أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
اما الأخت وفاء عمر عاشور فقد شاركت معنا بهذه الفقرات...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستذكر في هذه الجلسة النقاشية هوية المؤمن من خلال حديث أمير المؤمنين عليه السلام
وخير ما نستهل به هو السلام على أمير المؤمنين ويعسوب الدين أبا الحسن عليه السلام، ولقد ذكر في هذا الحديث بأنه من صفات المؤمن ( أوسع شيء صدرا وأذل شيء نفساً يكره الرفعة ويشنأ السمعة) وهذه صفات تتمحور في وسع قلب المؤمن وكظمه للغيظ وتحمله الأذى في جنب الله تعالى ليرتقي بروحه الى الصفاء والتسديد لنيل رضا الرحمن الرحيم.
اذ يجب على المؤمن ان يتحلى بوسع قلبه لما يجري من حوله من تداعيات حياتية متقلبة ومطالب دنيوية، فالرفق يجب ان يكون ملكة المؤمن وسجيته، وان يتحلى به ليواجه الصعاب بقلب كبير ورضا بما قسم له، واذا ما ضاق صدره لكل كبيرة وصغيرة خسر دنياه وأخرته، فضيق الصدر يولد الغضب، ولقد صدق الصادق عليه السلام عندما قال: (الغضب مفتاح كل شر) وسرعة الغضب تدفع بالمرء الى ارتكاب الأخطاء التي ربما يندم على أكثرها في حالة هدوءه، وخير علاج للغضب هو [الوضوء] ولقد أثبتت دراسات صحية ان سكب الماء على الوجه يذهب بالغضب، وهذا ما أكد عليه أئمتنا عليهم السلام، عندما ركزوا على اهمية الطهارة والبقاء على الوضوء والالتزام به، لما يبعثه الوضوء من حالة استقرار للنفس البشرية، وكلما كان الانسان واسع القلب رفيق بمن حوله كلما نظر الى الأشياء بعين البصيرة والحكمة ولذلك قال الامام الباقر عليه السلام ( من قسم له الرفق قسم له الايمان) لانه لا يأتي على فعل وعمل يندم عليه، لأنه بسجيته رفيق بالمؤمنين كريم القلب، حنون بطبعه غير فظ، وهذا ما تكلم به الله سبحانه وتعالى وهو يمدح عبده المصطفى (ص) عندما قال له في محكم كتابه: (لو كنت فظ غليظ القلب لأنفضوا من حولك)، فهذه اخلاق نبينا مع المؤمنين والكفار سواء، رفيق وحنون وكريم سجيته العفو والإحسان، نسأل الباري عز وجل ان نكون واسعين الصدر ومتخلقين بأخلاقهم عليهم السلام.
"يكره الرفعة" أي الشرف والعلو في الدنيا، و "يشنأ" يمنع ويبغض "السمعة" أي إسماع العمل الناس أو فعله لذلك، وطويل الغم لذكر الموت والآخرة وعدم العلم بالعاقبة "بعيد همه" أي حزنه تأكيدا أوالهم بمعنى القصد و العزم أي همّته عالية مصروفة إلى الأمور الباقية "مشغول وقته" أي مستغرق في العبادة والذكر والتفكّر في آيات الله تعالى، وتحصيل العلم وبذله، ونحو ذلك، والحاصل أنّه لا يضيّع العمر.
كما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام بأن على المؤمن ان يكون (أذل شيء نفسا يكره الرفعة ويشنأ بالسمعة)
وهذه هوية المؤمن بأنه يتعالى عن صفة الغرور ولا يترفع عن الناس لأي سبب من الأسباب ( كالحسب، المال، الجاه، المسؤولية) فكل هذه الاشياء زائلة يوم لا ينفع مال ولا بنون، وغالبية الناس تحب الظهور والعلو عن الأخرين وان يشار اليهم بالبنان، وينسى ان كل مالديه من فضل هو فالأصل من كرم الله عليه، وهو قادر على ان يزيل هذه النعم بلحظة واحدة، فشكر النعم خير من الترفع على البشر، وكان علماءنا يحاولون جاهدين في ترسيخ هذه الاخلاق الكريمة في نفوس المؤمنين من خلال سلوكهم اليومي، سائرين على نهج أئمتنا عليه السلام، ومنهم السيد علي القاضي قدس سره فيما ينقلوه عن اخباره بأنه كان لا يتقدم على تلاميذه اثناء المشي تواضعاً منه، ولقد حارب الاسلام نزعة التكبر حرصاً منه على سلامة المجتمع وتوحده، فلقد قال الله عز وجل : (ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء)، وهنا أشاره الى ان الله عز وجل هو وحده من يزكي الأنفس ويعرف خباياها ومميزاتها، فله الحمد والشكر على اتمام نعمه على عبده بالستر والرفق.
والحياة طرقها صعبة وتتشابك فيها الأمزجة والأذواق ولولا الاخلاق الكريمة بين المؤمنين والعفو والصفح، والكرم والرحمة لأصبحت غابة بعيدة عن الانسانية والرقي وخير مثال يحتذى به البشر هو اخلاق رسولنا الكريم (ص) وأئمتنا الطاهرين عليهم السلام.
وصلنا الى المقطع (طويل غمه) فربما يسأل السائل ولماذا المؤمن غمه طويل ؟؟ فو أردنا أن نعرف الغم أولا : معناه الحزن أو الكرب دون الجزع .. والغم والغمة هي الضيقة والحيرة والهم فالمؤمن يفكر كثيرا في آخرته ..كثير الخوف والحزن مخافة التقصير ..وكذلك ينتابه الغم الطويل عند رؤية فساد ما أو خطأ لا يستطيع تغيره أو البوح به أو حتى التحدث به لأحد ... وحقيقة عندما تكون الدنيا سجن المؤمن فلم لا يكون في غم طويل ..ويرى المؤمن مماته ورحيله الى الآخره هي راحته من كل غم . قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العاقل مهموم مغموم .وينبغي لمن عرف نفسه أن لا يفارقه الحزن والحذر .(غرر الحكم ودرر الكلم )
وقوله (عليه السلام ): بعيد همه . وذلك معناه أن المؤمن بعيد الهمم ،يطلب معالي ألأمور ولا يلتفت إلى توافه الأمور من الدنيا ويرى بمنظار بصيرته مايعود عليه بالنفع لآخرته ..ولا ينظر الى خطواته القريبة بل يرتقي ببصيرته وبصره إلى العلياء ... فلتكن معالي الأمور هي مطلبنا...
قال (عليه السلام): لا شرف كبعد الهمة ...(البحار 78..165..2
وإما قوله (عليه السلام ) : كثير صمته . فقد مدح ائمتنا عليهم السلام الصمت في موارد عدة وذموا الكلام ..لأن في الصمت راحة لللسان وللملكان .. فالمؤمن يرى الظرف لايسمح للكلام فيؤثر جانب الصمت . فقال (عليه السلام ) :الزم الصمت تسلم . الزم دهرك يجل أمرك .
ليلى ابراهيم رمضان السلام عليكم..الصلاة والسلام على خير الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين اجمعين ص....... المؤمن عزيز في دين الله، ولا يخاف من شئ، وهو علامة كل مؤمن.
وأن المؤمن يخشع له كل شئ إذا كان قلبه مخلصا لله، أخاف الله منه كل شئ حتى هوام الأرض، وسباعها وطير السماء .
اما قوله ع:"المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته: ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد " الطلاقة، وكتمان الحزن من الشكر، ولا يختص بحزن الآخرة كما قيل، وسعة صدره: كناية عن قوة حمله، وشدة تحمله للمشاق، وذلة نفسه: للتواضع، والنظر إلى عظمة الله واستحقار العمل.
" يكره الرفعة " أي الشرف والعلو في الدنيا، و " يشنأ " كيمنع ويسمع يبغض " السمعة " أي إسماع العمل الناس أو فعله لذلك، وطول الغم لذكر الموت والآخرة وعدم العلم بالعاقبة " بعيد همه " أي حزنه تأكيدا أوالهم بمعنى القصد و العزم أي همته عالية مصروفة إلى الأمور الباقية " مشغول وقته " أي مستغرق في العبادة والذكر والتفكر في آيات الله، وتحصيل العلم وبذله، ونحو ذلك، والحاصل أنه لا يضيع العمر. " مغمور بفكرته " يقال: عمره الماء كنصر أي غطاه، والفكر والفكرة إعمال النظر والمراد به التفكر في آلاء الله وعبره، وعلوم الله وحكمه.
" ضنين بخلته ": الضنة البخل، والخلة بالضم الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي في باطنه كما في النهاية، وفي المصباح الخلة بالفتح الصداقة ليلى ابراهيم رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للنفس البشرية إقبال وإدبار، يظهر مؤشر صعودها ونزولها على قسمات وجه الإنسان التعبيرية فيعرف إقبالها ببشره وبالعبوسة يستبان إدبارها فتشتغل في الوجه عند الإبتسامة من 5 الى 17 عضلة فيما تشتغل عند التجهم 47 عضلة هي كل عضلات الوجه التي تشكل تعابير الإنسان في حالاته الإنسانية المتنوعة ولهذا يشعر المرء عند الإبتسامة أو الضحك بارتياح لتمدد عضلات الوجه فيما يسيطر عليه التعب عند التجهم والعبوسة وذلك لتشنج عضلات الوجه، وفرق كبير بين التمدد والتشنج فالأول باعث على الإنبساط والإنشراح والثاني باعث على الإنقباض والإنزياح.
ومن طبيعة النفس البشرية السوية الميل الى الإرتياح وتحقيق مستلزمات ذلك لأن الحياة ملعب كبير فيه لاعبون كثيرون مختلفون في مشاربهم ومنازلهم وآمالهم وكل يريد نيل المعالي وبلوغ قمة الأماني فبعض يتخذ سبيل الرشاد فلا يميل عن الحق ولا ينزو على حق الآخر، وكثير منهم يميل كل الميل عن جادة الصواب فيحصد في طريقه ما له وما لغيره وهكذا تتضارب المصالح وتتقاطع وتنشأ المشاكل بغض النظر عن كبر حجم المجموعة البشرية أو صغرها.
وفي زحمة الحياة حيث يواجه المرء ما يسرّه وما لا يسرّه، فينزع بشكل فطري إلى تحقيق حالة التوازن النفسي رجاء تحقيق جو من البشاشة يرفل فيه، لإن الإنسان بما هو إنسان يمثل قطب جذب أو دفع وفقا لوضعه النفسي ومزاجه الشخصي، فإن انقبضت نفسه قبضت على جوانحه فاعتزل الناس أو اعتزلوه، وإن انشرحت نفسه أفلتت قيود جوانحه فعاشر الناس أو عاشروه، وحيث الإنبساط والإنقباض أمران حياتيان ملازمان للإنسان شاء أو أبى، فإن الوازع الأخلاقي يدعوه إلى عدم إظهار انقباضه لمن حوله لئلا ينشر ذبذبات الدفع السلبي في وسطهم، ويظل ممسكا بخيوط الجذب الإيجابي، وهذه الخلة والسجية هي في واقعها جزء من عملية الإمتحان التي يتعرض لها الإنسان في كل يوم، فالأب الإيجابي يظل بشره في وجه حتى وإن تعلقت أذياله في وحل مشاكل الحياة وذلك من أجل المحافظة على سلامة الأمن الأسري، والمدير الناجح يواجه إساءة الآخرين بابتسامة ويحافظ على رباطة الجأش.
وهذه الخِلَّة الجميلة في واقعها هي صفة المؤمنين وقد ورد عن الإمام علي (ع) قوله: (الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ، حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ، أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً، وَأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ، طَوِيلٌ غَمُّهُ، بَعِيدٌ هَمُّهُ، كَثِيرٌ صَمْتُهُ، مشْغولٌ وَقْتُهُ، شَكُورٌ صَبُورٌ، مغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ، ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ، سَهْلُ الْخَلِيقَةِ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ، نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ، وَهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ).
ولأن الخروج من بحر الإنقباض إلى ساحل الإنبساط هو الآخر نزعة إنسانية فطرية، فإن الإنسان يبحث عن الوسائل الملائمة لنفسه، فبعض يتخذ لنفسه خليلا ونديما وسميرا، وبعض يمتطي صهوة السفر، وبعض يتخذ من رياضة المشي وسيلة للتنفيس عن الروح المتعبة، وبعض يرتاد نوادي الرياضة، وبعض يجالس رفوف المكتبات العامة ينتقي من الكتب ما يزيح عن نفسه ثقلها، وبعض يصب غضبه في الكتابة يحبّر بياض الورق بسواد المداد، ومن كان ينام على القراءة والكتابة ويصحو عليهما، يجد راحة ذهنه وأنامله في مطالعة كتب الفكاهة والعبر والقصص القصيرة بوصفها رياضة روحية.
فالمشغول هو أسم مفعول وهو ذو شغل نقيض الإنسان الفرغ والخالي
فهو مشغول بطاعة الله تعالى وفي عبادته ..وفي أعمال ابر فهو يصرف
جل وقته لآخرته
فالوقت عنده أنفس من الجواهر والدرر
فهو إما في تفكر أو عبادة أو قضاء حوائج المؤمنين
لأنه يعي السؤال الذي سيوجهه إليه عن عمره فيما أفناه
وهذه فرصة لنا حقيقة لإغتنام اوقت وبالخصوص للشباب
لأن الفرص تمر مر السحاب
الوقت لا يتوقف
قال تعالى : ((كأنهم يوم يرونها لم يلبثواإلا عشية او ضحاها ))النازعات 46
فلنبادر بالعمل ونكون مشغولين بالوقت قبل أن تفوت الفرص والعمرينقضي
تعليق