إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحداث مروّعة

    وقطعت عقيلة بني هاشم شوطاً من حياة الصبا في كنف جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) وفي ذرى عطفه، وهي ناعمة البال قريرة العين، يتلقاها بمزيدٍ من الحفاوة والتكريم، وترى أبويها وقد غمرتهما المودة والاُلفة والتعاون، فكانت حياتهما أسمى مثل للحياة الزوجية في الإسلام، وقد نشأت في ذلك البيت الذي سادت فيه تلاوة كتاب الله العزيز، وآداب الإسلام وأحكامه وتعاليمه، فكان مركزاً للتقوى ومعهداً لمعارف الإسلام، كما شاهدت الانتصارات الرائعة التي أحرزها الإسلام في الميادين العسكرية، واندحار القبائل القرشية التي ناهضت الإسلام وناجزته بجميع ما تملك من قوة، فقد اندحرت وأذلّها الله، فقد فتحت مكة وطُهِّر بيتها الحرام من الأصنام والأوثان التي كانت تعبدُ من دون الله تعالى. ولعلّ من أهمّ ما شاهدته العقيلة في أدوار طفولتها هو احتفاء جدها الرسول (صلّى الله عليه وآله) بأبيها واُمّها وأخويها، فقد كانوا موضع اهتمامه وعنايته
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • وقد أثرت عنه كوكبة من الروايات أجمع المسلمون على صحتها، وهذه بعضها:

      1 - روى زيد بن أرقم: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليه السّلام: (أنا حربٌ لمن حاربتهم، وسلم لمن سالمتم)(1).

      2 - روى أحمد بن حنبل بسنده: أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسن والحسين، وقال: (من أحبني وأحبّ هذين وأباهما واُمهما كان معي في درجتي اليوم القيامة)(2).
      3 - روى أبو بكر، قال: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خيّم خيمة، وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال: (معاشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحربٌ لمن حاربهم، ووليّ لمن والاهم، لا يحبّهم إلاّ سعيد الجدّ، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجدّ ردئ الولادة)(3).
      4 - روى ابن عباس: أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال: (النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)(4).
      5 - روى زيد بن أرقم: أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (إني تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(5).
      6 - روى أبو سعيد الخدري، قال: سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: (إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له)(6).
      7 - روى أبو برزة، قال: صلّيت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبعة أشهر، فإذا خرج من بيته، أتى باب فاطمة (عليها السّلام)، فقال: (السلام عليكم، إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(7).
      رأت العقيلة هذا الاحتفاء البالغ من جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) لأبيها واُمّها وأخويها، ووعت الغاية من صنوف هذا التكريم والتعظيم، وأنّه ليس مجرد عاطفة وولاء لهذه الاُسرة الكريمة، وإنّما هو للإشادة بما تتمتّع به من الصفات الفاضلة، والقابليات الفذّة التي ترشحهم لقيادة الاُمّة، وتطويرها فكرياً واجتماعياً، وأنّه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تحتلّ اُمّته مركزاً كريماً تحت الشمس، وتكون رائدة لاُمم العالم وشعوب الأرض إلاّ بقيادة السادة من عترته الذين وعوا الإسلام، والتزموا بحرفية الرسول (صلّى الله عليه وآله).
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • خطوب مروّعة


        ولم تدم الحالة الهانئة للاُسرة النبوية فقد دهمتهم كارثة مروّعة فقد بدت على الرسول (صلّى الله عليه وآله) طلائع الرحيل عن هذه الدنيا تلوح أمامه، فكان القرآن الكريم قد نزل عليه مرتين فاستشعر بدنّو الأجل المحتوم منه(8)
        . وأخبر بضعته الزهراء (عليها السّلام)، فقال لهاإن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وأنّه عارضني بهذا العام مرتين، وما أرى ذلك إلاّ اقتراب أجلي)(9).


        وتقطّع قلب زهراء الرسول ألماً وحزناً، وشاعت الكآبة والحزن عند أهل البيت وذوت عقيلة بني هاشم من هذا النبأ المريع، وطافت بها في فجر الصبا تيارات من الأسى.
        ونزلت على النبي (صلّى الله عليه وآله) سورة النصر فكان يسكت بين التكبير والقراءة ويقول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه).
        وذُهل المسلمون، وفزعوا إليه يسألونه عن هذه الحالة الراهنة، فأجابهم: (إن نفسي قد نعيت إليّ)(10).
        وكادت نفوس المسلمين أن تزهق من هذا النبأ المريع، فقد وقع عليهم كالصاعقة، فلا يدرون ماذا سيجري عليهم لو خلت الدنيا من منقذهم ومعلّمهم وقائدهم.
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • رؤيا العقيلة


          ورأت العقيلة في منامها رؤيا أفزعتها، وأذهلتها فأسرعت إلى جدها الرسول (صلّى الله عليه وآله) تقصّها عليه، ولما مثلت عنده أجلسها في حجره وجعله يوسعها تقبيلاً، فقالت له:

          (يا جدّاه، رأيت رؤيا البارحة..).
          (قصّيها عليّ).
          رأيت ريحاً عاصفاً اسودّت الدنيا منه وأظلمت، ففزعتُ إلى شجرة عظيمة فتعلقت بها من شدّة العاصفة، فقلعتها الرياح وألقتها على الأرض، فتعلقت بغصنٍ قويّ من تلك الشجرة فقطعتها الرياح، فتعلقت بفرع آخر فكسرته الرياح أيضاً، وسارعت فتعلّقت بأحد فرعين من فروعهما فكسرته العاصفة أيضاً، ثم استيقظت من نومي).
          فأجهش النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالبكاء، وفسّر لها رؤياها قائلاً: (أما الشجرة: فجدّك، وأمّا الفرع الأول: فأمّك فاطمة، والثاني: أبوك عليّ، والفرعان الآخران هما: أخواك الحسنان، تسودّ الدنيا لفقدهم وتلبسين لباس الحداد في رزيتهم)(11).
          وساد الحزن والأسى في البيت النبوي، وصدقت رؤيا العقيلة فلم تمض أيام حتى رزئت بجدّها واُمّها، تتابعت عليها بعد ذلك الرزايا، فقد استشهد أبوها وأخواها، ولبست عليهم لباس الحزن والحداد.
          sigpic
          إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
          ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
          ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
          لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

          تعليق


          • حجة الوداع


            ولمّا علم النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّ لقاءه بربّه قريب، رأى أن يحجّ إلى بيت الله الحرام ليلتقي بالمسلمين، ويضع لهم الخطوط السليمة لنجاتهم، ويقيم فيهم القادة والمراجع الذين يقيمون فيهم الحق والعدل.

            وحجّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لهذا الغرض، وهي حجّته الأخيرة الشهيرة بـ(حجة الوداع)، وقد أشاع بين حجاج بيت الله أنّ التقاءه بهم في هذا العام هو آخر التقاء بهم، وأنه سيسافر إلى الفردوس الأعلى، وجعل يطوف بين الجماهير، ويعرّفهم سبل النجـــاة، ويرشدهم إلــــى ولاة اُمورهم من بــــعده قائلاً: (أيّها الناس، إني تركت فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي)(12).
            ثم وقف النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عند بئر زمزم وخطب خطاباً رائعاً وحافلاً بما تحتاج إليه الاُمّة في مجالاتها الاجتماعية والسياسية، وقال فيما يخصّ القيادة الروحية والزمنية للاُمّة: (إني خلّفت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ألا هل بلّغت).
            فانبرت الجماهير بصوتٍ واحدٍ قائلين: اللّهمّ نعم(13).
            لقد عيّن الرسول (صلّى الله عليه وآله) القيادة العامة لاُمّته وجعلها مختصة بأهل بيته، فهم ورثة علومه، وخزنة حكمته، الذين يعنون بالإصلاح الاجتماعي، ويؤثرن مصلحة الاُمّة على كل شيء.
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • نتقدم باحر التعازي الى مقام سيدنا ومولانا الرسول الاعظم عليه وعلى اله السلام..

              والى مقام سيدنا ومولانا الامام علي عليه السلام ..

              والى مقام سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام..

              والى مقام سيدنا ومولانا الامام الحسن عليه السلام..

              والى مقام سيدنا ومولانا الامام الحسين الشهيد عليه السلام..

              والى مقام سيدتنا ومولاتنا فخر المخدرات السيدة زينب سلام الله عليها..

              والى مقام ساداتي وموالي الائمة المعصومين عليهم السلام..

              والى مقام سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان الامام الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف..

              والى الامة الاسلامية جمعاء.

              بمصاب السيدة رقية يتيمة الحسين عليهم السلام
              ..
              sigpic
              إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
              ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
              ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
              لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

              تعليق


              • مؤتمر غدير خم


                وقفل النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد أداء مراسيم الحج إلى يثرب وحينما انتهى موكبه إلى (غدير خم) نزل عليه الوحي برسالةٍ من السماء أن يُنصب الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) خليفةً من بعده، ومرجعاً عاماً للاُمّة، لقد نزل عليه الوحي بهذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)(14).

                ففي هذه الآية إنذار خطير إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله)، إذ أنّه إن لم يقم بهذه المهمة فما بلّغ رسالة ربّه، وضاعت جميع جهوده وأتعابه في سبيل هذا الدين، فانبرى (صلّى الله عليه وآله) فحطّ أعباء المسير، ووضع رحله في رمضاء الهجير، وأمر قوافل الحجّ أن تفعل مثل ذلك، وكان الوقت قاسياً في حرارته فكان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتقي به من حرارة الأرض، وقام النبي (صلّى الله عليه وآله) فصلّى بالناس، وبعد أداء فريضة الصلاة أمر بأن يوضع له منبر من حدائج الإبل، فصُنع له ذلك، فاعتلى عليه، واتّجهت الجماهير بعواطفها وقلوبها نحو النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فخطب خطاباً مهماً، أعلن فيه ما لاقاه من عناء شاق في سبيل هدايتهم، وتحرير إرادتهم، وإنقاذهم من خرافات الجاهلية وعاداتها، ثم ذكر طائفة من أحكام الإسلام وتعاليمه، وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم، ثم التفت إليهم فقال: (انظروا كيف تخلفوني في الثقلين..).
                فناداه منادٍ من القوم:ما الثقلان يا رسول الله؟.
                فأجابه: (الثقل الأكبر: كتاب الله، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر: عترتي، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا..).
                ثم أخذ بيد وصيّه وباب مدينة علمه وناصر دعوته الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) ليفرض ولايته على جميع المسلمين فرفعها حتى بان بياض ابطيهما، ونظر إليهما القوم، ورفع النبي صوته قائلاً:
                (أيها الناس، من أوْلىبالمؤمنين من أنفسهم؟).
                فانبرت قوافل الحجاج رافعة عقيرتها: الله ورسوله أعلم..
                ووضع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) القاعدة الأصلية التي تصون المسلمين من الانحراف قائلاً:
                (إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أوْلى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليِّ مولاه).
                وكرّر هذا القول ثلاث مرات، أو أربع: ثم قال: (اللهمّ والِِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب...).
                لقد أدّى النبي (صلّى الله عليه وآله) رسالة ربّه، فنصب الإمام أمير المؤمنين خليفةً من بعده، وقلّده منصب الإمامة والمرجعية العامة، وأقبل المسلمون يهرعون صوب الإمام وهم يبايعونه بالخلافة ويهنئونه بإمرة المسلمين وقيادتهم، وأمر النبيّ اُمّهات المؤمنين أن يهنئن الإمام بهذا المنصب العظيم، ففعلن، وأقبل عمر بن الخطاب نحو الإمام فصافحه وهنّأه، وقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(15).
                وفي ذلك اليوم الخالد نزلت الآية الكريمة: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)(16).
                sigpic
                إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                تعليق


                • لقد تمّت نعمة الله الكبرى على المسلمين بولاية بطل الإسلام ورائد العدالة الاجتماعية في الأرض الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، وقد خطا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الخطوة الأخيرة في أداء رسالته، فصان اُمّته من الزيغ والانحراف، فنصب لها القائد والموجّه ولم يتركها فوضى - كما يزعمون- تتلاعب بها الفتن والأهواء وتتقاذفها أمواج من الضلال، إنّ وثيقة الغدير من أروع الأدلة وأوثقها على اختصاص الخلافة والإمامة بباب مدينة علم النبيّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، وهي جزء من رسالة الإسلام وبند من أهم بنوده؛ لأنّها تبنّت القضايا المصيرية للعالم الإسلامي على امتداد التأريخ.

                  لقد وعت سيّدة النساء زينب (عليها السّلام)، وهي في فجر الصبا هذه البيعة لأبيها، وأنّ جدها قد قلّدها بهذا المنصب الخطير لسلامة الاُمّة وتطورها، والبلوغ بها إلى أعلى المستويات من التقدّم، والقيادة العامة لشعوب العالم واُمم الأرض، ولكن القوم قد سلبوا أباها هذا المنصب، وجعلوه في معزل عن الحياة الاجتماعية والسياسية، وقد أخلدوا بذلك للاُمّة المحن والخطوب، وتجرعت حفيدة النبي (صلّى الله عليه وآله) بالذات أهوالاً من المصائب والكوارث كانت ناجمة - من دون شك- عن هذه المؤامرة التي حيكت ضد أبيها، فانّا لله وإنا إليه راجعون.
                  sigpic
                  إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                  ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                  ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                  لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                  تعليق


                  • مرض النبي (صلّى الله عليه وآله)


                    ولما قفل النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد حجة الوداع راجعاً إلى يثرب بدأت صحّته تنهار يوماً بعد يوم، فقد ألمّ به المرض، وأصابته حمى مبرحة، حتى كأن به لهباً منها، وكانت عليه قطيفة فإذا وضع أزواجـــه وعوّاده عليها أيــــديهم شعــــروا بحرّها(17). وقد وضعوا إلى جواره إناءً فيه ماء بارد فكان يضع يده فيه ويمسح به وجهه الشريف، وكان (صلّى الله عليه وآله) يقول: (ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلته بـ(خيبر)، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)(18). فقد قدمت له امرأة يهودية في خيبر ذلك الطعام الذي سمّته فأثّر فيه.

                    ولما اُشيع مرض النبيّ (صلّى الله عليه وآله) هرع المسلمون إلى عيادته، وقد خيّم عليهم الأسى والذهول، فنعى (صلّى الله عليه وآله) إليهم نفسه، وأوصاهم بما يسعدون ويفلحون به قائلاً:
                    (أيها الناس، يوشك أن اُقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي، وقدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألاّ إنّي مخلّفٌ فيكم كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي..).
                    ثم أخذ بيد وصيّه وخليفته الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام، فقال لهم: (هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض..)(19).
                    لقد قرّر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أهم القضايا المصيرية لاُمته، فعيّن لها القائد العظيم الذي يحقّق لها جميع أهدافها وما تصبو إليه في حياتها.
                    sigpic
                    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                    تعليق


                    • سرية اُسامة


                      ورأى النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو المرحلة الأخيرة من حياته التيارات الحزبية التي صممت على إقصاء عترته عن قيادة الاُمّة، فرأى أن خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يزج بجميع أصحابه في بعثة عسكرية حتى إذا وافاه الأجل المحتوم تكون عاصمته خالية من العناصر المضادة لوليّ عهده، فأسند قيادة البعثة إلى اُسامة بن زيد، وهو شاب في مقتبل العمر، وكان من بين الجنود أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجراح، وبشير بن سعد(20). وقال النبي لاُسامة:

                      (سِر إلى موضع قتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد ولّيتك هذا الجيش فاغزِ صباحاً على أهل أبنى(21) وحرق عليهم، وأسرع السير لتسبق الأخبار، فإن أظفرك الله عليهم فاقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاّء وقدّم العيون والطلائع معك..).
                      ومُني الجيش بالتمرّد وعدم الطاعة، فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم العسكرية،ولمّا علم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بذلك تألّم، فخرج مع ما به من المرض، فحثّ الجند على المسير، وعقد بنفسه اللواء لاُسامة، وقال له: (اغز بسم الله، وفي سبيل الله، وقاتل من كفر بالله..).
                      فخرج اُسامة بلوائه معقوداً، ودفعه إلى بريدة، وعسكر بـ(الجرف)، وتثاقل جمعٌ من الصحابة عن الالتحاق بالمعسكر، وأظهروا الطعن والاستخفاف باُسامة القائد العام للجيش، يقول له عمر:
                      مات رسول الله وأنت عليَّ أمير...
                      وانتهت كلماته إلى النبيّ، وقد أخذت منه الحمّى مأخذاً عظيماَ، فخرج وهو معصّب الرأس قد برح به المرض، فصعد المنبر والتأثّر بادٍ عليه، فقال: (أيّها الناس، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اُسامة، ولئن طعنتم في تأميري اُسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وأيم الله، إنّه كان خليقاً بالإمارة وأنّ ابنه من بعده لخليقٌ بها..).
                      ثم نزل عن المنبر ودخل بيته والتأثّر بادٍ عليه(22). وجعل يوصي أصحابه بالالتحاق بالجيش قائلاً:
                      (جهزوا جيش اُسامة..).
                      (نفذوا جيش اُسامة..).
                      (لعن الله من تخلّف عن جيش اُسامة..).
                      ولم ترهف عزائم القوم هذه الأوامر المشدّدة، فقد تثاقلوا عن الالتحاق بالجيش، واعتذروا للرسول بشتّى المعاذير، وهو (صلّى الله عليه وآله) لم يمنحهم العذر، وإنّما أظهر لهم السخط وعدم الرضا، فقد استبانت له بصورة جلية نيّاتهم وتآمرهم، كما عرفوا قصده بهذا الاهتمام البالغ من إخراجهم من يثرب.

                      sigpic
                      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X