إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجلسة النقاشية مع كتاب (ليوث الطفّ)

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #71
    المشاركة الأصلية بواسطة دلال العكيلي مشاهدة المشاركة
    فاطمة محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شخصيات ملائكية لا مثيل لها، تحلوا بصفات الأولياء وشاركو واقعة الطف وهم عالمين بمصيرهم لم يهابوا الموت وكانوا خير اصحاب اذ قال فيهم الامام الحسين (عليه السلام) (أمّا بَعْدُ، فَإنّي لا أعْلَمُ أصْحاباً أوْفَى وَلا خَيْراً مِنْ أصْحابي، وَلا أهْلَ بَيْتٍ أبَرَّ ولا أوْصَلَ مِنْ أهْلِ بَيْتِي، فَجَزاكُمْ اللهُ عَنِّي خَيْراً)
    فاطمة محمد
    أن أصحاب الامام الحسين "ع" كانوا يمثلون طليعة فرسان الإسلام وأبطاله الأفذاذ ، ثلة نادرة ونخبة واعية لا يمكن أن تتوفر في أي زمان وفي أي مكان, بل عقم عن إنجاب مثلها الزمان والمكان.
    انرتم بمشاركتكم ، وفقكم الله لكل خير
    التعديل الأخير تم بواسطة آلاء طعمة; الساعة 06-09-2020, 06:25 PM.

    تعليق


    • #72
      بقلم الكاتبة : نور مؤيد عبيد

      نهايات سعيدة؟!
      كم كانت ايام الطفولة اياما جميلة وبالأخص تلك التي كنت اقضي فيها ساعات طويلة امام التلفاز، اتابع بشغف وإنشداد كبيرين مسلسلات الكرتون الرائعة،
      وبالذات التاريخية منها.
      كم كنت أتأثر بأبطال هذه المسلسلات لدرجة اني بعد انتهائها مباشرةً أذهب لأرتدي مثل ثيابهم وأقف امامَ المرآة الكبيرة في غرفتي وأبدأ بتقليد حركاتهم وكلماتهم بطريقة مضحكة جداً ومتقنة في الوقت ذاته.
      كان يجذبني الى هذه المسلسلات أمرين: الأول،هو مثالية ابطالها في الرسالة التي يريدون إيصالها ،فروميو كان مثالاً للصداقة في(عهد الأصدقاء) ، وسالي كانت مثالاً للتسامح، و(جان فالجان) مثالاً للإنسانية في (البؤساء) وغيرهم.
      أما ألامر الآخر هو أنّ جميع هذه المسلسلات تنتهي نهاية واحدة وهي انتصار الخير على الشّر وان يحصل الأبطال على مبتغاهم ، ف(ساندي بل) تعود الى امها و(ساندريلا ) تغدو أميرة ،و(روبن هود) يصبح ملكاً ويحكم بلاده بالعدل ،والوحش يعود أميرا كما في سابق عهده في (الجميلة والوحش).
      كنت متيقنة ومن بداية هذه القصص أنّ نهايتها ستكون سعيدة ومع هذا أحرص على أن لا تضيع مني لحضة واحدة من مشاهدها حتى أعيش معهم هذه النهاية.
      لكنني سمعت ذات مرة قصة أذهلتني ،كانت مختلفة تماماً عمّا عهدته من القصص وإستثنائية لأبعد الحدود، لم يكن بطلها مثاليّاً بشئ واحد بل كان مثالاً في كل شئ (كان قديساً) ومع هذا لم يعِش كما في باقي القصص بسعادة بل كانت نهايته القتل بوحشيّة .
      في كل القصص الخيالية يبحث الأبطال عمّا ينقصهم في حياتهم ويجدونه ،أمّا هو فلم يكن ينقصه شئ فبدأ بالبحث عمّا ينقص الناس، وسانده بعضهم عندما أسرهم نبل أخلاقه وشهامة فعله ،كان متيقناً أنه سيجده لكن الثمن سيكون باهضاً،وأيّ ثمن أغلى من الروح؟! قدم روحه وأرواح من ساندوه لمطلب بسيط جداً ومشروع في كل الحضارات والديانات ،لم يطلب سوى أن يعيش الناس بسعادة وبحياة كريمة تليق بهم فقتلوه شرّ قتلة ومثلوا به شر تمثيل، هو وجميع اصحابه وأقربائه الذين تآزروا معه(قتلوهم عطشى) في حرب شرسة تجسّدت فيها كل أنواع الظلم والغدر وبفجيعة أدمتْ قلب الأنسانية،وقف قبلها البطل القائد بكل شموخ مخاطباً جنوده بكلمات تتناثرُ من فمهِ الشريف كما تتناثر حبّاتُ اللؤلؤ من عِقدٍ أنهكهُ الزمن طالباً منهم تركه ليواجه مصيره وحيداً والنجاة بأنفسهم من الظلم .لكنهم رفضوا إلّا الشهادة قبله مُكَلَّلين بِوِسام الوفاء والتضحية ولم تثنهم قسوة الظروف والعطش الشديد،إذ كانت أرواحهم ترتوي بكلماته كما ترتشفُ شفاهُ الأرض قطرات المطر فترتوي.كانوا يدركون بأنه مهما إرتوى الجسد فإن الروح تبقى على ظمأ حتى تتبع الحق وتنصره ،ويدركون مشيئة الله بإنقلاب الموازين في هذه الحرب فيصبح الظمأ سببا للحياة والخلود والماء سببا للفناء .
      في كل قصص الحروب يُذكر الملوك وفتوحاتهم دون أن يذكروا شيئا عن الجنود الذين كانوا السبب في هذه الفتوحات ،اما في هذه الحرب ذُكِرَ جميع الجنود وبطولاتهم وإرتجازاتهم من بداية المعركة حتى نهايتها بإستشهادهم دفاعاً عن قائدهم .
      ولم يتوقف الظلم عند المحاربين وقائدهم بل تسلّلَ الى النساء والأطفال أخذوهم أسرى يعذبونهم بذنب ليس لهم يدٌ فيه (لو فرضنا أنه كان ذنباً)،وأحرقوا خيمهم وهم داخلها ليخرج الأطفال منها مذعورين فارّين والجمر يكوي أقدامهم ؛؛ (لا أظن أنّ نوايا هذا الجمر كانت سيئة؛ لأن كل من يرى أفراد هذه العائلة يَهيمُ بهم عشقاً ولعلّ الجمر أراد أن يُغازل أقدامهم الصغيرة، فأحرقها من فرط المحبة ،هو حتماً لم يقصد أذيتهم).......علمتُ بعد سماعي لهذه القصّة أنّها واقعية وحدثت بالفعل لقدّيس إسمه (الحسين بن علي ع ) صرت أمقت بعدها منتجي القصص الخيالية !! لتصويرهم الحياة لنا بأبهى صورة عندما كُنّا صغاراً وعندما كبُرنا أدهشتنا قسوةُ الحياة الواقعيّة فالنهايات السّعيدة موجودة فقط في مخيلاتنا!! إذ لو كانت موجودة لكان هذا الرّجل السماوي وأصحابه أحق بها من أي مخلوق بَشَري.........
      التعديل الأخير تم بواسطة Noor Muayed; الساعة 06-09-2020, 09:04 PM.

      تعليق


      • #73
        السلام على الحسين وعلى اصحابه المنتجبين الكرام الذين اختارهم الله عز وجل ان يكونوا مع سيد الشهداء ابن بنت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
        إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام قد أعطت دروساً في الاخلاص والطاعة لله والدفاع عن المذهب لآخر لحظه في الحياة.. فعلا إنهم ليوث الطف وقد بذلوا انفسهم جهاداً في سبيل الله تعالى وفي سبيل دينهم وامامهم الحسين بن علي عليه السلام وسوف تبقى ثورة وواقعة الطف وليوثها عليهم السلام تعطي درساً عظيماً لكل الأجيال ع مر الزمان ضد كل الظلم والطغيان في العالم ومثالاً يحتذى به في كل الاوطان الحره وتزداد وتزداد الى يوم يبعثون.
        كل التقدير والأحترام الى الكاتبة الفاضلة.
        التعديل الأخير تم بواسطة يونس الأسدي; الساعة 06-09-2020, 05:21 PM.

        تعليق


        • #74
          ​عابس الشاكري
          اعجبتني كثيرة فكرة تسميتكم الكتاب بليوث الطف كونها شخصيات شابهت الليوث بإقدامها وشجاعتها في مواجهة الموت على أن تناصر كلمة الباطل التي أراد يزيد عليه اللعنة شراءها بالذمم والضمائر.... هؤلاء من عرفوا اليقين وصدقوا به واثروا الالتحاق بقافلة ابن رسول الله صلى الله عليه واله على أن يتبعوا قافلة التيه في الدنيا وغرورها فكانوا يظهرون إلى ساحة الخلود مع كل استغاثة من مولى الحقيقة ابي عبد الله الحسين عليه السلام....
          مع كل استغاثة منه عليه السلام ترى ليثا منهم يولد من كبد البصيرة ليجسد مشهدا من مشاهد الخلود في ذاكرة التأريخ ....ومن هذه الشخصيات الخالدة والتي لفتت انتباهي وانا أتصفح جنبات عرين كل ليث من هؤلاء في كتاب ليوث الطف شخصية عابس الشاكري وهو يقف مخاطبا مسلم بن عقيل حين قدم على أهل الكوفة رسولا من ابن عمه الحسين يستوضح حقيقة الكتب التي أرسلت إليه تستقدمه إلى الكوفة.... والذي اعجبني في خطابه أمام رسول الحسين عليه السلام قوله أما بعد فإني لا اخبرك عن الناس ولا اعلم ما في أنفسهم وما اغرك منهم والله احدثك على ما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله ولا اريد بذلك إلا ما عند الله....
          رأيت في خطابه قوة التوكيد من جهة اللغة بما يتوافق مع صدق نيته... وقوة اليقين في قوله وإني احدثك بما أنا موطن نفسي عليه....وهذا يشير إلى معرفته الحقيقية النفس التي تعد اعدى أعداء الإنسان كما في قول الرسول صلى الله عليه وآله: اعدى اعدائك نفسك التي بين جنبيك كما أن خطابه يشير إلى معرفته بمضمون التوطين الذي ورد على لسانه في هذا الكلام فبصفتي مختصة باللغة والتعبير البلاغي لفتتني هذه الصياغة فهو لم يقل احدثك بما وطنت نفسي عليه... مثلا أو اوطن نفسي عليه...أو اي صيغة أخرى كما الذي حملته صياغته لمعنى التوطين في لفظة موطن من الدلالة والقوة في المعنى الذي نبع من قوة وصدق نيته ....
          ​​​​​​فالذي يبدو على عابس أنه عرف نفسه وعرف ربه وعرف أمامه وحجته فلذلك لم يضلل عن دينه ولذلك الله اعاذه من ميتة الجاهلية ... عابس ذاك لاحظ بيت النفس من الداخل وقام بتنظيفها من الأشياء القبيحة التي توجد إلى جانب الاشياء الجيدة ولكنها تشوهها وتضيع قيمتها إذا لم تكنس وتزاح خارجا كما تزاح المهملات والاوساخ .... عابس ذاك حين نظف النفس من الدرن والاوساخ صفا قلبه فعرف الحقيقة وتوجه إلى صوب النور وذاق حلاوة محبة الله فلم يرد عنها بدلا....لم يتعلق قلبه بماديات الدنيا فلم يقم لها وزنا أمام واعية ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ....عابس الشاكري اخرج حب الدنيا من قلبه فأدخله الله جنة العشق الحسيني فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ....
          وشكرا لكم على هذه الفرصة للمشاركة في النقاش وأعظم الله تعالى لنا ولكم الأجرا​

          تعليق


          • #75
            توبة الحر يوم عاشوراء
            ولما رأى الحر منطق الامام الحسين (ع) و ما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الايام، ونقض الكوفيين لعهودهم وانكارهم للكتب التي أرسلوها للحسين وتتويجهم ذلك بمنعهم الماء عن معسكر الحسين، تأثر بذلك وقرر ترك جبهة الباطل والالتحاق بركب الحسين فلما أخذ ابن سعد بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من المحرم وتعيين القادة أوكل قيادة بني تميم وبني همدان إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين ، قال لعمر بن سعد: أي عمر أتقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي والله قِتالاً أيسره أن تَسْقُط الرؤوس وتطيح الأيدي قال: أ فما لكم فيما عرضه عليكم رضىً؟ قال عمر: أمّا لو كان الأمر إليّ لفعلْتُ، ولكنْ أميرك قد أبى! فأقبل الحرّ حتّى وقف من النّاس موقفاً ومعه رجلٌ من قومه يقال له قُرّة بن قيس، فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له المهاجر بن أوْس: ما تُريد أن تصنع يابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يُجِبْهُ، وأخذه مثل الإفْكِل (وهي الرَّعْدةُ) فقال له المهاجر: إنّ أمرك لمُريب، والله! ما رأيت منك في موقف قطّ مثل هذا، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عَدَوْتُكَ، فما هذا الذي أرى منك؟ فقال الحرّ: إنّي والله أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك جُعلتُ فداك يابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.

            تعليق


            • #76
              المشاركة الأصلية بواسطة Noor Muayed مشاهدة المشاركة
              بقلم الكاتبة : نور مؤيد عبيد

              نهايات سعيدة؟!
              كم كانت ايام الطفولة اياما جميلة وبالأخص تلك التي كنت اقضي فيها ساعات طويلة امام التلفاز، اتابع بشغف وإنشداد كبيرين مسلسلات الكرتون الرائعة،
              وبالذات التاريخية منها.
              كم كنت أتأثر بأبطال هذه المسلسلات لدرجة اني بعد انتهائها مباشرةً أذهب لأرتدي مثل ثيابهم وأقف امامَ المرآة الكبيرة في غرفتي وأبدأ بتقليد حركاتهم وكلماتهم بطريقة مضحكة جداً ومتقنة في الوقت ذاته.
              كان يجذبني الى هذه المسلسلات أمرين: الأول،هو مثالية ابطالها في الرسالة التي يريدون إيصالها ،فروميو كان مثالاً للصداقة في(عهد الأصدقاء) ، وسالي كانت مثالاً للتسامح، و(جان فالجان) مثالاً للإنسانية في (البؤساء) وغيرهم.
              أما ألامر الآخر هو أنّ جميع هذه المسلسلات تنتهي نهاية واحدة وهي انتصار الخير على الشّر وان يحصل الأبطال على مبتغاهم ، ف(ساندي بل) تعود الى امها و(ساندريلا ) تغدو أميرة ،و(روبن هود) يصبح ملكاً ويحكم بلاده بالعدل ،والوحش يعود أميرا كما في سابق عهده في (الجميلة والوحش).
              كنت متيقنة ومن بداية هذه القصص أنّ نهايتها ستكون سعيدة ومع هذا أحرص على أن لا تضيع مني لحضة واحدة من مشاهدها حتى أعيش معهم هذه النهاية.
              لكنني سمعت ذات مرة قصة أذهلتني ،كانت مختلفة تماماً عمّا عهدته من القصص وإستثنائية لأبعد الحدود، لم يكن بطلها مثاليّاً بشئ واحد بل كان مثالاً في كل شئ (كان قديساً) ومع هذا لم يعِش كما في باقي القصص بسعادة بل كانت نهايته القتل بوحشيّة .
              في كل القصص الخيالية يبحث الأبطال عمّا ينقصهم في حياتهم ويجدونه ،أمّا هو فلم يكن ينقصه شئ فبدأ بالبحث عمّا ينقص الناس، وسانده بعضهم عندما أسرهم نبل أخلاقه وشهامة فعله ،كان متيقناً أنه سيجده لكن الثمن سيكون باهضاً،وأيّ ثمن أغلى من الروح؟! قدم روحه وأرواح من ساندوه لمطلب بسيط جداً ومشروع في كل الحضارات والديانات ،لم يطلب سوى أن يعيش الناس بسعادة وبحياة كريمة تليق بهم فقتلوه شرّ قتلة ومثلوا به شر تمثيل، هو وجميع اصحابه وأقربائه الذين تآزروا معه(قتلوهم عطشى) في حرب شرسة تجسّدت فيها كل أنواع الظلم والغدر وبفجيعة أدمتْ قلب الأنسانية،وقف قبلها البطل القائد بكل شموخ مخاطباً جنوده بكلمات تتناثرُ من فمهِ الشريف كما تتناثر حبّاتُ اللؤلؤ من عِقدٍ أنهكهُ الزمن طالباً منهم تركه ليواجه مصيره وحيداً والنجاة بأنفسهم من الظلم .لكنهم رفضوا إلّا الشهادة قبله مُكَلَّلين بِوِسام الوفاء والتضحية ولم تثنهم قسوة الظروف والعطش الشديد،إذ كانت أرواحهم ترتوي بكلماته كما ترتشفُ شفاهُ الأرض قطرات المطر فترتوي.كانوا يدركون بأنه مهما إرتوى الجسد فإن الروح تبقى على ظمأ حتى تتبع الحق وتنصره ،ويدركون مشيئة الله بإنقلاب الموازين في هذه الحرب فيصبح الظمأ سببا للحياة والخلود والماء سببا للفناء .
              في كل قصص الحروب يُذكر الملوك وفتوحاتهم دون أن يذكروا شيئا عن الجنود الذين كانوا السبب في هذه الفتوحات ،اما في هذه الحرب ذُكِرَ جميع الجنود وبطولاتهم وإرتجازاتهم من بداية المعركة حتى نهايتها بإستشهادهم دفاعاً عن قائدهم .
              ولم يتوقف الظلم عند المحاربين وقائدهم بل تسلّلَ الى النساء والأطفال أخذوهم أسرى يعذبونهم بذنب ليس لهم يدٌ فيه (لو فرضنا أنه كان ذنباً)،وأحرقوا خيمهم وهم داخلها ليخرج الأطفال منها مذعورين فارّين والجمر يكوي أقدامهم ؛؛ (لا أظن أنّ نوايا هذا الجمر كانت سيئة؛ لأن كل من يرى أفراد هذه العائلة يَهيمُ بهم عشقاً ولعلّ الجمر أراد أن يُغازل أقدامهم الصغيرة، فأحرقها من فرط المحبة ،هو حتماً لم يقصد أذيتهم).......علمتُ بعد سماعي لهذه القصّة أنّها واقعية وحدثت بالفعل لقدّيس إسمه (الحسين بن علي ع ) صرت أمقت بعدها منتجي القصص الخيالية !! لتصويرهم الحياة لنا بأبهى صورة عندما كُنّا صغاراً وعندما كبُرنا أدهشتنا قسوةُ الحياة الواقعيّة فالنهايات السّعيدة موجودة فقط في مخيلاتنا!! إذ لو كانت موجودة لكان هذا الرّجل السماوي وأصحابه أحق بها من أي مخلوق بَشَري.........
              سلمت اناملكم ،وبوركتم على هذه الكلمات المنتقاة بحق الشهداء الأباة

              تعليق


              • #77
                "هاني بن عروة المرادي":
                كان من اشراف الكوفة واعيان الشيعة وروي انه ادرك النبي "ص" وتشرف بصحبته وكان يوم قتل ابن تسع وثمانين سنة وقد اوى الرجل مسلم بن عقيل "رض" وفداه بنفسه وتحمل في سبيل ذلك ما ال به الى الشهادة فهنيئا له على ما تحمله في جنب الله سبحانه..
                وروي ان هاني بن عروة جاء الى عبيد الله بن زياد والقوم معه ودخلوا عليه جميعا فلما راى هانيا قال :اتك بخائن لك رجلاه ثم التفت الى شريح القاضي وكان جالسا عنده واشار الى هاني وانشد بيت عمرو بن معد يكرب:
                اريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد
                فقال له هاني : وما ذاك ايها الامير؟ فقال يا هاني ما هذه الامور التي تربص في دورك لامير المؤمنين وعامة المسلمين ،جئت بمسلم بن عقيل وادخلته في دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك وظننت ان ذلك يخفى علي؟ فقال: ما فعلت فقال ابن زياد : بلى ،قد فعلت فقال: ما فعلت اصلح الله الامير، فقال ابن زياد: علي بمعقل مولاي وكان معقل عينه على اخبارهم وقد عرف كثيرا من اسرارهم ،فجاء معقل حتى وقف بين يديه فلما راه هاني عرف انه كان عينا عليه فقال: اصلح الله الامير والله ما بعثت الى مسلم بن عقيل ولا دعوته ولكن جاءني مستجيرا فاجرته فاستحييت من رده ودخلني من ذلك ذمام فضيفته ،فاما اذ قد علمت فخلي سبيلي حتى ارجع اليه وامره بالخروج من داري الى حيث شاء من الارض لاخرج بذلك من ذمامه وجواره، فقال له ابن زياد: لا تفارقني ابدا حتى تاتيني به : فقال هاني، لا والله لا اتيك به..
                وهكذا كان هاني بن عروة وفيا وامينا على اصحابه ،وقتل شهيدا محتسبا فس سبيل الله وفي حب مولاه الحسين "ع"...

                تعليق


                • #78
                  الشجاع العابد 💗
                  هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، كنيته أبو حجل، من أصحاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله و سلم ) و من خواص الامام علي (عليه السلام) حيث شهد معه معارك الجمل وصفين ، و له مواقف في الفتوحات الإسلامية للذود عن الاسلام ومنها موقفه يوم آذربيجان وهو من اعيان الكوفة واتقياءها ،و له دور كبير في دعم تحركات مسلم بن عقيل (رض) في الكوفة وأخذ البيعة للامام الحسين( عليه السلام )لولا تغلغل الوشاة و الجواسيس امثال معقل الشامي الذي التقى بعوسجة في الجامع الأعظم، و من هنا بدأت المكيدة للإطاحة بمسلم بن عقيل (رض) .
                  مسلم بن عوسجة هو من افاضل أنصارالامام الحسين (عليه السلام) و من الدعاة إلى نهضته و كان يبادر ليفدي نفسه به (عليه السلام) . قاتل يوم عاشوراء قتالاً بطوليا لم يسمع بمثله حتى استشهد ليُسجّل كأول شهيد .و هو من الشهداء الذين مشى اليهم الامام الحسين عليه السلام عنده استشهادهم ،فعندما سقط مسلم صريعاً وبه رمق ،مشى اليه الامام ( عليه السلام) فقال رحمك الله يا مسلم ثم قرأ: (فَمِنْهُم مَّن قَضَى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ودنا منه حبيب وقال: عز علي مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة فقال له مسلم رضى الله عنه بصوت ضعيف(بشرك الله بخير) فقال حبيب: لولا اعلم اني في الأثر لا حق بك لأحببت ان توصيني بكل ما اهمك قال مسلم: أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام ان تموت دونه قال حبيب: افعل ورب الكعبة ولأنعمنك عينا "
                  ما اجلّها و اشرفها من خاتمة فقد استشهد بين يدي أمام زمانه ،فكان مصداقا لقوله تعالى (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً).
                  لقد نال مسلم الشرف الأعظم وأعلى المراتب في الدنيا والآخرة وسجل اسمه في سفر الخلود بحروف حمراء ترمز إلى ذروة العطاء البشري و بدمائه و تضحياته منح الحياة للأجيال اللاحقة.
                  نسأل الله أن يرزقنا شفاعته

                  تعليق


                  • #79
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    في المقولة المشهورة (عند الامتحان يكرم المرء أو يهان)
                    لدينا في واقعة الطف نماذج تبقى مصدر إشعاع ونور يستضاء به
                    من تلك النماذج نموذج لكل الشباب ألا وهو الطفل الشاب الصغير الذي خرج والسيف يخط على الارض
                    فكل الابطال الذين خرجوا قالوا انا فلان بن فلان إلا هذا الشاب الصغير قال (أميري حسين ونعم الامير ....)
                    ففي اللحظات الاخيرة وهو يعرف أنه خارج للموت نجح في اصعب امتحان اللهي
                    كذلك أم الشاب يروى أنها هي التي اللبسته لامة حربه
                    فهي كذلك نجحت في اصعب امتحان اللهي

                    فكيف بنا نحن في هذا الزمان كيف يمكن أن نكون من أنصار أهل البيت عليهم السلام ؟

                    تعليق


                    • #80
                      عابس الشاكري
                      اعجبتني كثيرة فكرة تسميتكم الكتاب بليوث الطف كونها شخصيات شابهت الليوث بإقدامها وشجاعتها في مواجهة الموت على أن تناصر كلمة الباطل التي أراد يزيد عليه اللعنة شراءها بالذمم والضمائر.... هؤلاء من عرفوا اليقين وصدقوا به واثروا الالتحاق بقافلة ابن رسول الله صلى الله عليه واله على أن يتبعوا قافلة التيه في الدنيا وغرورها فكانوا يظهرون إلى ساحة الخلود مع كل استغاثة من مولى الحقيقة ابي عبد الله الحسين عليه السلام....
                      مع كل استغاثة منه عليه السلام ترى ليثا منهم يولد من كبد البصيرة ليجسد مشهدا من مشاهد الخلود في ذاكرة التأريخ ....ومن هذه الشخصيات الخالدة والتي لفتت انتباهي وانا أتصفح جنبات عرين كل ليث من هؤلاء في كتاب ليوث الطف شخصية عابس الشاكري وهو يقف مخاطبا مسلم بن عقيل حين قدم على أهل الكوفة رسولا من ابن عمه الحسين يستوضح حقيقة الكتب التي أرسلت إليه تستقدمه إلى الكوفة.... والذي اعجبني في خطابه أمام رسول الحسين عليه السلام قولها بعد فإني لا اخبرك عن الناس ولا اعلم ما في أنفسهم وما اغرك منهم والله احدثك على ما أنا موطن نفسي عليه والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله ولا اريد بذلك إلا ما عند الله.... حيث رأيت في خطابه قوة التوكيد من جهة اللغة بما يتوافق مع صدق نيته... وقوة اليقين في قوله وإني احدثك بما أنا موطن نفسي عليه....وهذا يشير إلى معرفته الحقيقية ب( النفس) التي تعد اعدى أعداء الإنسان كما في قول الرسول صلى الله عليه وآله اعدى اعدائك نفسك التي بين جنبيك) كما يشير إلى معرفته بمضمون (التوطين) الذي ورد على لسانه في هذا الكلام فبصفتي مختصة باللغة والتعبير البلاغي لفتتني هذه الصياغة فهو لم يقل احدثك بما وطنت نفسي عليه... أو اوطن نفسي عليه...أو صيغة أخرى كما الذي حملته صياغته لمعنى التوطين في لفظة( موطن) من الدلالة والقوة في المعنى الذي نبع من قوة وصدق نيته ....
                      ​​​​​​فالذي يبدو على عبس أنه عرف نفسه وعرف ربه وعرف أمامه وحجته فلذلك لم يضلل عن دينه ولذلك الله اعاذه من ميتة الجاهلية ... عابس ذاك لاحظ بيت النفس من الداخل وقام بتنظيفها من الأشياء القبيحة التي توجد إلى جانب الاشياء الجيدة ولكنها تشوهها وتضيع قيمتها إذا لم تكنس وتزاح خارجا كما تزاح المهملات والاوساخ .... عابس ذاك حين نظف النفس من الدرن والاوساخ صفا قلبه فعرف الحقيقة وتوجه إلى صوب النور وذاق حلاوة محبة الله فلم يرد عنها بدلا....لم يتعلق قلبه بماديات الدنيا فلم يقم لها وزنا أمام واعية ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ....عابس الشاكري اخرج حب الدنيا من قلبه فأدخله الله جنة العشق الحسيني فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ....
                      وشكرا لكم على هذه الفرصة للمشاركة في النقاش وأعظم الله تعالى لنا ولكم الأجر

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...