إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في بيتي مكتــــــــــــــــــــــــــــــبة ....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #71
    الفصل الثاني

    من مواضيع الجزء الثامن

    الحياة الحرة للعبد نوع من الظلم:
    إن العدل مع الله يعني أن يفكر الإنسان هل هو سيد أم مسود؟
    هل هو خالق أم مخلوق؟ فإذا كان الشخص عبدا فإن تصرفه على أساس العبودية هو العدل بعينه, أما إذا تصرف بحرية واستقلال فإن هذا هو الظلم بعينه.
    إن تصرف العبد يجب أن يختلف عن تصرف الحر, فأنت مرزوق الله تعالى, وأنت مربوب الله تعالى, الله هو الذي خلقك وهو الذي رباك وأنشأك هو الذي عين لك رزقك اليومي, وكل شيء تملكه من الله تعالى, أعضاء جسمك , عقلك, ملابسك, بيتك, زوجتك, أولادك, ثروتك وتجارتك كلها من الله تعالى.
    الشرك ظلم كبير:
    وعلى هذا فإذا تصرفت على هواك وحريتك فستجد نفسك بعيدا عن الله و أنت ظالم بتصرفك هذا , وكما قال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
    وإذا قلت إنه مالي, وإنه عرق جبيني إنها ثروتي, فأنت ظالم لا محال ذلك أن الظالم إنسان أنكر ونسي نعم الله عليه وقارن نفسه مع خالقه المنعم الرازق.

    الجلوس على الأرض والتمرين على العبودية:

    يقول الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام: " إنني لن أترك الجلوس على الأرض ما دمت حيا, ذلك للتقيد بعبوديتي للواحد القهار".
    ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا يوما على الأرض يأكل خبزا وتمرا, فمرت به امرأة من اعيان المدينة فقالت له:
    يا رسول الله: جلست جلسة العبيد! .
    فأجاب- روحي له الفداء - : " ومن أعبد مني؟ أنا مملوك الله وعبد الله" , فتأثرت المرأة كثيرا وسألته أن تجلس بجانبه وطلبت منه أن يعطيها لقمة من طعامه, فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام لقمة من طعامه و ناولها إياها.
    ثم قالت له: إنني أرجوك أن تعطيني جزءا من اللقمة التي في فمك يا حبيب الله, فأجاب طلبها رسول الله وهو رحمة للعالمين.
    ويكمل الرواية أمير المؤمنين عليه السلام فيقول:
    إن هذه المرأة المذكورة لم تمرض بعد ذلك طيلة حياتها بسبب تلك اللقمة التي تفضل بها عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

    يجب عدم الإساءة إلى الأم أمام أطفالها:
    هنالك رواية عن الأئمة الأطهار تدعو إلى عدم إزعاج الأم أمام طفلها, ذلك أن الطفل الصغير يحب أمه حبا جما وينظر إليها باعتبارها ملجأه الوحيد, وعندما يرى الأب وقد أساء أو ضرب أو أهان أمه وهو لا يستطيع الدفاع عنها, تتعقد نفسيته وربما تظهر نتائج هذه العقدة في مرض نفسي.


    من مواضيع الفصل التاسع

    استخدام أعضاء الجسم في مرضاة الله:
    وخلاصة القول: فإن الإنسان يجب أن يعرف خالق أعضاء وأجزاء جسده, وبعد ذلك فإنه سيفهم بأنها ملك خالقها. فاللسان والأذن والعين ليست ملكا لصاحبها بل هي ملك لخالقها.
    ولهذا فعندما يريد الإنسان استخدام أعضاء جسده, عليه أن يفكر هل هذا العمل يرضي مالكه وخالقه؟ ويتذكر بأن التصرف في ملك ما يجب أن يحظى برضا صاحبه وإذا تصرف على خلاف ذلك فإنه قد ظلم وابتعد عن العدل.
    و أنت يا من تقول الكلمات الشائنة والفاحشة بلسانك فأنت ظالم وعاصب لملك غيرك. وإذا كان اللسان ملك لله الواحد القهار فلا تستخدمه في غير رضا البارئ عز وجل , والعين التي هي ملك الله تعالى إذا استخدمتها في غير مرضاة الله فإنك ظالم لما فعلت. وكذلك أبناؤك هم ملك للرحمن فتصرف معهم بأسلوب يرضي البارئ عز وجل.
    وهناك بعض الناس من يضرب أطفاله ويقول إنهم أطفالي وأنا حر التصرف معهم على الشكل الذي أراه مناسبا لي, وهذا هو الظلم بعينه. ذلك أن الطفل ليس ملك الإنسان و إنما هو أمانة الله في عنقك والتصرف بملك الآخرين دون رضاهم ظلم وحرام.

    التصرف الذي يكون مثالا للأبناء:
    إن المقصود بالعدل أن لا تستكبر على الخلق ولا تتعالى ولا تعتدي على أحد وتراعي في تصرفاتك وأفعالك حدود العقل والشرع المقدس .
    فإذا تفوهت بألفاظ بذيئة أمام أولادك فأنت ظالم لأنك علمت أولادك السوءة والأخلاق الرذيلة.
    وإذا وعدت أبناءك فعليك أن تفي بوعدك وإذا لم تفعل فأنت ظالم. ذلك أن الطفل سوف يترعرع ويتعلم اللامبالاة وعدم الالتزام بالوعود والوفاء بالعهود, إننا يجب أن نعلم أبناءنا وبناتنا منذ طفولتهم ونعومة أظفارهم حسن الصدق وقبح الكذب, وذلك ليس عن طريق النصيحة والكلام فقط, بل عن طريق المعاملة الحسنة والتصرف الصادق الملتزم, وحتى يصدق ويعتقد الأبناء بأن الصدق شيء حسن وجميل والكذب شيء قبيح ومذموم .


    من الجزء الحادي عشر

    الأوامر الثلاثة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
    لابأس أن يسأل المرء نفسه هل طبق القوانين والأوامر التي أعلنها الرسول الكريم؟
    هل عفوت عن شخص أساء إليك وظلمك؟
    هل وصلت من قطعك من أقربائك؟
    هل أحسنت لمن أراد بك سوءا؟

    علينا بالاقتداء بالحسين الشهيد عليه السلام.
    فحينما وصل وجيشه وأصحابه بالقرب من كربلاء وقابله جيش الحر الرياحي ومنعه من مواصلة الطريق أو الرجوع إلى المدينة, لم يمنع الإمام السبط الماء عن جيش الحر الرياحي عندما كان مسيطرا على النهر وبالعكس فإنه سمح لهم بالارتواء وأخذ الماء. ولكن جيش عمر بن سعد وبعد أن سيطر على النهر العلقمي منع الحسين وأصحابه من شرب الماء فأضناهم عطشا حنى الأطفال والنساء.


    ملاحظة:
    الكتاب تضمن كثيرا من القصص والروايات و الأمثلة
    والتي لاتنفك عن محاوره وتزيد في إبراز المعنى المنشود منها
    ولعلي اخترت منه ما لا يلزم إرفاق ما قبله وما بعده من السياق حسب فهمي كي لا أبتر المعنى



    وأختم بخاتمة الكتاب وهو دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام
    اللهم إني أعتذر إليك من حقوق بذمتي للآخرين ولم استطع أداءها.



    أيها الساقي لماء الحياة...
    متى نراك..؟



    تعليق


    • #72
      المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
      دائما تغمروني بجميل وطيب ردودكم في المنتدى
      فتأسروني بكرمكم
      ويبقى حليفي التقصير في الرد عليكم
      شكرا جزيلا ولن تكفي لو كررتها لأخر عمري



      الكتاب وحدة متكاملة ليس من السهل الانتقاء منه لأنه متكامل
      ولكن سأقتطف منه بعض المواضيع التي توقفت عندها وبدأت في تمعنها و التعمق في تطبيقها منذ قرأته لأول مرة


      ....


      كتاب المظالم
      الفصل الأول
      من مواضيع الجزء الأول


      لابد من قبول عذر المعتذر:
      إذا أخطأ أحد في حقك وجاء للاعتذار عن ذلك ولم تقبل اعتذاره فسوف يسألونك يوم القيامة : لماذا لم تقبل عذره ؟
      لا تقل أنه هدر كرامتي , وذلك أنه بمجيئه للاعتذار منك قد هدر هو الآخر كرامته.


      تجنبوا السؤال حد الامكان :
      إن الشارع المقدس قد أمر بتجنب السؤال حد الإمكان وحتى الأشياء العادية يفضل تركها وعدم السؤال عنها حتى لا يكون الطرف المسؤول, في ضيق من أمره, وربما يكون الطرف الثاني غير راغب بالإجابة عن ذلك . مثلا عندما تلتقي بصديق لك فتسلم عليه وتسأله عن أحواله ثم تسأله أين ذاهب الآن ؟ إن هذا السؤال محرج للصديق , ما دخلك أنت بذلك ؟ فلربما يريد الذهاب إلى جهة لا يرغب أن تعرفها , وبسؤالك هذا تحرجه وتضايقه وتورطه في متاهات الكذب أو المماطلة والتورية , والحقيقة أن السؤال هو الخطأ بعينه.
      إن بعض الأسئلة قد توقع المسكين في ورطة عدم الإيفاء بوعده .


      السؤال الخطأ شرعا:
      ومن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الناس عندما يواجهون شخصا قد ألمت به المصاعب والمصائب , أن يسألوه كيف حالك وكيف تسير الأمور؟ فتراه عندئذ يفتح قلبه لك ويبدأ بالشكوى من الخلق والخالق! وهكذا بسؤالك عنه أوقعته في الذنوب.
      فإذا لاقيت صديقا برما وتعلم أنه قد خسر عملا تجاريا , فليس من المعقول أن تقول له: كيف ورطك فلان وكيف ضحك عليك؟ ولماذا لم تستشر أحدا وغير ذلك من الأسئلة المحرجة.
      إن هذا العمل وهذه الأسئلة خطأ شرعا.
      إن التذكير بالمصائب خطأ فاحش إلا إذا كان الهدف منه مواساته والتخفيف عن آلامه.


      يتضح قول الصدق في الايثار:
      إنك حينما تؤثر غيرك على نفسك يتضح تماما أنك صادق في إيمانك فالله تعالى وكل ما يتعلق بالباري عز وجل يخصك أنت وحدك ولا يعرف سريرتك غير نفسك, وطبيعي أن كل شيء يخصك هو عزيز عليك. وعندما تكون محتاجا إلى الخبز وتنفقه لمرضاة الله وفي سبيله فهذا يعني بأن الله تعالى أعز عليك من نفسك, والقرآن الكريم يعظم ويقدر مثل هؤلاء حيث قال عز من قائل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر9
      إن الإيثار يمثل منزلة رفيعة لا يحظى به كل الناس وكما جاء في دعاء السجاد عليه السلام حيث يقول: اللهم إني أعتذر إليك من محتاج لم أوثره على نفسي.


      الإمام يعتذر من عدم الإيثار:
      لو فكر أحدنا كم مرة لم يستجب للسائل مع قدرتنا على الإجابة وحتى أننا لم نعتذر له إن لم تكن لدينا الاستطاعة, بينما الإمام زين العابدين عليه السلام يعتذر عن المواقف التي لم يؤثر فيها ويستغفر ويطلب العفو من الله ويقول:
      إلهي إنني أعتذر عن كل ما كان بإمكاني أن أعطيه ولم أقدمه.



      لا ألاريد أن أطيل عليكم
      و إن شاء الله أعود لأدرج شيئا من بقية الأجزاء الأخرى قريبا
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

      ماشاء الله لاقوة إلا بالله ما هذه الدرر التي تتحفينا بها فكتابكم هذا قيّم والدرر التي تنتقونها قيّمة

      وإسترسالكم بالطرح راقي جداً وكركم بالطرح قد غمرني وزاد إعجابي بنور فكركم
      ومدى وسعة ثقافتكم ، نعم أعتبر نفسي من المحظوظين لأني قد تعرفت على نقية مثلكم

      وكلمة شكراً قليلة لأوفي حقكم
      في ميزان حسناتكم فإن المثيب هو الله تعالى ولست أنا

      الملفات المرفقة
      التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 03-05-2015, 08:20 AM.

      تعليق


      • #73
        المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
        دائما تغمروني بجميل وطيب ردودكم في المنتدى
        فتأسروني بكرمكم
        ويبقى حليفي التقصير في الرد عليكم
        شكرا جزيلا ولن تكفي لو كررتها لأخر عمري



        الكتاب وحدة متكاملة ليس من السهل الانتقاء منه لأنه متكامل
        ولكن سأقتطف منه بعض المواضيع التي توقفت عندها وبدأت في تمعنها و التعمق في تطبيقها منذ قرأته لأول مرة


        ....


        كتاب المظالم
        الفصل الأول
        من مواضيع الجزء الأول


        لابد من قبول عذر المعتذر:
        إذا أخطأ أحد في حقك وجاء للاعتذار عن ذلك ولم تقبل اعتذاره فسوف يسألونك يوم القيامة : لماذا لم تقبل عذره ؟
        لا تقل أنه هدر كرامتي , وذلك أنه بمجيئه للاعتذار منك قد هدر هو الآخر كرامته.


        تجنبوا السؤال حد الامكان :
        إن الشارع المقدس قد أمر بتجنب السؤال حد الإمكان وحتى الأشياء العادية يفضل تركها وعدم السؤال عنها حتى لا يكون الطرف المسؤول, في ضيق من أمره, وربما يكون الطرف الثاني غير راغب بالإجابة عن ذلك . مثلا عندما تلتقي بصديق لك فتسلم عليه وتسأله عن أحواله ثم تسأله أين ذاهب الآن ؟ إن هذا السؤال محرج للصديق , ما دخلك أنت بذلك ؟ فلربما يريد الذهاب إلى جهة لا يرغب أن تعرفها , وبسؤالك هذا تحرجه وتضايقه وتورطه في متاهات الكذب أو المماطلة والتورية , والحقيقة أن السؤال هو الخطأ بعينه.
        إن بعض الأسئلة قد توقع المسكين في ورطة عدم الإيفاء بوعده .


        السؤال الخطأ شرعا:
        ومن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الناس عندما يواجهون شخصا قد ألمت به المصاعب والمصائب , أن يسألوه كيف حالك وكيف تسير الأمور؟ فتراه عندئذ يفتح قلبه لك ويبدأ بالشكوى من الخلق والخالق! وهكذا بسؤالك عنه أوقعته في الذنوب.
        فإذا لاقيت صديقا برما وتعلم أنه قد خسر عملا تجاريا , فليس من المعقول أن تقول له: كيف ورطك فلان وكيف ضحك عليك؟ ولماذا لم تستشر أحدا وغير ذلك من الأسئلة المحرجة.
        إن هذا العمل وهذه الأسئلة خطأ شرعا.
        إن التذكير بالمصائب خطأ فاحش إلا إذا كان الهدف منه مواساته والتخفيف عن آلامه.


        يتضح قول الصدق في الايثار:
        إنك حينما تؤثر غيرك على نفسك يتضح تماما أنك صادق في إيمانك فالله تعالى وكل ما يتعلق بالباري عز وجل يخصك أنت وحدك ولا يعرف سريرتك غير نفسك, وطبيعي أن كل شيء يخصك هو عزيز عليك. وعندما تكون محتاجا إلى الخبز وتنفقه لمرضاة الله وفي سبيله فهذا يعني بأن الله تعالى أعز عليك من نفسك, والقرآن الكريم يعظم ويقدر مثل هؤلاء حيث قال عز من قائل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر9
        إن الإيثار يمثل منزلة رفيعة لا يحظى به كل الناس وكما جاء في دعاء السجاد عليه السلام حيث يقول: اللهم إني أعتذر إليك من محتاج لم أوثره على نفسي.


        الإمام يعتذر من عدم الإيثار:
        لو فكر أحدنا كم مرة لم يستجب للسائل مع قدرتنا على الإجابة وحتى أننا لم نعتذر له إن لم تكن لدينا الاستطاعة, بينما الإمام زين العابدين عليه السلام يعتذر عن المواقف التي لم يؤثر فيها ويستغفر ويطلب العفو من الله ويقول:
        إلهي إنني أعتذر عن كل ما كان بإمكاني أن أعطيه ولم أقدمه.



        لا ألاريد أن أطيل عليكم
        و إن شاء الله أعود لأدرج شيئا من بقية الأجزاء الأخرى قريبا
        شكراً والف شكر لهذا النقل الراقي والمتميز
        أشكركم أيتها الطيبة ، فلربما ينشر الكتاب ويوصضع في المكتبات
        ولكن القليل ممن يثير أنتباههم ، وأنتم عندما تخرجون الكنوز الثمينة من هذا الكتاب
        وفي الحقيقة هو منجم من درر ، تنبهون المهتمين بالكتب القيّمة ،أن هناك كتاباً مهماً يشار اليه بالبنان
        فهي كلها تثقّل ميزان حسناتم
        بورك ردكم أيتها الطيبة


        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #74
          المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
          الفصل الثاني

          من مواضيع الجزء الثامن

          الحياة الحرة للعبد نوع من الظلم:
          إن العدل مع الله يعني أن يفكر الإنسان هل هو سيد أم مسود؟
          هل هو خالق أم مخلوق؟ فإذا كان الشخص عبدا فإن تصرفه على أساس العبودية هو العدل بعينه, أما إذا تصرف بحرية واستقلال فإن هذا هو الظلم بعينه.
          إن تصرف العبد يجب أن يختلف عن تصرف الحر, فأنت مرزوق الله تعالى, وأنت مربوب الله تعالى, الله هو الذي خلقك وهو الذي رباك وأنشأك هو الذي عين لك رزقك اليومي, وكل شيء تملكه من الله تعالى, أعضاء جسمك , عقلك, ملابسك, بيتك, زوجتك, أولادك, ثروتك وتجارتك كلها من الله تعالى.
          الشرك ظلم كبير:
          وعلى هذا فإذا تصرفت على هواك وحريتك فستجد نفسك بعيدا عن الله و أنت ظالم بتصرفك هذا , وكما قال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
          وإذا قلت إنه مالي, وإنه عرق جبيني إنها ثروتي, فأنت ظالم لا محال ذلك أن الظالم إنسان أنكر ونسي نعم الله عليه وقارن نفسه مع خالقه المنعم الرازق.

          الجلوس على الأرض والتمرين على العبودية:

          يقول الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام: " إنني لن أترك الجلوس على الأرض ما دمت حيا, ذلك للتقيد بعبوديتي للواحد القهار".
          ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا يوما على الأرض يأكل خبزا وتمرا, فمرت به امرأة من اعيان المدينة فقالت له:
          يا رسول الله: جلست جلسة العبيد! .
          فأجاب- روحي له الفداء - : " ومن أعبد مني؟ أنا مملوك الله وعبد الله" , فتأثرت المرأة كثيرا وسألته أن تجلس بجانبه وطلبت منه أن يعطيها لقمة من طعامه, فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام لقمة من طعامه و ناولها إياها.
          ثم قالت له: إنني أرجوك أن تعطيني جزءا من اللقمة التي في فمك يا حبيب الله, فأجاب طلبها رسول الله وهو رحمة للعالمين.
          ويكمل الرواية أمير المؤمنين عليه السلام فيقول:
          إن هذه المرأة المذكورة لم تمرض بعد ذلك طيلة حياتها بسبب تلك اللقمة التي تفضل بها عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

          يجب عدم الإساءة إلى الأم أمام أطفالها:
          هنالك رواية عن الأئمة الأطهار تدعو إلى عدم إزعاج الأم أمام طفلها, ذلك أن الطفل الصغير يحب أمه حبا جما وينظر إليها باعتبارها ملجأه الوحيد, وعندما يرى الأب وقد أساء أو ضرب أو أهان أمه وهو لا يستطيع الدفاع عنها, تتعقد نفسيته وربما تظهر نتائج هذه العقدة في مرض نفسي.


          من مواضيع الفصل التاسع

          استخدام أعضاء الجسم في مرضاة الله:
          وخلاصة القول: فإن الإنسان يجب أن يعرف خالق أعضاء وأجزاء جسده, وبعد ذلك فإنه سيفهم بأنها ملك خالقها. فاللسان والأذن والعين ليست ملكا لصاحبها بل هي ملك لخالقها.
          ولهذا فعندما يريد الإنسان استخدام أعضاء جسده, عليه أن يفكر هل هذا العمل يرضي مالكه وخالقه؟ ويتذكر بأن التصرف في ملك ما يجب أن يحظى برضا صاحبه وإذا تصرف على خلاف ذلك فإنه قد ظلم وابتعد عن العدل.
          و أنت يا من تقول الكلمات الشائنة والفاحشة بلسانك فأنت ظالم وعاصب لملك غيرك. وإذا كان اللسان ملك لله الواحد القهار فلا تستخدمه في غير رضا البارئ عز وجل , والعين التي هي ملك الله تعالى إذا استخدمتها في غير مرضاة الله فإنك ظالم لما فعلت. وكذلك أبناؤك هم ملك للرحمن فتصرف معهم بأسلوب يرضي البارئ عز وجل.
          وهناك بعض الناس من يضرب أطفاله ويقول إنهم أطفالي وأنا حر التصرف معهم على الشكل الذي أراه مناسبا لي, وهذا هو الظلم بعينه. ذلك أن الطفل ليس ملك الإنسان و إنما هو أمانة الله في عنقك والتصرف بملك الآخرين دون رضاهم ظلم وحرام.

          التصرف الذي يكون مثالا للأبناء:
          إن المقصود بالعدل أن لا تستكبر على الخلق ولا تتعالى ولا تعتدي على أحد وتراعي في تصرفاتك وأفعالك حدود العقل والشرع المقدس .
          فإذا تفوهت بألفاظ بذيئة أمام أولادك فأنت ظالم لأنك علمت أولادك السوءة والأخلاق الرذيلة.
          وإذا وعدت أبناءك فعليك أن تفي بوعدك وإذا لم تفعل فأنت ظالم. ذلك أن الطفل سوف يترعرع ويتعلم اللامبالاة وعدم الالتزام بالوعود والوفاء بالعهود, إننا يجب أن نعلم أبناءنا وبناتنا منذ طفولتهم ونعومة أظفارهم حسن الصدق وقبح الكذب, وذلك ليس عن طريق النصيحة والكلام فقط, بل عن طريق المعاملة الحسنة والتصرف الصادق الملتزم, وحتى يصدق ويعتقد الأبناء بأن الصدق شيء حسن وجميل والكذب شيء قبيح ومذموم .


          من الجزء الحادي عشر

          الأوامر الثلاثة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
          لابأس أن يسأل المرء نفسه هل طبق القوانين والأوامر التي أعلنها الرسول الكريم؟
          هل عفوت عن شخص أساء إليك وظلمك؟
          هل وصلت من قطعك من أقربائك؟
          هل أحسنت لمن أراد بك سوءا؟

          علينا بالاقتداء بالحسين الشهيد عليه السلام.
          فحينما وصل وجيشه وأصحابه بالقرب من كربلاء وقابله جيش الحر الرياحي ومنعه من مواصلة الطريق أو الرجوع إلى المدينة, لم يمنع الإمام السبط الماء عن جيش الحر الرياحي عندما كان مسيطرا على النهر وبالعكس فإنه سمح لهم بالارتواء وأخذ الماء. ولكن جيش عمر بن سعد وبعد أن سيطر على النهر العلقمي منع الحسين وأصحابه من شرب الماء فأضناهم عطشا حنى الأطفال والنساء.


          ملاحظة:
          الكتاب تضمن كثيرا من القصص والروايات و الأمثلة
          والتي لاتنفك عن محاوره وتزيد في إبراز المعنى المنشود منها
          ولعلي اخترت منه ما لا يلزم إرفاق ما قبله وما بعده من السياق حسب فهمي كي لا أبتر المعنى



          وأختم بخاتمة الكتاب وهو دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام
          اللهم إني أعتذر إليك من حقوق بذمتي للآخرين ولم استطع أداءها.


          شكراً والف شكر ومعذرة لقد أتعبتكم كثيراً
          وانتم تنتقلون بين مفاصل الكتاب جزءاً جزء وكلمات العرفان قليلة بحقكم
          وسلمت أناملكم بهذا الأنتقاء الطيب
          وأستميحكم عذراً لقد أتعبتكم حقاً
          وسأودع عملكم هذا عند من لا تضيع عنده الودائع
          لكم ودي وأحترامي أيتها العزيزة

          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #75
            موضوع جميل جدا لان الكتب اعز اصدقائي ومن كتبي انت تسال وعلي يجيب اكثر من الف سؤال وسؤال في العقيده وفقه العبادات والمعاملات والسيره والتاريخ والاخلاق والمواعظ والعلوم والطب والثقافه لمؤلفه السيد محسن النوري الموسوي وكتاب عجائب الاسرار للامام علي ع عن علامات اخر الزمان للمؤلفه الحاجه رانيا سليمان وكتاب كشف الغمه في معرفه الائمه للاربلي ثلاث اجزاء عن سيره الائمه عليهم السلام وكتاب القلب السليم جزئين وكتاب النفس المطمئنه وكتاب صلاه الخاشعين لعبد الحسين دستغيب وقصص العلماء لمحمد بن سليمان والمجموعه القصصيه لبنت الهدى وجهاد النفس لكمال الحيدري وغيرها الكثير
            أبا الفضل عشقي الازلي
            sigpic

            تعليق


            • #76

              اهلاً بالطيبة التي شرفت موضوعنا ....عزيزتي {محبه العباس} عليه السلام
              شرفنا حظوركم الندي وقد عرفنا كتبكم الراقيه
              ممكن اختار أحد الكتب الراقية التي عندكم واطلب منكم تفضلّا لا امرً أن تنقلوا لنا
              موضوعاً منه شدكم وأثار إعجابكم ؟؟؟ فإن كان جوابكم نعم :
              فيروق لي ان تبدأوا بكتاب القلب السليم إن امكن ،وساكون شاكرة لكم
              لأنكم ستفيدون الكثير ممن يطلع على الموضوع عزيزتي
              أشكركم أيتها الطيبة الرقيقة

              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #77
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اقدم لكم احبتي كتابي الجديد الذي إنتقيته من معرض الكتاب قبل أيام
                وهو كتاب {كيمياء الصلاة }
                والذي يوضح مقامات الإنسان ومدارجه ،ومقامات الصلاة ، واسرار
                الصلاة وخصائصها
                والكتاب يتحدث عن عدة علماء وحديثهم عن الصلاة
                منهم روح الله الخميني ، والشهيد المطهري ، والشيخ محمد تقي بهجت ، وآية الله جواد أملي
                فإذا تحبون أن انثر عليكم بعض مضامين الكتاب فأكون في خدمتكم؟؟؟


                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #78
                  ما أروع المواضيع حينما تطرح بلغة الكيمياء العلم السماوي الذي أختص عن بقية العلوم بهذه السمة
                  و نسب لأهل البيت عليهم السلام ...
                  و بلا شك أن الكتاب رائع وعميق المحتوى و هذا لا يحتاج لشهادة فعنوانه و ما أوردته عنه يكفي كشهادة لتميز روعته
                  و يؤكد ذلك اختيارك له

                  أكون شاكرة جدا لو اتحفتنا ببعض محتواه الثمين أخيتي الغالية شجون فاطمة
                  أنا بالانتظار وأعذريني إن اتعبتك فلا تتأخري علينا



                  جزاك الله كل خير أيتها السخية الرائعة

                  مودتي
                  التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 06-06-2015, 05:51 PM.


                  أيها الساقي لماء الحياة...
                  متى نراك..؟



                  تعليق


                  • #79
                    المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
                    ما أروع المواضيع حينما تطرح بلغة الكيمياء العلم السماوي الذي أختص عن بقية العلوم بهذه السمة
                    و نسب لأهل البيت عليهم السلام ...
                    و بلا شك أن الكتاب رائع وعميق المحتوى و هذا لا يحتاج لشهادة فعنوانه و ما أوردته عنه يكفي كشهادة لتميز روعته
                    و يؤكد ذلك اختيارك له

                    أكون شاكرة جدا لو اتحفتنا ببعض محتواه الثمين أخيتي الغالية شجون فاطمة
                    أنا بالانتظار وأعذريني إن اتعبتك فلا تتأخري علينا



                    جزاك الله كل خير أيتها السخية الرائعة

                    مودتي
                    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

                    عزيزتي أيتها الطيبة ما اسعدني بتواصلكم معي لقد قفز قلبي من مكانه بردكم الطيب
                    واثلجت صدري كلماتكم ولن ادعكم تنتظرون كثيراً اليكم بعض مضامين الكتاب

                    كتاب ليس لمؤلف بل تجميع لستة من العلماء الأجلاء
                    وهم : العلامة الفيض الكاشاني ....آية الله جواد آملي ....الشيخ محمد تقي بهجت
                    الشهيد المطهري .....وروح الله السيد الموسوي الخميني
                    سأبدأ معكم بما يتضمن الكتاب بعض من كلمات العلامة الفيض الكاشاني :
                    سأحدثكم بما قاله العلامة الجليل بخصوص حظور القلب
                    الدواء النافع لحظور القلب
                    يقول العلامة : اعلم ايها المؤمن لا بد وأن معظماً لله ، وخائفاً منه ، وراجياً ومستحياً من تقصيره
                    فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه ، وإن كانت قوة هذه الأحوال في نفسه هي بمقدار قوة يقين .
                    وانفكاكه عن هذه الأحوال في الصلاة لا سبب له إلا تفرق الفكر ،
                    وتقسيم الخواطر ، وغيبة القلب عن المناجاة ، والغفلة عن الصلاة ، ولا تلهي عن الصلاة إلا الخواطر
                    الرّدية الشاغلة ، فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ، ولا يدفع الشيء إلا بدفع سببه ، فليعلم سببه
                    وسبب توارد الخواطر إما أن تكون أمراً خارجاً أو أمراً في ذات المصلي وباطنه

                    أما الأمور الخارجية فهي ما يصل الى السمع أو يظهر للبصر ، فإن ذلك قد يخطف الأهتمام والذهن
                    ومن قويت رتبته وعلت همّته ، لم يلهه ما يجري على حواسّه ، ولكن الضعيف لا بد وأن يتشتت به فكره
                    فعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره ، أو يصلي في بيت مظلم ، وأن لا يترك بين يديه ما يشغل حسه
                    ويقترب من الحائط عند صلاته حتى لايتسع مسافة بصره ،
                    وأن يحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصبوغة ، وعل الفرش الملونة
                    ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم ، سعته بقدر السجود ليكون ذلك أجمع للهّم ،

                    والأقوياء كانوا يحظرون المساجد ، ويغضون البصر ، ولا يجاوزونه موضع السجود
                    ويرون كمال الصلاة في أن لا يعرفوا من على يمينهم وشمالهم .

                    وسأنتقل بكم عزيزتي في الأرسال الأخر للعلامة الكاشاني عن الآداب المعنوية لسائر
                    مقدمات الصلاة وافعالها ، وأنتقي لكم من درر وروائع كلماته
                    (( شكراً لكم عزيزتي ولكل من يتابعنا ))

                    تعليق


                    • #80
                      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                      ليس بجديد عليك الطيب والكرم فهما ديدنك الأصيل

                      و لأسماء مؤلفي كتاب كيمياء الصلاة الأجلاء رونق عظيم وجاذبية تأسر و تستحث في طلب المزيد

                      فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ، ولا يدفع الشيء إلا بدفع سببه ، فليعلم سببه
                      وسبب توارد الخواطر إما أن تكون أمراً خارجاً أو أمراً في ذات المصلي وباطنه
                      حكمة بالغة ودواء موجه لعلة المرض مباشرة

                      ويرون كمال الصلاة في أن لا يعرفوا من على يمينهم وشمالهم .
                      حكمة تلو حكمة

                      رائع جدا و بحق متشوقة للمزيد


                      شكرا جزيلا لا تعدلها شكر غاليتي وأخيتي الرائعة شجون فاطمة
                      للشواهد الجلية التي انتقيتها لنا

                      وبانتظار المزيد أيتها العزيزة الغالية
                      فجودي علينا متى ما أسعفك الوقت ولك جزيل الأجر والثواب من الله وصادق الدعاء منا

                      مودتي أرسلها بفيض من الشكر و ختم التقدير


                      أيها الساقي لماء الحياة...
                      متى نراك..؟



                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X