إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب الشهر المبارك ( أسئة وأجوبة رمضانية)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31


    المسألة:

    ما رأيكم في قول الصدوق في أماليه إن إحياء ليلة القدر بطلب العلم هو الأفضل؟ مع أنه لم يذكر روايةً تدل على ذلك؟ ولم ينقل عن غيره من العلماء حتى من المحدثين؟




    الجواب:

    لعله استفاد ذلك من مثل ما رُوي عن النبي (ص) قال: "طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله عز وجل"(1).



    وما رُوي عنه (ص) أنه قال: "طلب العلم ساعةً خيرٌ من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر"(2).



    وما رُوي عنه (ص): "من تعلَّم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا"(3).



    وما رُوي عنه (ص) انه قال لأبي ذر: "يا أبا ذر! لإن تغدو فتعلم آية من كتاب الله، خيرٌ لك من أن تُصلِّي مائة ركعة. ولإن تغدو فتعلم باباً من العلم، عمل به أو لم يعمل، خيرٌ من أن تُصلِّي ألف ركعة"(4).



    وما رُوي عنه (ص): "طلب العلم أفضل من العبادة، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾(5)"(6).



    والروايات القريبة من هذه المضامين عديدة.



    والحمد لله رب العالمين



    الشيخ محمد صنقور


    1- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 10 ص 131.

    2- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 10 ص 131.

    3- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 1 ص 180.

    4- سنن ابن ماجة -محمد بن يزيد القزويني- ج 1 ص 79.

    5- سورة فاطر / 28.

    6- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 66 ص 80.

    تعليق


    • #32
      اي فوز يتحدث عنه أمير المؤمنين؟

      الجواب


      أنقل لكم كلمة رائعة كتبت بحق الإمام (ع)، من قبل "الدكتور عباس محمود العقاد في كتابه عن الإمام علي -عليه السلام- معلقا على ما قاله الإمام ليلة تلقيه الضربة من قبل اللعين ابن ملجم "فزت ورب الكعبة" بهذا الإعلان العظيم اختتم علي -عليه السلام- حياته التي ابتدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله!.

      ومابين المبدأ والمنتهى كانت سجدة طويلة لله .. يعلن الفوز في وقت عظيم، ومكان أعظم ... وطريقة ظلت تهز أركان التاريخ .. لم أعرف أو أسمع عن حاكم يتم اغتياله في عاصمته ويقسم برب الكعبة ويقول: (فزت)!!. اي فوز يتحدث عنه علي ابن ابي طالب عليه السلام؟!

      أنا أقسم برب الكعبة لو إجتمعت كل قواميس السياسة والحكم في العالم لما استطاعت ان تحيط بمعنى هذا الفوز!.

      اشترك في 80 غزوة وصرع بها أبطال العرب وصناديدهم، ولم يقل فزت!!

      بايعه الناس على الخلافة في مشهد لم يسبق لاي خليفة أن مرّ به، ولم يقل فزت!!.

      بل قال: اتخذوني وزيراً لا أمير!.

      منذ سنين كلما أمر على هذه الكلمة ((فزت ورب الكعبة)) أشعر ان كل منظومتي الفكرية تهتز!!.

      إذا كان علي عليه السلام هو الفائز .. فمن الخاسر ياترى؟!!

      الفوز والخسارة في قاموس عليّ يرسمان لوحة الإنسانية التي ارادها الله ان تستخلفه في عالم الوجود .. فليراجع كل منّا (فوزه) و (خسارته) ويعرضهما على قاموس عليّ عليه السلام ..."

      الحقيقة الأكيدة فاز الإمام علي -عليه السلام- بالفوز المبين، وخسر كل من نصب العداء له -للإمام علي(ع)-، وحاربه ومن حاول الإساءة إليه وتهميشه، وخسرت الإنسانية بفقده ورب الكعبة .. انها خسارة للعالمين.
      ​من شبكة النبا المعلوماتية

      تعليق


      • #33
        المعراج النبوي وتاريخ تشريع الصلاة في الإسلام

        الجواب ​

        أجمع علماء الإسلام قاطبة على أنّ الصلوات الخمس قد فُرضت على الأمّة المحمّدية في ليلة الإسراء والمعراج حيث كان خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله وسلم وافداً على الله تعالى، ولأنّ ضيف الكريم كريم، أتحفه مولاه بهذه التحفة التي هي غرّة الطاعات ورأس المعاملات والقربات، وفضلها على سائر العبادات لمزايا كثيرة، ومن هذه المزايا أنّها فُرضت في ذاك المقام الأسنى على بساط العزّة بحضرة الملأ الأعلى، وفي هذا تنويه بهذه الطاعة، وتشريف لها على سائر الطاعات، واتفقت أقوال من يُعتنى بقوله من علماء الإسلام على أنّ الإسراء كان بمكّة المكرّمة قبل الهجرة النبويّة على مهاجرها العظيم وأهل بيته أفضل الصلاة وأزكى السلام، ثم اختلفوا في السنة التي أُسري به صلى الله عليه وآله وسلم فيها فقيل: في السنة الثانية من البعثة كما هو مروي عن ابن عباس، وقيل في السنة الثالثة منها كما في الخرائج، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وقيل في السنة الخامسة، أو السادسة، وقيل وقيل، وقيل... والأقوال المنقولة في تعيينها مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولكن المتتبّع يعلم أنّه لا منافاة بين كونه صلى الله عليه وآله وسلم كان يُصلّي صلاة خاصّة، وبين كون الصلوات الخمس فُرضت عليه في السماء ليلة الإسراء، فإنّ فرض أصل صلاته كان قبل ذلك، وإنّ هذا الأمر لم يكن خافياً على من عاداه من قريش فضلاً عن أتباعه.

        والأخبار التي أوردها جملة من علماء المسلمين وتنصّ على صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ بدء بعثته كثيرة حيث كانَت فَرضاً عَلَيهِ، وسُنَّةً لأمّتِهِ، وكذلك نافلة الليل قد كانت مشروعة له صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب المجيد، والذي فيه أيضاً عدّة من الآيات الكريمة تدلّ على أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يُقيم الصلاة منذ بعثه الله نبيّاً كقوله تعالى في سورة العلق: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾[1]، وسورة العلق هي أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما هو معلوم، وفي تفسير هذه الآيات يقول العلّامة الطباطبائي أعلى الله مقامه: المراد بالعبد الذي كان يُصلّي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما يُستفاد من آخر الآيات حيث ينهاه صلى الله عليه وآله وسلم عن طاعة ذلك الناهي، ويأمره بالسجود والاقتراب، وسياق الآيات - على تقدير كون السورة أول ما نزل من القرآن ونزولها دفعة واحدة - يدلّ على صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول القرآن، وفيه دلالة على نبوّته قبل رسالته بالقرآن، وأمّا ما ذكره بعضهم أنّه لم تكن الصلاة مفروضة في أول البعثة، وإنّما شُرّعت ليلة المعراج على ما في الأخبار، وقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾[2]، ففيه أنّ المسلَّم من دلالتها أنّ الصلوات الخمس اليومية إنّما فُرضت بهيئتها الخاصّة ركعتين ركعتين ليلة المعراج، ولا دلالة فيها على عدم تشريعها قبل، وقد ورد في كثير من السور المكّية، ومنها النازلة قبل سورة الإسراء كالمدّثر والمزمّل وغيرهما ذكر الصلاة بتعبيرات مختلفة[3].

        قربان الأتقياء، دار المعارف الإسلامية الثقافية

        [1] سورة العلق، الآيتان 9 - 10.
        [2] سورة الإسراء، الآية 78.
        [3] المفسر السيد محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، بيان روائي لتفسير سورة العلق.

        تعليق


        • #34
          ما هي دلالات العيد وتجلّياته؟

          الجواب


          ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "إنّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه"([1]). إن مفهوم العيد من وجهة نظر الإسلام معناه انتصار الإنسان على نفسه من خلال أدائه لواجباته، ولذلك يكون العيد بعد القيام بالعبادة، والفرح إنّما يكون بهذا الإنتصار،


          ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "إنّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه"([1]). إن مفهوم العيد من وجهة نظر الإسلام معناه انتصار الإنسان على نفسه من خلال أدائه لواجباته، ولذلك يكون العيد بعد القيام بالعبادة، والفرح إنّما يكون بهذا الإنتصار، قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّه﴾([2])، لأنّ الانتصار كما يكون في ساحات الجهاد الأصغر يكون كذلك في ساحات الجهاد الأكبر.

          كان أصحاب رسول الله يودّعون شهر رمضان بالبكاء كمن يفقد عزيزاً، وذلك لانتهاء مهلة مضاعفة الأجر والثواب، هذه المهلة التي كانت فرصة لتهذيب النفس ولجم شهواتها والانتصار على غرائزها.

          ولمّا كان العيد شعيرة دينيّة من شعائر الله تعالى لزم إبراز هذه الشعيرة بكلّ المظاهر الدينيّة من الصلاة جماعة والتكبير والتهليل والتحميد وقراءة الأدعية المستحبّة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس"([3]).

          ولا بدّ بعد العبادة الطويلة التي قمنا بها في هذا الشهر وما تركت من أثرٍ على النفوس والقلوب من تجلّي هذه الآثار على عدّة مستويات أهمّها: 1ـ على المستوى الفرديّ: أن يكون العيد يوم معاهدة يعاهد الإنسان ربّه على أن يبدأ صفحة جديدة من السلوك والعمل الخالي من الذنوب، وأن لا يرجع إلى غيّ أو ضلالةٍ أو انحرافٍ أو ظلم ٍ أو أي سيئةٍ تبعده عن رضا الله تعالى، وهذا هو العيد الحقيقيّ كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "كلّ يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد"([4]).

          2ـ على المستوى الأسريّ: ينبغي أن تتجلّى صلة الرحم وزيارة الأقارب في هذا اليوم لا سيّما الوالدين والاهتمام بالزوجة والأولاد، ونحرص على توطيد العلاقات داخل الأسرة، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "تزاوروا في بيوتكم فإنّ ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا"([5]).

          كما يستحبّ الاهتمام بالتزيّن في اللباس والمظهر وإدخال السرور والفرح على نفوس الأولاد والأطفال حتى يقترن العيد في نفوسهم بهذه المعاني، ويحرص على تقديم التهاني والتبريكات وتقبيل الأطفال وتقديم الهدايا والقيام بكلّ ما من شأنه أن يشيع جو الإلفة والمودّة والوئام.

          3ـ على المستوى الإجتماعيّ: أهمّ ما يجب المبادرة إليه هو نبذ الخلافات وإشاعة روح المودّة والتسامح والتصالح، فلا ينبغي أن يبقى متخاصمَين، ولا نترك قطيعة أو بغضاء بين المؤمنين إلاّ ونعمد على إزالتها يوم العيد.

          كما ينبغي الرأفة بالفقراء والمحتاجين الذين لا يقدرون على توفير الحاجات الماديّة المطلوبة ومساعدتهم ليشاركوا إخوانهم بهذا الفرح، فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد"([6]).

          ولا بدّ من عيادة المرضى ومواساتهم لا سيّما الجرحى، وزيارة أهل القبور لا سيّما قبور الشهداء.

          كما لا ننسى الدعاء للمجاهدين المرابطين على الثغور حفظاً لكرامة الأمّة وعزّتها، الذين يمضون يوم العيد مع بنادقهم وفي متاريسهم.

          زاد المبلغ في شهر الله، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

          ([1]) وسائل الشيعة، ج15، ص308.
          ([2]) الروم 3.
          ([3]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج3، ص2198.
          ([4]) نهج البلاغة، ج4، ص100.
          ([5]) الخصال، الشيخ الصدوق، ص22.
          ([6]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص199.


          تعليق


          • #35
            هل شهر رمضان تامٌّ لا ينقص أبداً(يعني يأتي ثلاثين يوماً دائماً) كما أنّ شهر شعبان ناقص دائماً؟

            الجواب

            ذهب الصدوق في الفقيه إلى أنّ شهر رمضان تامٌّ لا ينقص أبداً(يعني يأتي ثلاثين يوماً دائماً) كما أنّ شهر شعبان ناقص دائماً(أي تسعة وعشرين يوماً دائماً)، النصوص دلّتْ على ذلك صريحاً التي منها ما رواه عن حذيفة بن منصور عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبدا!

            ونسب هذا القول إلى الشيخ المفيد أيضاً ..غير أنّ له رسالة خاصة خطية أسماها بالرسالة العددية، أبطل فيها هذا القول وأنكره أشدّ الإنكار، كتبها تأييداً لما ذهب إليه شيخه ابن قولويه من أنّ شهر رمضان كساير الشهور: يصيبه ما يصيبها، ربما ينقص وربما لا ينقص..

            (الرد على هذا القول)

            وكيفما كان فسواء أصحت النسبة أم لا، فالقول المذكور في غاية الضعف والسقوط:

            1-لعدم استقامة إسناد تلك الروايات، وقد ذكر في التهذيب أنّ أكثرها تنتهي إلى (حذيفة بن منصور عن معاذ) وكتاب حذيفة معروف مشهور، ولم يوجد فيه شيء من هذه الروايات، ولو كان الحديث صحيحا عنه لوجد طبعا في كتابه !

            2-من الغريب أنّ الصدوق -على إصراره في اختيار هذا القول بتلك المثابة التي سمعتها من مقالته - ذكر بنفسه في باب أنّ الصوم والافطار للرؤية أنّه إذا افطر يوم الشك ثم ظهر أنّه من رمضان يقضيه؛ فإنّه كيف يجتمع هذا مع البناء على أنّ شهر شعبان ناقص دائما ورمضان تام أبدا؟!

            3-لا شك أنّ ما دلّ على أنّ شهر رمضان كساير الشهور يصيبه ما يصيبها نصوص متواترة -ولو إجمالا- وجملة منها صحاح، فكيف يمكن رفع اليد عنها بالنصوص المعارضة لها التي لا تنهض للمقاومة ولا ينبغي الاعتناء بها تجاهها حتى لو تمّ إسنادها؟!

            4-على أنّها غير قابلة للتصديق في أنفسها، ضرورة أنّ حركة القمر حركة واحدة، كما أنّ الشمس ليست لها سرعة وبطوء باعتبار الشهور، فكيف يمكن تخصيص شهر من بينها بالتمام دوما، وآخر وهو (شعبان) بالنقص أبدا.؟!

            5-نعم، من الجائز ان السنين التي صام فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان الشهر فيها تامّاً من باب الصدقة والاتفاق، وأمّا تمامية شهر رمضان مدى الأعوام والدهور ومنذ خلق الله السماوات والارض-فشيءٌ مخالف للوجدان والضرورة، وغير قابل للتصديق بوجه؛ ولذلك أصبحت المسألة كالمتسالم عليها بعد الشيخ الطوسي (قده) وأنّه لا عبرة بالعدد بل بالرؤية فقط، أما بنفسه أو بالشياع ونحوه.

            .( المستند: كتاب الصوم، ص 105، بتصرّف).


            السيد علي الحسيني · 18-04-2023

            تعليق


            • #36
              رفع الله قدرك في الدارين









              Showbox jiofi.local.html tplinklogin
              التعديل الأخير تم بواسطة ahmedabdallah; الساعة 25-07-2023, 05:10 PM.

              تعليق


              • #37
                اللهم صل على محمد وال محمد
                نكمل الموضوع ان شا الله

                تقبل الله منا ومنكم

                تعليق


                • #38
                  عدم الضرر شرط مهم لصحة الصوم

                  للاطلاع ع الموضوع ع الرابط ادناه




                  بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين لقد ذكر فقهاء الإمامية شرطية عدم المرض لصحة الصوم ، وهذا أمر ضروري في الجملة قد نطق به القرآن الكريم ، حيث




                  تعليق


                  • #39

                    لماذا سميت معركة بدر، يوم الفرقان؟

                    الجواب

                    هذه الليلة القادمة هي ذكرى وقعة بدر، أوَّلِ معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، ويومها يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان كما في كتاب الله عز وجل، وكل انتصارات الإسلام بعدها تتفرع عليها، وتستمد منها العزيمة الصادقة وتستضيء بنورها.

                    كانت وقعة بدر في السنة الثانية للهجرة، وقد سميت باسم المنطقة التي حصلت المواجهة فيها بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله، وبين قريش بكل خيلائها وجبروتها، وهي منطقة تقع على بعد حوالي مائة وسبعين كيلو متراً عن المدينة باتجاه مكة، وتبعد عن مكة حوالي مائتين وثلاثين كيلو متراً.

                    وكانت هذه المنطقة في طريق قوافل قريش التي كانت تسيَّر بانتظام بين مكة والشام، وهو مايعني أنها كانت ممراً حيوياً بل واستراتيجياً لتجارة قريش التي تشكل عصب حياتها الإقتصادية وبالتالي السياسية.

                    طيلة ثلاثة عشر عاماً من بعثة المصطفى صلى الله عليه وآله، بذل عتاة مكة كل ما أمكنهم لإطفاء نور الله تعالى، فلم يزدد الإسلام إلا توهجاً.

                    صبر المسلمون على الأذى، وصمدوا أمام التحديات التي تُوِّجت بحصار الشعب والذي استمر أكثر من ثلاث سنوات.

                    ومن الواضح أن قريشاً كانت ماضية قُدماً في تصعيد خطواتها ضد الإسلام لمنع انتشاره، بل وأوغلت في تنفيذ ذلك إلى حد المحاولات المتكررة لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله، الأمر الذي أدى إلى هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة في ظروف حتّمت هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله.

                    وقد واصلت قريش عدوانها على الرسول والرسالة حتى بعد الهجرة، محاولة استغلال نفوذها وهيمنتها على العرب وعلاقاتها باليهود في المدينة، بالإضافة إلى محاولات الإغتيال المتكررة التي خُطط لها في مكة، واستهدفت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو في المدينة المنورة.

                    لقد احتضنت المدينة الإسلام في ظروف سياسية بالغة التعقيد تتشابك في رسمه عناصر أربعة: الصراع القبلي الحاد بين الأوس والخزرج، والحضور اليهودي الفاعل، وضغوط قريش على أهل المدينة بهدف منعهم من التحالف مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وسرعان مابرزت محاولات النصارى لاختراق الجبهة الداخلية للمدينة عبر أبي عامر الراهب ومسجد الضرار.

                    وقد حرصت قريش على زرع العقبات في طريق بناء نواة الكيان السياسي الإسلامي، من خلال توظيف ثقلها السياسي في المدينة لتأليب الأطراف على رسول الله صلى الله عليه وآله.

                    كان ذلك يعني أن المعركة مستمرة بين الإسلام وقريش، ولو بصيغة" الحرب الباردة" وكان استمرار قريش قي الإفادة من ممرها الحيوي على مقربة من المدينة المنوِّرة، يتيج لها مواصلة تآمرها من موقع المتمكن من زمام الأمور في شبه الجزيرة، كما كان حرمانها من هذا الممر الحيوي الآمن يشكل أول رد جذري على مسيرتها العدوانية الحافلة والتي أخذت منحىً تصاعدياًمنذ إعلان الدعوة، ولم تكن المدينة بمنطق موازين القوى عقبة أمام جبروت قريش، الأمر الذي يعني بجلاء أن غزو المدينة كان الخيار المتعين في حال فشل الأساليب الأخرى السياسية والأمنية.

                    في هذا السياق جاء تصدي المسلمين بقيادة المصطفى لجبروت قريش عبر استهداف قافلتها التي كانت قادمة من الشام بقيادة أبي سفيان، رداً على هذا العدوان المستمر بما يسهم في إضعافه ويفرض معادلة جديدة تمكن الدعوة من شق طريقها بالكلمة والموعظة الحسنة والتأسيس لحماية ذلك بالقوة حين تدعو الحاجة.

                    وقد تطور الموقف بسرعة متوقعة لأن "أم القرى" مركز الثقل السياسي والعسكري في الجزيرة العربية آنذاك لم تكن تتحمل قيام كيانٍ سياسي بقيادة " محمد والصُّباة معه".

                    قرأت قريش الموقف بأبعاده، واستنفرت كل طاقتها الهجومية – دون حلفائها- وخرج كل عتاتها ماعدا أبا لهب الذي مات بالطاعون بعد بدر بفترة وجيزة، لشن هجوم أرادته حاسماً ونهائياً.

                    وفي المقابل لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وآله بكل ثقله العسكري. كأن الله تعالى أراد استدراج كل قريش ليقتلها بصفوة مختارة هي من شهد المعركة وكشفت مواقفه يقينه، وشارك فيها.
                    وكأن الله تعالى أراد أن تكون المعركة الأولى بين الإسلام والكفر غير متكافئة مادياً.


                    مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.

                    تعليق


                    • #40
                      معنى القدر في الاية المباركة ؟
                      قال تعالى: (إِنَّا انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى‏ مَطْلَعِ الْفَجْر) سورة القدر

                      لغةً: قَدَرَ ـ قََدراَ وقَدَراَ الرزق: قسمه وـ اللهُ عليه الأمر: قضى وحكم به عليه وـ قَدَارَةً الشيءَ: هيَّأَه ووقَّته. قََدَّرَ الله عليه الأَمرَ وقدَّر له الأَمرَ: قضى وحكم به عليه. استَقدَرَ الله خيراً: سأله ان يقسم له به. والقَدَر بفتح القاف والدال جمعه أقدار: ما يُقَدِّرَه الله من القضاء ويحكم به، وليالي القدر بفتح القاف وسكون الدال ليال مخصوصة من شهر رمضان.
                      المنجد في اللغة باب قَدَرَ.

                      تفسيراً: قال الإمام الشيرازي الراحل ـ نور الله مضجعه ـ في التبيين ط2 2002م دار العلوم ص621: سورة القدر مكية وآياتها خمس:
                      (إِنَّا انزَلْنَاه) أي القرآن (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) في شهر رمضان, فقد انزل بمجموعه على قلب الرسول صلى الله عليه وآله, ثم ابتدأ من يوم المبعث منجماً بواسطة جبرائيل.
                      (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) تعظيم لها وإبهام لفضلها.
                      (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فإنها أفضل عند الله من ذلك, وثواب العمل فيها كثير جداً.
                      (تَنَزَّلُ) تتنزل في كل عام (الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ) جبرئيل عليه السلام (فِيهَا) في تلك الليلة إلى الأرض (بِإِذْنِ رَبِّهِم) بأمره تعالى, يأتون إلى النبي أو الإمام عليه السلام (مِن كُلِّ أَمْرٍ) مربوط بهذا العالم, وذلك مثل عرض الملك ما يريد عمله إلى رئيس الوزراء تشريفاً له.
                      (سَلاَمٌ هِيَ) ليلة القدر ينزل الله بالسلام لأهل الأرض, لكنهم يغيرونه بسبب المعاصي إلى المكاره حَتَّى (مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فإن عند طلوع الفجر تنقطع الملائكة وقد جاءوا بكل ما يكون في السنة المقبلة.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X