الفصل الثاني
من مواضيع الجزء الثامن
الحياة الحرة للعبد نوع من الظلم:
إن العدل مع الله يعني أن يفكر الإنسان هل هو سيد أم مسود؟
هل هو خالق أم مخلوق؟ فإذا كان الشخص عبدا فإن تصرفه على أساس العبودية هو العدل بعينه, أما إذا تصرف بحرية واستقلال فإن هذا هو الظلم بعينه.
إن تصرف العبد يجب أن يختلف عن تصرف الحر, فأنت مرزوق الله تعالى, وأنت مربوب الله تعالى, الله هو الذي خلقك وهو الذي رباك وأنشأك هو الذي عين لك رزقك اليومي, وكل شيء تملكه من الله تعالى, أعضاء جسمك , عقلك, ملابسك, بيتك, زوجتك, أولادك, ثروتك وتجارتك كلها من الله تعالى.
الشرك ظلم كبير:
وعلى هذا فإذا تصرفت على هواك وحريتك فستجد نفسك بعيدا عن الله و أنت ظالم بتصرفك هذا , وكما قال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
وإذا قلت إنه مالي, وإنه عرق جبيني إنها ثروتي, فأنت ظالم لا محال ذلك أن الظالم إنسان أنكر ونسي نعم الله عليه وقارن نفسه مع خالقه المنعم الرازق.
الجلوس على الأرض والتمرين على العبودية:
يقول الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام: " إنني لن أترك الجلوس على الأرض ما دمت حيا, ذلك للتقيد بعبوديتي للواحد القهار".
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا يوما على الأرض يأكل خبزا وتمرا, فمرت به امرأة من اعيان المدينة فقالت له:
يا رسول الله: جلست جلسة العبيد! .
فأجاب- روحي له الفداء - : " ومن أعبد مني؟ أنا مملوك الله وعبد الله" , فتأثرت المرأة كثيرا وسألته أن تجلس بجانبه وطلبت منه أن يعطيها لقمة من طعامه, فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام لقمة من طعامه و ناولها إياها.
ثم قالت له: إنني أرجوك أن تعطيني جزءا من اللقمة التي في فمك يا حبيب الله, فأجاب طلبها رسول الله وهو رحمة للعالمين.
ويكمل الرواية أمير المؤمنين عليه السلام فيقول:
إن هذه المرأة المذكورة لم تمرض بعد ذلك طيلة حياتها بسبب تلك اللقمة التي تفضل بها عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
يجب عدم الإساءة إلى الأم أمام أطفالها:
هنالك رواية عن الأئمة الأطهار تدعو إلى عدم إزعاج الأم أمام طفلها, ذلك أن الطفل الصغير يحب أمه حبا جما وينظر إليها باعتبارها ملجأه الوحيد, وعندما يرى الأب وقد أساء أو ضرب أو أهان أمه وهو لا يستطيع الدفاع عنها, تتعقد نفسيته وربما تظهر نتائج هذه العقدة في مرض نفسي.
من مواضيع الفصل التاسع
استخدام أعضاء الجسم في مرضاة الله:
وخلاصة القول: فإن الإنسان يجب أن يعرف خالق أعضاء وأجزاء جسده, وبعد ذلك فإنه سيفهم بأنها ملك خالقها. فاللسان والأذن والعين ليست ملكا لصاحبها بل هي ملك لخالقها.
ولهذا فعندما يريد الإنسان استخدام أعضاء جسده, عليه أن يفكر هل هذا العمل يرضي مالكه وخالقه؟ ويتذكر بأن التصرف في ملك ما يجب أن يحظى برضا صاحبه وإذا تصرف على خلاف ذلك فإنه قد ظلم وابتعد عن العدل.
و أنت يا من تقول الكلمات الشائنة والفاحشة بلسانك فأنت ظالم وعاصب لملك غيرك. وإذا كان اللسان ملك لله الواحد القهار فلا تستخدمه في غير رضا البارئ عز وجل , والعين التي هي ملك الله تعالى إذا استخدمتها في غير مرضاة الله فإنك ظالم لما فعلت. وكذلك أبناؤك هم ملك للرحمن فتصرف معهم بأسلوب يرضي البارئ عز وجل.
وهناك بعض الناس من يضرب أطفاله ويقول إنهم أطفالي وأنا حر التصرف معهم على الشكل الذي أراه مناسبا لي, وهذا هو الظلم بعينه. ذلك أن الطفل ليس ملك الإنسان و إنما هو أمانة الله في عنقك والتصرف بملك الآخرين دون رضاهم ظلم وحرام.
التصرف الذي يكون مثالا للأبناء:
إن المقصود بالعدل أن لا تستكبر على الخلق ولا تتعالى ولا تعتدي على أحد وتراعي في تصرفاتك وأفعالك حدود العقل والشرع المقدس .
فإذا تفوهت بألفاظ بذيئة أمام أولادك فأنت ظالم لأنك علمت أولادك السوءة والأخلاق الرذيلة.
وإذا وعدت أبناءك فعليك أن تفي بوعدك وإذا لم تفعل فأنت ظالم. ذلك أن الطفل سوف يترعرع ويتعلم اللامبالاة وعدم الالتزام بالوعود والوفاء بالعهود, إننا يجب أن نعلم أبناءنا وبناتنا منذ طفولتهم ونعومة أظفارهم حسن الصدق وقبح الكذب, وذلك ليس عن طريق النصيحة والكلام فقط, بل عن طريق المعاملة الحسنة والتصرف الصادق الملتزم, وحتى يصدق ويعتقد الأبناء بأن الصدق شيء حسن وجميل والكذب شيء قبيح ومذموم .
من الجزء الحادي عشر
الأوامر الثلاثة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
لابأس أن يسأل المرء نفسه هل طبق القوانين والأوامر التي أعلنها الرسول الكريم؟
هل عفوت عن شخص أساء إليك وظلمك؟
هل وصلت من قطعك من أقربائك؟
هل أحسنت لمن أراد بك سوءا؟
علينا بالاقتداء بالحسين الشهيد عليه السلام.
فحينما وصل وجيشه وأصحابه بالقرب من كربلاء وقابله جيش الحر الرياحي ومنعه من مواصلة الطريق أو الرجوع إلى المدينة, لم يمنع الإمام السبط الماء عن جيش الحر الرياحي عندما كان مسيطرا على النهر وبالعكس فإنه سمح لهم بالارتواء وأخذ الماء. ولكن جيش عمر بن سعد وبعد أن سيطر على النهر العلقمي منع الحسين وأصحابه من شرب الماء فأضناهم عطشا حنى الأطفال والنساء.
ملاحظة:
الكتاب تضمن كثيرا من القصص والروايات و الأمثلة
والتي لاتنفك عن محاوره وتزيد في إبراز المعنى المنشود منها
ولعلي اخترت منه ما لا يلزم إرفاق ما قبله وما بعده من السياق حسب فهمي كي لا أبتر المعنى
وأختم بخاتمة الكتاب وهو دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام
اللهم إني أعتذر إليك من حقوق بذمتي للآخرين ولم استطع أداءها.
من مواضيع الجزء الثامن
الحياة الحرة للعبد نوع من الظلم:
إن العدل مع الله يعني أن يفكر الإنسان هل هو سيد أم مسود؟
هل هو خالق أم مخلوق؟ فإذا كان الشخص عبدا فإن تصرفه على أساس العبودية هو العدل بعينه, أما إذا تصرف بحرية واستقلال فإن هذا هو الظلم بعينه.
إن تصرف العبد يجب أن يختلف عن تصرف الحر, فأنت مرزوق الله تعالى, وأنت مربوب الله تعالى, الله هو الذي خلقك وهو الذي رباك وأنشأك هو الذي عين لك رزقك اليومي, وكل شيء تملكه من الله تعالى, أعضاء جسمك , عقلك, ملابسك, بيتك, زوجتك, أولادك, ثروتك وتجارتك كلها من الله تعالى.
الشرك ظلم كبير:
وعلى هذا فإذا تصرفت على هواك وحريتك فستجد نفسك بعيدا عن الله و أنت ظالم بتصرفك هذا , وكما قال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
وإذا قلت إنه مالي, وإنه عرق جبيني إنها ثروتي, فأنت ظالم لا محال ذلك أن الظالم إنسان أنكر ونسي نعم الله عليه وقارن نفسه مع خالقه المنعم الرازق.
الجلوس على الأرض والتمرين على العبودية:
يقول الرسول عليه أفصل الصلاة والسلام: " إنني لن أترك الجلوس على الأرض ما دمت حيا, ذلك للتقيد بعبوديتي للواحد القهار".
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا يوما على الأرض يأكل خبزا وتمرا, فمرت به امرأة من اعيان المدينة فقالت له:
يا رسول الله: جلست جلسة العبيد! .
فأجاب- روحي له الفداء - : " ومن أعبد مني؟ أنا مملوك الله وعبد الله" , فتأثرت المرأة كثيرا وسألته أن تجلس بجانبه وطلبت منه أن يعطيها لقمة من طعامه, فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام لقمة من طعامه و ناولها إياها.
ثم قالت له: إنني أرجوك أن تعطيني جزءا من اللقمة التي في فمك يا حبيب الله, فأجاب طلبها رسول الله وهو رحمة للعالمين.
ويكمل الرواية أمير المؤمنين عليه السلام فيقول:
إن هذه المرأة المذكورة لم تمرض بعد ذلك طيلة حياتها بسبب تلك اللقمة التي تفضل بها عليها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
يجب عدم الإساءة إلى الأم أمام أطفالها:
هنالك رواية عن الأئمة الأطهار تدعو إلى عدم إزعاج الأم أمام طفلها, ذلك أن الطفل الصغير يحب أمه حبا جما وينظر إليها باعتبارها ملجأه الوحيد, وعندما يرى الأب وقد أساء أو ضرب أو أهان أمه وهو لا يستطيع الدفاع عنها, تتعقد نفسيته وربما تظهر نتائج هذه العقدة في مرض نفسي.
من مواضيع الفصل التاسع
استخدام أعضاء الجسم في مرضاة الله:
وخلاصة القول: فإن الإنسان يجب أن يعرف خالق أعضاء وأجزاء جسده, وبعد ذلك فإنه سيفهم بأنها ملك خالقها. فاللسان والأذن والعين ليست ملكا لصاحبها بل هي ملك لخالقها.
ولهذا فعندما يريد الإنسان استخدام أعضاء جسده, عليه أن يفكر هل هذا العمل يرضي مالكه وخالقه؟ ويتذكر بأن التصرف في ملك ما يجب أن يحظى برضا صاحبه وإذا تصرف على خلاف ذلك فإنه قد ظلم وابتعد عن العدل.
و أنت يا من تقول الكلمات الشائنة والفاحشة بلسانك فأنت ظالم وعاصب لملك غيرك. وإذا كان اللسان ملك لله الواحد القهار فلا تستخدمه في غير رضا البارئ عز وجل , والعين التي هي ملك الله تعالى إذا استخدمتها في غير مرضاة الله فإنك ظالم لما فعلت. وكذلك أبناؤك هم ملك للرحمن فتصرف معهم بأسلوب يرضي البارئ عز وجل.
وهناك بعض الناس من يضرب أطفاله ويقول إنهم أطفالي وأنا حر التصرف معهم على الشكل الذي أراه مناسبا لي, وهذا هو الظلم بعينه. ذلك أن الطفل ليس ملك الإنسان و إنما هو أمانة الله في عنقك والتصرف بملك الآخرين دون رضاهم ظلم وحرام.
التصرف الذي يكون مثالا للأبناء:
إن المقصود بالعدل أن لا تستكبر على الخلق ولا تتعالى ولا تعتدي على أحد وتراعي في تصرفاتك وأفعالك حدود العقل والشرع المقدس .
فإذا تفوهت بألفاظ بذيئة أمام أولادك فأنت ظالم لأنك علمت أولادك السوءة والأخلاق الرذيلة.
وإذا وعدت أبناءك فعليك أن تفي بوعدك وإذا لم تفعل فأنت ظالم. ذلك أن الطفل سوف يترعرع ويتعلم اللامبالاة وعدم الالتزام بالوعود والوفاء بالعهود, إننا يجب أن نعلم أبناءنا وبناتنا منذ طفولتهم ونعومة أظفارهم حسن الصدق وقبح الكذب, وذلك ليس عن طريق النصيحة والكلام فقط, بل عن طريق المعاملة الحسنة والتصرف الصادق الملتزم, وحتى يصدق ويعتقد الأبناء بأن الصدق شيء حسن وجميل والكذب شيء قبيح ومذموم .
من الجزء الحادي عشر
الأوامر الثلاثة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
لابأس أن يسأل المرء نفسه هل طبق القوانين والأوامر التي أعلنها الرسول الكريم؟
هل عفوت عن شخص أساء إليك وظلمك؟
هل وصلت من قطعك من أقربائك؟
هل أحسنت لمن أراد بك سوءا؟
علينا بالاقتداء بالحسين الشهيد عليه السلام.
فحينما وصل وجيشه وأصحابه بالقرب من كربلاء وقابله جيش الحر الرياحي ومنعه من مواصلة الطريق أو الرجوع إلى المدينة, لم يمنع الإمام السبط الماء عن جيش الحر الرياحي عندما كان مسيطرا على النهر وبالعكس فإنه سمح لهم بالارتواء وأخذ الماء. ولكن جيش عمر بن سعد وبعد أن سيطر على النهر العلقمي منع الحسين وأصحابه من شرب الماء فأضناهم عطشا حنى الأطفال والنساء.
ملاحظة:
الكتاب تضمن كثيرا من القصص والروايات و الأمثلة
والتي لاتنفك عن محاوره وتزيد في إبراز المعنى المنشود منها
ولعلي اخترت منه ما لا يلزم إرفاق ما قبله وما بعده من السياق حسب فهمي كي لا أبتر المعنى
وأختم بخاتمة الكتاب وهو دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام
اللهم إني أعتذر إليك من حقوق بذمتي للآخرين ولم استطع أداءها.
تعليق