إلى أُستاذي مَع التَّحية
رجع من المدرسة، منزعجاً، حزيناً والدموع تجري بغزارة من عينيه كان الوقت عصراً، سألته ألا تتناول الطعام؟ لم يردّ جواباً، أعدت السؤال،
فقال: ماما رجاءً لا تقولي شيئاً، لن أذهب إلى المدرسة بعد اليوم، وأقفل باب الغرفة عليه، تركته، حان وقت الصلاة، لم يصلِّ، ذهبتُ إليه وجدته
قد رسم لوحة مع بعض الكتابات وهو يبتسم متشفياً، قال: ماما هذا مدرّس الأحياء وهؤلاء الطلاب، وإذا به يرسم المدرّس على هيئة شيطان، وقد
كتب كلّ طالب عبارة تدلّ على حنقه وغضبه.. (أتمنى أشنق الأستاذ).. (الموت له).. (لولا المدرس لكانت درجتي مائة) وهكذا كلّ طالب يعبّر بطريقته الخاصة.
قلت له: ما الخبر؟ إن الأستاذ والد وعليكم أن تحترموه مهما فعل، أجاب بارتياح بعدما أفرغ حزنه في لوحته: أمي لو تعرفين ماذا فعل لعذرت
الكل، فقد كان عندنا امتحان في مادة التاريخ والأسئلة مطوّلة جداً وكان آخر سؤال سهلاً جداً، حضر الأستاذ متأخراً ربع ساعة وقام بسحب
الأوراق من أمام التلاميذ قبل انتهاء وقت الامتحان بقليل، مما أربك التلاميذ واضطروا لترك السؤال الأخير السهل جداً.
أقول: لماذا يستعين مدرّس بمدرّس مادة أخرى لأداء الامتحان؟ أليس المفروض أن يكون موجوداً؟ فإذا ما استصعب فهم سؤال أو نقطة معينة عليه توضيحها لهم.
ألا يجدر بنا أن نعطي الطالب الوقت الكافي ثلاث أو خمس دقائق إضافية ليتأكد من سلامة الإجابة وترتيب ورقة الامتحان، لا أعتقد أن ذلك يؤثر
في المسيرة التربوية! هل تعلم أيّها الأستاذ أن شخصية المدرّس وتعامله مع الطلاب هو العامل الأكبر لاستمرار الطالب أو تركه للدراسة
وخصوصاً في الدراسة المتوسطة حيث سن المراهقة الخطر جداً والذي يوصف أحياناً بالسلاح ذو الحدّين.
أخيراً أحبّ أن أذكر أن أستاذ التاريخ مشكوراً أعاد الامتحان لما وجد من تدهور في درجات طلابه.
د. هناء حطاب جميل
تم نشره في العدد 69
رجع من المدرسة، منزعجاً، حزيناً والدموع تجري بغزارة من عينيه كان الوقت عصراً، سألته ألا تتناول الطعام؟ لم يردّ جواباً، أعدت السؤال،
فقال: ماما رجاءً لا تقولي شيئاً، لن أذهب إلى المدرسة بعد اليوم، وأقفل باب الغرفة عليه، تركته، حان وقت الصلاة، لم يصلِّ، ذهبتُ إليه وجدته
قد رسم لوحة مع بعض الكتابات وهو يبتسم متشفياً، قال: ماما هذا مدرّس الأحياء وهؤلاء الطلاب، وإذا به يرسم المدرّس على هيئة شيطان، وقد
كتب كلّ طالب عبارة تدلّ على حنقه وغضبه.. (أتمنى أشنق الأستاذ).. (الموت له).. (لولا المدرس لكانت درجتي مائة) وهكذا كلّ طالب يعبّر بطريقته الخاصة.
قلت له: ما الخبر؟ إن الأستاذ والد وعليكم أن تحترموه مهما فعل، أجاب بارتياح بعدما أفرغ حزنه في لوحته: أمي لو تعرفين ماذا فعل لعذرت
الكل، فقد كان عندنا امتحان في مادة التاريخ والأسئلة مطوّلة جداً وكان آخر سؤال سهلاً جداً، حضر الأستاذ متأخراً ربع ساعة وقام بسحب
الأوراق من أمام التلاميذ قبل انتهاء وقت الامتحان بقليل، مما أربك التلاميذ واضطروا لترك السؤال الأخير السهل جداً.
أقول: لماذا يستعين مدرّس بمدرّس مادة أخرى لأداء الامتحان؟ أليس المفروض أن يكون موجوداً؟ فإذا ما استصعب فهم سؤال أو نقطة معينة عليه توضيحها لهم.
ألا يجدر بنا أن نعطي الطالب الوقت الكافي ثلاث أو خمس دقائق إضافية ليتأكد من سلامة الإجابة وترتيب ورقة الامتحان، لا أعتقد أن ذلك يؤثر
في المسيرة التربوية! هل تعلم أيّها الأستاذ أن شخصية المدرّس وتعامله مع الطلاب هو العامل الأكبر لاستمرار الطالب أو تركه للدراسة
وخصوصاً في الدراسة المتوسطة حيث سن المراهقة الخطر جداً والذي يوصف أحياناً بالسلاح ذو الحدّين.
أخيراً أحبّ أن أذكر أن أستاذ التاريخ مشكوراً أعاد الامتحان لما وجد من تدهور في درجات طلابه.
د. هناء حطاب جميل
تم نشره في العدد 69
تعليق