القديمة، ولا يجوز بين مكان نزوله وبين مكة القديمةإذا قصد بسيره هذا الذهاب إلى المسجد للأعمال، والمسألة احتياطية.
            سؤال: هل يجوزللمختار أن يطوف في الطواف الواجب بعد مقام إبراهيم (عليه السلام)، بحيث يكونالمقام بين الطائف وبين الكعبة؟.
            الخوئي: نعم له ذلك،وإن كان الأولى أن يطوف قبل المقام
            إن أمكنه.
            سؤال: إذا التفتالساعي بين الصفا والمروة إلى جهة اليمين أو اليسار بكل بدنه، مع العلم بعدم حصولالاستدبار هل يكون سعيه صحيحاً أم لا؟.
            الخوئي: لا بأس ما لميستمر كذلك في سعيه بل وقف.
            سؤال: إذا استنابتالمرأة في حال قدرتها على المباشرة بنفسها، فهل يجب عليها قضاءه في اليوم التالي، كمننسي الرمي فذكره في اليوم التالي؟.
            الخوئي: نعم يجبعليها في الفرض القضاء.
            سؤال: ماء السبيل (فيالحرم المكي والمسجد النبوي) هل يجوز الوضوء منه، حيث إنّه مجعول للشرب، ومبرّد،ومثله الماء في زمزم نفسها؟.
            الخوئي: إن كان ملكاًلمالك سبّله للشرب فقط؛ فلا يصح الوضوء به، وكذا ماء زمزم إن فرض ملكاً لمالكشخصي، قصر استعماله في جهة خاصة غير الوضوء، والله العالم.
            توضيح: شخصياً فقدسألت السعوديين العاملين في الحرم، فأخبروني أنّهم يجوّزون ذلك للوضوء، وقالوا:إنّ الخلاف بين العلماء ـ عندهم ـ في استخدامه للاستنجاء. وكذلك سأل غيري، فكانالجواب بالإيجاب. لكن لابأس لمن أراد أن يحتاط أن يأخذ معه قنينة ماء عند التوجهللحرم الشريف، ويتوضأ منها عند الحاجة.
            سؤال: نظراً لصعوبةالنزول (السكن) أيام الحجّ في مكة القديمة، يضطر كثير من المؤمنين النزول في مناطقالشيشة والعزيزية، فهل يجوز النزول في هذه المناطق، وهل يجوز الإحرام للحج من هذهالمناطق أيضاً؟.
            الخوئي: الأحوط أنيكون الإحرام من مكة القديمة، والأفضل أن يكون من المسجد، وأمّا النزول في هاتينالمنطقتين فلا بأس به، نعم، إذا خرج من هاتين المنطقتين وكان محرماً فالأحوط تركالتظليل في الطريق، والله العالم.
            سؤال: في (السيارةاللورية) التي لها حائط يشكل ظل جانبي يستند إليه المحرم إذا لم تشتمل على فتحات،كم الارتفاع المسموح به؟.
            الخوئي: لابدّ أنيكون معظم بدنه مكشوفاً من الجوانب، والله العالم.
            سؤال: إذا اضطرالمحرم للظل الجانبي، هل يسوغ له ركوب السيارة المسقوفة؟.
            الخوئي: نعم، وعليهالكفارة، والله العالم.
            توضيح: يعني السيدأنّه لا يوجب التدرج في حصول السيارة الغير مظللة، فإذا لم تجد سيارة مكشوفة منالأعلى ومن الجوانب، ووجد فقط ما رفع سقفها، وبقيت الجوانب لايجب عليك ركوبها، بلتصعد بسيارة عادية.
            سؤال: لو وصل الحاجإلى منزله في مكة الجديدة (كالعزيزية مثلاً) هل يجوز له التظليل إلى المسجدالحرام؟.
            الخوئي: لا يجوز لهالتظليل من حدود العزيزية إلى حدود مكة القديمة.
            سؤال: هل يشترط فيالطواف المستحب صلاة أم لا؟.
            الخوئي: نعم يعتبرالصلاة أيضاً على الأحوط، والله العالم.
            سؤال: إذا ظهر شيء منجسد المرأة الواجب ستره في الطواف في شوط أو جزء من شوط غفلة أو سهواً أو جهلاً،فما هو الحكم؟.
            الخوئي: إذا التفتتإلى ذلك أثناء الطواف أعادت ذلك الشوط على الأحوط، وإذا التفتت بعد الفراغ لميضرها، إن كان غفلة أو سهواً، وإن كان جهلاً بالحكم وقد فاتت الموالاة أعادتالطواف من رأس احتياطاً، وإن انقضى وقت الطواف أعادت الحجّ احتياطاً، والله العالم.
            توضيح: عملياً تجدالكثير من النساء فاقدات للستر لشدّة الزحام، فينبغي للمؤمنة أن تلبس ما يصعبتحركه بسهولة على يديها ورأسها وأن تراقب نفسها.
            سؤال: إذا كان الرجليصلي صلاة الطواف أو أي صلاة أُخرى، فجاءت امرأة وصلت محاذية له، أو أمامه،وبينهما أقل من شبر، فما حكم صلاتهما؟.
            الخوئي: في الفرضتبطل المتأخر صلاته فقط، والله العالم.
            توضيح: أمّا السيدالسيستاني، فيعتبر الصلاة جائزة هكذا في الحرم المكي عند الزحام.
            سؤال: بعض الحجّاجيعملون حلقة بأيديهم ويصلون خلف المقام، هل يجوز ذلك؟.
            الخوئي: لا يجوزوالله العالم.
            توضيح: كونه يمنعالطائفين ويؤذيهم والطواف كالصلاة.
            :من وجبت عليه كفارةشاة مثلاً، فهل يجزئ أن يشتري ذبيحة (شاة مذبوحة ) ويوزع لحمها، أم يجب عليه أنيشتري شاة حية؟.
            الخوئي: لا تكفي إلاّأن تذبح بتلك النية فتفرّق للفقراء، والله العالم.
            سؤال: عند تناولالمرأة للحبوب المانعة للحيض في الحجّ، يحصل أن ترى بعد بذل الجهد، قليلاً منالسائل المائل إلى الاصفرار (ويشتبه أن يكون دماً) أو ترى خطوطاً حمراء (أقرب إلىأن يكون دماً)، فما رأي سماحتكم في الطواف والصلاة مع وجود مثل هذا السائل؟.
            الخوئي: لا بأسبالطواف، وصلاتها مع وجود السائل المذكور؛ لأنّه ليس بحيض.
            السيد السيستاني:
            السؤال: من استقرّعليه الحجّ ولا يملك ما يفي بتكاليفه هل يلزمه الاقتراض لأدائه، وإن كان حرجياًعليه، وهكذا بالنسبة إلى ترك عمله مدة الحجّ إذا كان حرجياً عليه؟.
            الجواب:إذا لم يمكنهأداء الحجّ من دون ذلك وجب عليه ما ذكر تخلصاً من العقاب.
            توضيح: استقرار الحجّيعني أنّه استطاع الحجّ في أحد السنين ولم يحج .
            السؤال: شاب مستطيع يفكربالزواج، فلو سافر لأداء فريضة الحجّ لتأخر مشروع زواجه فأيهما يقدم؟.
            الجواب: يحج ويؤخّرالزواج، إلاّ إذا كان الصبر عنه حرجياً عليه بحد لا يتحمل عادة، ولو كان واثقاً منالتمكن من أداء الحجّ لاحقاً جاز له تقديم الزواج، ولكن الغالب عدم الوثوق بذلك.
            السؤال: يستحب تكرارالحجّ كل عام، غير أنّه يكثر الفقراء المؤمنون المحتاجون إلى لقمة العيش، واللباسفي العديد من البلدان الإسلامية، فلو دار الأمر بين صرف الأموال بتكرار الحجّ، أوالزيارة لأحد المعصومين (عليهم السلام)، وبين التبرع بها لهؤلاء المؤمنينالمحتاجين فأيّهما يقدّم؟.
            الجواب: مساعدةأُولئك المؤمنين المحتاجين أفضل من الحجّ وزيارة العتبات المقدسة في حدّ نفسيهما،ولكن قد يقترن الحجّ أو الزيارة ببعض الأُمور الأُخرى التي تبلغ بها تلك الدرجة منالفضل أو تزيد عليها.
            توضيح: نجد الكثير منالإخوة يدينون من يحج كثيراً لهذا الأَمر، ولكن بودّي أن أُنوّه لأمر وهو: إنّالشيطان له وسوسة كبيرة ، فيدخل من هذا الباب كي لا يحجّ الإنسان، ومن ثمّ يوسوسله فلا يرسل هذا المبلغ إلى الفقراء، مع العلم أنّ جلّ الإخوة يحجون نيابة، وماذنبهم إذا كانوا مصداقاً لدعوة الخليل (عليه السلام)( ).
            السؤال: المرحومالسيد الخوئي (قدس سرّه) يحتاط في النائب عن الموسر العاجز عن مباشرة الحجّ أنيكون صرورة، فلو استأجر العاجز شخصاً ثم تبين بعد أداء الحجّ أنّه لم يكن صرورة،فما هو تكليفه؟.
            الجواب: المختاركفاية استنابة غير الصرورة. ولو أراد الاحتياط فعليه أن يستنيب الصرورة.
            السؤال: ذكرتم أنّهلا يجوز على الأحوط أن يطوف المحرم لحج التمتع الطواف المندوب قبل خروجه إلىعرفات، فلو طاف جهلاً أو عمداً أو نسياناً فما هو حكمه؟.
            الجواب: الأحوطالأولى أن يجدد التلبية.
            السؤال: هل يصحالإحرام من المحلات المستحدثة في مكة المكرمة، كالشيشة، والعزيزية، وشارع الستينونحوها، علماً أنّ بعض هذه المحلات تبعد عن مركز المدينة بما يقارب من عشرين كيلومتراً؟.
            الجواب: المحلاتالمستحدثة إذا عدت جزءاً من المدينة المقدسة في العصر الحاضر جاز الإحرام منها علىالأظهر، إلاّ ما كان خارجاً منها من الحرم.
            السؤال: يشترط فيالإزار من ثوبي الإحرام أن يكون ساتراً ما بين السرة إلى الركبة، فهل يشترط سترالسرّة طول فترة الإحرام، أو حين عقده فقط؟.
            الجواب: إنّ ما يلزمعلى الأحوط أن يكون الإزار بمقدار ما يستر بين السرة والركبة، ولا يلزم ستر السرّةعند عقد الإحرام، فضلاً عن وجوبه في تمام مدته.
            السؤال: هل يجوزللمحرم استعمال السكاير ذات الرائحة العطرة؟.
            الجواب: الأحوطالاجتناب عنها.
            السؤال: عصير الفواكهذات الرائحة الطيبة، كعصير البرتقال، وعصير التفاح، هل يجوز شربه من قبل المحرم،مع ترك شمّه أثناء الشرب؟.
            الجواب: يجوز شربه،ولزوم الإمساك عن شمّ رائحته الطيبة أثناء ذلك مبني على الاحتياط.
            السؤال: دخانالسيارات مضرّ جداً بالصحة، هل يجوز للمحرم سدّ أنفه عنها؟.
            الجواب: يمكنه أنيقطع التنفس للحظات؛ تجنباً عن استنشاقه، وأمّا سدّ أنفه من رائحته الكريهة فلايجوز.
            توضيح: طبعاً هذا حالالإحرام فقط، وينتهي بالإحلال من الإحرام.
            السؤال: البقّوالذباب وأمثالهما هل يجوز للمحرم قتلها، إذا خشي الضرر منها في عدوى الأمراض ونحوذلك؟.
            الجواب: يجوز إذا لميجد طريقاً آخر للأمن من ضررها.
            السؤال: العدسةالملونة التي توضع على العين هل تعد من الزينة التي يجب سترها إذا كان وضعها لذلك؟.
            الجواب: نعم، ويجبستر العين عندئذ عن غير المحرم.
            السؤال: ما حكماستعمال مرطب الشفاه. والجليسرين. والفازلين في حال الإحرام؟.
            الجواب: لابدّ منالاجتناب عنها لغير ضرورة، مع صدق الادّهان على استعمالها.
            السؤال: هل يجوزللمحرم استعمال الهاتف الثابت أو الجوال؟.
            الجواب: يجوز ولكن لايضع سماعته على أُذنه على الأحوط، وأمّا جعلها قريباً منه بحيث لا يستر بها فلابأس.
            السؤال: هل يجوزللمحرم أن ينشّف رأسه
            بالمنديل ونحوه؟.
            الجواب: لا يجوز وإنكان بنحو المسح والإمرار على الأحوط.
            توضيح: كون ستر الرأسمن المحرّمات.
            السؤال: هل يجوزللمحرمة أن تنشف بعض وجهها بمنديل، وهل يجوز لها ذلك حال الاضطرار، كما لو أُصيبتبالزكام فاحتاجت إلى تنظيف أنفها؟.
            الجواب: الأحوط لهاأن لا تنشف وجهها بالمنديل، وإن كان بنحو المسح والإمرار، ولم يستلزم تغطية تمامالوجه، ولكن تنظيف الأنف بالمنديل في حال الزكام مثلاً ليس من الستر المحرم عليها.
            توضيح: كون ستر وجهالمرأة المُحرمة من المحرّمات بتفصيل.
            السؤال: إذا دخلالمحرم مكة المكرمة، فجاء إلى منزله المعين لسكناه قبل أن يحلّ من إحرامه، فهليجوز له ركوب الباصات المسقفة، إذا أراد الذهاب إلى المسجد الحرام لأداء نسكه؟.
            الجواب: لا يجوز لهذلك على الأحوط لزوماً.
            السؤال: يفتي السيدالخوئي (قدس سرّه) بعدم جواز التظليل في الليل، ولكنه يحتاط في التظليل في المناطقالمستحدثة من مكة المكرمة، وأنتم دام ظلّكم تفتون بجواز ركوب السيارة المسقفةليلاً، وتحتاطون بعدم التظليل في المنزل، فهل يجوز لمقلدي السيد الخوئي (قدس سرّه)الرجوع إليكم في جواز التظليل في الليل في المناطق المستحدثة من مكة المكرمة؟.
            الجواب: يجوز لهم ذلك.
            السؤال: إذا اضطرالمحرم إلى التظليل بعض الوقت، فهل يجوز له الاستمرار في التظليل ما لم يخرج منإحرامه، ولو على ارتفاع الضرورة؟.
            الجواب: لا يجوز لهالاستمرار في التظليل مع ارتفاع موجبه، ولكن لو استمر فيه لم يثبت عليه كفارةأُخرى.
            السؤال: هل ترتفعالحرمة التكليفية للتظليل مع اختيار دفع الفدية؟.
            الجواب: لا.
            السؤال: لو طافتالمرأة وهي مكشوفة الذراعين، أو مكشوفة الشعر جهلاً، أو عمداً، فهل يضرّ ذلك بصحةطوافها؟.
            الجواب: صحة طوافهاإذا كانت مكشوفة الذراعين، أو مكشوفة الشعر كلّه أو جلّه محل إشكال، وإن وقع عنجهل.
            السؤال: هل يضرّ بصحةالطواف الالتفات بالرأس والرقبة إلى الكعبة أثناء الطواف، مع التحفظ على تياسرالبدن؟.
            الجواب: إذا كانالالتفات يسيراً لم يضرّ بصحته، وأمّا الالتفات الفاحش الموجب لِلَي العنق، ورؤيةجهة الخلف في الجملة، فالأحوط وجوباً الاجتناب عنه.
            السؤال: هل للطائف أنيستريح بين شوط وآخر مدة عشر دقائق؟.
            الجواب: تحققالموالاة بين الأشواط مع الفصل بهذا المقدار محل إشكال بل منع.
            السؤال: هل يشترط فيجواز الطواف خلف المقام اتصال الطائفين إلى الكعبة؟.
            الجواب: لا يشترطذلك، فيجوز وإن كان منفرداً.
            السؤال: هل يجوز أنينوي الطائف كل شوط بخصوصه نيابة عن شخص معين؟.
            الجواب: يجوز، ولكنلا ينوي بالمجموع طوافاً واحداً موزعاً على عدّة أشخاص، بل يأتي بأشواط منفردة كلعن شخص.
            السؤال: في صلاةركعتي الطواف هل يجوز للرجل الإتيان بهما مع عدم وجود فاصل بينه وبين امرأةتؤديهما؟.
            الجواب: اعتبار عدممحاذاة المرأة للرجل وعدم تقدّمها عليه في حال الصلاة لا يجري في مكة المكرمة عندالزحام، فيجوز فيها التقدم والتأخر.
            السؤال: في الصلاةخلف المقام ربما يشكل بعض المؤمنين حلقة بشرية؛ ليتيسر أداء الصلاة داخل الحلقةباستقرار واطمئنان، ولكنّ ذلك قد يزاحم الطائفين، ويتسبّب في تعرض المؤمنين للسبّوالشتم من قبل بعضهم، فهل يجوز ذلك أم يلزم أداء الصلاة في مكان آخر من المسجد؟.
            الجواب: لا مانع منإيجاد حاجز على شكل حلقات بشرية أو غيرها للتمكّن من أداء ركعتي طواف الفريضة خلفالمقام. ولو استلزم ذلك الإساءة إلى المصلي من قبل بعض الطائفين بما يشقّ عليهتحمله، فله أداؤها في مكان آخر من المسجد، مع مراعاة المراتب المذكورة في رسالةالمناسك المسألة (326).
            السؤال: هل يصحالتقصير في العمرة خارج مكة؟.
            الجواب: لا مانع منه،وإن كان الأولى رعاية الاحتياط في ذلك.
            السؤال: من يقفقريباً من الجمرة ويرميها، ولكن لا يرى بعينه إصابة الحصى لها؛ لكثرة الحصياتالمتجهة إلى الجمرة، فهل يجزيه ذلك؟.
            الجواب: يكفيهالإطمئنان بإصابتها، وإن لم يميزها حين الإصابة.
            السؤال: إذا كان طوافحجّه باطلاً، ولم يعلم بذلك إلاّ بعد سنوات، فما هو حكمه؟.
            الجواب: حجّه محكومبالبطلان.
            السؤال: النائب عنغيره في الحجّ، هل يأتي بطواف النساء لنفسه أو عن المنوب عنه؟.
            الجواب: يأتي به عنالمنوب عنه.
            السؤال: هل يجوزتأخير طواف النساء للحج إلى شهر محرم اختياراً؟.
            الجواب: يجوز.
            السؤال: ما هي وظيفةالمرأة في رمي الجمار في الحالات التالية:
            1ـ إذا كان الزحام شديداً، بحيث لا تتمكن منمباشرة الرمي، ولكن احتملت أن يخفّ الزحام بعد ذلك؟.
            الجواب: يجوز لهاالاستنابة حينئذٍ، ولكن إذا تمكّنت بعد ذلك من الرمي مباشرة لزمها ذلك.
            2ـ إذا علمت أنّ الزحام سوف يخفّ بعد ذلكفتتمكّن من الرمي بنفسها؟.
            الجواب: لا موردللاستنابة حينئذٍ، فعليها الإنتظار حتى تتمكن من الرمي مباشرة.
            3ـ إذا ذهبت إلى مرمى الجمار، فرأت شدّةالزحام، وحصل لها اليأس من مباشرة الرمي إلى آخر الوقت؟.
            الجواب: عليها أنتستنيب غيرها لذلك.
            4ـ إذا استنابت ثم علمت بارتفاع الزحامأثناء النهار؟.
            الجواب: عليها العودإلى المرمى للرمي بنفسها.
            5ـ إذا رمت ليلاً ثم ارتفع الزحام نهاراً؟.
            الجواب: السؤال مبنيعلى جواز الرمي ليلاً للمرأة وغيرها ممن يخاف الزحام في النهار ولكنه ممنوع عندنا.
            6ـ إذا استنابت في الرمي مع تمكنها منالمباشرة جهلاً بالحكم؟.
            الجواب: يلزمهاالإعادة مع بقاء الوقت والقضاء مع انقضائه.
            7ـ إذا استنابت فيه مع تمكنها من المباشرةجهلاً بالموضوع؟.
            الجواب: الحال فيهكما تقدم.
            8ـ في حالات وجوب القضاء هل يجوز لها قضاءالرمي ليلاً؟.
            الجواب: لا بل يلزمهاالقضاء نهاراً.
            توضيح: هذه من الأخطاءالشائعة؛ حيث توكّل المرأة من يرمي عنها، مع أنّ مثيلاتها بل من هي أكبر منها سناًنراها ترمي بنفسها.
            تنبيه: من عجز عنالطواف بنفسه وأناب غيره، وهو قادر على ركعتي الطواف، لا يعني ذلك سقوطها عنه،فيجلس خلف المقام وينتظر النائب، فبعد إتمام الطواف يأتيه ليبلغه، فيقوم هو بصلاةالطواف.
            تنبيه آخر: علىمقلّدي السيد الخوئي أن يرجعوا في الأكل من ثلث الهدي إلى من لا يوجب ذلك، الأعلمفالأعلم، فالسيد السيستاني لا يوجبه، خلافاً للسيد الخوئي، فالأكل عنده احتياطوجوبي
            يتبع ان شاء الله.

            تعليق


            • #16
              فلسفة الحج:
              هناك فلسفة للحج ينبغي على الحاج مطالعتها في مضانّها، لكن هناوبإيجاز نذكر رواية منقولة عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب(عليهم السلام)، أنّه لما رجع من الحجّ استقبله أحد الحجّاج (الشبلي). فقال لهالإمام (عليه السلام): (حججت يا شبلي..؟) قال: نعم يابن رسول الله.
              فقال له (عليه السلام): (أنزلت الميقات وتجرّدت عن مخيط الثيابواغتسلت..؟) قال: نعم. قال (عليه السلام): (فحين نزلت الميقات نويت أنّك خلعت ثيابالمعصية ولبست ثوب الطاعة..؟) قال: لا. قال (عليه السلام): (فحين تجرّدت عن مخيطثيابك نويت أنّك تجرّدت عن الرياء والنفاق والدخول في الشبهات..؟) قال: لا. قال(عليه السلام): (فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب..؟) قال: لا.
              قال الإمام: (فما نزلت الميقات ولا تجرّدت عن مخيط الثياب ولا اغتسلت...). ثم
              قال(عليه السلام): (حين تنظفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظفت بنور التوبةالخالصة لله تعالى..؟) قال: لا. قال الإمام (عليه السلام): (فحين أحرمت، نويت أنّكحرّمت على نفسك كل محرّم حرّمه الله عزّ وجلّ؟) قال: لا
              .
              قال (عليه السلام): (فحين عقدت الحجّ، نويت أنّك قد حللت كل عقد لغيرالله؟) قال: لا.. قال له الإمام: (ما تنظفت ولا أحرمت ولا عقدت الحجّ). ثم قال له(عليه السلام): (أدخلت الميقات وصليت ركعتي الإحرام ولبّيت؟) قال: نعم. قال (عليهالسلام): (فحين دخلت الميقات، نويت أنّك بنية الزيارة؟) قال: لا. قال (عليهالسلام): (فحين صليت الركعتين، نويت أنّك تقرّبت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة،وأكبر حسنات العباد؟) قال: لا. قال له (عليه السلام): (ما دخلت الميقات ولا لبّيت)ثم قال له (عليه السلام): (أدخل
              ت الحرم ورأيت الكعبة وصليت؟) قال: نعم. قال (عليهالسلام): (فحين دخلت الحرم نويت أنّك حرّمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين منأهل ملّة الإسلام؟) قال: لا. قال (عليه السلام): (فحين وصلت مكة، نويت بقلبك أنّكقصدت الله؟) قال: لا. قال (عليه السلام): (فما دخلت الحرم، ولا رأيت الكعبة ولاصليت). ثم قال (عليه السلام): (طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت؟
              ). قال: نعم. قال(عليه السلام): (فحين سعيت نو
              يت أنّك هربت إلى الله، وعرف ذلك منك علاّم الغيوب؟)قال: لا. قال الإمام (عليه السلام): (فما طفت بال
              بيت، ولا مسست الأركان، ولاسعيت). ثم قال له (عليه السلام): (صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيم (عليه السلام)وصلّيت به ركعتين؟): قال: نعم. فصاح الإمام (عليه السلام) صيحة كاد يفارق الدنيابها، ثم قال: (آه آه من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكينولا تضيع أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة، وقبض الحرام نظير أهلالآثام). ثم قال
              له: (نوي
              ت حين وقفت عند مقام إبراهيم (عليه السلام) أنّك وقفت علىكل طاعة وتخلّفت عن كل معصية؟). قال: لا. قال (عليه السلام): (فحين صليت ركعتيننويت أنّك بصلاة إبراهيم (عليه السلام) وأرغمت بصوتك أنف الشيطان؟). قال: لا. قال(عليه السلام): (فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند المقام، ولا صليت فيهالركعتين). ثم
              قال له (عليه السلام): (أأشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟).قال: نعم. قال (عليه السلام): (نويت أنّك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عنالمعصية؟). قال: لا. قال (عليه السلام): (فما أشرفت عليها، ولا شربت مائها). قالالإمام (عليه السلام): (أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وترددت بينهما؟) قال: نعم
              .
              قال (عليه السلام): (نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟). قال: لا. قال لهالإمام: (فما سعيت، ولا مشيت، ولا ترددت بين الصفا والمروة). ثم قال الإمام (عليهالسلام): (خرجت إلى منى؟). قال نعم. قال (عليه السلام): (نويت أنّك أمنت الناس منلسانك وقلبك ويدك؟). قال: لا. قال (عليه السلام): (فما خرجت إلى منى).
              ثم قال (عليهالسلام): (أوقفت الوقفة بعرفة؟ وطلعت جبل الرحمة؟ وعرفت وادي نمرة؟ ودعوت اللهسبحانه عند الميل والحجرات؟). قال: نعم. قال (عليه السلام): (هل عرفت بموقفك بعرفةمعرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم؟ وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه علىسريرتك وقلبك؟). قال: لا. قال (عليه السلام): (نويت بطلوعك جبل الرحمة أنّ اللهيرحم كل مؤمن ومؤمنة، ويتولى كل مسلم ومسلمة؟). قال: لا. قال (عليه السلام)فنويت عند النمرة أنّك لا تأمر حتى تأتمر، ولا تزجر حتى تنزجر؟). قا
              ل: لا. قال(عليه السلام): (فعندما وقفت عند العلم نويت أنّها شاهدة لك على الطاعات، حافظة لكمع الحفظة بأمر رب السماوات؟). قال: لا
              .
              قال له (عليه السلام): (فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولاعرفت نمرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند النمرات). ثم قال له (عليه السلام): (مررت بينالعلمين، وصلّيت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة، ولقطت فيها الحصى، ومررتبالمشعر الحرام؟). قال: نعم. قال (عليه السلام): (فحين صلّيت ركعتين، نويت أنّهاصلاة شكر في ليلة عشر، تنفي كل عسر، وتيسّر كل يسر؟). قال: لا. قال (عليه السلام)فعندما مشيت بين العلمين، ولم تعدل عنهما يميناً ولا شمالاً، نويت أن تعدل عن دينالحق يميناً وشمالاً، ولا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك؟). قال: لا. قال (عليهالسلام): (فعندما مشيت بمزدلفة، ولقطت منها الحصى، نويت أنّك رفعت عنك كل معصيةوجهل، وثبّتّ كل علم وعمل؟). قال: لا. قال له الإمام: (فعندما
              مررت بالمشعرالحرام، نويت أنّك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى، والخوف لله عزّ وجلّ؟). قال: لا.قال (عليه السلام): (فما مررت بالعلمين، ولا صليت ركعتين، ولا مشيت بالمزدلفة، ولارفعت منها الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام). ثم قال له الإمام (عليه السلام)وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصليت في مسجد الخيف، ورجعت إلىمكة، وطفت طواف الإفاضة؟). قال: نعم. قال (عليه السلام): (فن
              ويت عندما وصلت منى،ورميت الجمار، أنك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك لك كل حاجة؟). قال لا. وأضافقائلاً: (فعندما رميت الجمار، نويت أنّك رميت عدوك ـ إبليس اللعين ـ وعصيته بتمامحجك النفيس؟). قال: لا
              .
              قال (عليه السلام): (فعندما حلقت رأسك، نويت أنّك تطهرت من الأدناس،ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك؟). قال: لا. قال له الإمام: (أفعندماصليت في مسجد الخيف، نويت أنّك لا تخاف إلاّ الله عز ّوجلّ وذنبك، ولا ترجو إلاّرحمة الله تعالى؟). قال: لا. قال له (عليه السلام): (فعندما ذبحت هديك، نويت أنّكذبحت حنجرة الطمع بما تمسّكت بحقيقة الورع، وأنّك اتبعت سُنّة إبراهيم (عليهالسلام) بذبح ولده، وثمرة فؤاده، وريحانة قلبه، وحاجة سنته لمن بعده، وقربه إلىالله تعالى لمن خلفه؟). قال:
              لا. ثم قال له (عليه السلام): (فعندما رجعت إلى مكة،وطفت طوف الإفاضة، نويت أنّك أفضت من رحمة الله تعالى، ورجعت إلى طاعته، وتمسّكتبودّه، وأدّيت فرائضه، وتقرّبت إلى الله تعالى؟). قال: لا.. قال له الإمام زينالعابدين (عليه السلام): (فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولاذبحت، ولا أدّيت نسكك، ولا صلّيت في مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولاتقرّبت، ارجع فإنّك لم تحج
              ).
              فطفق (الشبلي) يبكي على ما فرّط في حجه، وصعق صعقة كادت فيها خروجنفسه، وما زال يتعلم، حتى حجّ من قابل بمعرفة ويقين.
              لم يكن عدم إدراك هذه المعاني وفهمها.. حائلاً دون قبول الحجّ، لكن منباب لا صلاة لمن جاره المسجد إلاّ في المسجد.
              إنّ نفي الإمام (عليه السلام) لتلك المناسك التي أداها (الشبلي)، لايعني عدم قبول حجّه، إنّما يعني حرمانه من آثاره التربوية والنفسية.
              ما بعد الحجّ:
              عن رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) : (ليس للحجة المبرورة ثواب إلاّ الجنة)( ).
              وأيضاً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : (آية قبول الحجّ، ترك ما كان عليه العبد مقيماً منالذنوب)().
              عن الإمام الصادق(عليه السلام) : (الحجّاج يصدرون على ثلاثة أصناف : صنف يعتق من النار ، وصنف يخرجمن ذنوبه كهيئة يوم ولدته أُمّه ، وصنف يحفظ في أهله وماله ، فذاك أدنى ما يرجع بهالحاج)().
              الحجّ توفيق لا ينالهإلاّ ذو حظ عظيم، وهو لجوء إلى الله في بيته المبارك، فكم من مؤمن مات وقلبه يحنّإلى بيت الله، وكم من مؤمنة قضت بغصّتها وعينها شابحة إلى الديار المقدسة، فلابدّمن أن نعرف قيمة الحجّ، ومدى النعمة التي وفقنا لها، وأن نحافظ على الحجّ، وتكونالحجّة بمثابة ولادة جديدة لنا؛ فننقلب إلى صالح الأعمال، ونحافظ على أنفسنا منالذنوب، ونقطع صلتنا بسبل الحرام التي كنا مقيمين عليها قبل الحجّ.
              نسأله تعالى أنيبصّرنا بعيوبها( ) وأن يوفّقنا لإصلاحها، وأن يجعلنا من المراقبين( )، والحمد لله رب العالمين.
              ملاحظة , كانت هذه النسخة الالكترونية مشوشة ولم يظهر فيها الهامش فنعتذر لذلك

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X