إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكومة الإمام


    وبعدما أطاح الثوار بحكومة عثمان أحاطوا بالإمام أمير المؤمنين وهم يهتفون بحياته، ويعلنون ترشيحه لقيادة الاُمّة فليس غيره أولى وأحق بهذا المركز الخطير، فهو ابن عمّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأبو سبطيه، ومن كان منه بمنزل هارون من موسى، وهو صاحب المواقف المشهورة في نصرة الإسلام والذبّ عنه، وليس في المسلمين من يساويه في فضائله وعلومه وعبقرياته، إلاّ أنّ الإمام رفض دعوتهم، ولم يستجب لهم لعلمه بما سيواجهه من الأزمات السياسية، فإنّ منهجه في عالم الحكم يتصادم مع رغبات الاُسر القرشية التي تريد السيطرة على السلطة، وإخضاعها لرغباتها الخاصة، فقال(عليه السّلام) للثوار:

    (لا حاجة لي في أمركم فمن اخترتم رضيت به..).
    فهتفوا بلسان واحد: ما نختار غيرك.
    وعقدت القوات المسلحة مؤتمراً خاصاً عرضت فيه ما تواجهه الاُمّة من الأخطار إن بقيت بلا إمام يدير شؤونها، وقد قرّرت إحضار المدنيّين وإرغامهم على انتخاب إمام للمسلمين، فلمّا حضروا هدّدوهم بالتنكيل إن لم ينتخبوا إماماً وخليفة للمسلمين، ففزعوا إلى الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) وأحاطوا به رافعين عقيرتهم: البيعة.. البيعة..
    فامتنع الإمام من إجابتهم، فأخذوا يتضرّعون إليه قائلين:
    أما ترى ما نزل بالإسلام، وما ابتلينا به من أبناء القرى.
    فأجابهم الإمام بالرفض الكامل قائلاً: (دعوني، والتمسوا غيري..).
    ثم أعرب لهم الإمام عما ستعانيه الاُمة من الأزمات قائلاً:
    (أيها الناس، إنّا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان لا تقوم به القلوب، ولا تثبت له العقول..).
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • لقد كشف الإمام عمّا سيواجهه المسلمون من الأحداث المروّعة التي تعصف بالحلم وتميد بالصبر، الناجمة من الحكم المباد الذي عاث فساداً في الأرض، فقد أقام عثمان اُسرته حكّاماً وولاةً على الأقاليم الإسلامية، فاستأثروا بأموال المسلمين واحتكروها لأنفسهم، وإنهم حتماً سيقاومون كل من يريد الإصلاح الاجتماعي، فلذلك امتنع الإمام من إجابة القوم.
      ثم عرض الإمام على القوات المسلحة، وعلى الصحابة وغيرهم منهجه فيما إذا ولي اُمورهم قائلاً:
      (إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، وإن تركتموني فإنّما أنا كأحدكم ألا وإنّي من أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه..).
      واستجاب الجميع لما عرضه الإمام عليهم قائلين: ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك.
      وأجّلهم الإمام إلى الغد لينظر في الاُمور، ولمّا أصبح الصبح هرعت الجماهير إلى الجامع الأعظم، فأقبل الإمام فاعتلى أعواد المنبر فخطب الناس، وكان من جملة خطابه:
      (أيها الناس، إنّ هذا أمركم ليس لأحد فيه حقّ إلاّ من أمرتم، وقد افترقنا بالأمس، وكنت كارهاً لأمركم، فأبيتم إلاّ أن أكون عليكم ألا وإنّه ليس لي أن آخذ درهماً دونكم، فإن شئتم قعدت لكم وإلاّ فلا آخذ على أحد..).
      وتعالى هتاف الجماهير بالتأييد والرضا قائلين:
      نحن على ما فارقناك عليه بالأمس.
      وطفق الإمام قائلاً: (اللّهمّ اشهد عليهم..).
      وقد اتّجهت الناس كالموج صوب الإمام لتبايعه، وأوّل من بايعه طلحة فبايعه
      بيده الشلّاء التي سرعان ما نكث بها عهد الله فتطيّر منها الإمام وقال:
      (ما أخلفه أن ينكث..)(38).
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • ثمّ بايعه الزبير وهو ممّن نكث بــيعته، وبايعته القـــوات العسكرية، كما بايعه من بقي من أهل بدر والـــمهاجرين والأنصار كافة(39)، ولم يظفر أحد من خلفاء المسلمين بمثل هذه البيعة في شمولها، وقد فرح بها المسلمون وابتهجوا ووصف الإمام (عليه السّلام) مدى سرورهم بقوله:
        (وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إيّاي أن ابتهج بها الصغير وهدج إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسرت إليها الكعاب..).
        لقد ابتهج المسلمون، وعمّت الفرحة الكبرى جميع الأوساط الإسلامية بخلافة الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) رائد العدالة الاجتماعية، والمتبنّي لحقوق الإنسان الذي شارك البؤساء والمحرومين في سغبهم ومحنهم، القائل:
        (أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين، ولا اُشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون اُسوة لهم في جشوبة العيش).
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • وجوم القرشيين


          واستقبلت قريش خلافة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكثير من الوجوم والقلق والاضطراب، كما استقبلوا نبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فإنّ الروح الجاهلية بما تحمل من عادات وتقاليد وكراهية للحق لم تزل ماثلة فيهم ولم يغيّر الإسلام من طباعهم أي شيء.

          وقريش تعرف الإمام جيداً فهو الذي حصد رؤوس أعلامهم بسيفه، ومحق كبرياءهم في سبيل الإسلام الذي ناهضوه، وقد خفّ إليه الاُمويّون، وفي طليعتهم الوليد فقال للإمام:
          إنّك قد وترتنا جميعاً، أما أنا فقتلت أبي صبراً يوم بدر، وأما سعيد فقتلت أباه يوم بدر، وكان أبوه من نور قريش، وأمّا مروان فشتمت أباه، وعبت على عثمان حين ضمّه إليه. فنبايع على أن تضع عنّا ما أصبنا، وتعفو عنّا عمّا في أيدينا، وتقتل صاحبنا.
          فرد الإمام عليه مقالته التي لا بصيص فيها من نور الحق قائلاً:
          (أما ما ذكرت من وتري إيّاكم فالحق وتركم، وأمّا وضعي عنكم عمّا في أيديكم فليس لي أن أضع حقّ الله، وأمّا إعفائي عمّا في أيديكم فما كان لله وللمسلمين فالعدل يسعكم، وأمّا قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتالهم اليوم لزمني قتالهم غداً، ولكن لكم أن أحملكم على كتاب الله وسنّة نبيّه، فمن ضاق عليه الحقّ فالباطل عليه أضيق، وإن شئتم فالحقوا بملاحقكم)(40).
          sigpic
          إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
          ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
          ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
          لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

          تعليق


          • ان الاُمويّين أرادوا المساومة فيما نهبوه من أموال المسلمين وما اختلسوه من بيت المال، وهيهات أن يستجيب لهم رائد الحق والعدالة في دنيا الإسلام الذي لا تساوي السلطة عنده قيمة حذائه الذي كان من ليف، وقد انصرفوا عنه وقلوبهم مترعة بالحقد والكراهية له.

            وعلى أي حال فقد فزع القرشيّون من حكومة الإمام(عليه السّلام) وخافوا على مصالحهم ونفوذهم وامتيازاتهم التي ظفروا بها في عهد الخلفاء، لقد أيقنوا أن الإمام سيعاملهم معاملة عادية، ولا يميّزهم على أيّ أحد من المسلمين، وقد كان سيء الظنّ بهم، وقد أعرب عن مدى استيائه منهم بقوله:
            (ما لي ولقريش لقد قاتلتهم كافرين، ولأقتلنهم مفتونين، والله لابقرنّ الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته، فقل لقريش فليضج ضجيجها..).
            لقد حقدت قريش على الإمام كما حقدت على ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد صرفت الخلافة تارة عنه إلى تيم، وإلى عدي اُخرى، وإلى بني اُمية ثالثة، وقد جهدت على محاربته وإشاعة التمرّد في أيام خلافته، وقد ظهرت بوادر ذلك في حرب الجمل وصفين.
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • إجراءات حاسمة


              وقام الإمام رائد العدالة الاجتماعية بإجراءات حاسمة ضد الحكم المباد كان منها:

              1 - مصادرة الأموال المنهوبة:
              وأوّل عمل قام به الإمام أنّه أصدر أوامره بمصادرة القطائع التي اقتطعها عثمان، وباسترجاع الأموال التي استأثر بها لنفسه، والأموال التي منحها لبني اُميّة وآل أبي معيط لأنّها أخذت بغير وجه مشروع، وقد صودرت أموال عثمان حتى سيفه ودرعه، وقد كتب عمرو بن العاص إلى معاوية رسالة جاء فيها:
              ما كنت صانعاً فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه، كما تقشّر عن العصا لحاها..
              وعمّ الذعر والخوف جميع الرأسماليين القرشيّين الذين أقطعهم عثمان ووهبهم الثراء العريض، فقد خافوا من مصادرتها وتأميمها للدولة كما صنع الإمام بأموال عثمان فلذا أعلنوا التمرّد والبغي على حكومة الإمام.
              sigpic
              إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
              ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
              ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
              لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

              تعليق


              • 2- عزل الولاة:
                وقام رائد العدالة الاجتماعية بعزل ولاة عثمان لأنّهم أظهروا الجور والفساد في الأرض، فقد عزل معاوية بن هند، وقد نصحه جماعة من المخلصين له وطلبوا منه إبقاء معاوية فأبى وامتنع من المداهنة في دينه، وكيف يبقي الإمام في جهاز حكمه هذا الذئب الجاهلي، ويقرّه على عمله وهو رأس المنافقين ومصدر قوتهم.
                وكذلك عزل غير معاوية من ولاة عثمان، ولم يبق واحداً منهم والياُ على قطر من الأقطار.
                sigpic
                إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                تعليق


                • 3- المساواة بين المسلمين:
                  وأعلن الإمام(عليه السّلام) المساواة العادلة بين جميع المسلمين، مساواة في العطاء ومساواة في الحقوق وغيرهما من الشؤون الاجتماعية، وقد عوتب على مساواته في العطاء، فأجاب:
                  (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن ولّيت عليه، والله ما أطور به ما سمر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجماً، لو كان المال لي لسوّيت بينهم فكيف وإنّما المال مال الله! ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله…).
                  وهكذا سلك عليّ في أيام حكومته مسلكاً مشرقاً لا التواء ولا منعطف فيه، فطبق العدل ونشر المساواة، فلم يؤثر أي أحد من أبنائه وأرحامه على غيرهم، ولم يمنحهم أي امتياز في دولته، وكان من بوادر عدله أنّه دخل بيت المال فقسّمه فجاءت طفلة إمّا للحسن أو للحسين فتناولت منه شيئاً فلمّا بصر بها أسرع إليها فأخذه منها وأرجعه إلى بيت المال، فقال له أصحابه:
                  يا أمير المؤمنين، إن لها فيه حقّاً..
                  فأنكر عليهم ذلك وقال:
                  (إذا أخذ أبوها منه فليعطها منه ما شاء)(41).
                  لقد تحرج في سلوكه كأشدّ وأقسى ما يكون التحرج وأرهق نفسه إرهاقاً شديداً، فلم يرق الناس مثل عدله في جميع فترات التاريخ.
                  على خطة العدل والشرف غذّى أبناءه، وقد رأت ابنته حفيدة الرسول زينب (عليها السّلام) هذه السيرة المشرقة التي تأخذ بأعماق القلوب قد سار عليها أبوها فكانت من عناصر تربيتها ومن مقوّمات ذاتها، وهي التي خلقت له الخصوم والأعداء.
                  sigpic
                  إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                  ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                  ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                  لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                  تعليق


                  • _____________________________________

                    1 - سورة آل عمران: الآية 144.
                    2 - تاريخ الطبري 62:3.
                    3 - تاريخ الطبري 62:3.
                    4 ـ العقد الفريد 62:3.
                    5 - الإمامة والسياسة11:1-12.
                    6 - سورة الأنفال: الآية 41.
                    7 - الكشاف:158:2-159 (في تفسير آية الخمس).
                    8 - حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 260:1.
                    9 - بنو قيلة: هم الأوس والخزرج من الأنصار.
                    10 - الجنَة بالضمّ: ما يستتر به من السلاح.
                    11 - جرتم: أي ملتم.
                    12 - أعلام النساء 208:3. بلاغات النساء: 12-19.
                    13 - الإمامة والسياسة 14:1، الطبعة الأولى.
                    14 - مناقب ابن شهرآشوب 131:2.
                    15 - سنن ابن ماجة: 18. المواهب اللدنية 381:2.
                    16 - تاريخ اليعقوبي 95:2.
                    17 - حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 27:1.
                    18 - مستدرك الحاكم 162:3.
                    19 - مناقب ابن شهر آشوب 365:3.
                    20 - نهج البلاغة - محمد عبده 207:2.
                    21 - شرح النهج: 55:1.
                    22 - شرح النهج 343:6، دار إحياء الكتب العربية.
                    23 - حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 284:1.
                    24 - نهج البلاغة 28:9.
                    25 - شرح النهج 185:1.
                    26 - الموطّأ 12:2.
                    27 - شرح النهج 185:12.
                    28 - مروج الذهب 212:2.
                    29 - الصفاق: الجلد الأسفل الذي تحت الجلد.
                    30 - شرح النهج 185:12.
                    sigpic
                    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                    تعليق


                    • 31 - شرح النهج 187:12.
                      32 - الاستيعاب (المطبوع على هامش الإصابة) 461:2.
                      33 - شرح النهج 195:12.
                      34 - العقد المفريد 73:3-74.
                      35 - الاستيعاب 375:2.
                      36 - مسند أحمد 62:1.
                      37 - حياة الإمام الحسن، وحياة الإمام الحسين (عليهما السّلام).
                      38 - العقد الفريد 93:3.
                      39 - حياة الإمام الحسن(عليه السّلام) 376:1.
                      40 - تاريخ اليعقوبي 155:2.
                      41 - أنساب الأشراف 160:1،القسم الأوّل.
                      sigpic
                      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X