الفصل 12
ان الشعر في الايام الاولى من الاسلام وما قبله يعتبر سندا مهما للوقائع والحوادث ولمعرفة الاعمار وحتى الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لان الشاعر كان بوحي من موهبته يصوّر لنا ما يريد ان يكتبه لنا بصورة يسهل حفظها للجميع وبحفظها يحفظ لنا ما اراد الكلام عنه فهو اذن سند تاريخي لما اراد ان يدوّنه لنا؛ فمثلا شعر حسان بن ثابت في يوم الغدير المبارك يعتبر سندا لا يُنازع في اثبات الوصية الربانية النبوية لامير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام كما في هذا النص الذي نقل كثيرا في امهات المصادر ونقله العلامة الاميني نور الله ضريحه في موسوعته الغدير :
بحارالأنوار ج : 37 ص : 113
الأمالي للصدوق: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ قَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَدِيرِ خُمٍّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مُنَادِياً فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ :
اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ
فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ فِي عَلِيٍّ عليه السلام شِعْراً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله افْعَلْ فَقَالَ :
بحارالأنوار ج : 37 ص : 113
الأمالي للصدوق: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ قَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَدِيرِ خُمٍّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مُنَادِياً فَنَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ :
اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ
فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُولُ فِي عَلِيٍّ عليه السلام شِعْراً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله افْعَلْ فَقَالَ :
يُنَادِيهِمْ يَوْمَ الْغَدِيرِ نَبِيُّهُمْ *** بِخُمٍّ وَ أَكْرِمْ بِالنَّبِيِّ مُنَادِياً
يَقُولُ فَمَنْ مَوْلَاكُمُ وَ وَلِيُّكُمْ *** فَقَالُوا وَ لَمْ يَبْدُوا هُنَاكَ التَّعَادِيَا
إِلَهُكَ مَوْلَانَا وَ أَنْتَ وَلِيُّنَا *** وَ لَنْ تَجِدَنْ مِنَّا لَكَ الْيَوْمَ عَاصِياً
فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي*** رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي إِمَاماً وَ هَادِياً
وَ كَانَ عَلِيٌّ أَرْمَدَ الْعَيْنِ يَبْتَغِي*** لِعَيْنَيْهِ مِمَّا يَشْتَكِيهِ مُدَاوِياً
فَدَاوَاهُ خَيْرُ النَّاسِ مِنْهُ بِرِيقِهِ*** فَبُورِكَ مَرْقِيّاً وَ بُورِكَ رَاقِيا
يَقُولُ فَمَنْ مَوْلَاكُمُ وَ وَلِيُّكُمْ *** فَقَالُوا وَ لَمْ يَبْدُوا هُنَاكَ التَّعَادِيَا
إِلَهُكَ مَوْلَانَا وَ أَنْتَ وَلِيُّنَا *** وَ لَنْ تَجِدَنْ مِنَّا لَكَ الْيَوْمَ عَاصِياً
فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي*** رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي إِمَاماً وَ هَادِياً
وَ كَانَ عَلِيٌّ أَرْمَدَ الْعَيْنِ يَبْتَغِي*** لِعَيْنَيْهِ مِمَّا يَشْتَكِيهِ مُدَاوِياً
فَدَاوَاهُ خَيْرُ النَّاسِ مِنْهُ بِرِيقِهِ*** فَبُورِكَ مَرْقِيّاً وَ بُورِكَ رَاقِيا
ولهذا ان اردنا ان نعرف معتقد انسان عاش في تلك الايام ؛ فننقب عن شعر يوحي لنا حقيقة ما في ذاته وجوهره كما في الشعر الوارد عن بطل الولاء حجر بن عدي الذي قاله في معركة الجمل :
بحار الأنوار، المجلسي ج38 22 باب 56 أنه صلوات الله عليه الوصي و سيد الأوصياء و خير الخلق بعد النبي ص و أن من أبى ذلك أو شك فيه فهو كافر
وَ قَالَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍ الْكِنْدِيُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَيْضاً
يَا رَبَّنَا سَلِّمْ لَنَا عَلِيّاً***سَلِّمْ لَنَا الْمُبَارَكَ الْمُضِيَّا
الْمُؤْمِنَ الْمُوَحِّدَ التَّقِيَّا***لَا خَطِلَ الرَّأْيِ وَ لَا غَوِيّاً
بَلْ هَادِياً مُوَفَّقاً مَهْدِيّاً***وَ احْفَظْهُ رَبِّي وَ احْفَظِ النَّبِيَّا
فِيهِ فَقَدْ كَانَ لَهُ وَلِيّاً***ثُمَّ ارْتَضَاهُ بَعْدَهُ وَصِيّاً
ان قرءتم الشعر بتدبر ستجدون هذا البطل المتفاني في حب مولاه لا يكتفي بان يجعل عنقه قربانا لسلامة مولاه بل يدعو الله تعالى ان يسلمه ويعافيه لان بعافيته عافية النبي وسننه ودينه الذي هو دين 124000 نبي ووصي عليهم الصلوات الْمُؤْمِنَ الْمُوَحِّدَ التَّقِيَّا***لَا خَطِلَ الرَّأْيِ وَ لَا غَوِيّاً
بَلْ هَادِياً مُوَفَّقاً مَهْدِيّاً***وَ احْفَظْهُ رَبِّي وَ احْفَظِ النَّبِيَّا
فِيهِ فَقَدْ كَانَ لَهُ وَلِيّاً***ثُمَّ ارْتَضَاهُ بَعْدَهُ وَصِيّاً
فسلام عليك يا حجر بن عدي
207
تعليق