عطر الولايه
عضو ماسي
- تاريخ التسجيل: 20-09-2010
- المشاركات: 7126
#1
الإمام زين العابدين والصفح عن المسيئين
إن من أهم الصفات الكريمة والعظيمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المؤمن هي العفو عن المعتدي والصفح عن المسيء , ولقد حث الله تعالى في كثير من آياته على التحلي والاتصاف بهذا الخلق الرفيع , لقوله تعالى: { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم }. وقال تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين }.
وأمر الله تعالى بمقابلة المسيئين بالإحسان والدفع بالتي هي أحسن وبالتي هي أفضل , لقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.
ينقل لنا التاريخ الإسلامي عن معالي أخلاق الإمام زين العابدين (ع) أنه كان خارجا من المسجد , فالتقى به رجل من معارضيه فقابل الإمام (ع) بالسب والشتم فثار في وجهه بعض موالي الإمام وأصحابه فنهرهم (ع) واقبل على الرجل بلطف قائلا: " ما ستر عليك من أمرنا أكثر... ألك حاجة نعينك عليها... " واستحيى الرجل وود أن الأرض قد دارته وبان عليه الانكسار والندم , وبادر نحوه الإمام (ع) فألقى عليه خميصة وأمر له بألف درهم وطفق الرجل يقول: " اشهد أنك من بني الرسل ".
ويروى أيضا عن سماحته وسمو خلقه وتجاوزه عن المسيئين ما جرى له مع مروان بن الحكم ألد أعداء أهل البيت (ع) وهو من أشار على الوليد عامل يزيد بن معاوية على المدينة المنورة بقتل الإمام الحسين (ع) وهو من شمت بمقتله (ع) وهو من انضم إلى الناكثين في صفين والبصرة ومع ذلك فمروان ابن الحكم هذا لم يجد من يحمي عياله ونساءه غير الإمام زين العابدين (ع) وذلك يوم ثار أهل المدينة المنورة ضد الأمويين فضمهم (ع) إلى عياله.
وليس هذا غريبا على من اجتباهم الله تعالى وخصهم بالكرامة والعصمة والطهارة... وإن أخلاق الإمام زين العابدين من أخلاق رسول الله محمد بن عبد الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليهم أفضل الصلاة والسلام ".
ألم يعف رسول الله (ص) عن رؤوس الشرك والنفاق بعد أن ظفر بهم , وقال لهم قولته الشهيرة: " اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ ألم يعف أمير المؤمنين (ع) عن مروان بن الحكم أكثر من مرة , و قد قاد الجيوش الجرارة و الظالمة لحربه في البصرة؟ ألم يعف عنه بعد أن وقع أسيرا في قبضته, وتركه مع علمه بأنه سينضم إلى معاوية ويحاربه في صفين؟ وقد فعل؟؟! إلا إنها السماحة الهاشمية الطاهرة والروح الإنسانية العالية.
ضرورة التأسي والاقتداء بالإمام زين العابدين (ع) في أخلاقه العالية و فضائله العظيمة وخاصة في صفحه وتجاوزه عن المسيئين والمعتدين و تعتبر هذه في الحقيقة والواقع هي قمة الأخلاق الإنسانية العالية وأن تكون أعمالنا وأفعالنا منبثقة من سلوكيات إمامنا العظيم حتى يصدق علينا أننا من السائرين على نهجه والمقتدين به.
************************************
***********************
*********************
اللهّم صل على محمد وآل محمّد
نعود لندخل فيضاً أخر هو فيض منهج وسلوك الامام السجاد زين العابدين عليه السلام
حيث نقف على مفردة نجزم انها من اهم مفردات الحياة السعيدة والهانئة
بتجلي الطموحات وتخفيف التأنيب والغضب على النفس
وهي مفردة التسامح والعفو
وانها لمن المفردات العظيمة التي تمسك بها محمد وآله الاطهرون كونهم سادة وقادة
ودعاة لمكارم الاخلاق السامية
وهانحن في رحاب السجاد وخلقه الكريم بالعفو والتسامح فكونوا معنا ...
تعليق