إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 70

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    من مشاهد الإيثار

    كان في منطقتنا رجل فقير مختل العقل يعيش على صدقات الناس ..

    رأيته ذات يوم أخرج من جيبه جميع مالديه من أموال (500 دينار فقط) وأعطاها إلى متسول يتكفف الناس

    وكان ذلك بمسمع ومرأى بعض الأغنياء الذين نكس أحدهم رأسه خجلاً لأنه كان قد طرد المتسول قبل قليل ..
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #12
      قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @

      ---------------
      الايثار
      ******
      خِصْلـَة ُالإيثارُ فِعْـلٌ مِـنْ صِفاتِ الأتقياءْ

      يُؤْثِرونَ الغـَيْرَ فضْلا ً إنـَّهُمْ أهْلُ السَّخاءْ

      في كِتابِ اللهِ ذِكـْـرٌ خَـصَّهُـمْ رَبُّ السَّماءْ

      أبْشِروا نِلتـُمْ رِضا ربِّ الهُدى يَومَ اللـِّقاءْ

      إنـَّما الإيثارُ حِصْـنٌ أوْجَـبَـتْ كـُـلَّ الثـَّناءْ

      قِـمَّة ُالأخلاق ِ تـَكـْسو أهْـلها ثـَوبَ البَهاءْ

      أجْـرُهُـمْ إعْلاءُ شأن ٍ رِفـْعَة ٌ قـَدْرَ العَطاءْ

      إنـَّـهُ فِـعْـلٌ حَــمِـيـدٌ أجْـرُهُ خـَـيْـرُ الجَــزاء

      رَبَّـنـا أكـْرِمْ أنـاسا ً شَمْعَة ٌ تـُعْـطِ الضِّـياء

      صَفـْوَةُ الخَلـْق ِاقـْتـَدَيْنا نورُ هَدْيِ الأنبـِياءْ

      تعليق


      • #13
        كلمات أنقلها من منتدانا الكريم نشرتها الأخت عطر الولاية
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

        اما بعد ..

        ليت كل بنت مثل زينب
        ليت كل ام مثل زينب
        ليت كل زوجة مثل زينب
        والان :

        1- ايثار زينب يفوق كل الحدود فقد اثرت اخاها على اولادها فلذة كبدها وقد دفعتهم للقتال مع الامام الحسين عليه السلام انتصروا ما قتلوا
        2- دفعت زوجها للقتال بين يدي رسول الله (ص)
        3- حمت الامام زين العابدين من شمر عليه لعائن الله وقالت اقتلني انا اولا ولا تقتلوه

        هذه بعض من المواقف التي يتركز فيها ايثار زينب (ع)







        تعليق


        • #14
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
          <><><><><><><><><><><><>
          العطـــــــــــاء
          حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل ..
          العطــــــاء
          حينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك ..
          العطـــــــــــــــــــاء
          أن تقدم لغيرك ما تجود به
          نفسك .. من غير سؤالهم إياك ..
          العطـــــــــــــــــــاء
          أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي .
          ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره ..
          العطـــــــــــــــــــاء
          مادي ومعنوي والتنويع بينهما أمر جميل ولكن الأجمل لو قدمت كل
          منهما بنيه خالصه لله .. فتعطي عطاءً مادياً او معنوياً بقلب صادق
          العطـــــــــــــــــــاء
          اجمل مافي الحياة
          وعندما يقل العطاء يضيع معه أشياء جميلة
          مثل الإخلاص والود والعطف والحنان ووو..الى مالا نهايه
          لأنهم جميعا من آشكال آلعطاء
          <><><><><><><><><><><><>
          والعطاء ليس فقط شئ مادى
          العطاء الحقيقي طائرا حر بداخلنا يحتاج للحرية والإنطلاق ولكن
          للمكان الصحيح لانه ليس شئ معين آنه آشكال مختلفه و.. متفاوتة
          فنحن عندما نعطي .. في الواقع لا نعطي فقط .. ولكننا نأخذ آيضاً
          نأخذ تلك المشاعر الممتنة .. ممّن أمددناهم بعطائنا ..
          <><><><><><><><><><><><>
          نعم
          فكلمه العطاء كثيرا ما تتردد في كلامنا و حديثنا و لكن
          هل نعطي جميعا كما ينبغي ان نعطي؟
          هل لان الزمن اصبح يعتمد على الماديات
          ام لان اننا ابتعادنا عن ديننا لذلك اصبحت نفوسنا تهوى الحياة
          وتتمسك بها لذلك نحاول الاخذ دون العطاء فى المقابل
          لماذا لا نرجع الى ديننا وتعالمنا لكى نكون خير أمه كما قال
          عنا الرسول صلى الله عليه واله وسلم
          لذلك لابد لنا ان.. نعمل .. ونعطي ..ونعاود البذل والعمل والعطاء
          ولا تنتظر الرد بل ننتظر رد الله في الأخره أنه خيرا وآبقى
          <><><><><><><><><><><><>
          لكن؟؟
          قد يكون سلوك العطاء احيانا حيلة لعدم الانكشاف
          بمعنى ان الشخص المعطاء يعتقد بأن لديه صفه سيئه أو حقيقه بشعه
          يجب الا يظهرها وبالتالي يمارس العطاء الزائد من أجل تغطية
          شيء داخله .... حتى لو كان هذا الشيء ضعفه .وأحيانا تكون
          كثرة العطاء سلوك قوة تبنيناه حتى نسيطر على الآخرين . وهذا لايكون أمرا
          ولد به الانسان وليس له علاقة بطفولته إنما هي حيلة العيش
          فكلما أعطى بكثرة جعل الآخرين يعتادون على هذا العطاء ويشعرون
          بالامتنان نحوه ... وبالتالي هو في موقع السيطره ..
          <><><><><><><><><><><><>
          هل؟؟
          في حياتنا نأخذ أم نعطى ؟
          وهل يجب آن نكتفى بلعطاء دون الاخذ؟
          آم نأخذ دون آن نعطى؟
          لسنا نستطيع أن نفهم كل هذا ما لم ندرك المعنى الحقيقى للعطاء
          لكن عموما كلنا في الحياة نأخذ ونعطى..لان تلك سنة الحياة
          لكن سعيد هو الإنسان الذي مهما أعطى لا ينتظر رد على ذلك
          ولا يدرك حجم عطاءة لانه لايفكر فى ذلك
          <><><><><><><><><><><><>
          لماذا؟
          عندم نفكر بلعطاء نفكر معه فى الاخذ؟
          هل لان الحياة اصبحت يغلب عليها نمط الماديه
          اصبح كل انسان مهتم بالدرجه الاولي بأن يأخذ و أن يستفيد
          و أن يحقق مطالبه و طموحاته و اهدافه سواء اختلفت مع طموحات
          و رغبات من حوله أم لا.
          ام لاننا اصبحنا جميعا اسري لسجون حب الذات و ايثارها .
          ربما بقصد او بدون قصد.و كثيرا ما نري انماط من البشر يرون
          ان كل الدنيا تتمركز حولهم و انهم اهم اشخاص و انهم يجب
          ان يمدحوا دوما و ان يعاملوا بطريقه افضل من الاخرين.
          الحقيقه ربما اصاب كل شخص منا بعضا من هذا و لو بدون ان نشعر.
          فكل منا يحس انه دوما علي صواب و انه يريد ان يحصل علي كل شئ
          بدون تعب.و ربما لا نهتم احيانا بمصالح الاخرين مثلما
          نهتم بمصالحنا الشخصيه.
          <><><><> <><><><><><><><>
          تذكر؟؟
          لو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا انه يدعونا للعطاء و لإيثار الاخرين
          فقد قال النبي صلي الله عليه واله وسلم:
          (حب لاخيك ما تحب لنفسك)
          الإسلام دين يقوم على الكرم والعطاء لذلك وصف الله
          نبيَّه بالكرم والجود فقال تعالى
          {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}
          [الحاقة: 40/41].
          فكان وصف الله تعالى له بالكرم والعطاء دون غيره من أخلاقه العظيمة
          لأن كل تلك الأخلاق مندرجة فيه فأخلاقه كلها عظيمة كريمة
          قائمة على الكرم والبذل والسخاء وهو ما كان معروفًا به
          من قبل أن يأتيه وحي السماء.
          مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا:
          (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)
          <><><><><><>><><><><><>
          لكن؟؟
          من لا يعطي .. وجوده وعدمه سواء .
          لو لم يكن لك ما تعطيه اعط ابتسامة او كلمه طيبة
          أو عبارة اوأعمل بسيط تفرح بيه غيرك. ولا تظن أن ذلك ليس العطاء
          او انه أقل من العطاء المادى في شيء بل أحياناً يكون أعمق منه فى ترك
          أثراً فى نفوس لاخرين ولكن ليس معنى ذلك
          ان نكتفى بتلك الاشياء وفى وسعنا فعل آكثر من ذلك
          <><><><><><><><><><><><>
          لذلك
          على قدر عطائك يفتقدك الآخرون . .
          لا تفرح بما أعطيت الآخرون فقط
          ولكن افرح أنك مررت لحظة في تفكيرهم
          وقد يصل الإنسان لمرحلة يعطي فيها كل من حوله من يحبهم ومن
          يعرفهم فقط .. لأنه أدمن العطاء ..فلم يعد يرى وجوده إلا من خلال
          انعكاس تصرفاته على من حوله .. يفرح لسعادتهم ويسعد بتقديم العون .
          تريد أن تعرف قيمتك لدى الآخرين ؟؟؟؟
          انظر ما مدى عطائك لهم ..
          من لايشعر بعطاء الاخرين أو لا يقدره ..؟
          إما أن لديه أسباب تمنعه من ذلك أو هو إنسان بلا شعور
          وفى كلا الحاليتن لن يفرق ذلك كثير لانك فعلت لله فقط
          وما كان لله زاد وأتصل ومن كان لغير الله انقطع وانفصل
          عندما تكون شخصاً معطاءً .. فإنك لا تنتظر العطاء من غيرك .
          . بل تبادر به أنت .. لعلّك تذكر من حولك .. فيقتدوا بك .. وتؤثر عليهم
          التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 02-06-2015, 02:42 PM.

          تعليق


          • #15
            نشكر اختنا المتألقة المبدعة الاخت (ام سارة) على اختيارها مانشرناه في صفحات المنتدى المبارك

            ونحيي كل الاخوة والاخوت الذين يضعون بصماتهم في هذا المحور المبارك

            وسنكون معكم في رحابه ان سمحت لنا الظروف بأذن الله تعالى

            تعليق


            • #16
              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
              الإيثار مفهوم قرآني
              =====================================

              قال الله تعالى : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

              والإيثار هو من أرقى مراتب العطاء حين يحرم الفرد نفسه من أجل إسعاد الآخرين

              ============
              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
              فضل الإيثار
              الإمام علي (عليه السلام) : ( الإيثار أعلى المكارم) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار شيمة الأبرار ).
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أعلى الإحسان ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أحسن الإحسان وأعلى مراتب الإيمان ).
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار غاية الإحسان ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أشرف الإحسان ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أشرف الكرم ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار سجية الأبرار، وشيمة الأخيار ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار أفضل عبادة وأجل سيادة ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار زينة الزهد ) .
              عنه (عليه السلام): ( الإيثار فضيلة، الاحتكار رذيلة ) .
              عنه (عليه السلام): ( من أحسن الإحسان الإيثار ) .
              عنه (عليه السلام): ( أفضل السخاء الإيثار ) .
              عنه (عليه السلام): ( كفى بالإيثار مكرمة ) .
              عنه (عليه السلام): ( عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار ) .
              عنه (عليه السلام): ( من أفضل الاختيار التحلي بالإيثار ) .
              عنه (عليه السلام): ( من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار ) . موسى (عليه السلام): ( يا رب أرني درجات محمد وامته، قال:
              يا موسى إنك لن تطيق ذلك ولكن اريك منزلة من منازله جليلة عظيمة فضلته بها عليك وعلى جميع خلقي...،
              فكشف له عن ملكوت السماء فنظر إلى منزلة كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من الله عزوجل قال:
              يا رب بماذا بلغته إلى هذه الكرامة ؟ ! قال:
              بخلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار.
              يا موسى، لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتا من عمر إلا استحييت من محاسبته وبوأته من جنتي حيث يشاء ).

              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
              الإيثار في كربلاء

              عند الإيثار على النفس تتبيّن جواهر الكرماء ومعادن الناس وحقائق النفوس، وهذا ما تجلّى بأبهى صوره في كربلاء.

              ويمكن استخلاص بعض مشاهد الإيثار:

              إيثار الأصحاب والآل للحسين عليه السلام: وذلك بتقدّمهم للشهادة بين يديه وإيثاره بالبقاء حيّاً ولو لوقت قصير، هذا الإيثار الذي كان خلاصة عشقهم للحسين عليه السلام والذي لم يقووا معه أن يروا الحسين شهيداً قبلهم.

              إيثار الأصحاب للآل: ففي الرواية أنّ الآل كانوا ينافسون الأصحاب للتقدّم والأصحاب يمنعونهم حتّى يقدموا قبلهم واستشهدوا بأجمعهم.

              إيثار العبّاس: وهو من أروع مشاهد الإيثار وهو يرمي الماء من يديه مؤثراً عطش الحسين على عطشه، فحمل إليه الماء قبل أن يشربه.

              وهذا غيض من فيض

              المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
              مفهوم الإيثار في القرآن الكريم (منقول)

              أولاً: الآيات القرآنية:
              1. الإيثار.. إيثار الدنيا على الآخرة:
              قال تعالى:
              ((وآثر الحيوة الدنيا))(النازعات 79/-38).


              وقال عزَّ وجلَّ:
              ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا )) (الأعلى 87/-16).
              2. الإيثار.. إيثار الله للصالحين على غيرهم:
              وقال تعالى:
              ((قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ)) (يوسف 12/-91).
              3. الإيثار.. إيثار ما عند الله على ما عند فرعون:
              وقال سبحانه:
              ((قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا))(طه 20/-72).
              4. الإيثار.. إيثار الفقراء للأفقر:
              قال جلّ جلاله:
              ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/-9).
              ثانياً: الإيثار.. اللغة والمعنى:
              آثر يؤثر إيثاراً، وعكسه استأثر يستأثر استئثاراً.
              والإيثار مأخوذ من التفضيل والتقديم. وآثر الشيء قدّمه وجعله ذا أثر. قال تعالى في أخوة يوسف
              ((قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ))(يوسف 12/-91).
              وقال تعالى:
              ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) (الأعلى 87/-16 ـ 17).
              والإيثار تفضيل وتقديم الآخرين على النفس في الإحسان، وأقواه ما كان صاحبه في حاجة إلى الشيء الذي يؤثر غيره به.
              قال تعالى في الأنصار من أهل المدينة ومعاملتهم للمهاجرين من مكة:
              ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ))توطنوا المدينة وهم الانصار. ((وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) فقر واحتياج. ((وَمَنْ يُوقَ)) يُجنَّب ويُكْفَ.((شُحَّ نَفْسِهِ)) بخْلها مع الحرص ((فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/9).
              يحكى أنه أهدي لرجل من أصحاب رسول الله (ص) رأس شاة، فقال: إنّ أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأول فنزلت:
              ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) (الحشر 59/ 9)). (نور الثقلين / 5: 286).
              وعن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب:
              ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه الآية:
              ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) (الحشر 59/-9)). (السيوطي / جلال الدين / الدر المنثور /6 : 95).
              ومثل ذلك ما جاء في سورة الدهر (الإنسان) من الثناء على إيثار البيت العلويّ: علي وفاطمة وأولادهما (ع) المسكينَ واليتيمَ والأسير بافطارهم ، وذلك قوله تعالى:
              ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )) (الإنسان 76/-8-9).
              را. (أنس = الإنسان ـ سورة الإنسان) (فضّل) (قدّم)
              ثالثاً: من بحوث مفهوم (الإيثار):
              الأثرة.. والاستئثار:
              قال تعالى:
              ((إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )) (ص 38/ 23-24).
              الأثرة ـ كما في (الموسوعة الإسلامية الميسّرة) ج2 ـ من الاستئثار، وهو تفضيل المرء نفسه على غيره، والانفراد بالشيء ـ ثم انسحب اللفظ إلى المجاز. والأثرة في الاصطلاح هي الأنانية، والأنانية تعلّق غير طبيعي بالنفس، بصرف النظر عن مواقف الأطراف ومصالحهم ومشاعرهم وهي مسعى متواصل للإستئثار بالخيرات كلّها، والأثرة خلق قبيح وطبع نابٍ يشين المرء ويسيء إلى سمعته، يجمع البخل والطمع والحسد والجشع.
              والأثرة نقيض الإيثار وعكسه، وسجيّة تدلّ على جفوة في الطبع. (ص233).
              والاستئثار والإثرة أو الأنانية أو الاحتكار تقابل الإيثار، وتعني التفرُّد والاستبداد بالشيء، والاختصاص به دون الآخرين.
              فعندما تقطع اللقمة من فمك وتعطيها لغيرك فهذا إيثار، وعندما تأكل لقمته ولقمتك فهذا استئثار، وعندما تقسّم لقمتك بينك وبينه فهذه مواساة.
              وفي الحديث:
              ((سيكون بعدي أثَرة)). (صحيح البخاري: 6529). أي استئثار لا إيثار.
              وفي (غرر الحكم) عن أمير المؤمنين (ع):
              ((الإيثار فضيلة، والاحتكار رذيلة)).
              وعليه فالإيثار هو الجود بالشيء مع حاجتك إليه.
              والاستئثار والأثَرة تفضيل نفسك على الآخرين في اختصاصك بالشيء.
              را. (أنانية)
              الأساس الفلسفي للإيثار:
              ينتج الإيثار غالباً من حسن الظن باللَّه، والأمل بالتعويض الإلهي الدنيوي والأخروي، أو من أجل مرضاة اللَّه والتقرّب إليه، وقد وصف الإمام علي (ع) ـ في ما ورد عنه من أقوال ـ أنَّ الإيثار ينتج عن مستوى عالٍ من الإيمان، يقول (ع):
              (( ـ الإيثار أحسن الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان!
              ـ الإيثار سجية الأبرار، وشيمة الأخيار.
              ـ من شيم الأبرار، حمل النفوس على الإيثار.
              ـ الإيثار أفضل عبادة، وأجلُّ سيادة!)). (غرر الحكم ودرر الكلم)
              فإذا كان الإيثار ناشئاً من الإيمان والثقة باللَّه، ومن كرم الأخلاق وحب الخير، فإنَّ الأثَرة ناشئة من شح النفس وانكماشها.
              وينتج الاستئثار والاحتكار والشح من سوء الظن باللَّه، وعدم الإيمان بالتعويض الإلهي، وقلّة الثقة بالبركات المنزلة من لدنه تعالى، ولهذا ورد في الخبر:
              ((لا يجتمع الشحّ والإيمان في قلب رجل مسلم)). (الأمثل/ 18: 184).
              عظمة الإيثار:
              جاء عن الرسول الأكرم محمَّد (ص):
              ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه ويُبغِضَ له مثل ما يُبغِضَ لنفسه)). (بعلبكي / روحي / موسوعة روائع الحكمة / 113).
              وجاء عن أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في غرر الحكم ودرر الكلم:
              ((ـ الإيثار أعلى المكارم،
              ـ الإيثار أشرف الكرم،
              ـ عند الإيثار على النفس يتبيَّن جواهر الكرماء)).
              وجاء في المأثورات الدينية:
              ((قال موسى (ع): يا رب أرني درجات محمّد وأمته!
              قال: يا موسى! إنَّك لن تطيق ذلك، ولكن أريك منزلة من منازله جليلة عظيمة، فضّلْتُه بها عليك وعلى جميع خلقي.
              فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر إلى منزلةٍ كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من اللَّه عزَّ وجلَّ!!
              قال: يا ربّ بماذا بلغته هذه الكرامة؟
              قال: بخُلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار.
              يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتاً من عمر إلاَّ استحييتُ من محاسبته، وبوّأته من جنَّتي حيث يشاء)). (ريّ شهري / محمد / ميزان الحكمة/ 1: 5).
              إيثار النبي (ص) وأهل البيت (ع):
              قال تعالى:
              (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )) (البقرة 2/ 207).
              قالت السيدة عائشة:
              ((ما شبع رسول اللَّه ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الحياة، ولو شاء لشبع!! ولكنه كان يؤثر على نفسه!!)). (ميزان الحكمة / 1 : 8).
              وفي الأخبار أنَّ علي بن أبي طالب (ع) بات على فراش رسول اللَّه (ص) فأوحى اللَّه إلى جبرئيل وميكائيل: إنِّي آخيتُ بينكما، وجعلت عمر الواحد منكما أطولَ من عمر الآخر، فأيُّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟
              فاختار كلاهما الحياة!!
              فأوحى اللَّه عزَّ وجلَّ إليهما: أفلا كنتم مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه فيؤثره بالحياة؟! فأنزل اللَّه تعالى:
              (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)) (البقرة2/-207).)). (نفس المصدر).
              وفي ذلك إشارة إلى حادثة المؤامرة التي دبّرها المشركون في مكة لقتل النبي (ص) وهو نائم على فراشه ليلة هجرته الشريفة إلى المدينة، وشاركت فيها القبائل ليضيع دمه ولا يستطيع أحد المطالبة به، فخرج (ص) في تلك الليلة، وفداه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ونام في فراشه إيثاراً لحياة النبي الأعظم (ص) على نفسه.
              وكان ديدن علي (ع) الإيثار كما كان يفعل رسول اللَّه (ص).
              يُحكى: ((أنَّ عليّاً (ع) اشترى ثوباً فأعجبه، فتصدَّق به وقال: سمعت رسول اللَّه (ص) يقول: من آثر على نفسه آثره اللَّه يوم القيامة الجنَّة)). (نفس المصدر: 9).
              وفي الخبر عن الإمام الصادق (ع) أنَّه:
              ((كان عند فاطمة (ع) شعير فجعلوه عصيدة ـ وهي نوع من الحلوى ـ، فلمَّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين، فقال المسكين:
              ـ رحمكم اللَّه!!
              فقام علي (ع) فأعطاه ثلثاً، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال اليتيم:
              ـ رحمكم اللَّه!!
              فقام علي (ع) فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير، فقال الأسير:
              ـ رحمكم اللَّه!!
              فأعطاه علي (ع) الثلث، وما ذاقوها، فأنزل اللَّه سبحانه(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)) (الإنسان 76/-8)فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك للَّه عزَّ وجلَّ..)) (نفس المصدر: 7 ـ 8).
              سبب نزول آية الإيثار:
              قال تعالى:
              ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) (الحشر 59 /9).
              من الواضح أنَّ آية الإيثار نزلت في الأنصار من سكان (المدينة) الذين أعانوا المهاجرين من مكة وقدموهم على أنفسهم، ولكن مفهوم الآية شامل لكل عملٍ إيثاري ينطبق عليه.
              روى أبو هريرة فقال:
              ((جاء رجل إلى النبي (ص) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللَّه (ص) إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلاَّ الماء.
              فقال رسول اللَّه (ص): من لهذا الرجل الليلة؟!
              فقال علي بن أبي طالب (ع): أنا له يا رسول اللَّه.
              وأتى فاطمة (ع) فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول اللَّه؟!
              فقالت: ما عندنا إلاَّ قوت العشية، لكنّا نؤثر ضيفنا!
              فقال (ع): يا ابنة محمد! نوِّمي الصبْيَة، واطفئي المصباح.
              فلمَّا أصبح غدا على رسول اللَّه (ص) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى أنزل اللَّه عزَّ وجلَّ ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) (الحشر 59 /9). (ميزان الحكمة/ 1 : 7).
              ولعلَّ رسول اللَّه (ص) طبّق الآية بعد نزولها في الأنصار على علي (ع) فقرأها في حقّ علي (ع) كما قرأها في حقّ الأنصار، لأنَّ المبدأ في التطبيق واحد.
              وفي رواية ـ أنَّ من نزلت فيه الآية كان رجلاً من الأنصار، وفي رواية أنَّه أبو طلحة الأنصاري، ولا تضارب بين هذه الروايات، فلعلَّ كلاًّ منهم حقق هذه المنقبة إيثاراً على نفسه في سبيل اللَّه، فطبَّق رسول اللَّه(ص) الآية الكريمة عليه.
              وعن (مجمع البيان): أنَّ بعضهم ذكر أنَّ هذه الآية نزلت في مقاتلي غزوة أُحد حيث جرح سبعة أشخاص وأنهكهم العطش، فجيء بماء يكفي لأحدهم فأبى أن يشرب وأومأ إلى صاحبه، وكان الساقي كلَّما ذهب إلى أحدهم يشير إلى أخيه ويؤثر صاحبه على نفسه مع شدّة عطشه، إلى أن وصل إلى الأخير، فوجده قد فارق الحياة، ثم رجع إلى الأول فوجده قد فارق الحياة أيضاً، وهكذا حتى انتهى إليهم جميعاً وهم موتى!! فأثنى اللَّه تعالى على إيثارهم هذا!! (9: 260).
              الإيثار والاسترقاق:
              قال تعالى:
              ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/-9).
              وقال الإمام علي (ع) كما في غرر الحكم ودرر الكلم:
              ((من أفضل الاختيار التحلّي بالإيثار))!
              إنَّ الإيثار هو الاختيار الحرّ في تقديم أمر على أمر، واستُعمِل في تقديم الآخَر على النفس بالإحسان، متجاوزاً الذات إلى الآخَر، حيث يصبح الآخَر بعضاً من الذات، أو تمتد الذات إليه لتحتويه وتفنيه في حبها، وتدمجه فيها، حيث يصبح جزءاً منها، وشيئاً من كيانها، أو امتداداً لها، فتنمو به وتكبر، حيث يتحدان وكأنهما شيء واحد، حتى إذا فرح الآخر فرحت الذات، أو حزن حزنت، فكأن الفَرِح هناك والحزين هنا هو نفسه أو كنفسه، كما قال تعالى:
              ))بَعْضُكُمْمِنْبَعْضٍ(( (النساء 4/-25).
              لذا وصف الإمام علي (ع) في الحكمة الواردة عنه هذا الاحتواء للآخر وضمَّه إلى الذات وجعْلَه جزءاً منها، شكلاً من أشكال الاسترقاق الجميل المحبّب، والأسر اللذيذ، كمن يقع في أسر العشق، ورقّ الحب! فقالt:
              ((بالإيثار تسترق الأحرار))!! (نفس المصدر: 5).
              وقال الشاعر:
              ولم يأسر الأحرار كالعفو عنهمُ
              والسؤال هنا: لماذا يتصف شخص بالاستئثار وآخر بالإيثار؟
              وكيف يكون إنسان سخيّاً كريماً والثاني شحيحاً بخيلاً؟!
              لا شكّ أنَّ للظروف مدخلاً في بروز هذه الصفات عند الإنسان، فالميسور ذو الظروف المالية المؤاتية تعينه ظروفه على كرم اليد والإيثار، والمعسر تخونه ظروفه وإن أحبَّ أن يمارس الإيثار، مع أنَّ هناك ميسورين بخلاء، ومعسرين كرماء!!
              إلاَّ أنَّ آية الإيثار تتكلَّم عن أولئك الذين تخونهم ظروفهم تحديداً، وقد يكونون أحوج إلى الشيء وأفقر إليه من غيرهم، ومع هذا يجودون به لهم.
              ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(( (الحشر59/-9).
              أي ولو كان بهم فقر وحاجة إلى الشيء!!
              انه ليس مجرّد عطاء، بل عطاء مع حاجتهم الماسة إلى ما يعطونه!! عطاء على حساب النفس وسعادة الذات والمصلحة الضرورية، فكيف نفسِّر ذلك؟!
              الواقع أنَّها قضية ثقافية اجتماعية تربوية نفسية روحية، فمن قرأ عن الإيثار ومحاسنه، ومدى رضا اللَّه تعالى فيه، واعتزاز الناس بصاحبه، وحبّهم له، وربّاه والداه على الإيثار، واستطابته نفسه واختار بملء حريته وإرادته؛ فإنَّه لا شكّ سيطبق قيمة الإيثار، على الأقل مع أحبابه ومع الطيبين، ومن لم ينمُ وعيه في الإيثار، ولم يمتلك ثقافته، وفقد تربيته، وكان أهله أنانيين بخلاء، ونشأ في الأثرة والشحّ، ولم يدرك قيمة الإيثار عند اللَّه؛ ولا استيقظ لنفسه وغيّر وجهة حياته نحو الأخلاق الفاضلة، فلا جَرَم أنَّ الاستئثار سيكون طابعاً مميزاً في شخصيته حتى إزاء أهله وأعز أعزائه!!
              والدواء المفيد لهذا المرض الروحي النفسي الاجتماعي أن يمتلك الإنسان ثقافة الإيثار، ويعيش مع المؤثرين، ويتدرب على تذوق حلاوته، واكتشاف سرّ عظمته، ومدى رضا اللَّه فيه.
              فيقرر بكل شجاعة أن يقتحم عقبات الذات وعقدها ويمزق شرنقة الأنانية في داخل نفسه ليجعل أشعة شمس الهداية ونور الإيمان والثقة بالله تنير داخله الروحي المظلم، كما قال تعالى:
              ))فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (( (البلد 90/ 11-18).
              المؤهلون لنيل الإيثار:
              قال تعالى:
              ))وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(( (التغابن 64/-16).
              لا شكّ أنَّ الإيثار حسن مع عامة الناس، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يحققه مع الكل لقصر يده، فلا بدّ من اختيار أشخاص معينين، يمنحهم كرامة هذا الإيثار، ويفضلهم على غيرهم به.
              يحدد لنا الإمام علي (ع) في كلماته المأثورة عنه في (الغرر والدرر) مقياساً لاستعمال هذه القيمة، وتطبيق هذا المفهوم المثالي، فيقول (ع):
              ((عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار))!
              وهناك مرتبة أعلى من الإنصاف وأدنى من الإيثار وهي مرتبة الإحسان والبر سكت عنها أمير المؤمنين (ع) في هذه الحكمة وكأنه يترك الاختيار في هذه المساحة المسكوت عنها للإنسان نفسه ليقرّر ما يفعل، وربما اعتماداً على البيان الذي قدمه القرآن لهذه المساحة، في قوله تعالى:
              ))لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(((الممتحنة 60/-8-9).
              فالقرآن هنا لا يمنع من اختيار موقف الإحسان والبر زيادة على القسط والعدل في معاملة سائر البشر حتى غير المسلمين ماعدا المحاربين لنا.
              إيثار الدنيا على الآخرة:
              قال تعالى:
              ))فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (((النازعات 79 /37-41).
              الإيثار هنا الاختيار والتفضيل، ولما كان اختيار المرء قطعة من عقله، فإن العاقل لا يختار الذي هو أدنى ويفضّله على ما هو خير له، بل يختار الذي فيه خير الدنيا والآخرة، ذلك أن العاقل يخبر الدنيا ويختبرها فيجدها
              مصداقاً لما ورد عن الإمام الصادق (ع):
              ((مثـل الدنـيـا كمثل مـاء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله)). (الكليني / محمد / أصول الكافي /2 : 136).
              ويقول الشاعر:
              هي الدنـــيـا تقول بـملء فيها === حذارِ حذارِ من فتكي وبطشي
              [quote=صادق مهدي حسن;464281]
              من مشاهد الإيثار

              كان في منطقتنا رجل فقير مختل العقل يعيش على صدقات الناس ..

              رأيته ذات يوم أخرج من جيبه جميع مالديه من أموال (500 دينار فقط) وأعطاها إلى متسول يتكفف الناس

              وكان ذلك بمسمع ومرأى بعض الأغنياء الذين نكس أحدهم رأسه خجلاً لأنه كان قد طرد المتسول قبل قليل ..
              [/quote


              اهلا بكاتبنا المتميز الذي يضع بصماته الراقية على المحور المبارك

              لقد اثريت الموضوع بمعظم حيثياته فقد تناولته من العديد من الجوانب المثرية

              وقد اعجبتنا طريقة طرحكم المتنوعة التي تنحني كلمات الاعجاب امامها

              وما اجمل ما كتبت عن قصة شاهدتها بنفسك عن الايثار اثارت عواطفنا

              وهذا هو المقصود فحينما تثار العواطف فهذا يعني ان بوادر الاستجابة سريعة

              لقد تعلمنا الايثار من اهل البيت عليهم السلام فهم منبع كل الفضائل التي اكتسبناها وسنكتسبها

              الى ما لانهاية لان معينهم لاينضب ومخزونهم لا ينفذ

              فعلينا ان نستذكر في كل يوم لهم فضيلة وفي كل ساعة سجية

              شكرا لكم اخي الكريم وجزاك الله خيرا

              تعليق


              • #17
                الإيثار

                قال اللَّه تعالى :
                1ـ (والذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أُوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأُولئك هم المفلحون).
                2ـ (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبون وما تنفقوا من شي‏ء فإن اللَّه به عليم).
                3ـ (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه اللَّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنّا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً).
                الإيثار تقديم غيرك من المؤمنين على نفسك في المال أو الراحة أو ما إلى ذلك من نعم اللَّه. وقد أُكّد عليه في الآيات والروايات. وهو من أعظم الصفات الحسنة. وهو على مستويين :
                الأوّل الإيثار عن كرهٍ، بمعنى : أنَّ الشخص يحسّ بكلفة ومؤونة حينما يؤثر أخاه المؤمن على نفسه؛ وذلك نتيجةً لحبّ نفسه وحبّه لمصالحها، وصعوبة رفع اليد عنها في سبيل غيره؛ باعتبار ما لدى الإنسان من الشحّ الذي يكاد أن لا ينفكّ من الإنسان، كما يشهد له قوله في الآية الماضية : (ومن يوق شحّ نفسه...) فكأنَّ الشحّ ثابت مع كلِّ نفس، إلّا أ نَّه قد يقي اللَّه أحداً من شرّ شحّه، ويشهد لذلك - أيضاً - قوله تعالى : (... واُحضرت الأنفس الشحّ...) وهذا الإيثار نوع جهاد مع النفس وثوابه عظيم عند اللَّه.
                والثاني الإيثار عن طوع ورضا ورغبة نفسية. وهذا أعظم وأثوب من الأوَّل. ولا يكون إلّا بعد تربية النفس تربية كبيرة، فيصل الإنسان نتيجة لصفاء النفس الذي حصل عليه بالتربية إلى مستوى فقدان الشحّ، فيؤثر غيره على نفسه طواعية.
                أمّا الآيات المباركات التي أوردناها في صدر الحديث :
                فالآية الأُولى وهي قوله : (... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة...) قيل : إنَّها نزلت يوم انتصار المسلمين على يهود بني النضير، ووصول غنائمهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه واله ، وكان المهاجرون أحوج إلى تلك الغنيمة من الأنصار؛ لأنَّهم جاءوا بالهجرة عن وطنهم متأخِّرين، فكانوا أبناء سبيل، في حين أنَّ الأنصار كانوا يعيشون في بيوتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه واله للأنصار : إن شئتم قسَّمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم، وتشاركونهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسّم لكم شي‏ء من الغنيمة، فقال الأنصار : بل نقسِّم لهم من أموالنا وديارنا، ونؤثرهم بالغنيمة، ولا نشاركهم فيها فنزلت : (... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة...(.
                وقيل : نزلت في سبعة عطشوا في يوم أُحد، فجي‏ء بماءٍ يكفي لأحدهم، فقال واحد منهم : ناول فلاناً حتّى طيف على سبعتهم، وماتوا ولم يشرب أحد منهم، فأثنى اللَّه - سبحانه - عليهم بهذه الآية .
                وقيل : أُهدي لبعض الصحابة رأسٌ مشويٌّ، وكان مجهوداً، فوجَّه به إلى جار له، فتداولته تسعة أنفس، ثُمَّ عاد إلى الأوّل، فنزلت : (... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة...) .
                والتفسير الأوَّل هو المناسب لسياق الآية المباركة، ويمكن أن تكون باقي الموارد من قبيل التطبيق، أو تكراراً في التنزيل.
                وقد روى الشيخ في أماليه بسند له عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه واله ، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه واله إلى بيوت أزواجه، فقلن : ما عندنا إلّا الماء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه واله : مَنْ لهذا الرجل الليلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : أنا له يا رسول اللَّه، فأتى فاطمة عليهما السلام ، فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول اللَّه ؟ فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنَّا نؤثر ضيفنا، فقال عليّ عليه السلام : يا ابنة محمّد نوّمي الصبية، وأطفي المصباح - كي يعتقد الضيف أنّ صاحب البيت يأكل معه فلمَّا أصبح عليّ عليه السلام غدا على رسول اللَّه صلى الله عليه واله ، فأخبره الخبر، فلم يبرح حتّى أنزل اللَّه عزَّ وجلَّ : (... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون) .
                وعن الصادق عليه السلام : بينا عليّ عليه السلام عند فاطمة عليهما السلام إذ قالت له : يا عليّ اذهب إلى أبي، فابغنا منه شيئاً، فقال : نعم، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه واله ، فأعطاه ديناراً، وقال : يا عليّ اذهب فابتع لأهلك طعاماً. فخرج من عنده، فلقيه المقداد بن الأسود، وقاما ما شاء اللَّه أن يقوما، وذكر له حاجته، فأعطاه الدينار، وانطلق إلى المسجد، فوضع رأسه فنام، فانتظره رسول اللَّه صلى الله عليه واله فلم يأتِ، ثُمَّ انتظره فلم يأتِ، فخرج يدور في المسجد فإذا هو بعليّ عليه السلام نائماً في المسجد، فحرّكه رسول اللَّه صلى الله عليه واله فقعد، فقال له : يا عليّ ما صنعت ؟ فقال : يا رسول اللَّه خرجت من عندك فلقيني المقداد بن الأسود، فذكر لي ما شاء اللَّه أن يذكر، فأعطيته الدينار، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه واله أما إنَّ جبرئيل فقد أنبأني بذلك، وقد أنزل اللَّه كتاباً فيك : (...ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون) .
                والآية الثانية قوله تعالى : (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبون...).
                والمقصود بالبِرِّ : إمَّا هو العمل البِرِّ، أي : لن تصلوا إلى العمل البِرِّ حتّى تنفقوا ممّا تحبون، أو هو الثواب البِرِّ، أي : لن تثابوا الثواب الواسع الحسن حتّى تنفقوا ممَّا تحبون. ولعلَّ التفسير الأوَّل أوضح. وإنَّما جاء الحصر في الآية؛ لأنَّ قيمة العمل تكون بمقدار التضحية، والتضحية إنَّما تكون في إنفاق ما يحبُّه الإنسان دون إنفاق ما لا يهمُّه.
                وقد روي عن أبي الطفيل قال : اشترى عليٌّ عليه السلام ثوباً فأعجبه، فتصدَّق به، وقال : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه واله يقول : مَنْ آثر على نفسه آثره اللَّه يوم القيامة بالجنَّة، ومَنْ أحبّ شيئاً فجعله للَّه قال اللَّه تعالى يوم القيامة : قد كان العباد يكافؤون فيما بينهم بالمعروف، وأنا أُكافيك اليوم بالجنّة.
                وقيل : أضاف أبو ذر الغفاري ضيفاً، فقال للضيف : إنّي مشغول، وإنَّ لي إبلاً، فاخرج واتني بخيرها. فذهب فجاء بناقة مهزولة، فقال له أبو ذرّ : خنتني بهذه !
                فقال : وجدت خير الإبل فحلها، فذكرت يوم حاجتكم إليه.
                فقال أبو ذر : إنَّ يوم حاجتي إليه ليومٌ أُوضع في حفرتي مع أنَّ اللَّه يقول : (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبون...) . وقال أبو ذر : في المال ثلاثة شركاء : القَدَر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرِّها من هلك أو موت. والوارث ينتظرك أن تضع رأسك، ثُمَّ يستاقها وأنت ذميم. وأنت الثالث، فإن استطعت أن لاتكون أعجز الثلاثة فلا تكن، إنَّ اللَّه يقول : (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبون...(. وإنَّ هذا الجمل كان ممَّا أُحبُّ من مالي، فأحببت أن أُقدِّمه لنفسي.
                والآية الثالثة قوله تعالى : (... ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً).
                ويمكن أن يُجعل جمع الخصوصيات في هذه الآية : من النذر وإطعام المسكين واليتيم والأسير - وهي خصوصيات لا تجتمع في قِصَّة واحدة إلّا كصدفة - شاهداً عى كون الآية صريحة في الإشارة إلى قضيَّة خارجيَّة - على الرغم من أ نَّها في نفس الوقت تجري مجرى الشمس والقمر وتُعلِّم كبرى الإيثار كقضيَّة حقيقيَّة - ولم تذكر في التاريخ شيعة وسُنَّة قِصَّة مشتملة على مجموع هذه الخصوصيات، إلّا القِصَّة المعروفة عن أهل البيت عليهم السلام ، فكأنَّ الآية صريحة في هذه القِصَّة.
                ومن هنا يبدو خطأ رأي مَنْ قال : إنَّ الآيات نزلت في قِصَّة رجل أسود جاء إلى النبيّ صلى الله عليه واله ، وسأل عن التسبيح والتهليل، وقال له عمر : أكثرت السؤال على رسول اللَّه صلى الله عليه واله ، فنزلت السورة. أو نزلت في قِصَّة رجل منْ الحبشة جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه واله للسؤال، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه واله : اسأل وتعلَّم، قال : يا رسول اللَّه، أنتم أفضل منَّا في اللون والشكل والنبوَّة، فإن أمنتُ أنا بما آمنت أنت به، وعملتُ بما تعمل به هل سأكون معك في الجنَّة ؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه واله : نعم، والذي نفسي بيده إنَّ بياض السود يبدو في الجنة من مسيرة ألف سنة. ثُمَّ ذكر رسول اللَّه ثواباً عظيماً لمن قال : لا إله إلّا اللَّه، وسبحان اللَّه، وبحمده، وهنا نزلت السورة.
                فباللَّه عليك أيّ مناسبة بين موردي النزول هذين والخصوصيات المفروضة في الآية : من النذر وإطعام المسكين واليتيم والأسير ؟ !
                والسورة أو - في الأقلِّ - الآيات المربوطة مدنيَّة بإجماع مفسّري الشيعة، وعلى المشهور لدى السنّة، ولكن تجد متعصبّاً يرى أ نَّها مكّية؛ كي ينكر نزولها بشأنهم عليهم السلام ؛ باعتبار أ نَّها لو كانت نازلة بشأنهم لكان نزولها بعد ميلاد الحسن والحسين 8فلابدَّ أن تكون مدنية. ولكن باللَّه عليك أين كان الأسير في مكّة ؟ ! أوليس ذكر الأسير شاهداً عى مدنيَّة الآيات ؟ !.
                وكأنَّ في ذكر الأسير شاهداً على فضيلة الإيثار حتى إذا كان إيثاراً لكافر؛ وذلك على أساس عاطفة الإنسانية.
                وهناك نكتة في هذه الآيات الشريفة تلفت النظر، وهي : أنّ آيات القرآن الشارحة لنعم الجنّة بشي‏ء من التفصيل لا تخلو - عادة - من ذكر الحور العين، في حين أنّ هذه الآيات على شرحها الوافي لنعم الجنّة خلت من ذكرها، وكأنَّ ذلك بسبب أنَّ هذه الآيات وردت بشأن فاطمة وبعلها وبنيها، فوقع فيها التجنّب عن ذكر الحور العين إجلالاً و إعظاماً للزهراء سلام اللَّه عليها.
                وقد ورد في بعض الروايات : أنَّ جاريتهم فضّة - أيضاً - داخلة في هذه القِصَّة، ومشمولة للآيات المباركات ومن هنا قال الشيخ العارف باللَّه جوادي آملي حفظه اللَّه : إنَّ هذه الآيات يفترض بها أن تبيِّن مقاماً مناسباً حتّى لأدناهم في المستوى، وهي : خادمتهم فِضَّة، فإذن هذا المقام المذكور في هذه الآيات مقام خادمتهم، أمّا هم فمقامهم أعلى من ذلك.
                ونزول هذه الآيات بشأن أهل البيت مجمع عليه لدى الشيعة، ومشهور لدى السنة حتّى أنَّ إمامهم محمَّد بن إدريس الشافعي قال :
                إلام إلام وحتى متى أُعاتب في حبِّ هذا الفتى
                وهل زوِّجت فاطم غيره وفي غيره هل أتى هل أتى
                ثُمَّ إنَّ النكتة التي أشرنا إليها لافتراض الآية كالصريح في الإشارة إلى قضيَّة خارجيَّة وهي : قضيَّة أهل البيت عليهم السلام - برغم أنّها في نفس الوقت تعطي كبرى كُلِّية قد تسري في عدد من الآيات الاُخرى، وذلك من قبيل :
                1ـ قوله تعالى : (إنما وليّكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
                فما أكثر المزكُّون، وما أكثر المصلُّون والراكعون، ولكن تحقق الزكاة في حال الركوع إن هو إلّا صدفة، أفليس ذكر ذلك في الآية الشريفة قرينة واضحة على التفات الآية إلى قضيَّة خارجيَّة واقعة ؟ ! وتلك القضيَّة لم تعرف إلّا بشأن علي عليه السلام ، وذلك من دون منافاة بين دلالة الآية ضمناً على القضيَّة الحقيقيَّة، وكبرى الاهتمام بالصلاة والزكاة والركوع، وأمَّا تفسير الركوع بالخضوع بمناسبة دلالة عملية الركوع على الخضوع، فهو تفسير مجازي ويكون مخالفة للظاهر.

                ولقد أخطأ مَنْ تخيَّل : أنَّ الإقران العمدي بين الزكاة والركوع قد يوجب نزول آية بشأنه، فقال : - على ما نُقِل عنه - واللَّه لقد تصدَّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع؛ لينزل فيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل ولم يَعرِف هذا الرجل : أنَّ العمل لنزول آية غير العمل لوجه اللَّه، وأنَّ المهمّ في عمل أميرالمؤمنين عليه السلام كان إخلاصه وعبوديته للَّه، ولم يفعل ما فعله بطمع نزول آية بشأنه. وقد ورد في بعض الأحاديث : كان في خاتمه عليه السلام الذي أعطاه للسائل : سبحان من فخري بأنِّي له عبد. فطبيعي أنَّ الآية تنزل بشأن من لا يفتخر بولايته ومقامه وعظمته، وانَّما يفتخر بعبوديته للَّه، ولا تنزل بشأن مَنْ يعمل بطمع نزول آية؛ كي يفتخر بها.
                ولنعم ما قاله حسّان بن ثابت :
                أبا حسنٍ تفديك نفسي ومهجتي وكلُّ بطي‏ءٍ في الهدى ومسارعِ
                أيذهبُ مدحي والمحبّرُ ضائعٌ وما المدحُ في جنبِ الإلهِ بضائعِ
                فأنتَ الذي أعطيتَ إذ كنتَ راكعاً فدتكَ نفوسُ القومِ يا خيرَ راكعِ
                فأنزلَ فيك اللَّه خيرَ ولايةٍ وبيّنها في محكماتِ الشرائعِ
                2ـ قوله تعالى : (يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللَّه يعصمك من الناس..).
                أفليس اجتماع الخصوصيات الثلاث في هذه الآية دليلاً على إشارتها إلى نصب إمامنا أميرالمؤمنين عليه السلام وليّاً للمسلمين ؟ ! وهي : أوَّلاً أنَّ الشي‏ء الذي أمر اللَّه نبيّه بتبليغه شي‏ء كان يتثاقل النبيّ صلى الله عليه واله في تعجيله حتّى جاء هذا التأكيد الغريب من اللَّه - تعالى - على ذلك. وثانياً أنه سنخ أمر يكون عدم إبلاغه في حكم عدم إبلاغ الرسالة كلِّها. وثالثاً أنَّ اللَّه - تعالى - وعد رسوله بالأمن ممَّا كان يخافه صلى الله عليه واله من أذى الناس، وما عسى ما يمكن أن يكون هذا الحكم عدا تعيين الخلافة فيمن يخالفه هوى المنافقين؟!
                3ـ قوله تعالى : (... اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...).
                فباللَّه عليكم هل يمكن أن تكون حرمة الميتة أو لحم الخنزير التي وردت في سياق هذه الآية سبباً ليأس الذين كفروا من الدين، وموجباً لتكميل الدين، ولرضا اللَّه - سبحانه - بالإسلام ديناً ؟ ! أو أنَّ الشي‏ء الوحيد الذي يمكن أن تجتمع فيه هذه الخصوصيات هو : تعيين الخليفة الذي لولاه لتربّص الذين كفروا بموت النبيّ؛ كي لا يبقى بعده مَنْ يرعى الدين، فيقلبوا الساحة لصالح الكفر، ولولاه لكان دين الإسلام ناقصاً، وغير مرضيّ له سبحانه وتعالى.
                ولنعد إلى حديثنا عن الإيثار :
                فعن أبان بن تغلب، عن الصادق عليه السلام قلت : أخبرني عن حقِّ المؤمن على المؤمن ؟
                فقال : يا أبان دعه لا ترده.
                قلت : بلى جعلت فداك. فلم أزل أُردّد عليه.
                فقال : يا أبان تقاسمه شطر مالك. ثُمَّ نظر إليّ فرأى ما دخلني فقال : يا أبان ألم تعلم أنَّ اللَّه - عزَّوجلَّ - قد ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟ !
                قلت : بلى جعلت فداك.
                فقال : إذا قاسمته فلم تؤثره بعد إنَّما أنت وهو سواءٌ، إنَّما تؤثر إذا أعطيته من النصف الآخر.
                وعن جميل بن درّاج قال : سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول : خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم. ومنْ خالص الإيمان البرّ بالإخوان، والسعي في حوائجهم؛ فإن البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمان، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان. يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك، قلت : جعلت فداك مَنْ غرر أصحابي ؟ قال : هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر. ثُمَّ قال : يا جميل أما إنَّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك. وقد مدح اللَّه - عزَّ وجلَّ - في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه : (... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فاولئك هم المفلحون...) .
                وأظهر الوجهين في مرجع الضمير المضاف إليه الحبّ في قوله تعالى : (...ويطعمون الطعام على حبّه...) أن يكون هو الطعام، فيدلُّ على الحاجة والجوع، فيكون ذلك من الإيثار الراقي، وأن لا يكون المرجع هو اللَّه سبحانه وتعالى؛ فإنَّ خصوصية كون العمل للَّه مفهومة من الآية التالية لهذه الآية، وهي قوله : (إنما نطعمكم لوجه اللَّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا).
                وقد يقول قائل : إنَّ الأَوجه هو : رجوع الضمير إلى اللَّه؛ لأنَّ رجوعه إلى الطعام يعطي معنى حبّ الطعام الراجع إلى حبّ الذات، في حين أ نَّهم عليهم السلام ذائبون في حبِّ اللَّه، ولايفعلون شيئاً إلّا لحبِّ اللَّه، لا لحب أنفسهم.
                ولكنَّ الواقع : أنَّ حبَّ الذات إن فُسِّر بمعنى التألم بالألم؛ باعتبار ما يفترض في مورد الآية المباركة من ألم الجوع، فهذا أمر ذاتي للإنسان، ولا يتوقَّف على أيّة أنانيّة ينبغي ذوبانها في ذات اللَّه.
                وهناك معنى آخر للإيثار غير المعنى الذي بحثناه حتّى الآن، أو قلْ : مصداق آخر للإيثار غير تقديم الأخ المؤمن على نفسه، وهو : إيثار رضا اللَّه - تعالى - على رضا غيره. وهذا - أيضاً - مندمج في آيات سورة هل أتى حيث قال : (إنما نطعمكم لوجه اللَّه...) أي : أنَّ العمل كان لتحصيل رضا اللَّه تعالى. ومَنْ تكون أعماله لتحصيل رضا اللَّه فمن الطبيعي أ نَّه يقدّم رضا اللَّه على رضا غيره.
                وذكر بعض العرفاء المنحرفين عن عرفان أهل البيت عليهم السلام - الذي هو العرفان الحقيقي - : أنَّ هناك درجة ثالثة للإيثار غير الإيثارين اللذين عرفتهما، وهو : إيثار الإيثار، أي : أن يترك فرض كونه قد آثر؛ لأنَّ ادِّعاء الإيثار يستدعي ادِّعاء الملك، فالذي آثر هو اللَّه تعالى وليس هو؛ لأنَّه المالك الحقيقي، ثُمَّ يترك رؤيته؛ لكون الإيثار إيثار اللَّه، ويترك الترك أيضاً؛ لأنَّ كلَّ هذا يعني : أن يرى لنفسه حظَّاً من الوجود وفعلاً أو تركاً، في حين أنّ اللَّه هو الفعّال لما يريد، وقد قال اللَّه - تعالى - : (ليس لك من الأمر شي‏ء...).
                أقول : إنَّ هذا النمط من الحديث يتفرَّع على الغفلة عن الوجود التبعي الذي هو عين التبعية والإشراق للوجود المستقل، وأنَّ أفعال هذا الوجود التبعي أفعال للوجود المستقل بالواسطة لا بالمباشرة. وهذا هو المعنى الدقيق للأمر بين الأمرين الذي غفل عنه المنحرفون عن خط أهل البيت عليهم السلام . ولتفصيل الكلام في ذلك مجال آخر. وقد مضى مقدار من الحديث عن ذلك في الحلقة الأُولى من هذا الكتاب. وأقول هنا : لو أنكرنا حتّى الوجود التبعي للمخلوق فإرسال الرسل وإنزال الكتب لماذا ؟ ! وتزكية النفس أو التربية العرفانية لمن ؟ !

                sigpic

                تعليق


                • #18
                  المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد
                  ++++++++++++++++

                  دروس في اخلاق عاشوراء... الايثار ...ابي الفضل العباس عليه السلام
                  السلام عليك يا ابا الفضل يامن ضربت اروع صور الايثار الذي يعجز القلم عن وصفه .
                  لقد كانت ليلة العاشر ليلة مشهودة للايثار من قبل الاصحاب رضوان الله تعالى عليهم قد اتعرض لها في درس اخر ولكني احببت ان اسلط الاضواء على ايثار قمر العشيرة ابي الفضل العباس عليه السلام.
                  كان أبو الفضل نعم الأخ المواسي لأخيه والناصح الأمين له في كل حياته وما تقدم عليه في حركة أو سكون و لا تخلف عنه كذلك بل كان طوع أمره ورهن إشارته.
                  ولأجل ذلك كله استحق العباس هذه المكانة المرموقة والجاه العظيم عند الله ورسوله والأئمة والناس أجمعين حتى أصبح باباً للحوائج ما دعا الله طالب حاجة وقدّمه بين يدي حاجته وتوسل به إلا قضاها الله له إكراما لهذا المولى المعظم والعبد الصالح المكرم في الأرض والسماء، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما به من محن الأيام وكوارث الزمان تبياناً لعظمة منزلة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
                  ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالاً وإكبارا لموقف بطل العلقمي العظيم يوم آثر آخاه على نفسه فضرب أروع مثال في التضحية والإيثار، ومن يتصور العباس وهو يرمي الماء من كفه مع شدة عطشه إذ يتذكر عطش أخيه الحسين وعياله فيخاطب نفسه قائلاً:
                  يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــده لا كــــنت أو تكــــــــوني
                  هـــذا حــسين وارد المنـــــــــون وتــــشربين بارد المــــــــــعيـــــن
                  من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.
                  والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارات السائدة بين الناس وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص بالله تعالى ذلك أن الإيمان هو الذي تفاعل مع عواطف العباس وصار عنصراً من عناصره ومقوماً من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه عند ما قطعوا يمينه التي كانت تقيض براً وعطاءاً للناس قائلاً:
                  والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني
                  وعن إمام صادق اليقين
                  إن الرجز في تلك العصور كان يمثل الأهداف والمبادئ والقيم التي من أجلها يخوض الإنسان المعارك ويقاتل حتى يستشهد في سبيلها ورجز أبي الفضل (عليه السلام) واضح وصريح في أنه إنما يقاتل دفاعاً عن الدين وعن المبادئ الإسلامية الأصيلة التي تعرضت إلى الخطر أيام الحكم الأموي الأسود كما أنه يقاتل دفاعاً عن إمام الحق المفترض الطاعة على المسلمين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته الإمام الحسين (عليه السلام) المدافع الأول عن كرامة إلى الإسلام. فهذه هي العوامل التي دفعته إلى التضحية وليس هناك أي دافع آخر وهذا هو السر في جلال تضحيته وخلودها على مرّ العصور وتتابع الأجيال.
                  وقد أثبت له الإمام السجاد عليه السلام منزلة كبرى لم ينلها غيره من الشهداء ساوى بها عمّه الطيار، فقال عليه السلام:
                  «رحم الله عمّي العباس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، إنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة
                  وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
                  كل المودة والتقدير لك أختي الغالية ام سارة أيتها الراقية وصاحبة الذوق الرفيع وفقك الله لكل خير:كما أحيي جميع كادر مجلة رياض الزهراء لكل مايكتب ويطرح من مواضيع ذات قيمة وفائدة ومنفعة .أمنياتي لهم والى الأخت الغالية مديرة التحرير بالتسديد فلكم مني كل الأحترام والتقدير والعرفان والله أنحني خجلا لما تبدعون من خلال نشركم المبارك جعله الله في ميزان حسناتكم وان شاء الله التألق والأبداع بحق صاحب الجود سيدي ومولاي أبا الفضل العباس





                  المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد
                  ++++++++++++++++++
                  ايثار الزهراء(عليها السلام)
                  في احد الايام مرض الحسن والحسين (عليهم السلام)فنذر الامام علي (عليه السلام) وامهما فاطمة(عليها السلام) صيام ثلاثة ايام عند شفائهما مما الم بهما المرض ولما شفي الحسن والحسين(عليهم السلام) من مرضهما كان من الواجب الوفاء بالنذر ،اقترض علي عليه السلام شيئا من الشعير ليطحن ويخبز ويكون افطارا لهما وطعاما لولديه يكفي لايام الصوم الثلاثة وعندما حان موعد الافطار سمعوا طارقا على الباب واذا بسائل يطلب شيئا من الطعام ولم يكن امام هذه الاسرة الطاهرة الا ان تسلم ارغفة الخبز اليه واكتفو بشرب الماء وفي اليوم الثاني اعدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعض ارغفة الخبز لتكون افطارا ليومهم الثاني فاذا بيتيم يطرق الباب ويسألهم شيئا من الطعام ولليوم الثاني اكتفت الاسرة بالماء وحدث الامر نفسه في اليوم الثالث ، وفي الصباح اخذ علي عليه السلام ولديه الى جدهم الرسول صلى الله عليه واله ونظر الى حالهم والم يعتصر قلبه الاانه بشرهم بان اية كريمة قد نزلت بحقهم وهي بسم الله الرحمن الرحيم (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا)
                  المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
                  <><><><><><><><><><><><>
                  العطـــــــــــاء
                  حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل ..
                  العطــــــاء
                  حينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك ..
                  العطـــــــــــــــــــاء
                  أن تقدم لغيرك ما تجود به
                  نفسك .. من غير سؤالهم إياك ..
                  العطـــــــــــــــــــاء
                  أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي .
                  ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره ..
                  العطـــــــــــــــــــاء
                  مادي ومعنوي والتنويع بينهما أمر جميل ولكن الأجمل لو قدمت كل
                  منهما بنيه خالصه لله .. فتعطي عطاءً مادياً او معنوياً بقلب صادق
                  العطـــــــــــــــــــاء
                  اجمل مافي الحياة
                  وعندما يقل العطاء يضيع معه أشياء جميلة
                  مثل الإخلاص والود والعطف والحنان ووو..الى مالا نهايه
                  لأنهم جميعا من آشكال آلعطاء
                  <><><><><><><><><><><><>
                  والعطاء ليس فقط شئ مادى
                  العطاء الحقيقي طائرا حر بداخلنا يحتاج للحرية والإنطلاق ولكن
                  للمكان الصحيح لانه ليس شئ معين آنه آشكال مختلفه و.. متفاوتة
                  فنحن عندما نعطي .. في الواقع لا نعطي فقط .. ولكننا نأخذ آيضاً
                  نأخذ تلك المشاعر الممتنة .. ممّن أمددناهم بعطائنا ..
                  <><><><><><><><><><><><>
                  نعم
                  فكلمه العطاء كثيرا ما تتردد في كلامنا و حديثنا و لكن
                  هل نعطي جميعا كما ينبغي ان نعطي؟
                  هل لان الزمن اصبح يعتمد على الماديات
                  ام لان اننا ابتعادنا عن ديننا لذلك اصبحت نفوسنا تهوى الحياة
                  وتتمسك بها لذلك نحاول الاخذ دون العطاء فى المقابل
                  لماذا لا نرجع الى ديننا وتعالمنا لكى نكون خير أمه كما قال
                  عنا الرسول صلى الله عليه واله وسلم
                  لذلك لابد لنا ان.. نعمل .. ونعطي ..ونعاود البذل والعمل والعطاء
                  ولا تنتظر الرد بل ننتظر رد الله في الأخره أنه خيرا وآبقى
                  <><><><><><><><><><><><>
                  لكن؟؟
                  قد يكون سلوك العطاء احيانا حيلة لعدم الانكشاف
                  بمعنى ان الشخص المعطاء يعتقد بأن لديه صفه سيئه أو حقيقه بشعه
                  يجب الا يظهرها وبالتالي يمارس العطاء الزائد من أجل تغطية
                  شيء داخله .... حتى لو كان هذا الشيء ضعفه .وأحيانا تكون
                  كثرة العطاء سلوك قوة تبنيناه حتى نسيطر على الآخرين . وهذا لايكون أمرا
                  ولد به الانسان وليس له علاقة بطفولته إنما هي حيلة العيش
                  فكلما أعطى بكثرة جعل الآخرين يعتادون على هذا العطاء ويشعرون
                  بالامتنان نحوه ... وبالتالي هو في موقع السيطره ..
                  <><><><><><><><><><><><>
                  هل؟؟
                  في حياتنا نأخذ أم نعطى ؟
                  وهل يجب آن نكتفى بلعطاء دون الاخذ؟
                  آم نأخذ دون آن نعطى؟
                  لسنا نستطيع أن نفهم كل هذا ما لم ندرك المعنى الحقيقى للعطاء
                  لكن عموما كلنا في الحياة نأخذ ونعطى..لان تلك سنة الحياة
                  لكن سعيد هو الإنسان الذي مهما أعطى لا ينتظر رد على ذلك
                  ولا يدرك حجم عطاءة لانه لايفكر فى ذلك
                  <><><><><><><><><><><><>
                  لماذا؟
                  عندم نفكر بلعطاء نفكر معه فى الاخذ؟
                  هل لان الحياة اصبحت يغلب عليها نمط الماديه
                  اصبح كل انسان مهتم بالدرجه الاولي بأن يأخذ و أن يستفيد
                  و أن يحقق مطالبه و طموحاته و اهدافه سواء اختلفت مع طموحات
                  و رغبات من حوله أم لا.
                  ام لاننا اصبحنا جميعا اسري لسجون حب الذات و ايثارها .
                  ربما بقصد او بدون قصد.و كثيرا ما نري انماط من البشر يرون
                  ان كل الدنيا تتمركز حولهم و انهم اهم اشخاص و انهم يجب
                  ان يمدحوا دوما و ان يعاملوا بطريقه افضل من الاخرين.
                  الحقيقه ربما اصاب كل شخص منا بعضا من هذا و لو بدون ان نشعر.
                  فكل منا يحس انه دوما علي صواب و انه يريد ان يحصل علي كل شئ
                  بدون تعب.و ربما لا نهتم احيانا بمصالح الاخرين مثلما
                  نهتم بمصالحنا الشخصيه.
                  <><><><> <><><><><><><><>
                  تذكر؟؟
                  لو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا انه يدعونا للعطاء و لإيثار الاخرين
                  فقد قال النبي صلي الله عليه واله وسلم:
                  (حب لاخيك ما تحب لنفسك)
                  الإسلام دين يقوم على الكرم والعطاء لذلك وصف الله
                  نبيَّه بالكرم والجود فقال تعالى
                  {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}
                  [الحاقة: 40/41].
                  فكان وصف الله تعالى له بالكرم والعطاء دون غيره من أخلاقه العظيمة
                  لأن كل تلك الأخلاق مندرجة فيه فأخلاقه كلها عظيمة كريمة
                  قائمة على الكرم والبذل والسخاء وهو ما كان معروفًا به
                  من قبل أن يأتيه وحي السماء.
                  مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا:
                  (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)
                  <><><><><><>><><><><><>
                  لكن؟؟
                  من لا يعطي .. وجوده وعدمه سواء .
                  لو لم يكن لك ما تعطيه اعط ابتسامة او كلمه طيبة
                  أو عبارة اوأعمل بسيط تفرح بيه غيرك. ولا تظن أن ذلك ليس العطاء
                  او انه أقل من العطاء المادى في شيء بل أحياناً يكون أعمق منه فى ترك
                  أثراً فى نفوس لاخرين ولكن ليس معنى ذلك
                  ان نكتفى بتلك الاشياء وفى وسعنا فعل آكثر من ذلك
                  <><><><><><><><><><><><>
                  لذلك
                  على قدر عطائك يفتقدك الآخرون . .
                  لا تفرح بما أعطيت الآخرون فقط
                  ولكن افرح أنك مررت لحظة في تفكيرهم
                  وقد يصل الإنسان لمرحلة يعطي فيها كل من حوله من يحبهم ومن
                  يعرفهم فقط .. لأنه أدمن العطاء ..فلم يعد يرى وجوده إلا من خلال
                  انعكاس تصرفاته على من حوله .. يفرح لسعادتهم ويسعد بتقديم العون .
                  تريد أن تعرف قيمتك لدى الآخرين ؟؟؟؟
                  انظر ما مدى عطائك لهم ..
                  من لايشعر بعطاء الاخرين أو لا يقدره ..؟
                  إما أن لديه أسباب تمنعه من ذلك أو هو إنسان بلا شعور
                  وفى كلا الحاليتن لن يفرق ذلك كثير لانك فعلت لله فقط
                  وما كان لله زاد وأتصل ومن كان لغير الله انقطع وانفصل
                  عندما تكون شخصاً معطاءً .. فإنك لا تنتظر العطاء من غيرك .
                  . بل تبادر به أنت .. لعلّك تذكر من حولك .. فيقتدوا بك .. وتؤثر عليهم


                  اهلا باختنا الغالية خادمة الحوراء زينب1

                  ليس غريبا علينا ابداعكم وكلامكم الراقي

                  وحرصكم على اثراء الموضوع بكل ماهو مفيد وراقي

                  فهذا دأبكم منذ عرفناكم وانتم اهل للابداع غاليتي

                  ان الايثار موضوع متشعب وهو من خصال الصديقين

                  والاولياء ولو تتبعنا مآثر هذه السجية لوجدناها متغلغلة في

                  سيماء الصالحين

                  شكرا لكل حرف خطته اناملكم الكريمة ايتها المبدعة بورك فيك اخيتي

                  تعليق


                  • #19
                    المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
                    العطاء.. أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك .. من غير سؤالهم إياك ..

                    العطاء .. أن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب ، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر .. لتعلمه بمدى مكانته عندك .. ومدى تقديرك وحبك له ..


                    العطاء .. أن لا تعيش لأجل نفسك فقط ..


                    العطاء .. هو المنح .. أن تمنح الآخرين مما لديك ..


                    العطاء .. أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي .. ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره ..


                    العطاء .. مادي ومعنوي ، والتنويع بينهما أمر جميل ولكن الأجمل لو قدمت كل منهما بفن .. فتعطي عطاءً مادياً بقالب معنوي صادق ..


                    العطاء..نهر لا يتوقف ..وبحر لا ينضب


                    العطاء .. أن تفرح بفرح من حولك لما قدمته لهم ..


                    العطاء الحقيقي.. حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل ..


                    العطاء الصادق .. حينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك ..
                    المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
                    o عطاء الأم والأب o


                    أكبر مثال للعطاء في الكون ..
                    فهو بلا توقف .. بلا دوافع .. بلا أسباب .. بلا مقابل .. مادي ومعنوي .. كله تضحية وتفاني وحب ..

                    o عطاء المعلم o


                    ولكن ليس أي معلم .. إنما المعلم الذي يتفانى في توصيل المعلومة.. بتفاعل مع الطلاب ، يسمع لهم .. يحاورهم ويناقشهم ..

                    يشرح ليس لأنه عمله فقط ، ولكن لأن ذلك ما تملي عليه إنسانيته وهو أن يقدم ما يستطيع ليغرس الفائدة في قلوب وعقول طلابه



                    o عطاء الصداقة o


                    أن تقدم النصح بكل صراحة لصديقك عندما يحتاج ..
                    أن تقدم له وجودك معه في أصعب الللحظات .. تسانده تساعده..


                    أن تجعل وجودك معه يغنيه عن كل شيء ..!!
                    أن تعطيه أذناً وقلباً ينصت لهمومه ومشاكله . . وفكراً يعينه على حل تلك المشكلات .
                    .

                    أن لا تجعله يبحث عنك عندما يحتاجك .. ولكن أن تكون بجانبه وقت حاجته لك ..
                    أن تكون وقت فرحه أول المهنئين .. ووقت حزنه أول المستندين ..


                    أن لا تنتظر مناسبة لتعبر عن مكانته عندك وحبك له .. فاجئه دائماً بهدية، رسالة ، موقف لا ينساه ، خاطرة تكتبها فيه ،أو حتى ( مسج) تدخل به السرور على قلبه ..
                    أن تقترح المساعدة وتبادر بها قبل أن يطلبها منك ..

                    ما اجمل ما كتبت ايتها العزيزة الغالية

                    ان العطاء من هبات العلي القدير فهذه الصفة لايمكن ان يمتلكها اي كان

                    فهي وسام حب يغدقها الباري على عباده الكرماء الذين يحملون صفات من مكارم الاخلاق

                    التي مدحها النبي الاكرم صلى الله عليه واله

                    واود ان اضيف الى ما كتبتيه كذلك ان عطاء الزوجة المخلصة الذي لاينضب

                    هو الذي يدفع الزوج الى المضي الى الامام ليرسم مستقبل زاهر لعائلته

                    على اساسٍ متين

                    شكرا لك اخيتي وفقك الله لكل خير

                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة ألق الحروف مشاهدة المشاركة
                      قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @ قصيدة @

                      ---------------
                      الايثار
                      ******
                      خِصْلـَة ُالإيثارُ فِعْـلٌ مِـنْ صِفاتِ الأتقياءْ

                      يُؤْثِرونَ الغـَيْرَ فضْلا ً إنـَّهُمْ أهْلُ السَّخاءْ

                      في كِتابِ اللهِ ذِكـْـرٌ خَـصَّهُـمْ رَبُّ السَّماءْ

                      أبْشِروا نِلتـُمْ رِضا ربِّ الهُدى يَومَ اللـِّقاءْ

                      إنـَّما الإيثارُ حِصْـنٌ أوْجَـبَـتْ كـُـلَّ الثـَّناءْ

                      قِـمَّة ُالأخلاق ِ تـَكـْسو أهْـلها ثـَوبَ البَهاءْ

                      أجْـرُهُـمْ إعْلاءُ شأن ٍ رِفـْعَة ٌ قـَدْرَ العَطاءْ

                      إنـَّـهُ فِـعْـلٌ حَــمِـيـدٌ أجْـرُهُ خـَـيْـرُ الجَــزاء

                      رَبَّـنـا أكـْرِمْ أنـاسا ً شَمْعَة ٌ تـُعْـطِ الضِّـياء

                      صَفـْوَةُ الخَلـْق ِاقـْتـَدَيْنا نورُ هَدْيِ الأنبـِياءْ


                      اهلا اخي الكريم الق الحروف

                      لقد ذكرت هذه الابيات الشعرية الجميلة لتذكرنا بان الادب العربي

                      زاخر بذكر هذه المآثر التي كان اجدادنا يفخرون بها

                      اما احفادهم فالقليل منهم من يتصف بها ومع كل الاسف

                      هناك العديد من شرائح المجتمع يعتبرون ان هذه الصفة

                      سذاجة ويصفون صاحبها بابشع الاوصاف وانه تنازل عن حقه ....الخ

                      شكرا لكم اخي الكريم جزاكم الله خيرا

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X