نتائج التسامح
وقد يكون من عوامل زيادة الثقة بين الزوجين من خلال ما يعززه الشعور بالاحترام والذي يترافق مع الفهم الصحيح لكينونة الإنسان بأنّه عرضة للخطأ والزلل (كل ابن آدم خطاء).
وهذا يؤدي إلى إحترام الحقوق الزوجية مستقبلاً وعدم تجاوزها. من ناحية أخرى تساهم ثقافة التسامح في تعزيز مهارات الإختيار الصحيح عند الأفراد، فمن الممكن أن يختار الفرد أو الزوج مثلاً الرد بالعقوبات القاسية والتجريح والضرب وربما بالسكوت والعفو وهذه لا تجعل الفرد أمام طريق واحد مسدود كما هو الحال لدى مريدي ثقافة العنف،
كما انّه يساهم في تخليص الفرد من الضغط النفسي الذي يسيطر عليه نتيجة التفكير في الانتقام والبحث عن وسيلة ردع عنيفة وهذا ما يجعل الفرد المتسامح يتمتع بصحة نفسية عالية تساهم في تخليصه من كثير من الأمراض النفسية والجسمية ذات السبب النفسي والأمراض الجسمية وكما تساهم في تخليص الفرد من القلق والاكتئاب والتوتر وتعمق الشعور بالمحبة وتخفف الشعور بالكراهية،
ولعل هذا يتوافق مع حديث الرسول (ص) من كثر عفوه مُد في عمره،
فالذي يتسامح لا يعيش إضطراب التفكير اللاسوي في البحث عن وسائل للانتقام والثأر، كما إن مشاعر الكراهية والحقد والتي هي منشأ كثير من العلل لن تجد لها أرضاً خصبة، وإذا كان التسامح سبباً لقوة العلاقات الإجتماعية وديمومتها
فإنّ الفرد المتسامح يكون ذا شخصية ناجحة تعزز لديه مشاعر الحب والود والتكيف مع المواقف المختلفة وهذه المحبوبية الإجتماعية من عوامل تحسين الصحة النفسية. وبناء على كل ذلك فإنّ الشخص المتسامح يكون أكثر انتاجية وأكثر طاقة لأنّه لا يبعثر طاقاته في تصرفات هوجاء أو تفكير بالانتقام أو الأذى عبر آليات غير سليمة أبداً وهذا معناه زيادة الكفاءة الذاتية للأفراد المتسامحين. وإذا كان التسامح يعترف برفض ثقافة العنف فإنّه يفتح المجال مع الآخرين وفهم آرائهم
وهذه تقوي مهارات الحوار والانصات والاستماع واللياقة الكلامية التي ربما تساهم في تغيير أفكار الآخرين وفق أسس عقلانية لأنّ الحوار الهادئ الهادف يوجب على صاحبه تجديد النظر في أفكاره. وفي الحديث الشريف انّ المؤمن نصفه تغافل ونصفه تحمل أي يتغافل عن أخطاء الآخرين ولا يقف لهم بالمرصاد ولا يتخذ أسلوب المواجهة العنيفة بأي شكل من أشكالها وهو يتحمل مواقف الآخرين لنشر أجواء التسامح والتآخي.
تعليق