إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 64

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #41
    المشاركة الأصلية بواسطة خادم الرضا عليه السلام مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم جميعا أخوتي وأخواتي مشرفي وأعضاء منتدى الكفيل المبارك ورحمة الله وبركاته.

    الأخت القديرة مقدمة البرامج نشكر لك جهودك المتميزة واختيارك لهذا الموضوع كونه قد أتى في التوقيت المناسب حيث أننا نعيش في أجواء أشهر الدعاء والتوجه لله تعالى وما على المؤمن إلا ان يغتنم هذه الفرصة التي لا تأتي إلا مرة واحدة في كل سنة وقد ورد في فضل هذا الشهر شهر رجب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكا يقال: له الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح: طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين.

    وقد جعل الله تعالى الدعاء وسيلة العبد للتكلم معه تعالى وبدون واسطة احد فيناجيه ويدعوه عز وجل فأي ملك رحيم بعباده فمتى ما أرادوا التكلم معه لم يمنعهم منه احد وبهذا المعنى ورد ان أمير المؤمنين عليه السلام أوصى ابنه الحسن عليه السلام فقال : وأعلم أن الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفل لإجابتك، وأمرك أن تسأله ليعطيك وهو رحيم كريم، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة ولم يعيرك بالإنابة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يفضحك حيث تعرضت للفضيحة ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرحمة، ولم يشدد عليك في التوبة، فجعل توبتك التورع عن الذنب، وحسب سيئتك واحدة وحسنتك عشرا، وفتح لك باب المتاب والاستعتاب، فمتى شئت سمع نداك ونجواك فأفضيت إليه بحاجتك وأبثثته ذات نفسك وشكوت إليه همومك، واستعنته على أمورك، ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه، فألحح عليه في المسألة يفتح لك أبواب الرحمة.

    فعلينا ان نتوجه لله تعالى بالدعاء في كل شدة ورخاء وخصوصا في تلك الأوقات والأزمان التي يحبها الله تعالى ان ندعوه بها وها قد حل علينا شهر فضيل وهو شهر رجب الاصب فعلى الجميع ان يستنفروا كل ما لديهم من عزم وقوة ليكونوا من المرحومين فيه لا من المحرومين ببركة الأعمال الصالحة والدعاء فيه .
    جعلنا الله وإياكم من الذاكرين والمستغفرين في هذه الأشهر الكريمة
    وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين

    اللهم صل على محمد وال محمد


    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    وبورك نور اخي الفاضل والذي اتشرف بتواصله مع محوره الكريم


    مشرفنا (خ
    ادم الرضا عليه السلام )


    وهلال خير وبركات ونور ومسرات وغنائم ودعوات مستجابة لكم وللجميع


    وشكري لاضافتكم الواعية والراقية على محوركم الاسبوعي عن الاحاديث الكثيرة التي تربطنا بالله تعالى من خلال جسور الدعاء

    التي من اهم الامور التي تعبدها هي البعد عن المعاصي والذنوب لانها تسبب الطرد من حضرة القدس الالهي


    واكيد لاننا بشر ولدينا الكثير من الرغبات والغرائز فهدا الامر قد يكون صعبا الا بعصمة الله تعالى لنا


    وبعودتنا ورجوعنا لله بعد كل ذنب بالتوبة والندم لله وتذكرت وانا اخط هذه الكلمات المناجاة الخمسة عشر

    للامام السجاد عليه السلام


    وكم هي رائعة تلك المناجاة التي تجعل الانسان يهيم بعالم الارواح ليكون مع المنعم

    والمتفضل والمحبوب الاول وبحياطته وعفوه وغفرانه


    ليجد لذة القرب والمناجاة ...


    وساورد من تلك المناجاة (مناجاة التائبين )


    اِلـهي اَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي،

    فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي، فَوَ عِزَّتِكَ ما اَجِدُ لِذُنوُبي سِواكَ غافِراً،

    وَلا اَرى لِكَسْري غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَصَعْتُ بِالاِْنابَةِ اِلَيْكَ، وَعَنَوْتُ بِالاْسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَاِنْ طَرَدْتَني

    مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ اَلُوذُ، وَاِنْ رَدَدْتَني عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ اَعُوذُ، فَوا اَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتي وَافْتِضاحي،

    وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلي وَاجْتِراحي، اَسْاَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ،

    اَنْ تَهَبَ لي مُوبِقاتِ الْجَرائِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ، وَلا تُخْلِني في مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ،

    وَغَفْرِكَ وَلا تُعْرِني مِنْ جَميلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، اِلـهي ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَاَرْسِلْ عَلى

    عُيُوبي سَحابَ رَأفَتِكَ اِلـهي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الاْبِقُ اِلاّ اِلى مَوْلاهُ، اَمْ هَلْ يُجيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ اَحَدٌ سِواهُ،

    اِلـهي اِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَاِنّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النّادِمينَ، وَاِنْ كانَ الاْسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيـئَةِ

    حِطَّةً فَاِنّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى، اِلـهي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، تُبْ عَلَيَّ وَبِحِلْمِكَ عَنّىِ،

    اعْفُ عَنّي وَبِعِلْمِكَ بي، اَرْفِقْ بي اِلـهي اَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً اِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ،

    فَقُلْتَ «تُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً»، فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ،

    اِلـهي اِنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، اِلـهي ما اَنَا بِاَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ،

    وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كاشِفَ، الضُّرِّ يا عَظيمَ الْبِرِّ، يا عَليماً بِما فِي السِّرِّ،

    يا جَميلَ السِّتْرِ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ اِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائي

    وَلا تُخَيِّبْ فيكَ رَجائي، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتي وَكَفِّرْ خَطيـئَتي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ


    شكري لمروركم الكريم ونسالكم الدعاء ....














    تعليق


    • #42
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بداية نبارك لكم أيها الاخوة والأخوات هذا الشهر الكريم ونسأل الله تعالى أن يعطيكم أجره وأجر كلّ من عمل به إنّه سميع مجيب..

      كما نبارك للأخت المبدعة في محاورها الولائية والتي تأتي في توقيتات مثالية وتحاكي الواقع.. ولا ننسى كاتب المحور الأخ القدير أبا منتظر لموضوعه الرائع..

      حقيقة انّ موضوع الدعاء لهو من الأمور التي أوصى بها الله تعالى في كتابه العزيز فقال: ((قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ))الفرقان: 77، وقال في آية أخرى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))البقرة: 186، أما أحاديث أهل البيت عليهم السلام فهي من الكثرة التي لا تحصى..
      وقد خصّ الله تعالى أوقاتاً وأماكناً مخصوصة يكون فيها الدعاء ذا تأثير نفسي لا يمكن أن يكون لغيرها..
      ولنعلم انّ زيادة الدعاء وكثرته لهي تصبّ في صالح العبد، إذ انّه يأخذ ما يناسبه وبما يسعه من وقت أو فراغ أو صحة..
      ومن هذه الأوقات المهمة التي خصّها الله تعالى بالعبادة والدعاء هو شهر رجب الخير، إذ انّه الخير فيه يصبّ صبّا (لذلك سمي بالأصب)، ولو لم يكن من أهمية للشهر إلاّ هذه لكفى العبد أن يلتفت اليه بكلّه..
      يعتبر شهر رجب ثروة تربوية وفكرية، إذ يتربى العبد في ظلّه عندما يتوجه العبد فيه الى خالقه فيشعر بالذل والاستكانة نحوه، فيستصغر الدنيا بما فيها، وخاصة إذا تدبّر الكلمات التي يدعو بها، وإنّ هذه الأدعية قد وردت عن سادات الخلق أجمعين وكيف انّهم عزفوا عن ملذات هذه الدنيا ومشتهايتها مع مالهم من المكانة والجاه عند الله تعالى، حيث انّ الدنيا طوع أمرهم ومع ذلك تركوها..
      وهذا لا يعني أن يترك العبد الدنيا ويتفرغ للعبادة فقط، فهذا ما لا يرضاه الله تعالى لأنه لا رهبانية في الاسلام، بل انّ الاسلام يحرّم الخبائث ويحلّ الطيبات، فقد قال تعالى ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً))الأعراف: 32..
      ولكن على العبد أن يوازن بين حاجات الجسد والروح، فلا يقصّر في جهة على حساب جهة أخرى فيختل التوازن، فالجسد له حاجات لابد من الحصول عليها مثل الأكل والشرب وبقية الشهوات التي أحلّها الله تعالى له، لأن الجسد يتكامل بهذه الأمور فهي خُلقت هكذا..
      فكذلك الروح لابد لها من التكامل، وهي تسير في سلم الكمالات ما دامت على صلة بالله تعالى، ولا تبقى هذه الصلة إلا إذا كانت ذاكرة لله تعالى، والدعاء هو صفة جليلة من الذكر لما أولاه المولى عزّ وجلّ وأولياؤه المعصومون عليهم السلام للدعاء..
      لذلك يعتبر شهر رجب الخير من المحطات المهمة جداً للتزود منه، فيعطي هذه الروح شحنة كهربائية لتبقى على صلة مع خالقها وتبتعد عن غفلاتها وملذاتها التي تسببت في الابتعاد بعض الشئ عن خالقها..
      وهذه المحطة بالاضافة الى انّها تعتبر منشطة للروح فهي تعتبر تهيئة للمحطة الأهم وهي محطة شهر الطاعة الأكبر وهو شهر رمضان المبارك، فشهر رجب وشعبان يعتبران مراحل تأهيلية للدخول في شهر الله الأعظم، فالرياضي مثلاً لا يمكنه أن يخوض مباراته المهمة من غير أن يجري التمارين والاحماء اللازم ومن ثم الدخول في مباريات تجريبية حتى يكون مهيئاً تهيئة صحيحة لتؤهله لخوض المباراة وهو بكامل طاقته وجاهزيته (لأنه بغير ذلك من المؤكد انّه سيصاب بتشنجات فتخرجه من المبارات أو لا يؤدي بالشكل المطلوب)، فكذلك هذان الشهران فيكون العبد فيهما بمثابة اجراء التمارين والمباريات الروحية للدخول في طاعة الله الكبرى حتى يكون مهيئاً لها (لأنّه إن لم يكن مهيئاً روحياً للدخول في هذا الشهر الفضيل فانّه قد لا يصوم لأي عذر قد يجده لنفسه أو انّه يصوم ولكنه لا يستشعر المعاني الروحية الموجودة والمعدة في هذا الشهر فلا يصيبه منه إلا الجوع والعطش)..
      وهناك نقطة جديرة بالذكر والاهتمام لابد من الالتفات اليها وهي انّ غالبيتنا يهدف من وراء عبادته وطاعته الأجر والثواب، وهي مرحلة مرغوبة ومطلوبة في أول الطريق، ولكن علينا أن نجد ونجتهد لنتدرج ونصل الى مرحلة العبادة والطاعة من أجل الله تعالى وحده وليس من أجل الأجر والثواب وهذا ما يجب الوصول اليه لأنّه الأمر الأسمى ولابد من السعي له، وهكذا يريدوننا أهل البيت عليهم السلام..

      أختم كلامي بهذه الحادثة لمن يهتم بأمور دنياه وينسى آخرته لتكون له حافزاً يتدارك به أمره:
      يروى انّ أمير المؤمنين عليه السلام دخل سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاء شديدا: ثم قال: (يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الاخرة تغفلون، فمتى تجهزون الزاد وتفكرون في المعاد...)..

      أعتذر جدا عن الاطالة والعذر عند كرام الناس مقبول..

      أسأل الله تعالى أن نكون وإياكم ممن يغتنم هذه الأوقات الشريفة لنيل ما أعدّه تعالى لعبيده المؤمنين فنسير بركب العابدين الطائعين..

      خادمكم


      تعليق


      • #43
        (حقاً تستحقون التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير موضوع جميل جداً استمتعت به دائما اختي ام ساره كما تعودنا منكم الانتقاء والابداع في الاختيار ) ننتظرمنكم المزيد من الابداع اخي أبو منتظرواختي ام ساره
        اتمنى لكم السعاده والتوفيق.. نبارك لكم شهر رجب الاصب يتقبل الله اعمالكم وطاعاتكم وغفر الله ذنوب الجميع

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله و صلى الله على سادتنا محمد و آله الأطهار .
        ـ حقيقة الدعاء و الأدعية المأثورة :
        إن الدعاء ـ في حقيقته ـ يمثل المعاني القيمة ، التي تتبلور في نفس الداعي ، و يستتبع التوجه العميق إلى الذات الإلهية ، فالفناء في وجوده الواجب ، ثم الرجوع إلى عالم المادة ، لأداء مهمة الروح العليا ، روح العدالة و الحق و الصدق و بالتالي : الخلاص من كل العبوديات .
        و في هذا السفر السريع البطيء ، و الطويل القصير ، لا حاجة إلى أي شيء ، سوى التركيز على نقطة المبدأ ، و مركز الانتهاء .
        فلا يمكن أن نقيد الدعاء ـ بعد أن كان عملا روحيا ـ بأي قيد ، من زمان أو مكان أو لفظ ، و لا بأية لغة أو صيغة أو نص .
        و قد رسم الإمام الصادق ، أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، لهذه الفكرة خطة واضحة ، في الحديث التالي :
        عن زرارة ، قال ، قلت لأبي عبد الله عليه السلام : علمني دعاء ؟ فقال : إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك 1 .
        فإذا كان الداعي لم يطق أن يستوعب أكثر مما يجري على لسانه ، فإن ذلك يكفيه ، و المهم أن يكون ملتفتا إلى أساس الدعاء و لبه و هو التركيز على نقطة المبدأ و مركز الانتهاء ، في سيره الروحي .
        و قد أفصح الرسول الكريم صلى الله عليه و آله و سلم عن هذه الحقيقة لما سأل رجلا : كيف تقول في الصلاة ؟
        فأجاب الرجل : أتشهد ثم أقول : « اللهم إني أسألك الجنة ، و أعوذ بك من النار » .
        و أضاف الرجل : أما أني ـ والله ـ لا أحسن دندنتك ، و لا دندنة معاذ .
        فقال صلى الله عليه و آله و سلم : حولها ندندن 2 .
        لكن الإسلام قد حدد للدعاء المختار حدودا ، و قرر له شروطا ، راعى في ذلك بلوغه إلى الكمال المطلوب ، و من ذلك ما يرتبط بألفاظه و لغته .
        ففي الوقت الذي أكد على جوانب معناه و أهدافه ،لم يهمل جانب أدائه و صيغته .
        و الحق ، إنا إذا أردنا أن نركز التفاتنا كاملا ، فإن كل الحواس ـ و هي ترتبط بواسطة الأعصاب بعضها بالأخرى ـ لابد أن تتجه و تلتفت سواء الحواس الخارجية و جوارحها ، أم الحواس الباطنية و قابلياتها ، و حاسة النطق ـ و هي المعبرة عن الجميع ـ و آلتها اللسان ، لابد أن تتحرك أعصابه ، فتكون كلمة الداعي حاسمة ، و تكون ألفاظ الدعاء مركزة موجهة .
        أليست الألفاظ تعبيرا عن مكامن الضمير ، و سرائر الوجدان ؟
        أليست الكلمات النابعة عن طلبات الروح ، اصدق دليل على التركيز في التوجه و الالتفات ؟ و من يدري ? !
        فلعل العبد الداعي يكون اقرب إلى مولاه الجليل ، عند بعض الحالات ، و أداء بعض النغمات ، و تلاوة بعض الكلمات ، و في بعض المقامات و الأوقات ؟ دون غيرها ؟!
        إن النية الواحدة ، قد تصاغ بأشكال مختلفة ، و تؤدى بأساليب متنوعة ، و قد تصحبها أنغام متفاوتة .
        فأيا منها نختار ؟ لنتوسل به إلى هذا السر الروحي ، و نتزود منه على هذا الطريق الصعبة ، و نتوصل بسببه إلى النتيجة المنشودة .
        ما أروع للداعي ، لو عرف ، أو تنبه إلى أجمل لفظة في أبدع أسلوب ، و الى أليق تعبير في ارق نغمة ، و كان دعاؤه نابعا من أعماق الضمير ، ليكون ارغب إلى مقام الإنس ، و اقرب إلى حظيرة القدس ، و آكد في تحقيق رغبات النفس .
        أليس هذا هو الأحسن ، و الأضمن لحصول الإجابة ؟
        لكن ليس الإفراط في المحافظة على اللفظ ، و التوغل في مراعاة أداء الحروف و ضبط الحركات ، هدفا للمتكلم الواعي ، و لا غاية للإنسان الهادف ، فضلا عن المسلم الذي يقوم بمهمة عظيمة مثل الدعاء .
        فان الدعاء ـ قبل أن يبلور في الجمل و الكلمات ـ إنما هو نور مضي ينقدح فيفيض عفى اللسان ، و لو كان القلب كدرا لم ينقدح فيه ذلك النور ، فأين له أن يظهر على لسان صاحبه ، الدعاء ؟!
        قال الإمام الصادق عليه السلام : تجد الرجل لا يخطئ بلام و لا واو ، خطيبا مصقعا و لقلبه اشد ظلمة من الليل المظلم 3 .
        و هكذا الانهماك في تطبيق القواعد اللفظية ، بما يصرف توجهه عن المعاني و يقطع التفاته عن الهدف .
        و هو ما ذكره الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فيما روي عنه ، من قوله :
        من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع 4 .
        نعم ، أن إغفال جانب اللفظ و حسن التعبير ، و صحح النص و سلامة العبارة عيب ، بلا ريب ، في الدعاء يحطه عن مرتبة الكمال اللازم في كل جوانب الدعاء من لفظه و معناه ، و لابد للداعي العارف ، المتمكن من ذلك أن يتصف به ، فيكون دعاؤه بمستوى ما يطلب من المقام الرفيع المنشود .
        و من هنا ورد التأكيد البليغ على اتصاف الدعاء بالأدب ، و يراد به « الأدب العربي » في مراعاة القواعد اللغوية و النحوية و البلاغية ، إذا بلغ الداعي مرتبة عالية من العلم و المعرفة ، و بلغ من الدين و العقيدة مبلغا يحسن مثل هذا الطلب منه .
        قال الإمام أبو جعفر محمد بن علي ، الجواد عليه السلام : ما استوى رجلان في حسب و دين ـ قط ـ إلا كان أفضلهما عند الله آدبهما .
        قال الراوي : جعلت فداك ، قد علمت فضله عند الناس ، في المنادي و المجالس ، فما فضله عند الله عز و جل ؟ ! قال عليه السلام : بقراءة القرآن كما انزل ، و دعائه الله عز و جل من حيث لا يلحن ، و ذلك ان الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله عز و جل 5 .
        إن الكمال اللازم يجب أن يعم أدب الداعي و معارفه ، فيكون كاملا في لغته التي يتقدم بالدعاء بها ، بعيدا عن اللحن المزري ، فان الله يحب ان يرى عباده يناجونه بأحسن ما يناجي به احد أحدا .
        أليس القرآن ـ و هو كلام الله ـ نزل بأبلغ ما يكون الكلام و أعذبه ، فليكن ما يخاطب به العبد مولاه ـ كذلك ـ في أوج ما يقدر عليه من الكلام الطيب و الذكر البديع ، المنزه عن عيب اللحن ، و الوهن .
        إن الإسلام ـ في الوقت الذي ينص على الاكتفاء بما يجري على اللسان من الدعاء ، إذا لم يعرف الداعي نصا مأثورا ، لان ذلك أدنى ما يأتي منه ـ فإنه لا يكتفي ممن يمكنه الوصول إلى المأثور ، أن يقتنع بالدعاء الذي يخترعه من عند نفسه .
        عن عبد الرحيم القصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقلت : جعلت فداك ، إني اخترعت دعاء !
        قال عليه السلام : دعني من اختراعك .
        إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله عليه و آله و صل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه و آله . . . 6 .
        و علمه دعاء يتلوه .
        إن الدعاء المأثور ، هو ـ بلا ريب ـ أقوى ، و أصدق ، و أضبط ، فهو أوصل إلى المطلوب ، مما يخترعه ذهن الإنسان العادي ، و يلوكه لسانه
        قال تعالى : ( ادعُوني أستجب لكم إنّ الذينَ يستكبرُونَ عن عِبادَتي سَيدخُلُونَ جَهنَّم داخِرِين ) (ظ،).
        الدعاء عبادة يمارسها الإنسان في جميع حالاته ، لأنّه يترجم عمق الصلة بين العبد وبارئه ، ويعكس حالة الافتقار المتأصلة في ذات الإنسان إلى اللّه سبحانه ، والإحساس العميق بالحاجة إليه والرغبة فبما عنده.
        فالدعاء مفتاح الحاجات ووسيلة الرغبات ، وهو الباب الذي خوّله تعالى لعباده كي يلجوا إلى ذخائر رحمته وخزائن مغفرته ، وهو الشفاء من الداء ، والسلاح في مواجهة الاعداء ، ومن أقوى الأسباب التي يستدفع بها البلاء ويُردُّ القضاء.
        ولذلك فإنّنا نجد الدعاء من أبرز القيم الرفيعة عند الأنبياء والأوصياء والصالحين ، ومن أهمّ السنن المأثورة عنهم.
        ولقد اهتمّ الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته المعصومون عليهم‌السلام بالدعاء اهتماما خاصا ، وحفلت كتب الدعاء الكثيرة المروية عنهم عليهم‌السلام بتراث فذّ انشاءالله قضاء حوائج الجميع ببركه الدعاء



        تعليق


        • #44
          بسم الله الرحمن الرحيم

          قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الدعاء مخُّ العبادة ، ولا يهلك مع الدعاء أحد هذا الحديث المبارك يكشف لنا عن جوهر العبادة وحقيقتها التي تتجلّى في إقبال العبد المحتاج على المعبود الغني « يا أيُّها النَّاسُ أنتم الفقراءُ إلى اللّه واللّه هو الغنيُ الحميدُ »
          وهذا الاقبال هو التعبير الحي عن الصلة الموضوعية بين الخالق والمخلوق ، وعن شعور الإنسان بحاجته الدائمة إلى ربّه تعالى في جميع أموره واعترافه الخاضع بالعبودية له تعالى ، والتي تتجسد في الشعور بالارتباط العميق باللّه سبحانه ، فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق ، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة ، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها ، قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن اللّه لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد »
          ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة . كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء ، أو نسيان لبعض أجزائه .
          : عدم القنوط :
          وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء ، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء .
          وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً ، فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه ، تركه وأهمله .
          فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
          ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ، فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) : ( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا ، وما أرى الاِجابة ) .
          : الإلحاح بالدعاء :
          وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاِجابة وعدمها ، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّهُ تعالى في محكم كتابه بقوله :
          (( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ )) [ الزمر : 8 ] .
          وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لرجل يَعِظُهُ :
          ( لا تكن ممن إن أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً ) نبارك لكم سهر رجب الاصب شهر الرحمه والمغفره وشهر الاستغفار والدعاء


          تعليق


          • #45
            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #46
              بداية اعتذر عن قلة دخولي وذلك بسبب كثرة المشاغل من جهة ولضعف الانترنت من جهة اخرى، وارجو ان تسامحني اختي الموالية ام سارة لخذلانها في مواكبة المحور فقد خيبت ظنها، ولكن بطيب سجيتها وكرم اخلاقها ستتجاوز ذلك عني.



              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة





              نبارك لكم حلول شهر الرحمة رجب الأصب
              وجعلنا وإياكم ممن تناله رحمة ومغفرة ورضوان
              بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
              ======
              " يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ ، وَ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ ، يَا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تُحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً ، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا ، وَ جَمِيعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ ، وَ اصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا وَ شَرِّ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَ ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كريم"
              ==========
              يحتل الدعاء أعلى مراتب الأهمية في العبادة
              لما يعززه من صلة بمحض الخير والعطاء
              رب العزة سبحانه وتعالى
              وقد ورد الحث على الدعاء في عدة آيات قرآنية ومنها :

              ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (المؤمن: 60 )
              جاء في تفسير مجمع البيان للطبرسي ضمن تعقيب طويل على هذه الآية المباركة الكلام التالي:
              في الآية دلالة على عظم قدر الدعاء عند الله تعالى و على فضل الانقطاع إليه و قد روى معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلني الله فداك ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا كان أحدهما أكثر صلاة و الآخر دعاء فأيهما أفضل قال كل حسن قلت قد علمت و لكن أيهما أفضل قال أكثرهما دعاء أ ما تسمع قول الله تعالى « ادعوني أستجب لكم » إلى آخر الآية و قال هي العبادة الكبرى و روى زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال هو الدعاء و أفضل العبادة الدعاء و روى حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر أي العبادة أفضل قال ما من شيء أحب إلى الله من أن يسأل و يطلب ما عنده و ما أحد أبغض إلى الله عز و جل ممن يستكبر عن عبادته و لا يسأل ما عنده .

              ورد في الصحيفة السجادية،: و قلت: "ادعوني أستجب لكم - إن الذين يستكبرون عن عبادتي - سيدخلون جهنم داخرين" فسميت دعاءك عبادة و تركه استكبارا و توعدت على تركه دخول جهنم داخرين.

              وقال صاحب تفسير الأمثل
              تتضمّن الآية في نهايتها تهديداً قوياً للذين يستنكفون عن الدعاء

              نكتفي بهذا القدر ولنا عودة إن شاء الله



              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
              تعقيباً على السؤال:
              هل للزمان والمكان والنية والتوجه اثر في استجابة الدعوات ...؟؟؟؟
              =====================
              نعم وبكل تأكيد..
              الركن الأول والأهم هو
              النية والتوجه المخلص لله تبارك وتعالى
              فمن كان يدعو دون نية خالصة ودون الثقة بما عند الله من عطاء ودون الثقة باستجابة الدعاء كان دعاءه لقلقة لسان لا غير!!

              أما الزمان فهو ركن مهم آخر ..
              وإن كان الله جليس من ذكره ولكن هناك أزمنة يتأكد فيها الدعاء كثيراَ كليلة الجمعة ويومها، وكذلك الأشهر الكريمة (رجب ، شعبان ، رمضان) ، ويوم عرفة ، والأعياد الكريمة الفطر والأضحى والغدير.. وغيرها من الليالي والأيام المباركة

              أما المكان فهو عنصر مهم أيضا..
              لأن هناك أماكن يحب الله أن يدعى فييها فيجيب ، ومن أعظمها مراقد أهل البيت عليه السلام ، لاسيما تحت قبة أبي عبد الله الحسين (ع)، وكذلك في المساجد المباركة ..

              شكرا لكم
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الكريم والنشيط في جميع اقسام المنتدى
              فلكم منا كل التحايا والتقدير
              ان لبصمتكم في مواضيع المنتدى وبالخصوص حوارية البرنامج لهي واضحة ولها التاثير المهم فبوركت يا اخي من موال مخلص

              وكما تفضلتم اخي الكريم فان النية والاخلاص هما عماد الدعاء وكل عبادة فاذا لم يتوفرا لم يتحقق الغرض من الدعاء، لأن الله تبارك وتعالى ينظر الى قلب المؤمن وليس الى الحروف التي تخرج من فيه.

              وبالنسبة للمكان والزمان فلهما من الخصوصية التي يمكن للمؤمن ان يسغلها الاستغلال الامثل فبها يمكن له ان يديم الوصال بحبيبه
              وانا برايي القاصر ان المؤمن لايمكن ان يصل الى الذكر الحقيقي والدائم الا من خلال هذه الازمنة والامكنة المخصوصة

              دمتم اخي برعاية الله وانالكم شفاعة نبيه واهل بيته الكرام الطاهرين................

              تعليق


              • #47
                المشاركة الأصلية بواسطة مخرجة برنامج المنتدى مشاهدة المشاركة
                موضوع رائع بهذه الاشهر المباركة جعلنا الله من المؤمنين المقيمون للصلاة ومن الذين يستجاب دعائهم ...
                اثناء قراءتي للموضوع تذكرت اية قرآنية كريمة يقول الله تعالى في كتابه " واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "
                صدق الله العلي العظيم
                هذا يدل على ان الله تعالى قريب منا يسمع دعاءنا ويستجيب لنا ولكن الله تعالى يدعونا الى اشياء ويجب علينا أن نستجيب له وبالتالي اذا استجبنا لله فسوف يستجيب لنا فلو نتأمل لبعض الآيات الكريمة لوجدنا مثلا النبى نوح يدعو الله أن ينجيه من ظلم قومه صراحة لا اتذكر الآية الكريمة ...
                والنبى أيوب يدعو الله بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله تعالى أن يشفيه في الآية الكريم " وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين "
                والنبى يونس في بطن الحوت
                هنا يأتي السؤال كيف استجاب لهم الله تعالى
                الاية القرآنية " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشغين " صدق الله العلي العظيم
                صراحة ما أسهل الاجابة على اسئلتك اختى زهراء حكمت دعينا نتدبر الآية القرآنية ونعرف ما هي شروط واسرار الدعوة والاستجابة
                هنا نجد ان الانبياء قد حققوا ثلاث شروط لاستجابة دعائهم
                اعتذر على الاطالة لكن الموضوع اعجبنى بشكل عاش قلم الاخ ابو منتظر والاخوان الاعضاء الذين يزينون الموضوع بردودهم الرائعة واعتذر مرات لا ارد على بعض المواضيع والمحاور وذلك بسبب العمل ولكننى متابعة لكل المواضيع والردود
                جعلها الله في ميزان اعمالكم
                شكرا لكم اختكم مها الصائغ
                بوركتم استاذتنا الكريمة وبوركت اقلامكم الرائعة التي تخط هذه الكلمات الصادقة النابعة من قلبكم المؤمن

                من المؤكد اختنا الكريمة ان الله تبارك وتعالى قريب من العبد ولكن بشرط ان يكون يتلبس بلباس الداعي الحقيقي، فهو اذا لم يستحضر معاني الدعاء ولايتاثر بكلماته فتبقى مجرد حروف ينطقها ولاتصل الى هدفها.
                وكلمات الدعاء لو تاملناها لوجدناها تربينا تربية الهية ، فهي تنهانا عن كل ماحرمه الله ،
                واذا التزم المؤمن بفقرات الدعاء لابد ان يكون دعاءه قريب من الله وستكون الاجابة من عنده تبارك وتعالى اسرع من لمح البصر اذا كان ذلك في مصلحته.

                دمتم متألقين رائعين.....................

                تعليق


                • #48
                  المشاركة الأصلية بواسطة شجون فاطمة مشاهدة المشاركة
                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                  نبارك لكم حلول مواسم القرب الى الله تبارك وتعالى ومواسم العبادة وبهذه الولادات المباركة
                  لللأئمة المعصومين {عليهم السلام}
                  وشكراً لكم عزيزتي {ام سارة} لأنتخابكم الراقي لموضوع الدعاء والشكر لللأستاذ الفاضل{أبو منتظر}
                  الدعاء وسيلة المؤمن وسلاحه ، فقد قال رسول الله {صلى الله عليه وآله الطاهرين}: الا أدلكم على سلاح الأنبياء
                  ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟؟؟ قالوا : بلى يارسول الله ، فقال {صلى الله عليه وآله الطاهرين}:
                  تدعون ربكم بالليل والنهار ، فإن سلاح المؤمن الدعاء
                  وكما روي عن الإمام الضامن الرضا {عليه السلام}أنه قال لأصحابه (عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل : وما سلاح
                  الأنبياء ؟؟؟؟ قال {عليه السلام} الدعاء )).
                  وعندما نعرف أثر الدعاء في حياة المؤمن نعرف معنى أن (الدعاء مخ العبادة ) فكما ان للبدن مخاً يسيطر
                  على حركات البدن وتوجيهه ليقوم بأعماله على احسن وجه ، وللطهارة الباطنية وحصول النورانية في النفس
                  له الأثر الكبير في استجابة الدعاء قبل الطهارة الظاهرية
                  ومتى ما كانت ساحة القلب طاهرة وخالية من مقاعد الشيطان(والعياذ بالله) كان القلب مؤهلاً أن يشرق فيه حب الله تعالى
                  وحب مناجاته ودعاءه وطلب العون منه وحده، ويحب الخالق الرحيم ان يتوجه له العبد في كل حين وفي حديث
                  للنبي الكرم {صلى الله عليه وآله الطاهرين}{بما مضمون الحديث} ان العبد ليدعو الله تبارك وتعالى
                  حتى لملح عجينه ،وهي ابسط الامور بنظرنا ،المهم التوجه الى الله تعالى
                  ومن موجبات أستجابة الدعاء ايضاً دعاء الأم بحق ولدها ،ودعاء المؤمن للمؤمن بظهر الغيب
                  والله تعالى يقول في حديث قدسي : (عبدي أعرفني بالرخاء ،أعرفك بالشدة))
                  والدعاء الجماعي ايضاً له الأثر في الإستجابة فلربما رفع يده عبد مؤمن وجيه هو عند الله تعالى
                  فلا يرد الله تعالى دعاءه فيستجاب للجميع
                  ثم إن الشدة التي وقع بها النبي يونس وهو في بطن الحوت وفي ظلمات ثلاث


                  وفي حالة السجود والتضرع ان لا ملجأ إلا إليه ، فقال ذالك الذكر اليونسي الذي يلهج به معظم العلماء الأجلاء
                  ((لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين))
                  عندما لايكون للنفس اله إلا الله تعالى وليس الهوى والشهوات والملذات والموبقات وسفاسف الحياة ، ويدرك العبد
                  معنى إياك نعبد وإياك نستعين
                  يصل المدد الإلهي الغيبي ، فيقول رب العزة ((فستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين))
                  هنيئاً للقلوب الطاهرة التي سكن بها حب الله تعالى ولم تشرك بحبه أحدا
                  فيه محل نزول الرحمات ومحاريب لأستجابة الدعاء
                  وآخيراً نذكرالتاكيد على الدعاء للفرج لظهور المولى صاحب الأمر {عجل الله تعالى فرجه الشريف}
                  لأن فرجه فرجنا
                  ( اللهم عجل لوليك الفرج والنصر والعافية ،بحق محمد وآله الطاهرين )

                  اللهم صل على محمد وآل محمد
                  ان لكلماتكم الولائية نكهة خاصة اختنا الكريمة فهي تدخل القلب من غير استئذان لانها كلمات ايمانية نابعة من نفس مؤمنة متربية على هدى مولاتنا الزهراء سلام الله عليها
                  فمبارك لكم نفوسكم الطاهرة والتي ترتوي من معين اهل البيت صلوات الله عليهم

                  وكما تفضلتم فان الدعاء يعد من اقوى اسلحة الاولياء والمؤمنين
                  ونحن في هذا الظرف الصعب بالاضافة الى عزيمة قواتنا الشعبية والعسكرية فلابد من التوجه بالدعاء لهم بالنصر والسلامة

                  دمتم مؤمنين طاهرين....................

                  تعليق


                  • #49
                    المشاركة الأصلية بواسطة لواء الطف مشاهدة المشاركة


                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    احسنت الاختيار اختي الموقرة فقد جاء انتقاؤكم في محلة ونحن نعيش اطلالة اشهر الخير والبركة والدعاء

                    وجزيل الشكر للاخ الفاضل ( ابو منتظر ) على اشاراته اللطيفة للموضوع

                    في الحقية فان الحديث عن الدعاء قد يطول دون ان نوفي للموضوع حقه لكن نحاول لاختصار ببعض النقاط المهمة

                    1 - علينا ان نفهم ان الله تعالى يحب من عباده تكرار الدعاء والاكثار منه واستمراره في كل حال

                    قال تعالى (( قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكمْ رَبي لَوْ لا دُعَاؤُكمْ )) [الفرقان : 77]

                    فعن النبي (صلّى الله عليه وآله): أفضل العبادة الدعاء، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد.

                    وقال الامام الباقر (عليه السلام) لبريد بن معاوية وقد سأله: كثرة القراءة أفضل أم كثرة الدعاء؟ فقال: كثرة الدعاء أفضل، ثم قرأ: (قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم)

                    وفي الحديث القدسي: يا موسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك، و ملح عجينك
                    بحار الأنوار - (90 / 303)


                    2 - تخير الاماكن والازمان التي يكون احتمال الاجابة فيها اكثر

                    عن الصادق، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال : ( اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن:

                    عند قراءة القرآن: وعند الاذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، و

                    عند دعوة المظلوم، فانها ليس لها حجاب دون العرش )) بحار الأنوار - (90 / 343)

                    3 - اعتبار الدعاء مثل ( الرقم السري في بطاقة الائتمان ) :
                    فينبغي علينا اللجوء في الدعاء الى الادعية والواردة عن المعصومين عليهم السلام فهم الاعرف باقرب الطرق واسهل والوسائل للوصول الى الغاية والمراد

                    ففي الكافي للشيخ الكليني - (3 / 477)

                    عن عبدالرحيم القصير قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك إني اخترعت دعاء قال: دعني من اختراعك إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلت: كيف أصنع؟ قال: تغتسل وتصلي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة وتشهد تشهد الفريضة، فاذا فرغت من التشهد وسلمت قلت: " اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام اللهم صل على محمد وآل محمد وبلغ روح محمد مني السلام وأرواح الائمة الصادقين سلامي واردد علي منهم السلام والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم إن هاتين الركعتين هدية مني إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأثبني عليهما ما أملت ورجوت فيك وفي رسولك ياولي المؤمنين "، ثم تخر ساجدا وتقول: " ياحي ياقيوم، ياحي لا يموت، ياحي لا إله إلا أنت ياذا الجلال والاكرام ياأرحم الراحمين، أربعين مرة ثم ضع خدك الايمن فتقولها أربعين مرة ثم ضع خدك الايسر فتقولها أربعين مرة، ثم ترفع رأسك وتمد يدك وتقول أربعين مرة، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول ذلك أربعين مرة، ثم خذ لحيتك بيدك اليسرى وابك أو تباك وقل: " يامحمد يارسول الله أشكو إلى الله وإليك
                    حاجتي وإلى أهل بيتك الراشدين حاجتي وبكم أتوجه إلى الله في حاجتي " ثم تسجد وتقول: " ياالله ياالله - حتى ينقطع نفسك - صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا " قال أبوعبدالله (عليه السلام): فأنا الضامن على الله عزوجل أن لا يبرح حتى تقضى حاجته.

                    وعن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
                    ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلا من دعاء بدعاء
                    الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق ؟ قال: تقول: " يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب
                    القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت " يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك "
                    فقال: إن الله عزوجل مقلب القلوب والابصار ولكن قل كما أقول: " يا مقلب القلوب ثبت
                    قلبي على دينك " كتاب بحار الأنوار للشيخ العلامة المجلسي - (92 / 326)



                    اعتذر عن الاطالة لكن الموضوع يستحق التعمق

                    وجزيل الشكر على فتح مثل هذه النوافذ

                    واسأل الله لكم التوفيق وأسألكم الدعاء لي ومن يعنيني أمرهم ولجميع المؤمنين
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    مااروع اطلالتكم استاذنا الكريم وخاصة وانتم تشرفونا بهذه المشاركة الرائعة
                    وهذا ليس بغريب عنكم فانتم اهل له
                    نعم استاذي الكريم ان الله تبارك وتعالى طلب من عبده ان يدعوه رحمة منه به والزم نفسه بالاجابة
                    فما اعزه واجله من رب رحيم ودود
                    فالدعاء هو المفتاح الذي يفتح ابواب تلك الرحمة بالاستجابة والقبول
                    ونعم ماتفضلت به من ان لكل دعاء رقم سري، فانت عندما تدخل الرقم لشحن هاتفك لايمكن ان يتم الشحن الا بواسطة رقمه المخصص ، مع اننا لو تاملنا بالارقام لانرى فيها شئ مختلف بل مجرد ارقام، وهكذا الدعاء فهي وان كانت مرتبة بصفة حروف الا انها لايمكن ان تصل الى هدفها الا عبر ماخصص له من العدد والوقت

                    دمتم بارعين رائعين..............

                    تعليق


                    • #50
                      المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
                      أن الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره _عز وجل_: قال_تعالى_:[وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ](غافر:60)، وقال:[وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ]الأعراف:.

                      فالداعي مطيع لله، مستجيب لأمره.

                      السلامة من الكبر: قال_تعالى_:[وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين]غافر:60.


                      فأفاد ذلك أن الدعاء عبادة، وأن ترك دعاء الرب _سبحانه_ استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار.

                      وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالق له، ورازقه، وموجده من العدم، وخالق العالم أجمع، ورازقه، ومحييه، ومميته، ومثيبه، ومعاقبه؟!

                      فلا شك أن هذا الاستكبار طرف من الجنون، وشعبة من كفران النعم
                      الدعاء عبادة: للآية السابقة، وكما جاء عن النعمان بن بشير÷أن رسول الله_صلى الله عليه واله وسلم_ قال:=الدعاء هو العبادة
                      الدعاء أكرم شيء على الله: فعن أبي هريرة÷عن النبي_صلى الله عليه واله وسلم_ أنه قال:=ليس شيء أكرم على الله_عز وجل_ من الدعاء
                      والأولى أن يقال: أن الدعاء لـمَّا كان هو العبادة، وكان مخَّ العبادة كما تقدم_كان أكرم على الله من هذه الحيثية؛ لأن العبادة هي التي خلق الله _سبحانه_ الخلق لها، كما قال _ تعالى _: [وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون] الذاريات:56.

                      _ الدعاء محبوب لله_عز وجل_: فعن ابن مسعود÷مرفوعًا: =سلوا الله من فضله؛ فإن الله يحب أن يُسأل

                      _الدعاء سبب لانشراح الصدر: ففيه تفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور، ولقد أحسن من قال:

                      وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيِّقٌ



                      عليَّ فما ينفكُّ أن يتفرجا

                      ورُبَّ فتىً ضاقت عليه وجوهُهُ



                      أصاب له في دعوة الله مخرجا
                      7_الدعاء سبب لدفع غضب الله: فمن لم يسألِ الله يغضبْ عليه؛ قال رسول الله_صلى الله عليه واله وسلم_:=من لم يسأل الله يغضبْ عليه

                      ففي هذا الحديث دليل على أن الدعاء من العبد لربه من أهم الواجبات، وأعظم المفروضات؛ لأن تجنب ما يغضب الله منه لا خلاف في وجوبه.
                      ولقد أحسن من قال:

                      لا تسألنَّ بُنَيَّ آدمَ حاجةً





                      وسل الذي أبوابُهُ لا تحجبُ

                      اللهُ يغضبُ إن تركت سؤالَه



                      وبنيُّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ



                      وبنيُّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ


                      الدعاء دليل على التوكل على الله: فَسِرُّ التوكل على الله وحقيقتُهُ هو اعتماد القلب على الله وحده.

                      وأعظم ما يتجلى التوكل حال الدعاء؛ ذلك أن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه.

                      ثم إن التوكل لا يتحقق إلا بالقيام بالأسباب المأمور بها، فمن عطَّلها لم يصح توكله، والدعاء من أعظم هذه الأسباب إن لم يكن أعظمها.

                      الدعاء وسيلة لكبر النفس وعلو الهمة: فبالدعاء تكبر النفس وتشرف، وتعلو الهمة وتتسامى؛ ذلك أن الداعي يأوي إلى ركن شديد، ينزل به حاجاته، ويستعين به في كافة أموره، وبهذا يقطع الطمع مما في أيدي الخلق، فيتخلص من أسرهم، ويتحرر من رقهم، ويسلم من مِنَّتِهم؛ فالمنة تصدع قناة العزة، وتنال نيلها من الهمة.

                      وبالدعاء يسلم من ذلك كله، فيظل مهيب الجناب، موفور الكرامة، وهذا رأس الفلاح، وأسُّ النجاح.

                      الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكياسة: فعن أبي هريرة÷أن النبي_صلى الله عليه وسلم_قال:=أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام
                      فأضعف الناس رأيًا، وأدناهم همة، وأعماهم بصيرة_من عجز عن الدعاء؛ ذلك أن الدعاء لا يضره أبدًا، بل ينفعه.

                      ثمرة الدعاء مضمونة _بإذن الله_: فإذا أتى الداعي بشرائط الإجابة فإنه سيحصل على الخير، وسينال نصيبًا وافرًا من ثمرات الدعاء ولا بد.

                      قال: سمعت رسول الله_صلى الله عليه واله وسلم_ يقول: =ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من سوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

                      وعن أبي سعيد الخدري÷عن النبي_صلى الله عليه واله وسلم_ أنه قال:=ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم_ إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها+ قال: إذًا نكثر، قال:=الله أكثر

                      _عن النبي_صلى الله عليه وسلم_ قال:=ما منم مسلم ينصب وجهه إلى الله، يسأله مسألة إلا أعطاه إياها، إما عجلها له في الدنيا، وإما ذخرها له في الآخرة ما لم يعجل+.

                      قالوا: يا رسول الله، وما عَجَلَتُه؟

                      قال:=يقول: دعوتُ دعوت، ولا أراه يستجاب لي

                      ففي ما مضى من الأحاديث دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل، بل يعطى ما سأله، إما معجلاً، وإما مؤجلاً، تفضلاً من الله_جل وعلا_

                      قال ابن حجر×:=كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعِوَضِهِ

                      قال بعضهم في وصف دعوة:

                      وساريةٍ لم تَسْر في الأرض تبتغي



                      محلاً ولم يَقْطَعْ بها البيد قاطعُ

                      سرت حيث لم تَسْر الركاب ولم تُنِخْ



                      لوردٍ ولم يَقْصُرْ لها القيدَ مانعُ

                      تَحُلُّ وراءَ الليلِ والليلُ ساقطٌ



                      بأرواقه فيه سميرٌ وهاجعُ

                      تَفَتَّحُ أبواب السماءِ ودونها



                      إذا قرع الأبوابَ مِنْهُنَّ قارعُ

                      إذا أوفدت لم يَرْدُدِ اللهُ وفدَها



                      على أهلها والله راءٍ وسامعُ

                      وإني لأرجو الله حتى كأنني



                      أرى بجميل الظنِّ ما اللهُ صانعُ

                      الدعاء سبب لدفع البلاء قبل نزوله: قال_عليه الصلاة والسلام_:=ولا يرد القدر إلا الدعاء

                      وقال:=والحاصل أن الدعاء من قدر الله_ عزَّ وجلَّ _ فقد يقضي على عبده قضاءً مقيدًا بأن لا يدعوه، فإذا دعاه اندفع عنه

                      الدعاء سبب لرفع البلاء بعد نزوله: قال_صلى الله عليه وسلم_:=من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئًا يعطى_ أحبَّ إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء+

                      ولهذا يجدر بالعبد إذا وجد من نفسه النشاط إلى الدعاء والإقبال عليه أن يستكثر منه؛ فإنه مجاب، وتقضى حاجته بفضل الله، ورحمته، فإنَّ فَتْحَ أبواب الرحمة دليل على إجابة الدعاء.

                      وقال":=لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة+.

                      ومعنى يعتلجان: أن يتصارعان، ويتدافعان.

                      الدعاء يفتح للعبد باب المناجاة ولذائذها: فقد يقوم العبد لمناجاة ربه، وإنزال حاجاته ببابه _ فَيُفْتَح على قلبه حال السؤال والدعاء من محبة الله، ومعرفته، والذل والخضوع له، والتملق بين يديه _ ما ينسيه حاجته، ويكون ما فتح له من ذلك أحبَّ إليه من حاجته، بحيث يحب أن تدوم له تلك الحال، وتكون آثر عنده من حاجته، ويكون فرحه بها أعظمَ من فرحه بحاجته لو عجلت له وفاته تلك الحال.
                      قال بعض العُبَّاد:=إنه لتكون لي حاجةٌ إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح لي من مناجاته، ومعرفته، والتذلل له، والتملق بين يديه _ ما أحبُّ معه أن يُؤخِّر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال

                      حصول المودة بين المسلمين: فإذا دعا المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب_ استجيبت دعوته، ودل ذلك على موافقة باطنه لظاهره، وهذا دليل التقوى والصدق والترابط بين المسلمين، فهذا مما يقوي أواصر المحبة، ويثبت دعائمها، قال _ تعالى _:[إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا]مريم:96، يعني: يَوَدُّن، ويُوَدُّن، يُحِبُّن، ويُحَبُّن، والدعاء _ بلا شك _ من العمل الصالح.

                      الدعاء من صفات عباد الله المتقين: قال _ جلَّ شأنه _ عن أنبيائه _ عليهم السلام _:[إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين]الأنبياء: 90،

                      وقال عن عباده الصالحين:[والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم]الحشر:10، إلى غير ذك من الآيات في هذا المعنى.

                      الدعاء سبب للثبات والنصر على الأعداء: قال _ تعالى _ عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده:[قالوا ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين]البقرة:250، فماذا كانت النتيجة؟[فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت]البقرة:251،

                      الدعاء مَفْزَعُ المظلومين، وملجأ المستضعفين: فالمظلوم _ أو المستضعف _ إذا انقطعت به الأسباب، وأغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفع عنه مظلمته، ويعينه على من تسلط عليه وظلمه، ثم رفع يديه إلى السماء، وبث إلى الجبار العظيم شكواه _ نصره الله وأعزه، وانتقم له ممن ظلمه ولو بعد حين.

                      ولهذا دعا نوح _ عليه السلام _ على قومه عندما استضعفوه، وكذَّبوه، وردُّا دعوته.

                      وكذلك موسى _ عليه السلام _ دعا على فرعون عندما طغى، وتجبر، وتسلط، ورفض الهدى ودين الحق؛ فاستجاب الله لهما، وحاق بالظالمين الخزي في الدنيا، وسوء العذاب في العقبى.

                      وكذلك الحال بالنسبة لكل من ظُلِم، واستُضْعِف؛ فإنه إن لجأ إلى ربه، وفزع إليه بالدعاء _ أجابه الله، وانتصر له وإن كان فاجرًا.

                      قال الإمام الشافعي× وما أجمل ما قال:

                      وربَّ ظلومٍ قد كفيت بحربه



                      فأوقعه المقدور أيَّ وقوعِ

                      فما كان لي الإسلامُ إلا تعبدًا



                      وأدعيةً لا تُتَّقى بدروع

                      وحسبك أن ينجو الظلومُ وخلفه



                      سهامُ دعاءٍ من قِسيِّ ركوع

                      مُرَيَّشة بالهدب من كل ساهرٍ



                      منهلة أطرافها بدموع

                      وقال:

                      أتهزأ بالدعاء وتزدريه



                      وما تدري بما صنع الدعاءُ

                      سهام الليل لا تخطي ولكن



                      له أمدٌ وللأمد انقضاءُ
                      الدعاء دليل على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات: فدعاء الإنسان لربه متضمن إيمانه بوجوده، وأنه غني، سميع، بصير، كريم، رحيم، قادر، مستحق للعبادة وحده دون من سواه.

                      المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
                      وقد اكدت الروايات الاسلامية على الطعام الحلال واثره في صفاء القلب واستجابة الدعاء وقد حكى القرآن الكريم في سورة الكهف عن اصحاب الكهف الذين كانوا بعد يقظتهم بحاجة كبيرة الى الطعام انهم مع ذلك قالوا لمن كلفوه بشراء الطعام (( ... فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً ...)) فهم لم يطلبوا مطلق الطعام ولم يقولوا فانظر اي طعام كان، بل طلبوا طعاماً مخصوصاً وهو ما كان زاكيا وطاهراً، وهذا هو فعل الصالحين فرغم الحاجة تبقى نفوسهم زاكية وقريبة من الله تعالى.
                      ان طهارة الفم وعفة الكلام وتهذيب النفس امور مطلوبة على كل حال خاصة في حال التوجه والتضرع والدعاء الى الله تعالى (1)
                      3) العمل الصالح والسعي فقد روي عن الامام الصادق عليه السلام: الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر (2)
                      4) ان يكون المراد خيراً ممكناً
                      عن امير المؤمنين عليه السلام: يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يكون ولا يحل (3) .
                      ان الدعاء لا يغنينا عن التوسل بالعوامل الطبيعية بل انه يدفعنا الى توفير شروط الاستجابة حيث ان قوله تعالى ((ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))(4) هذا الوعد بالاستجابة ليس مطلقاً وانما هو وعد مشروط.
                      وقال المولى المازندراني رحمه الله تعليقاً على صحيحة ابن ابي نصر: ... ان لاجابة الدعاء شروط متكثرة .... والشروط المذكورة في هذا الحديث خمسة
                      الاول: ان يكون دعاؤه في الرخاء مثل دعائه في الشدة لئلا يقول الملك في حال الشدة إن ذا الصوت لا نعرفه فينبغي ان لا يمل من الدعاء ولا يتركه في جميع الحالات
                      الثاني: ان يكون صابراً فيه لو تاخر الاجابة ملحا عليه ولا يقول دعوت مرات فلم يستجب لي فيقطعه ويستمس منه
                      الثالث: ان يكون دعاؤه وطلبه متعلقاً بأمر حلال
                      الرابع: ان لا يكون الداعي قاطع الرحم ويندرج فيه قاطع حقوق المسلمين
                      الخامس: ان يجتنب من مكاشفة الناس ومجادلتهم بما لا يناسبه .... (5)

                      (شروط الكمال)
                      اما شروط كمال الدعاء فهي كثيرة ايضا ـ وقد يعد بعضها من شروط الاستجابة ـ منها
                      1ـ تجديد التوبة والاقرار بالذنب والاستغفار منه قبل الدعاء، والكون على الطهارة ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (6)
                      عن امير المؤمنين عليه السلام: من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أَمِنَ ومن اعتبر ابصر ومن ابصر فهم ومن فهم علم.
                      2ـ استقبال القبلة والتوجه بالقلب واستيقان الاجابة
                      3ـ رفع اليدين فإن الله تعالى استعبد خلقه بضروب من العبادة... واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرع ببسط الايدي ورفعها الى السماء كحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له كما انه تعالى امر اولياءه وعباده برفع ايديهم الى السماء نحو العرش لانه جعله معدن الرزق (7)
                      عن الامام الصادق عليه السلام ((ما أبرز عبد يده الى الله العزيز الجبار الا استحيا الله عز وجل أن يردها صفراً حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء فإذا دعا احدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه))(8)
                      4ـ الصلاة على محمد واله في اول الدعاء ووسطه واخره فعن الصادق عليه السلام قال: اذا دعا احدكم فليبدأ بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مقبولة ولم يكن الله ليقبل بعض الدعاء ويرد بعضاً
                      وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : صلاتكم عليّ اجابة لدعائكم وزكاة لاعمالكم.
                      وعن الامام الصادقعليه السلام: لا يزال الدعاء محجوباً حتى يُصلى على محمد وآل محمد (9) .
                      5ـ تقديم التمجيد والثناء على الله تعالى، عن امير المؤمنين عليه السلام: السؤال بعد المدح فامدحوا الله ثم اسألوا الحوائج (10) .
                      ومن هنا فليقل الداعي مثلاً: يا اجود من اعطى، ويا خير من سئل، ويا ارحم من استرحم، يا من هو اقرب اليّ من حبل الوريد، يا فعالاً لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شيء، يا سميع يا بصير ... صل على محمد وآل محمد ....
                      6ـ روي أن من قال: يا الله يا الله عشر مرات قيل له لبيك ما حاجتك (11) .
                      7ـ توسل الداعي بالقرآن والانبياء والاولياء ولاسيما بمحمد وآله (عليهم السلام) وليلح على الله تعالى بحق الخمسة (عليهم السلام) محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (12) .
                      8ـ ان الالحاح في الدعاء امر حسن وقد ذكرته روايات كثيرة وقد روي: ان الله عز وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة واحب ذلك لنفسه ان الله عز وجل يُحب ان يسأل ويطلب ماعنده, فلا تمل الدعاء ولاتستعجل الاجابة ولا تقنط وان تأخرت الاجابة (13) .
                      ولا تنسى ان الله عز وجل قد يمنعك لعلمه بما ينفعك ولعل تأخير الاجابة خير لك من تعجيلها
                      9ـ الدعاء سراً وخفية، عن الامام الرضاعليه السلام: دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية. وذكر ان الوجه في تلك باعتبار انه احفظ في الاخلاص وابعد عن شوائب الرياء
                      وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاء السر يزيد على الجهر سبعين ضعفاً (14) .
                      وقد اثنى سبحانه عز وجل على زكرياعليه السلام بقوله ((إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً))(15). اذن دعاء السر مستحسن خاصة فيما يرتبط بالامور الخاصة بالداعي
                      10ـ العموم في الدعاء: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اذا دعا احدكم فليعمّ فانه اوجب للدعاء (16) .
                      وروي ايضاً إن: افضل الدعاء الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم الدعاء للاخوان ثم الدعاء لنفسك فيما احببت واقرب ما يكون من الله سبحانه اذا سجد ... .
                      ان الادعية مدارس، والائمة (عليهم السلام) علمونا ان نعيش هموم الاخرين وآلامهم فالانانية منبع للشرور ومنها الانانية في الدعاء، وقد روي عن الزهراء÷ انها كانت تدعو لجيرانها قبل دعائها لنفسها وتقول الجار ثم الدار.
                      ان المقدار الاقل هو ان يشارك الانسان الاخرين وجدانياً بالهموم والدعاء بمثل اللهم اغن كل فقير او اللهم اشبع كل جائع أو اللهم ادخل على اهل القبور السرور اي يفكر حتى بالاموات.
                      نعم ان البعض منتبهٌ وفطن في الدعاء فتجده يدعو للامامعليه السلام، يدعو لذريته واولادهم ولذراريهم الى يوم القيامة، يدعو للاخرين، يدعو لما يعلم ولما لا يعلم
                      12ـ الدعاء بصورة جماعية فعن الامام الصادق (عليه السلام) ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله عز وجل الا تفرقوا عن اجابة.
                      وقد ذكر الشيخ الحر العاملي (قدس سره) باب استحباب الاجتماع في الدعاء من اربعة الى اربعين، واستحباب التأمين على دعاء المؤمن وتأكده مع التماسه (17)، واستحباب العموم في الدعاء وتأكده في امام الجماعة (18).
                      13ـ الدعاء في كل وقت حسن ولكن هناك اوقات معينة يرجى فيها اجابة الدعاء كما في الروايات وهي كثيرة منها: عند هبوب الرياح، وعند نزول الغيث والقطر، واول قطرة من دم القتيل المؤمن، عند قراءة القرآن، عند الأذان، في الوتر، في الفجر، بعد الظهر، بعد المغرب، عند زوال الشمس
                      وروي، ان خير وقت لدعوتكم الله عز وجل الاسحار
                      وايضا روي: ان الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل [عبد] دعاء فعليكم بالدعاء في السحر الى طلوع الشمس فإنها ساعة تفتح فيها ابواب السماء وتقسم فيها الارزاق وتقضى فيها الحوائج العظام
                      وايضاً: اذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك فقد قصد قصدك (19).
                      14ـ الدعاء في الازمنة المباركة والامكنة المباركة التي جعلها الله تعالى كشهر رمضان خصوصا ليالي القدر وشهر رجب وليلة عرفة ويوم عرفة وليلة الجمعة و... عن ابي هاشم الجعفري قال دخلت على ابي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) وهو مهموم عليل فقال لي يا ابا هاشم ابعث رجلاً من موالينا الى الحائر يدعو الله لي، فخرجت من عنده، فاستقبلني عي بن بلال فاعلمته ما قال لي، وسألته ان يكون الرجل الذي يخرج فقال: السمع والطاعة، ولكنني اقول: انه افضل من الحائر إذ كان بمنزلة من في الحائر، ودعاؤه لنفسه افضل من دعائي له بالحائر، فأعلمته (عليه السلام) ما قال: فقال لي: قل له: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وأن لله تعالى بقاعاً يحب ان يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها (20).
                      15ـ الدعاء بالمأثور من الادعية الموجودة في الكتاب الكريم ومن الادعية الواردة عن الائمة (عليهم السلام)، والدعاء بالاسماء الحسنى وغيرها من اسماء الله تعالى ((وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا))
                      كم هو جميل ان يعرف الانسان او يحمل في صدره عدة ادعية قرآنية او مأثورة عن الائمة (عليهم السلام)، ان هذا الصدر مبارك.
                      وكم هو جميل ان يكون الانسان عنده فقه وعنده اخلاق ومستحبات
                      وكم هو جميل ان يكون الانسان منشغل بعيوب نفسه واصلاحها عن عيوب الآخرين
                      ولتؤخذ الاحكام والوصايا الاخلاقية من العالم الفقيه
                      16ـ الدعاء بعد تقديم الصدقة وشم الطيب والرواح الى المسجد فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: كان [ابي] اذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس فإذا اراد ذلك قدم شيئا فتصدق به وشمّ شيئا من طيب وراح الى المسجد ودعا في باحته بما شاء (21) .
                      17ـ ترك اللحن في الدعاء فقد روي عن الامام الجواد (عليه السلام) ما استوى رجلان في حسب ودين قط إلا كان افضلهما عند الله عز وجل آدبهما، قال: قلت جعلت فداك، قد عرفت فضله عند الناس في النادي والمجالس فما فضله عند الله عز وجل؟ قال: بقراءة القرآن كما أُنزل، ودعائه الله عز وجل من حيث لا يلحن وذلك ان الدعاء الملحون لا يصعد الى الله عز وجل (22) .
                      18ـ تسمية الحاجة في الدعاء فعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد اذا دعاهُ ولكنه يحب ان تبث اليه الحوائج فإذا دعوت فسم حاجتك. وفي حديث آخر: ان الله عز وجل يعلم حاجتك وما تريد ولكن يجب ان تبث اليه الحوائج (23).
                      19ـ السجود حال الدعاء فعن الامام الصادق (عليه السلام): عليك بالدعاء وانت ساجد فإن اقرب ما يكون العبد الى الله وهو ساجد (24) .
                      (دعوات لا تستجاب)
                      هذا وقد روي ان عدة اشخاص لا تستجاب لهم دعوة:
                      منهم: رجل جلس في بيته ويقول يا رب ارزقني فيقال ألم آمرك بالطلب.
                      ومنهم: رجل يدعو على امرأته فيقال له ألم اجعل امرها بيدك.
                      ومنهم: رجل رزقه الله مالاً فافسده فيقال له ألم آمرك بالاقتصاد ألم آمرك بالاصلاح (25) . ان الانسان اذا اراد الدعاء فليدع بما لا يقدر عليه ((رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي....))(26) فإن الدعاء هو طلب تهيئة طلب الاسباب والعوامل الخارجة عن دائرة قدرة الانسان.
                      ومنهم الظالم: فدعاؤه مردود الى ان يتوب الى الله تعالى (27). وروي انه اوحى الله عز وجل الى عيسى بن مريم (عليه السلام): قل للملأ من بني اسرائيل: لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكف نقية وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة (28).
                      ومنهم: دعوة آكل الحرام.

                      (دعوات لا ترد)
                      وفي المقابل روي ان هناك دعوات لا ترد فعن الامام الصادق (عليه السلام): كان ابي يقول خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الامام المقسط، ودعوة المظلوم يقول الله عز وجل: لانتقمن لك ولو بعد حين، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب فيقول: ولك مثلاه (29). وكذا دعاء المعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر (30) .
                      وروي ايضاً: ثلاثة لا يرد الله دعاءهم: الذاكر لله كثيراً، والمظلوم (31)، والامام المقسط.
                      وروي ان الله سبحانه وتعالى قال لموسى (عليه السلام): ادعني على لسان لم تعصني به، فقال: يا رب أنى لي بذلك؟ فقال: ادعني على لسان غيرك (32)..
                      وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اطب كسبك تستجب دعوتك...

                      استاذنا الجميل كم هي رائعة مشاركاتكم الدائمة والتي تضيف على الموضوع وتثريه بالفوائد الجمة والمتنوعة والتي لايمكن التغاضي عنها
                      استاذي الكريم كما تفضلتم فان الدعاء يعتبر مصفاة للنفس من كدورات وغفلات الدنيا والتي تصيبها نتيجة الانغماس في هذه الحياة ولوجود الشيطان الذي لايترك الانسان من غير ان يغويه ويطيح به
                      فكان الدعاء بمثابة الاستاذ المربي الذي يهذب تلك النفس ويرجعها الى طريق الحق وبالخصوص ونحن نردد كلمات اطهر الخلق صلوات الله عليهم
                      ولكن على ان يكون الدعاء نابع من القلب لا ان يكون مجرد حروف وكلمات تتردد على الشفاه.

                      دمتم سالمين رائعين.................

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X