إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 70

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور برنامج منتدى الكفيل 70


    عضو نشيط
    الحالة :
    رقم العضوية : 183592
    تاريخ التسجيل : 27-06-2014
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 264
    التقييم : 10


    التفاني والعطاء



    قالت شجرة التين العجوز لصديقاتها:لقد حلّت عندي ضيفة جديدة. أتدرون من هي؟

    قالت شجرةُ قريبة: عصفورة شريدة؟ أو حمامةٌ مهاجرة أو......

    قاطعتها شجرة صغيرة: لعلها نحلةٌ أخطأت طريقها.

    ابتسمت الشجرة العجوز وقالت: لا هذا ولا ذاك، إنها بذرة لبلاب صغيرة تبدو متعبة وهي غافية بين جذوري.

    ماذا.....؟! هتفت الأشجار في دهشة وصاحت إحداها: (أطرديها بسرعة سوف تقضي عليك)،

    وقالت أخرى )إنها نهايتك أيتها العجوز البائسة).

    قالت شجرة التين بعد أن هدأت الضوضاء:

    لقد عمّرت طويلاً وعشت سنواتي، وأنا أهب الثمار كلَّ عام. وها أنا أشيخ وأشعر بأنَّ أغصاني

    تتصلب وأريد أن أقدم شيئاً مفيداً.

    قالت الأشجار: ولكن....

    غير أنَّ العجوز أشارت عليهن بالصمت. فلقد استيقظت بذرة اللبلاب من نومها وراحت تنمو بهدوء.

    ومرت الأيام وكانت شجرة التين خلالها تشعر بالضعف يوماً بعد آخر، وانبثق من قلب التراب عود

    أخضر جميل راح يلتفّ متسلقاً جذع الشجرة الصلب. وما هي إلاّ أسابيع حتى اكتست شجرة التين

    بخضرة اللبلاب الزاهي، التي تطرزها الأزهار الصفراء

    وذات يوم وحينما مرَّ الفلاح وشاهد ذلك المنظر انحنى إجلالاً لشجرة التين المعطاءة (ألا تشبه هذه

    الشجرة إلى حد كبير المرأة المؤمنة التي تتفانى من أجل إنبات بذرة مؤمنة لخدمة الدين والمذهب في هذا المجتمع).

    آمنة حمودي نعيم

    كلية الدراسات القرآنية/جامعة بابل

    تم نشره في المجلة العدد (33)

    *******************************
    *******************
    ****************

    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود لكم ايها الكرام والاعزة والعود أحمد

    لندخل معكم بمحور جميل جداااا ومجرد ذكره يشعر الانسان بالسعادة والسرور


    الا وهو محور العطاء والحب والتفاني من اجل الاخرين

    وقد نشرته معنا العزيزة الغالية (كادر مجلة رياض الزهراء)

    بقصتها الجميلة التي تصرفت ببعض مفرداتها لتنقل لكم السعادة والسرور بمساعدة


    وايثار الاخرين على النفس ....


    ومتاكدة انكم اهل العطاء والجود لانكم ارتشفتموا تلك المعاني من صاحب الجود


    وابي الفضل عليه السلام


    ومتيقنة انكم ستفتحون ابواب كثيرة من العطاء للاخرين وبكل الاماكن التي نكون بها


    ومنكم سننهل ومن عطائكم سنُبدع ....


    فكونوا معنا ....
























  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد

    بكل الود والمحبة نلتقيكم وبمساء جديد نمسيكم بالخيرات والبركات

    لندخل معكم بمحورنا الجديد


    واعجبتني كلمات احببت ان ابدأ محوركم المبارك بها :


    . عندما تكون نقياً من الداخل، يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم

    يحبك الناس من حيث لا تعلم، و تأتيك مطالبك من حيث لا تعلم،،

    صاحب النيه الطيبة والقلب المعطاء هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء ...

    فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك شيئا ....

    وغِناهم لن ينقص من رزقك ،
    وصحتهم لن تسلبك عافيتك ....

    واجتماعاتهم بأحبتهم لن يفقدك أحبابك . ....

    فكن دائما ذلك الشخص الذي يمتلك النيه الطيبه والقلب النابض بالعطاء


    ومن بعد ذلك اسأل واقول :* هل لمستم لذة العطاء للاخرين وباي اسلوب كان ؟؟؟؟


    *من قدواتنا محمد واله الاطهاروالرحمة المهداة نطالع المئات بل الالاف

    من قصص العطاء والايثار فاي قصة وموقف اثر بك اكثر منهم ...؟؟؟؟


    *في ارض الواقع المعاش الكثير من صور التفاني والايثار اذكر لنا مااثر بك منها اكثر ....؟؟؟؟؟


    وستكون اضافاتكم مبدعة ومتوسعة بكل الجوانب


    فكنتم ومازلتم اهلا للعطاء والايثار والتفاني ....



















    التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 01-06-2015, 11:38 PM.

    تعليق


    • #3
      الإيثار مفهوم قرآني
      =====================================

      قال الله تعالى : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

      والإيثار هو من أرقى مراتب العطاء حين يحرم الفرد نفسه من أجل إسعاد الآخرين

      ============
      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #4
        فضل الإيثار
        الإمام علي (عليه السلام) : ( الإيثار أعلى المكارم) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار شيمة الأبرار ).
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أعلى الإحسان ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أحسن الإحسان وأعلى مراتب الإيمان ).
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار غاية الإحسان ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أشرف الإحسان ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أشرف الكرم ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار سجية الأبرار، وشيمة الأخيار ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار أفضل عبادة وأجل سيادة ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار زينة الزهد ) .
        عنه (عليه السلام): ( الإيثار فضيلة، الاحتكار رذيلة ) .
        عنه (عليه السلام): ( من أحسن الإحسان الإيثار ) .
        عنه (عليه السلام): ( أفضل السخاء الإيثار ) .
        عنه (عليه السلام): ( كفى بالإيثار مكرمة ) .
        عنه (عليه السلام): ( عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار ) .
        عنه (عليه السلام): ( من أفضل الاختيار التحلي بالإيثار ) .
        عنه (عليه السلام): ( من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار ) . موسى (عليه السلام): ( يا رب أرني درجات محمد وامته، قال:
        يا موسى إنك لن تطيق ذلك ولكن اريك منزلة من منازله جليلة عظيمة فضلته بها عليك وعلى جميع خلقي...،
        فكشف له عن ملكوت السماء فنظر إلى منزلة كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من الله عزوجل قال:
        يا رب بماذا بلغته إلى هذه الكرامة ؟ ! قال:
        بخلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار.
        يا موسى، لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتا من عمر إلا استحييت من محاسبته وبوأته من جنتي حيث يشاء ).

        يا أرحم الراحمين

        تعليق


        • #5
          الإيثار في كربلاء

          عند الإيثار على النفس تتبيّن جواهر الكرماء ومعادن الناس وحقائق النفوس، وهذا ما تجلّى بأبهى صوره في كربلاء.

          ويمكن استخلاص بعض مشاهد الإيثار:

          إيثار الأصحاب والآل للحسين عليه السلام: وذلك بتقدّمهم للشهادة بين يديه وإيثاره بالبقاء حيّاً ولو لوقت قصير، هذا الإيثار الذي كان خلاصة عشقهم للحسين عليه السلام والذي لم يقووا معه أن يروا الحسين شهيداً قبلهم.

          إيثار الأصحاب للآل: ففي الرواية أنّ الآل كانوا ينافسون الأصحاب للتقدّم والأصحاب يمنعونهم حتّى يقدموا قبلهم واستشهدوا بأجمعهم.

          إيثار العبّاس: وهو من أروع مشاهد الإيثار وهو يرمي الماء من يديه مؤثراً عطش الحسين على عطشه، فحمل إليه الماء قبل أن يشربه.

          وهذا غيض من فيض

          يا أرحم الراحمين

          تعليق


          • #6
            مفهوم الإيثار في القرآن الكريم (منقول)

            أولاً: الآيات القرآنية:
            1. الإيثار.. إيثار الدنيا على الآخرة:
            قال تعالى:
            ((وآثر الحيوة الدنيا))(النازعات 79/-38).


            وقال عزَّ وجلَّ:
            ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا )) (الأعلى 87/-16).
            2. الإيثار.. إيثار الله للصالحين على غيرهم:
            وقال تعالى:
            ((قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ)) (يوسف 12/-91).
            3. الإيثار.. إيثار ما عند الله على ما عند فرعون:
            وقال سبحانه:
            ((قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا))(طه 20/-72).
            4. الإيثار.. إيثار الفقراء للأفقر:
            قال جلّ جلاله:
            ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/-9).
            ثانياً: الإيثار.. اللغة والمعنى:
            آثر يؤثر إيثاراً، وعكسه استأثر يستأثر استئثاراً.
            والإيثار مأخوذ من التفضيل والتقديم. وآثر الشيء قدّمه وجعله ذا أثر. قال تعالى في أخوة يوسف
            ((قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ))(يوسف 12/-91).
            وقال تعالى:
            ((بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) (الأعلى 87/-16 ـ 17).
            والإيثار تفضيل وتقديم الآخرين على النفس في الإحسان، وأقواه ما كان صاحبه في حاجة إلى الشيء الذي يؤثر غيره به.
            قال تعالى في الأنصار من أهل المدينة ومعاملتهم للمهاجرين من مكة:
            ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ))توطنوا المدينة وهم الانصار. ((وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) فقر واحتياج. ((وَمَنْ يُوقَ)) يُجنَّب ويُكْفَ.((شُحَّ نَفْسِهِ)) بخْلها مع الحرص ((فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/9).
            يحكى أنه أهدي لرجل من أصحاب رسول الله (ص) رأس شاة، فقال: إنّ أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث واحد إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأول فنزلت:
            ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) (الحشر 59/ 9)). (نور الثقلين / 5: 286).
            وعن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب:
            ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه الآية:
            ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) (الحشر 59/-9)). (السيوطي / جلال الدين / الدر المنثور /6 : 95).
            ومثل ذلك ما جاء في سورة الدهر (الإنسان) من الثناء على إيثار البيت العلويّ: علي وفاطمة وأولادهما (ع) المسكينَ واليتيمَ والأسير بافطارهم ، وذلك قوله تعالى:
            ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )) (الإنسان 76/-8-9).
            را. (أنس = الإنسان ـ سورة الإنسان) (فضّل) (قدّم)
            ثالثاً: من بحوث مفهوم (الإيثار):
            الأثرة.. والاستئثار:
            قال تعالى:
            ((إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )) (ص 38/ 23-24).
            الأثرة ـ كما في (الموسوعة الإسلامية الميسّرة) ج2 ـ من الاستئثار، وهو تفضيل المرء نفسه على غيره، والانفراد بالشيء ـ ثم انسحب اللفظ إلى المجاز. والأثرة في الاصطلاح هي الأنانية، والأنانية تعلّق غير طبيعي بالنفس، بصرف النظر عن مواقف الأطراف ومصالحهم ومشاعرهم وهي مسعى متواصل للإستئثار بالخيرات كلّها، والأثرة خلق قبيح وطبع نابٍ يشين المرء ويسيء إلى سمعته، يجمع البخل والطمع والحسد والجشع.
            والأثرة نقيض الإيثار وعكسه، وسجيّة تدلّ على جفوة في الطبع. (ص233).
            والاستئثار والإثرة أو الأنانية أو الاحتكار تقابل الإيثار، وتعني التفرُّد والاستبداد بالشيء، والاختصاص به دون الآخرين.
            فعندما تقطع اللقمة من فمك وتعطيها لغيرك فهذا إيثار، وعندما تأكل لقمته ولقمتك فهذا استئثار، وعندما تقسّم لقمتك بينك وبينه فهذه مواساة.
            وفي الحديث:
            ((سيكون بعدي أثَرة)). (صحيح البخاري: 6529). أي استئثار لا إيثار.
            وفي (غرر الحكم) عن أمير المؤمنين (ع):
            ((الإيثار فضيلة، والاحتكار رذيلة)).
            وعليه فالإيثار هو الجود بالشيء مع حاجتك إليه.
            والاستئثار والأثَرة تفضيل نفسك على الآخرين في اختصاصك بالشيء.
            را. (أنانية)
            الأساس الفلسفي للإيثار:
            ينتج الإيثار غالباً من حسن الظن باللَّه، والأمل بالتعويض الإلهي الدنيوي والأخروي، أو من أجل مرضاة اللَّه والتقرّب إليه، وقد وصف الإمام علي (ع) ـ في ما ورد عنه من أقوال ـ أنَّ الإيثار ينتج عن مستوى عالٍ من الإيمان، يقول (ع):
            (( ـ الإيثار أحسن الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان!
            ـ الإيثار سجية الأبرار، وشيمة الأخيار.
            ـ من شيم الأبرار، حمل النفوس على الإيثار.
            ـ الإيثار أفضل عبادة، وأجلُّ سيادة!)). (غرر الحكم ودرر الكلم)
            فإذا كان الإيثار ناشئاً من الإيمان والثقة باللَّه، ومن كرم الأخلاق وحب الخير، فإنَّ الأثَرة ناشئة من شح النفس وانكماشها.
            وينتج الاستئثار والاحتكار والشح من سوء الظن باللَّه، وعدم الإيمان بالتعويض الإلهي، وقلّة الثقة بالبركات المنزلة من لدنه تعالى، ولهذا ورد في الخبر:
            ((لا يجتمع الشحّ والإيمان في قلب رجل مسلم)). (الأمثل/ 18: 184).
            عظمة الإيثار:
            جاء عن الرسول الأكرم محمَّد (ص):
            ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه ويُبغِضَ له مثل ما يُبغِضَ لنفسه)). (بعلبكي / روحي / موسوعة روائع الحكمة / 113).
            وجاء عن أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في غرر الحكم ودرر الكلم:
            ((ـ الإيثار أعلى المكارم،
            ـ الإيثار أشرف الكرم،
            ـ عند الإيثار على النفس يتبيَّن جواهر الكرماء)).
            وجاء في المأثورات الدينية:
            ((قال موسى (ع): يا رب أرني درجات محمّد وأمته!
            قال: يا موسى! إنَّك لن تطيق ذلك، ولكن أريك منزلة من منازله جليلة عظيمة، فضّلْتُه بها عليك وعلى جميع خلقي.
            فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر إلى منزلةٍ كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من اللَّه عزَّ وجلَّ!!
            قال: يا ربّ بماذا بلغته هذه الكرامة؟
            قال: بخُلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار.
            يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتاً من عمر إلاَّ استحييتُ من محاسبته، وبوّأته من جنَّتي حيث يشاء)). (ريّ شهري / محمد / ميزان الحكمة/ 1: 5).
            إيثار النبي (ص) وأهل البيت (ع):
            قال تعالى:
            (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )) (البقرة 2/ 207).
            قالت السيدة عائشة:
            ((ما شبع رسول اللَّه ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الحياة، ولو شاء لشبع!! ولكنه كان يؤثر على نفسه!!)). (ميزان الحكمة / 1 : 8).
            وفي الأخبار أنَّ علي بن أبي طالب (ع) بات على فراش رسول اللَّه (ص) فأوحى اللَّه إلى جبرئيل وميكائيل: إنِّي آخيتُ بينكما، وجعلت عمر الواحد منكما أطولَ من عمر الآخر، فأيُّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟
            فاختار كلاهما الحياة!!
            فأوحى اللَّه عزَّ وجلَّ إليهما: أفلا كنتم مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه فيؤثره بالحياة؟! فأنزل اللَّه تعالى:
            (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)) (البقرة2/-207).)). (نفس المصدر).
            وفي ذلك إشارة إلى حادثة المؤامرة التي دبّرها المشركون في مكة لقتل النبي (ص) وهو نائم على فراشه ليلة هجرته الشريفة إلى المدينة، وشاركت فيها القبائل ليضيع دمه ولا يستطيع أحد المطالبة به، فخرج (ص) في تلك الليلة، وفداه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ونام في فراشه إيثاراً لحياة النبي الأعظم (ص) على نفسه.
            وكان ديدن علي (ع) الإيثار كما كان يفعل رسول اللَّه (ص).
            يُحكى: ((أنَّ عليّاً (ع) اشترى ثوباً فأعجبه، فتصدَّق به وقال: سمعت رسول اللَّه (ص) يقول: من آثر على نفسه آثره اللَّه يوم القيامة الجنَّة)). (نفس المصدر: 9).
            وفي الخبر عن الإمام الصادق (ع) أنَّه:
            ((كان عند فاطمة (ع) شعير فجعلوه عصيدة ـ وهي نوع من الحلوى ـ، فلمَّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين، فقال المسكين:
            ـ رحمكم اللَّه!!
            فقام علي (ع) فأعطاه ثلثاً، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال اليتيم:
            ـ رحمكم اللَّه!!
            فقام علي (ع) فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير، فقال الأسير:
            ـ رحمكم اللَّه!!
            فأعطاه علي (ع) الثلث، وما ذاقوها، فأنزل اللَّه سبحانه(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)) (الإنسان 76/-8)فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك للَّه عزَّ وجلَّ..)) (نفس المصدر: 7 ـ 8).
            سبب نزول آية الإيثار:
            قال تعالى:
            ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )) (الحشر 59 /9).
            من الواضح أنَّ آية الإيثار نزلت في الأنصار من سكان (المدينة) الذين أعانوا المهاجرين من مكة وقدموهم على أنفسهم، ولكن مفهوم الآية شامل لكل عملٍ إيثاري ينطبق عليه.
            روى أبو هريرة فقال:
            ((جاء رجل إلى النبي (ص) فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللَّه (ص) إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلاَّ الماء.
            فقال رسول اللَّه (ص): من لهذا الرجل الليلة؟!
            فقال علي بن أبي طالب (ع): أنا له يا رسول اللَّه.
            وأتى فاطمة (ع) فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول اللَّه؟!
            فقالت: ما عندنا إلاَّ قوت العشية، لكنّا نؤثر ضيفنا!
            فقال (ع): يا ابنة محمد! نوِّمي الصبْيَة، واطفئي المصباح.
            فلمَّا أصبح غدا على رسول اللَّه (ص) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى أنزل اللَّه عزَّ وجلَّ ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) (الحشر 59 /9). (ميزان الحكمة/ 1 : 7).
            ولعلَّ رسول اللَّه (ص) طبّق الآية بعد نزولها في الأنصار على علي (ع) فقرأها في حقّ علي (ع) كما قرأها في حقّ الأنصار، لأنَّ المبدأ في التطبيق واحد.
            وفي رواية ـ أنَّ من نزلت فيه الآية كان رجلاً من الأنصار، وفي رواية أنَّه أبو طلحة الأنصاري، ولا تضارب بين هذه الروايات، فلعلَّ كلاًّ منهم حقق هذه المنقبة إيثاراً على نفسه في سبيل اللَّه، فطبَّق رسول اللَّه(ص) الآية الكريمة عليه.
            وعن (مجمع البيان): أنَّ بعضهم ذكر أنَّ هذه الآية نزلت في مقاتلي غزوة أُحد حيث جرح سبعة أشخاص وأنهكهم العطش، فجيء بماء يكفي لأحدهم فأبى أن يشرب وأومأ إلى صاحبه، وكان الساقي كلَّما ذهب إلى أحدهم يشير إلى أخيه ويؤثر صاحبه على نفسه مع شدّة عطشه، إلى أن وصل إلى الأخير، فوجده قد فارق الحياة، ثم رجع إلى الأول فوجده قد فارق الحياة أيضاً، وهكذا حتى انتهى إليهم جميعاً وهم موتى!! فأثنى اللَّه تعالى على إيثارهم هذا!! (9: 260).
            الإيثار والاسترقاق:
            قال تعالى:
            ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (الحشر 59/-9).
            وقال الإمام علي (ع) كما في غرر الحكم ودرر الكلم:
            ((من أفضل الاختيار التحلّي بالإيثار))!
            إنَّ الإيثار هو الاختيار الحرّ في تقديم أمر على أمر، واستُعمِل في تقديم الآخَر على النفس بالإحسان، متجاوزاً الذات إلى الآخَر، حيث يصبح الآخَر بعضاً من الذات، أو تمتد الذات إليه لتحتويه وتفنيه في حبها، وتدمجه فيها، حيث يصبح جزءاً منها، وشيئاً من كيانها، أو امتداداً لها، فتنمو به وتكبر، حيث يتحدان وكأنهما شيء واحد، حتى إذا فرح الآخر فرحت الذات، أو حزن حزنت، فكأن الفَرِح هناك والحزين هنا هو نفسه أو كنفسه، كما قال تعالى:
            ))بَعْضُكُمْمِنْبَعْضٍ(( (النساء 4/-25).
            لذا وصف الإمام علي (ع) في الحكمة الواردة عنه هذا الاحتواء للآخر وضمَّه إلى الذات وجعْلَه جزءاً منها، شكلاً من أشكال الاسترقاق الجميل المحبّب، والأسر اللذيذ، كمن يقع في أسر العشق، ورقّ الحب! فقالt:
            ((بالإيثار تسترق الأحرار))!! (نفس المصدر: 5).
            وقال الشاعر:
            ولم يأسر الأحرار كالعفو عنهمُ
            والسؤال هنا: لماذا يتصف شخص بالاستئثار وآخر بالإيثار؟
            وكيف يكون إنسان سخيّاً كريماً والثاني شحيحاً بخيلاً؟!
            لا شكّ أنَّ للظروف مدخلاً في بروز هذه الصفات عند الإنسان، فالميسور ذو الظروف المالية المؤاتية تعينه ظروفه على كرم اليد والإيثار، والمعسر تخونه ظروفه وإن أحبَّ أن يمارس الإيثار، مع أنَّ هناك ميسورين بخلاء، ومعسرين كرماء!!
            إلاَّ أنَّ آية الإيثار تتكلَّم عن أولئك الذين تخونهم ظروفهم تحديداً، وقد يكونون أحوج إلى الشيء وأفقر إليه من غيرهم، ومع هذا يجودون به لهم.
            ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(( (الحشر59/-9).
            أي ولو كان بهم فقر وحاجة إلى الشيء!!
            انه ليس مجرّد عطاء، بل عطاء مع حاجتهم الماسة إلى ما يعطونه!! عطاء على حساب النفس وسعادة الذات والمصلحة الضرورية، فكيف نفسِّر ذلك؟!
            الواقع أنَّها قضية ثقافية اجتماعية تربوية نفسية روحية، فمن قرأ عن الإيثار ومحاسنه، ومدى رضا اللَّه تعالى فيه، واعتزاز الناس بصاحبه، وحبّهم له، وربّاه والداه على الإيثار، واستطابته نفسه واختار بملء حريته وإرادته؛ فإنَّه لا شكّ سيطبق قيمة الإيثار، على الأقل مع أحبابه ومع الطيبين، ومن لم ينمُ وعيه في الإيثار، ولم يمتلك ثقافته، وفقد تربيته، وكان أهله أنانيين بخلاء، ونشأ في الأثرة والشحّ، ولم يدرك قيمة الإيثار عند اللَّه؛ ولا استيقظ لنفسه وغيّر وجهة حياته نحو الأخلاق الفاضلة، فلا جَرَم أنَّ الاستئثار سيكون طابعاً مميزاً في شخصيته حتى إزاء أهله وأعز أعزائه!!
            والدواء المفيد لهذا المرض الروحي النفسي الاجتماعي أن يمتلك الإنسان ثقافة الإيثار، ويعيش مع المؤثرين، ويتدرب على تذوق حلاوته، واكتشاف سرّ عظمته، ومدى رضا اللَّه فيه.
            فيقرر بكل شجاعة أن يقتحم عقبات الذات وعقدها ويمزق شرنقة الأنانية في داخل نفسه ليجعل أشعة شمس الهداية ونور الإيمان والثقة بالله تنير داخله الروحي المظلم، كما قال تعالى:
            ))فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (( (البلد 90/ 11-18).
            المؤهلون لنيل الإيثار:
            قال تعالى:
            ))وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(( (التغابن 64/-16).
            لا شكّ أنَّ الإيثار حسن مع عامة الناس، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يحققه مع الكل لقصر يده، فلا بدّ من اختيار أشخاص معينين، يمنحهم كرامة هذا الإيثار، ويفضلهم على غيرهم به.
            يحدد لنا الإمام علي (ع) في كلماته المأثورة عنه في (الغرر والدرر) مقياساً لاستعمال هذه القيمة، وتطبيق هذا المفهوم المثالي، فيقول (ع):
            ((عامل سائر الناس بالإنصاف، وعامل المؤمنين بالإيثار))!
            وهناك مرتبة أعلى من الإنصاف وأدنى من الإيثار وهي مرتبة الإحسان والبر سكت عنها أمير المؤمنين (ع) في هذه الحكمة وكأنه يترك الاختيار في هذه المساحة المسكوت عنها للإنسان نفسه ليقرّر ما يفعل، وربما اعتماداً على البيان الذي قدمه القرآن لهذه المساحة، في قوله تعالى:
            ))لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(((الممتحنة 60/-8-9).
            فالقرآن هنا لا يمنع من اختيار موقف الإحسان والبر زيادة على القسط والعدل في معاملة سائر البشر حتى غير المسلمين ماعدا المحاربين لنا.
            إيثار الدنيا على الآخرة:
            قال تعالى:
            ))فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (((النازعات 79 /37-41).
            الإيثار هنا الاختيار والتفضيل، ولما كان اختيار المرء قطعة من عقله، فإن العاقل لا يختار الذي هو أدنى ويفضّله على ما هو خير له، بل يختار الذي فيه خير الدنيا والآخرة، ذلك أن العاقل يخبر الدنيا ويختبرها فيجدها
            مصداقاً لما ورد عن الإمام الصادق (ع):
            ((مثـل الدنـيـا كمثل مـاء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله)). (الكليني / محمد / أصول الكافي /2 : 136).
            ويقول الشاعر:
            هي الدنـــيـا تقول بـملء فيها === حذارِ حذارِ من فتكي وبطشي
            يا أرحم الراحمين

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وال محمد
              ++++++++++++++++

              دروس في اخلاق عاشوراء... الايثار ...ابي الفضل العباس عليه السلام
              السلام عليك يا ابا الفضل يامن ضربت اروع صور الايثار الذي يعجز القلم عن وصفه .
              لقد كانت ليلة العاشر ليلة مشهودة للايثار من قبل الاصحاب رضوان الله تعالى عليهم قد اتعرض لها في درس اخر ولكني احببت ان اسلط الاضواء على ايثار قمر العشيرة ابي الفضل العباس عليه السلام.
              كان أبو الفضل نعم الأخ المواسي لأخيه والناصح الأمين له في كل حياته وما تقدم عليه في حركة أو سكون و لا تخلف عنه كذلك بل كان طوع أمره ورهن إشارته.
              ولأجل ذلك كله استحق العباس هذه المكانة المرموقة والجاه العظيم عند الله ورسوله والأئمة والناس أجمعين حتى أصبح باباً للحوائج ما دعا الله طالب حاجة وقدّمه بين يدي حاجته وتوسل به إلا قضاها الله له إكراما لهذا المولى المعظم والعبد الصالح المكرم في الأرض والسماء، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما به من محن الأيام وكوارث الزمان تبياناً لعظمة منزلة أبي الفضل العباس (عليه السلام).
              ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالاً وإكبارا لموقف بطل العلقمي العظيم يوم آثر آخاه على نفسه فضرب أروع مثال في التضحية والإيثار، ومن يتصور العباس وهو يرمي الماء من كفه مع شدة عطشه إذ يتذكر عطش أخيه الحسين وعياله فيخاطب نفسه قائلاً:
              يا نفس من بعد الحسين هوني وبعــــده لا كــــنت أو تكــــــــوني
              هـــذا حــسين وارد المنـــــــــون وتــــشربين بارد المــــــــــعيـــــن
              من يتصور هذا المشهد الرائع من الإيثار وشرف النفس والغيرة على الأخوة، فلا يقف على رؤوس أصابعه محاولاً استشراف هذه القمة العالية والسنام الشامخ من المجد وعلو الكعب في الأخلاق الفاضلة والخصال الطيبة أملاً أن يصيبه وابلٌ من صيبّها أو أن يغرف غرفة من بحرها اللجيّ تنفعه في رحلته نحو الكمال المنشود.
              والشيء الذي يدعو إلى الاعتزاز بتضحية أبي الفضل ونصرته لأخيه الحسين (عليه السلام) أنها لم تكن بدافع الأخوة والرحم الماسة وغير ذلك من الاعتبارات السائدة بين الناس وإنما كانت بدافع الإيمان الخالص بالله تعالى ذلك أن الإيمان هو الذي تفاعل مع عواطف العباس وصار عنصراً من عناصره ومقوماً من مقوماته وقد أدلى بذلك في رجزه عند ما قطعوا يمينه التي كانت تقيض براً وعطاءاً للناس قائلاً:
              والله أن قطعتم يميني إني أحامي أبداً عن ديني
              وعن إمام صادق اليقين
              إن الرجز في تلك العصور كان يمثل الأهداف والمبادئ والقيم التي من أجلها يخوض الإنسان المعارك ويقاتل حتى يستشهد في سبيلها ورجز أبي الفضل (عليه السلام) واضح وصريح في أنه إنما يقاتل دفاعاً عن الدين وعن المبادئ الإسلامية الأصيلة التي تعرضت إلى الخطر أيام الحكم الأموي الأسود كما أنه يقاتل دفاعاً عن إمام الحق المفترض الطاعة على المسلمين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته الإمام الحسين (عليه السلام) المدافع الأول عن كرامة إلى الإسلام. فهذه هي العوامل التي دفعته إلى التضحية وليس هناك أي دافع آخر وهذا هو السر في جلال تضحيته وخلودها على مرّ العصور وتتابع الأجيال.
              وقد أثبت له الإمام السجاد عليه السلام منزلة كبرى لم ينلها غيره من الشهداء ساوى بها عمّه الطيار، فقال عليه السلام:
              «رحم الله عمّي العباس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، إنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة
              وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
              كل المودة والتقدير لك أختي الغالية ام سارة أيتها الراقية وصاحبة الذوق الرفيع وفقك الله لكل خير:كما أحيي جميع كادر مجلة رياض الزهراء لكل مايكتب ويطرح من مواضيع ذات قيمة وفائدة ومنفعة .أمنياتي لهم والى الأخت الغالية مديرة التحرير بالتسديد فلكم مني كل الأحترام والتقدير والعرفان والله أنحني خجلا لما تبدعون من خلال نشركم المبارك جعله الله في ميزان حسناتكم وان شاء الله التألق والأبداع بحق صاحب الجود سيدي ومولاي أبا الفضل العباس





              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وال محمد
                ++++++++++++++++++
                ايثار الزهراء(عليها السلام)
                في احد الايام مرض الحسن والحسين (عليهم السلام)فنذر الامام علي (عليه السلام) وامهما فاطمة(عليها السلام) صيام ثلاثة ايام عند شفائهما مما الم بهما المرض ولما شفي الحسن والحسين(عليهم السلام) من مرضهما كان من الواجب الوفاء بالنذر ،اقترض علي عليه السلام شيئا من الشعير ليطحن ويخبز ويكون افطارا لهما وطعاما لولديه يكفي لايام الصوم الثلاثة وعندما حان موعد الافطار سمعوا طارقا على الباب واذا بسائل يطلب شيئا من الطعام ولم يكن امام هذه الاسرة الطاهرة الا ان تسلم ارغفة الخبز اليه واكتفو بشرب الماء وفي اليوم الثاني اعدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعض ارغفة الخبز لتكون افطارا ليومهم الثاني فاذا بيتيم يطرق الباب ويسألهم شيئا من الطعام ولليوم الثاني اكتفت الاسرة بالماء وحدث الامر نفسه في اليوم الثالث ، وفي الصباح اخذ علي عليه السلام ولديه الى جدهم الرسول صلى الله عليه واله ونظر الى حالهم والم يعتصر قلبه الاانه بشرهم بان اية كريمة قد نزلت بحقهم وهي بسم الله الرحمن الرحيم (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا)

                تعليق


                • #9
                  العطاء.. أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك .. من غير سؤالهم إياك ..

                  العطاء .. أن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب ، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر .. لتعلمه بمدى مكانته عندك .. ومدى تقديرك وحبك له ..


                  العطاء .. أن لا تعيش لأجل نفسك فقط ..


                  العطاء .. هو المنح .. أن تمنح الآخرين مما لديك ..


                  العطاء .. أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي .. ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره ..


                  العطاء .. مادي ومعنوي ، والتنويع بينهما أمر جميل ولكن الأجمل لو قدمت كل منهما بفن .. فتعطي عطاءً مادياً بقالب معنوي صادق ..


                  العطاء..نهر لا يتوقف ..وبحر لا ينضب


                  العطاء .. أن تفرح بفرح من حولك لما قدمته لهم ..


                  العطاء الحقيقي.. حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل ..


                  العطاء الصادق .. حينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك ..

                  تعليق


                  • #10
                    o عطاء الأم والأب o


                    أكبر مثال للعطاء في الكون ..
                    فهو بلا توقف .. بلا دوافع .. بلا أسباب .. بلا مقابل .. مادي ومعنوي .. كله تضحية وتفاني وحب ..

                    o عطاء المعلم o


                    ولكن ليس أي معلم .. إنما المعلم الذي يتفانى في توصيل المعلومة.. بتفاعل مع الطلاب ، يسمع لهم .. يحاورهم ويناقشهم ..

                    يشرح ليس لأنه عمله فقط ، ولكن لأن ذلك ما تملي عليه إنسانيته وهو أن يقدم ما يستطيع ليغرس الفائدة في قلوب وعقول طلابه



                    o عطاء الصداقة o


                    أن تقدم النصح بكل صراحة لصديقك عندما يحتاج ..
                    أن تقدم له وجودك معه في أصعب الللحظات .. تسانده تساعده..


                    أن تجعل وجودك معه يغنيه عن كل شيء ..!!
                    أن تعطيه أذناً وقلباً ينصت لهمومه ومشاكله . . وفكراً يعينه على حل تلك المشكلات .
                    .

                    أن لا تجعله يبحث عنك عندما يحتاجك .. ولكن أن تكون بجانبه وقت حاجته لك ..
                    أن تكون وقت فرحه أول المهنئين .. ووقت حزنه أول المستندين ..


                    أن لا تنتظر مناسبة لتعبر عن مكانته عندك وحبك له .. فاجئه دائماً بهدية، رسالة ، موقف لا ينساه ، خاطرة تكتبها فيه ،أو حتى ( مسج) تدخل به السرور على قلبه ..
                    أن تقترح المساعدة وتبادر بها قبل أن يطلبها منك ..

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X