إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(من وحي العقيلة )500

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    الاسلام الغريب الاسلام الغريب
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
    • المشاركات: 3967


    #1
    نصّ خطبة السيّدة زينب عليها السلام في الكوفة

    23-08-2021, 12:56 PM



    قال بشير بن خزيم الأسدي (۱) :

    ونظرت إلى زينب بنت علي عليه‌ السلام يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها (۲) ، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (۳) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.

    فارتدّت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت :

    « الحمد لله والصلاة على أبي : محمّد وآله الطيّبين الأخيار.

    أمّا بعد :

    يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!

    أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.

    إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم.

    ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟

    أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟

    ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.

    أتبكون ؟ وتنتحبون ؟

    إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.

    فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.

    وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنّتكم ؟؟

    ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.

    وَيلكم يا أهل الكوفة !

    أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فَرَيتُم ؟!

    وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!

    وأيّ دم له سفكتم ؟!

    وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!

    لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.

    أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.

    فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ». (٤)

    قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمّي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ». (٥)







    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #12
      ارض البقيع ارض البقيع
      عضو ذهبي











      • تاريخ التسجيل: 23-07-2019
      • المشاركات: 1408


      #1
      من وحي عاشوراء زينب عليها السلام نبراس الصبر والشجاعة 🎗🍃🎗

      30-08-2019, 08:00 AM



      إنّ الحضور المميّز والبارز الذي تألّقت به عقيلة بني هاشم، السيدة زينب الكبرى (ع)، إبّان ملحمة كربلاء والأيام العصيبة التي تلتها، رسم صورة خالدة عن الدور الجليل الذي أدّته هذه المرأة العظيمة في نشر رسالة عاشوراء الإمام الحسين (ع)، لناحية الجهاد في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمة الحقّ من جهة، وفضح زيف أعداء الإسلام وقبح أفعالهم من جهة ثانية.

      فعلى مرّ التاريخ، تحدّث النّاس عن الأبطال من النساء والرجال المعروفين بالجرأة والشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك، حيث كانت المرأة تقف إلى جانب الرجل وتؤدّي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها، إلاّ أن أهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ، وهو حال زينب الكبرى (ع) ابنة عليّ (ع) أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (ع) سيّدة نساء العالمين، فهي تأتي في الطليعة بعد أبيها وإخوتها، كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل أنواع الطّهر والفضيلة والجرأة والصبر في الشدائد. وليس بغريبٍ على تلك الذّات العملاقة التي التقت فيها أنوار محمد (ص) وعلي وفاطمة عليهما السّلام أن تجسّد بمواقفها خصائص النبوّة والإمامة.

      إنّ الحديث عن بطولات السيدة زينب (ع) التي تجلّت في رحلتها مع أخيها الحسين (ع) تاركةً بيتها، تحثّ الخطا خلفه في رحلته الى الشهادة لتعلّم الرجال والنساء كيف يموتون في مملكة الجلّادين، يضع بين أيدينا صورةً كريمةً عن ذلك الغرس الطيّب كيف بلغ هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الأحداث التي لا يقوى على تحملها أحدٌ من الناس. فقد ثبتت (ع) في مواقفها يوم عاشوراء كالطّود الشامخ، تاركةً على تراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقفها بين تلك الضحايا، التي لا تزال حديث الأجيال، ومثلاً كريماً لكلّ ثائرٍ على الظالم والجور، وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة.

      لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلّها بالبكاء والنياحة كفيلاً بأن يهدَّ أقوى الأعصاب، ويُخرس أفصح الألسنة والخطباء، ويُقعد بأكبر الرجال، ولو لم يكن يتّصل بتلك الضحايا بنسبٍ أو سبب، فكيف بمن رأى ما حلّ بأهله وبنيه وإخوته وأبناء إخوته وعمومته، وأحسّ بثقل المسؤولية وجسامتها… لكنّ ابنة علي (ع)، ذلك الطود الأشمّ الذي ضاهى بصلابته الجبال الرواسي، كانت تجسّد مواقف أبيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الأبطال، وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرةَ العين، تجولُ بين خيام إخوتها وأصحابهم، وتنتقل من خيمةٍ الى خيمة، وهم يستعدّون لمقابلة ثلاثين ألف مقاتل قد اجتمعوا لقتال أخيها الحسين (ع) وبنيه وأنصاره، حتّى إذا أقبلت ضحوة النهار، وسقط أكثر أنصار سبط رسول الله (ص) ومن على ثرى الطف، ورجع الحسين (ع) للوداع الأخير وزينب (ع) إلى جانبه كالمذهولة، قال لها: “مهلاً أُخيّه، لاتشقّي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تشمتي بنا الأعداء”، وأوصاها بالنساء والأطفال، فقالت له: “طِب نفساً وقُرَّ عيناً، فإنّك ستجدني كما تحبّ إن شاء الله”… ولمّا سقط (ع) عن جواده صريعاً، أسرعت إلى مصرعه، وصاحت تستغيث بجدّها وأبيها، وأوشكت الصرخة أن تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأته جسداً بلا رأس، والسيوف والسهام قد عبثت بجسمه وقلبه، ورأت إخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالأضاحي، ومعها قافلةٌ من النساء والأطفال، وأمامها صفوفُ الأعداء تملأ صحراء كربلاء، فرفعت يديها في تلك اللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقةٌ من فيض النبوة والخلود، تناجي ربها وتتضرع إليه قائلة: “اللهم تقبّل منّا هذا القربان”.
      🎗🎗🎗🎗🎗🎗🎗🎗🎗
      هكذا كان على العقيلة زينب (ع) أن تنفّذ وصية أخيها أبي عبد الله (ع)، وتثبت في وجه تلك الأهوال، وأن تحمل قلباً كقلبِ أبيها (ع) في غمار جولاته، وتقف شامخةً بوجه يزيد بن معاوية وجلّاديه الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان!

      بعد الملحمة العاشورائيّة، واستشهاد الإمام الحسين (ع)، تولّت السيّدة زينب (ع) قيادة القافلة، مؤدّيةً بشكل رائع خلال مسيرة الأسر والسبي خطاب العزّة والانتصار الذي بلورته النهضة الحسينيّة، إذ إنّها عندما أُحضرت إلى مجلس ابن زياد في الكوفة، جلست في ناحية من القصر، فغضب ابن مرجانة لعدم الاكتراث به، وقال: من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ وعندما أجيب على سؤاله بأنّ هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أقبل ابن زياد نحوها منتشياً مغروراً، قائلاً لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.

      فقالت زينب (ع) في ردّها على جرأة ابن زياد وتصلّفه: “الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم وطهّرنا من الرجس تطهيراً، وإنّما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله” (1).
      أمّا كلامها في الشام، تحديداً في مجلس يزيد بن معاوية، فقد كان بليغاً وثوريّاً، حيثُ وقفت أمامه تخاطبه قائلة: “فوالله (يا يزيد) ما فريت إلّا جلدك وما حززت إلّا لحمك، ولتردنّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بما تحمّلت من سفك ذريّته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته…” (2). فكان أن حوّل كلامُها مجلس فرح القوم إلى النوح والبكاء (3)، وكان هذا أوّل مجلس عزاء أقيم على الإمام الحسين (ع) لثلاثة أيّام متوالية في قلب مركز خلافة الأمويّين (4)، وفي قلب مدينة دمشق، واستمرّت مجالس العزاء والحزن طيلة مدّة إقامة أهل البيت عليهم السلام في الشام (5).

      عندما رجع ركب السبايا إلى المدينة المنوّرة، واصلت السيّدة زينب الكبرى (ع) دورها، تحدّث الناس وتستنهضهم طلبّ الثأر بدم الإمام الحسين(ع) (6)… وهكذا استحالت الدماء الطاهرةُ المبذولةُ على أرض نينوى نبراساً يخطُّ التاريخ بأحرفٍ من نور في كلّ مكان وزمان.. نبراسٌ أوقدَت شعلتَه من أسماها اللّه تعالى زينب، واختارها لتكون عنواناً للصبر والشجاعة على مدى الأيام 🎗🎗🎗🎗





      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #13
        فداء الكوثر فداء الكوثر
        عضو ماسي











        • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
        • المشاركات: 7760


        #1
        "العزة والكرامة في شخصية السيدة زينب عليها السلام " ◾◾◾

        12-09-2019, 07:32 PM



        من أبرز الصفات النفسية الماثلة في شخصية سيدة النساء زينب (عليها السّلام) هي: العزة والكرامة،
        فقد كانت من سيّدات نساء الدنيا في هذه الظاهرة الفذة، فقد حُملت بعد مقتل أخيها من كربلاء إلى الكوفة سبية ومعها بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد نُهب جميع ما عليهنّ من حُلي وما عندهنّ من أمتعة،

        وقد أضرّ الجوع بأطفال أهل البيت وعقائلهم، فترفعت العقيلة أن تطلب من أولئك الممسوخين - من شرطة ابن مرجانة- شيئاً من الطعام لهم، ولمّا انتهى موكب السبايا إلى الكوفة، وعلمن النساء أنّ السبايا من أهل بيت النبوة سارعن إلى تقديم الطعام إلى الأطفال الذين ذوت أجسامهم من الجوع،

        فانبرت السيّدة زينب مخاطبة نساء أهل الكوفة قائلة
        (الصدقة محرّمة علينا أهل البيت...)

        ولما سمع أطفال أهل البيت من عمّتهم ذلك ألقوا ما في أيديهم وأفواههم من الطعام، وأخذ بعضهم يقول لبعض: إن عمتّنا تقول: الصدقة حرام علينا أهل البيت.

        أيّ تربية فذّة تربّى عليها أطفال أهل البيت إنّها تربية الأنبياء والصدّيقين التي تسمو بالإنسان فترفعه إلى مستوى رفيع يكون من أفضل خلق الله.

        ولمّا سُيِّرت سبايا أهل البيت من الكوفة إلى الشام لم تطلب السيّدة زينب طيلة الطريق أيّ شيء من الإسعافات إلى الأطفال والنساء مع شدّة الحاجة إليها، فقد أنفت أن تطلب أيّ مساعدة من أولئك الجفاة الأنذال الذين رافقوا الموكب.

        لقد ورثت عقيلة بني هاشم من جدّها وأبيها العزّة والكرامة والشرف والإباء، فلم تخضع لأي أحدٍ مهما قست الأيام وتلبدت الظروف، إنها لم تخضع إلاّ إلى الله تعالى

        ◾◾◾◾◾






        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #14
          عطر الولايه
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
          • المشاركات: 7966


          #1
          زينب عليها السلام تضحيات ومواقف

          14-09-2019, 05:36 PM


          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
          وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
          وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
          السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
          لقد تحدث الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجال المعروفين بالجرأة والشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيها إلى جانب الرجل وتؤدي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها، وبلا شك فان اهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ، وان زينب ابنة علي وفاطمة تأتي في الطليعة بعد ابيها واخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل انواع الطهر والفضيلة والجرأة والصبر في الشدائد .
          وليس بغريب على تلك الذات العملاقة التي التقت فيها الأنوار الثلاثة: نور محمد وعلي وفاطمة ومن تلك الأنوار تكونت شخصيتها ان تجسد بمواقفها خصائص النبوة والامامة وأمها الزهراء التي امتازت بفضلها على نساء العالمين .
          ان اللسان ليعجز وان اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عن وصفها وعن التعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة والقدوة العظيمة ابنة علي والزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمها البتول سيدة النساء التي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الامين في الساعات الاخيرة من حياته وقال لها: انت اول اهل بيتي لحوقا بي .
          ان الالمام بحياة بطلة كربلاء في عهود الطفولة والصبا والامومة وكيف نشأت طفلة وشابة برعاية امها الزهراء وأبيها الوصي وفي بيت زوج كريم من كرام أحفاد ابي طالب، وبعد ان اصبحت أما لأسرة غذتها بتعاليم الإسلام وأخلاق امها وأبيها يضطرنا الى التطويل الذي يعرض القارىء للملل في الغالب، وفي الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديث الاجيال والتي تجلت في رحلتها مع اخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته الى الشهادة لتعلم الرجال والنساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراء صورة كريمة عن ذلك الغرس الطيب وعن مراحل نموه حتى بلغ الى هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الإحداث التي لا يقوى على تحملها احد من الناس .

          ومهما كان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عن ذلك الغرس الطيب وكيف نما وتكامل نموه حتى بلغ أشده ونهض بأعباء المسؤولية العظمى وأدى دوره الكامل عندما وقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين والطالبيين رجالاً ونساء على تراب كربلاء، وكيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة وتقوم بدورها الكامل بالحكمة والصبر الجميل ذلك الدور الذي يمثل اسمى درجات البطولة وأغناها بالقيم والمثل العليا .
          لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة على تراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الاجيال ومثلا كريما لكل ثائر على الظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة .

          لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلها بالبكاء والنياحة كفيلا بأن يهد اقوى الاعصاب ويخرس أفصح الالسنة والخطباء ويقعد بأكبر الرجال ولو لم يكن يتصل بتلك الضحايا بنسب او سبب، فكيف بمن رأى ما حل بأهله وبنيه واخوته وأبناء اخوته وعمومته وأحس بثقل المسؤولية وجسامتها، ولكن ابنة علي ذلك الطود الاشم الذي كان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقف ابيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الابطال وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرة العين تجول بين خيام اخوتها وأصحابهم وتنتقل من خيمة الى خيمة وهم يستعدون لمقابلة ثلاثين الف مقاتل قد اجتمعوا لقتال اخيها وبنيه وأنصاره ورأت اخاها العباس جالساً بين اخوته وأحفاد ابي طالب وهو يقول لهم: اذا كان الصباح علينا ان تتقدم للمعركة قبل ان يتقدم اليها الانصار لان الحمل الثقيل لا ينهض به إلا اهله .
          وفي طريقها الى خيام الانصار سمعت حبيب بن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لا يرون هاشمياً مضرجاً بدمه، وسمعت الانصار يقولون: ستجدنا كما تريد وتحسب يا ابن مظاهر، فانطلقت نحو خيمة اخيها الحسين عليه السلام وهي تبتسم وقد غمرها السرور وطفا منه على وجهها اثر رد عليه لمحة من بهائه وصفائه ومضت تريد اخاها الحسين لتخبره بما رأت وسمعت من اخوتها والأنصار وما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له وتلقاها مرحباً وقال لها: منذ ان خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ولا ضاحكة فما الذي رأيت، فقصت عليه ما سمعته من الهاشميين وأنصارهم وظلت الععقيلة ليلتها تلك ساهرة العين تنتقل من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء بين النساء والأطفال واخواتها حتى إذا اقبلت ضحوة النهار وسقط اكثر انصار اخيها ومن معه من بنيه واخوته وابناء عمه على ثرى الطف، ورجع الحسين للوداع الاخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: مهلا اخيه لاتشقي علي جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تشمتي بنا الاعداء، وأوصاها بالنساء والاطفال، فقالت له: طب نفسا وقر عينا فانك ستجدني كما تحب ان شاء الله .
          ولما سقط عن جواده صريعا اسرعت على مصرعه وصاحت تستغيث بجدها وأبيها وأوشكت الصرخة ان تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه والسيوف والسهام قد عبثت بجسمه وقلبه ورأت اخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالاضاحي ومعها قافلة من النساء والاطفال وأمامها صفوف الاعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلك اللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة والخلود تناجي ربها وتتضرع اليه قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان .
          وهكذا كان على العقيلة ان تنفذ وصية اخيها وتثبت في وجه تلك الاهوال وأن تحمل قلبا كقلب ابيها في غمار جولاته وتقف كالطود الشامخ في وجه اولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن ميسون وجلاديه الممعنين في انتهاك الحرمات والمقدسات والذين باعوا ضمائرهم لاولئك الطغاة الجناة بأبخس الاثمان .
          ويقطع الحادي الطريق من كربلاء إلى الكوفة والسبايا على اقتاب الجمال تتقدمهم رؤوس سبعين من الانصار وعشرين من أحفاد ابي طالب بينهم رأس الحسين سيد شباب اهل الجنة، وما ان أطل موكب السبايا والرؤوس ودنت طلائعه من مداخل الكوفة حتى ازدحم الناس في الطرقات ومن على المشارف والنساء على سطوح المنازل ولم يكن نبأ مصرع الحسين قد انتشر في جميع اوساط الكوفيين وأشرفت امرأة من على سطح بيتها فرأت نساء كالعاريات لولا أسمال من الثياب تقنعن بها فظنت المرأة انهن من سبايا الروم او الديلم وأرادت ان تستوثق لنفسها من الظن فطالما كانت ترى مواكب من سبايا الروم والترك تمر بالكوفة لم تر مثل ما رأت على هذا الموكب من الحزن واللوعة، ولم تر قبل اليوم اسرى مع تلك المواكب من الصبيان يشدون بالحبال على اقتاب الجمال كما رأت في هذا الموكب فأدنت المرأة رأسها من احدى السبايا وقالت لها: من أي الاسارى انتن ؟ فردت عليها والالم يقطع أحشاءها: نحن اسارى آل بيت محمد رسول الله .

          وما كادت المرأة تسمع قولها حتى خرجت مولولة معولة وكادت ان تسقط من على سطحها من هول الصدمة والتفتت إلى النساء اللواتي على سطوحهن وقالت: انهن نساء اهل البيت، فتعالى الصياح عند ذلك من كل جانب حتى ارتجت الكوفة بأهلها ولفت نواحيها صرخات متتالية كأنها العواصف في أرجائها والتف النسوة بالموكب يقذفن عليه الارز والمقانع ليتسترن بها بنات علي وفاطمة عن أعين الناس وغصت الطرقات بالنساء والرجال يبكون ويندبون فالتفتت ابنة علي وفاطمة اليهم ببصرها النافذ وقالت: يا اهل الكوفة يا اهل الغدر والختل والمكر أتبكون فلا رفأت الدمعة ولا هدأت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً وهل فيكم إلا الصلف وملق الاماء وغمز الاعداء الا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها بعد ان قتلتم سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب اهل الجنة .
          ويسير الموكب متخطياً تلك الحشود من الرجال والنساء إلى قصر الامارة ليضمها مجلس ابن مرجانة فتجلس متنكرة مطرقة يحف بها موكب النسوة في ذلك المجلس الذميم وهو ينظر اليها ببسمة الشامت المنتصر ويسأل من هذه المتنكرة فلا ترد عليه احتقارا وازدراء لشأنه، وأعاد السؤال ثانيا وثالثاً فأجابته بعض امائها: هذه زينب ابنة علي، فانطلق عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمة وحقده وخسته قائلا: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم، فردت عليه غير هيابة لسلطانه ولا لجبروته قائلة: الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امك يا بن مرجانة .
          فقال لها وقد استبد به الحقد والغضب: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟ قالت: ما رأيت إلا جميلاً، اولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتختصمون عنده وستعلم لمن الفلج ثكلتك امك يا بن مرجانة .
          ويأبى له حقده وصلفه الا ان يتناول قضيباً كان الى جانبه ليضربها به، ولكن عمرو بن حريث احد جلاوزته نظر الى الوجوه قد تغيرت على ابن مرجانة وايقن ان عملاً من هذا النوع سيلهب المشاعر لاسيما وان النفوس قد اصبحت مشحونة بالحقد والكراهية ومهيأة للإنفجار بين الحين والآخر لما حل بالحسين وبنيه وأصحابه فحال بين ابن مرجانة وما اراد فرمى القضيب من يده وعاد يخاطبها بلغة الشامت الحاقد ويقول لها: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعتاة المردة من اهل بيتك، فبكت عند ذلك وقالت: لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يكن في ذلك شفاؤك فقد اشتفيت









          تعليق


          • #15
            روضة الزهراء روضة الزهراء
            عضو فضي











            • تاريخ التسجيل: 29-12-2017
            • المشاركات: 891


            #1
            زينب الملحمة ...ملحمة السيدة زينب عليها السلام

            23-03-2019, 10:24 AM



            اميرة النساء
            زينب الملحمة ...ملحمة السيدة زينب عليها السلام .

            ...............................................
            ان عظمة زينب تكمن في انها في نظر المسلمين أمرأة ذات شأن كبير وعظيم .ليس لأنها أبنة الأمام علي ع .او اخت الحسن والحسين ع.فالنسب لايمكن ان يكون سببا لذلك او تلك العظمة والمكانة .فلقد كان لجميع الأئمة بنات وأمهات وأخوات ولكن من منهن كانت كزينب الكبرى.وعظمتها كانت نتيجة لموقفها وحركتها الأنسانية والأسلامية مبنية على أساس التكليف الشرعي الألهي فان تلك الحركة هي التي منحتها تلك العظمة .فأن ذهاب زينب ع مع الحسين ع الى كربلاء لم تكن عاطفية لانه اخوها فمن ظن ذلك فهو واهم وبعيد عن الحقيقة ان حركتها وخروجها كان مبني على ثوابت شرعية منبعها هي احياء دين الله ودين جدها رسول الله فهي كانت تشعر ان ذلك كان تكليفا شرعيا .فلم تكن متحيره او متعجلة او شابها ذرة من الريبة او الشك او الخوف في اتخاذ القرار الصائب.كما كان هناك موقف لرجال كان يعتمد عليهم فشلوا في اتخاذ القرار الصح والحاسم وكانوا متحيرين من امرهم امثال ابن عباس وأبن جعفر.لكن زينب ادركت جيدا ان الطريق الذي ستسلكه وسلكته هو عين الصواب .فهي تعرف صعوبته ولكن عظمة التكليف كان عندها اكبر .وان العظمة الأكبر لزينب ع تجلت اكثر عندما استشهد الأمام الحسين ع.فأن الوضع الذي كانت فيه زينب عليها السلام لايمكن ان يحتمله او تحتمله امرأة فهي احتلت مكانه لايستطيع ان يصل اليها اعظم الناس في تأريخ البشرية .
            ان كربلاء دون زينب ماكانت لتكون كربلاء.وكذلك عاشوراء .فالمتتبع لحركة زينب عليها السلام يشعر .ان حسينا ثانيا كان في لباس امرأة وفي ثوب ابنه علي ع.فلولاها لكاد الامام السجاد يقتل ع. وان نداء الحسين لايصل لولا نهضتها الأعلامية في فضح ماأرتكبه بنو أميه من قتل امام مفروص الطاعة ع..فزينب كانت بالنسبة للأمام الحسين ع. امة في امرأة اسمها زينب ع.فلم يشعر بالوحدة او الخوف او الغربة فهي كانت له بمثابة الصديق والمواسي .فعبارة انتصر الدم على السيف.في كربلاء جاءت من خلال زينب ع.فأن الواقعة العسكرية انتهت بهزيمة ظاهرية لقوى الحق.في ميدان عاشوراء. زينب هي التي حولتها الى انتصار .فأن انتصار يزيد لع.المشؤوم والمزعوم ابدلته زينب الى هزيمة وعار وشنار ووصمة عار في جبينهم جاء ذلك من خلال خطبتها في مجلس يزيد لع.حيث زلزلت الارض به وبحاشيته وعرت وكشفت زيفهم وكذبهم وافترائهم على الناس بتزييف دينهم .حيث تحولت زينب من المرأة التي تعتز بحجابها وعفتها الى امرأة قل نظيرها في التأريخ فهي وقفت في مقر قيادة الجبروت والنمرود والطغيان .لتعلن ثورتها المكملة لثورة اخيها .من مثل زينب ع التي خرجت وهي تاركة لجثث اخوها واهل بيتها فمن مثلها تخرج مكسورة .لكنها خرجت اقوى عودا وصلابة فقبلها خطبت في شوارع الكوفة.لتكشف زيف اولئك الذين خانوا ونقظوا العهود والمواثيق. لتبهر العالم بكلام لم يسمعوه الا في زمن ابيها فذكرتهم به وجعلتهم يعيشون الانكسار والذل والهوان والشعور المطبق بالذنب والجريمة النكراء التي ارتكبوها .بحق امام هو خليفة الله الشرعي .هكذا كانت زينب ع.ام الملاحم والبطولات سلام عليك مولاتي .يوم ولدت ويوم اديت ماعليك لربك واخيك ويوم ذهبت لربك تشكين اليه غدر امة نبيه بفلذة كبده واهل بيته ..سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.






            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #16
              دور السيدة زينب في كربلاء .....

              🔴حياة السيدة زينب (عليها السلام)
              كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة.

              فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى (ص) وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر.


              ♨️والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسول (ص) ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها.

              والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب.

              ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن
              وما تجرع فيها من غصص وآلام،
              فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات.. كانت لإعداد السيدة زينب (عليها السلام) لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين (عليه السلام) بكربلاء.


              فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله (ص).
              وكان للسيدة زينب (عليها السلام) دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين (ع).

              كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (ع) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.

              🖥🖥🖥🖥🖥
              لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب (ع)، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها..
              حينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين (ع) بعد قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدججين بالسلاح،

              ⚫🔴 فلما وقفت على جثمان أخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين وهي تراه جثة بلا رأس مقطع إرباً إرباً، فالكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هز أعماق الناظرين، فأمام تلك الجموع الشاخصة بأبصارها إليها جعلت تطيل النظر إليه فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة ((اللهم تقبل منا هذا القربان)).


              🔴أي كلام تنطق به هذه السيدة، إن كان لا يعدى عدة كلمات إلا أنه كبير وعميق في مغزاه ومحتواه، بهذا الكلام هزت الجيش الأموي، كانت كالعاصفة دمرت الطغاة القتلة أعداء الرسول من الأعماق،

              فقد كانوا يتصورون عندما ترى السيدة زينب (ع) هذا المشهد المرعب والمريع سوف تضعف وتنهار لكنها كانت صامدة وصابرة ولم تنهار وإنما أعطت الأمة دروساً قيمة في التضحية من أجل العقيدة حينما دعت الله تبارك وتعالى أن يتقبل من هذا البيت الطاهر قربان العقيدة وفداء الإيمان .

              📟📟📟📟📟📟📟📟📟📟
              📟📟📟📟📟📟📟📟📟📟





              تعليق


              • #17
                ( خطبة السيدة زينب عليها السلام)
                في مجلس يزيد لعنة الله عليه

                🔴وقفت هذه السيدة العظيمة
                وردتعليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره وسلطانه،ومستنكرة فعلته النكراء وقالت:
                🔴((الحمد لله رب العالمين وصلى
                الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه حيث قال:
                (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) ..
                أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك..))
                إلى آخر الخطبة.

                🌠أن خطبة السيدة زينب (ع) قد فضحت يزيد عليه اللعنة وهي تتكلم بكل فصاحة وطلاقة دون أن ترتعد فرائصها أو ينتابها الرعب أمام هذا الحاكم الظالم وهو محاط بجلاوزته وحاشيته.

                ومرغت كبرياءه بالوحل وفضحت مخططاته التي استهدفت الإسلام ووقفت ابنة علي كاللبوة في مجلس الظالمين، إن هذه الكلمات النارية التي رددتها بنت الرسالة أماطت اللثام عن الوجه الحقيقي للأمويين، وكشفت للناس زيفهم وكفرهم، وعرفوا الناس الحقيقة المرة، هنا انعكس الأمر على يزيد وتحول المجلس إلى ساحة محاكمة لجرائمه وفوجئ يزيد بهذا الانقلاب المفاجئ وفقد السيطرة على نفسه ولم يعد يدري كيف يواجه هذا الأمر فكان يتهرب من الموقف بقطع الكلام على السيدة زينب (ع) إلا أنها كانت تسمو أكثر فأكثر..​...

                ♨️♨️♨️♨️♨️♨️♨️♨️♨️♨️






                تعليق


                • #18
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
                  عظم الله لكم الاجر ورزقكم الشفاعة والزيارة وحسن العاقبة..
                  لم يشهد العرب أن يكون القاءد للجيش امرأة وكانت العرب تعيب أن يولد للرجل بنت ( ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) حتى بعد أن جاء الإسلام ونبذ ذلك ظلت المرأة أقل شأنا من الرجل وهو الذي يتكفل بكل شيء عنها خارج البيت في المؤنة والحماية ،واذا اربد الانتقاص من أمة أسرت بناتها وبيعت وسبيت.
                  لكن زينب قلبت الموازين كلها فهي القاءد المهزوم المنتصر ،صحيح ثكلت بأهلها واخواتها لكنها لم تتزحزح عزيمتها ولم يقل إيمانها فهي في ليل المعركة تصلي صلاة الليل وتؤدي شعائرهاباكمل وجه وترى كل الذي حدث جميلا بعين الله حملت الأمانة بعد شهادة أمام زمانها وأدت وقامت بمسؤليتها على أكمل وجه لملمت شتات من حولها وسارت بعزيمة الابطال وركزت رمحها بكلام بقلوب أعداءها لم تذل بل اذلت أعناق أعداءها وزعزعت عروشهم لا بسيف ولا آلة حادة من آلات الحرب بل كان حسامها الكلمة والعفة والشموخ الذي ورثته من اجدادها وأبيها واخوتها وامها ،لم ترضخ لعدو ولم ولن تركع وبقي رأسها عال رغم وتحل بها ففازت بخير الدنيا والآخرة ..
                  والسلام عليك يا جبل الصبر طبت وطابت الأرض التي فيها دفنت وفزت فوزا عظيما...

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X