كادر المجلة
عضو ذهبي
#20
23-12-2015, 04:20 PM
بولادة النور انتهى عهد الظلام
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)/ (آل عمران:164)
كانت مدينة مكة غارقة في سكون وظلام ثقيلين وآفاقها في انتظار فجرها الحبيب كان عهد الجاهلية عبارة عن ظلام يضم بين طياته نوراً يكاد
يضيء العالم بأسره، أصداء تحمل بشرى ظهور نبي جديد والكل هناك يتحدث عن هذا النبي المرتقب، كلّ القلوب واجفة والآمال معقودة عليه فحلكة الظلام تؤذن بظهور الفجر وجاءت الأحداث لتنبئ عن حدوث أمر عظيم فهاهو إيوان كسرى العظيم الذي كان مثالاً للقدرة والسلطان الذي لا يزول
قد تحطم إجلالاً لهذا الوليد وها هي النار الفارسية خبت وانطفأت لأول مرة منذ ألف سنة لتقول انه لا يُعبَدُ إلاّ الله، بحيرة ساوة قد جفت لتنبئنا بحقيقة
ما يجري على وجه الأرض، واهتزت عروش طغاة قريش بوقوع أصنامهم وانكسارها أمام جلالة هذا المولود المبارك والمدينة تنتظر النور الذي يقودها نحو الكمال وآمنة بنت وهب وحدها في جوف الليل وسكونِهِ يقظة مع آلام المخاض إذ اجتمعت عندها نسوة مهيبات نورهنّ يملأُ أركان
الغرفة، تعبق منهنّ رائحة زكية وتحيرت كيف استطعن الدخول من الباب الموصدة لم يطل تحيرها قد جاء للدنيا وليدها المبارك في سحر اليوم
السابع عشر من ربيع الأول فأنار بطلعته بيت آمنة الحزين لفقد الزوج الحبيب إذ لم يمهله الموت ليرتوي من وليده المبارك الذي بقى يؤنس وحشة أمِّهِ مجيئه أكبر نعمة من الله وأفضل إحسان للكائنات جميعاً لقد جاء من يرشد الناس إلى طريق الله أرسله للإنسانية يتلو عليهم آياته ويطهرهم من
ارجاسهم لتصبح أنفسهم صافية نقية وتسمو إلى أعلى المراتب فهنيئاً لنا هذا المولود الذي أنار طريقنا وسط الظلام.
بشرى عبد الجبار
تم نشره في العدد 54
عضو ذهبي
- تاريخ التسجيل: 27-06-2014
- المشاركات: 1248
#20
23-12-2015, 04:20 PM
بولادة النور انتهى عهد الظلام
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)/ (آل عمران:164)
كانت مدينة مكة غارقة في سكون وظلام ثقيلين وآفاقها في انتظار فجرها الحبيب كان عهد الجاهلية عبارة عن ظلام يضم بين طياته نوراً يكاد
يضيء العالم بأسره، أصداء تحمل بشرى ظهور نبي جديد والكل هناك يتحدث عن هذا النبي المرتقب، كلّ القلوب واجفة والآمال معقودة عليه فحلكة الظلام تؤذن بظهور الفجر وجاءت الأحداث لتنبئ عن حدوث أمر عظيم فهاهو إيوان كسرى العظيم الذي كان مثالاً للقدرة والسلطان الذي لا يزول
قد تحطم إجلالاً لهذا الوليد وها هي النار الفارسية خبت وانطفأت لأول مرة منذ ألف سنة لتقول انه لا يُعبَدُ إلاّ الله، بحيرة ساوة قد جفت لتنبئنا بحقيقة
ما يجري على وجه الأرض، واهتزت عروش طغاة قريش بوقوع أصنامهم وانكسارها أمام جلالة هذا المولود المبارك والمدينة تنتظر النور الذي يقودها نحو الكمال وآمنة بنت وهب وحدها في جوف الليل وسكونِهِ يقظة مع آلام المخاض إذ اجتمعت عندها نسوة مهيبات نورهنّ يملأُ أركان
الغرفة، تعبق منهنّ رائحة زكية وتحيرت كيف استطعن الدخول من الباب الموصدة لم يطل تحيرها قد جاء للدنيا وليدها المبارك في سحر اليوم
السابع عشر من ربيع الأول فأنار بطلعته بيت آمنة الحزين لفقد الزوج الحبيب إذ لم يمهله الموت ليرتوي من وليده المبارك الذي بقى يؤنس وحشة أمِّهِ مجيئه أكبر نعمة من الله وأفضل إحسان للكائنات جميعاً لقد جاء من يرشد الناس إلى طريق الله أرسله للإنسانية يتلو عليهم آياته ويطهرهم من
ارجاسهم لتصبح أنفسهم صافية نقية وتسمو إلى أعلى المراتب فهنيئاً لنا هذا المولود الذي أنار طريقنا وسط الظلام.
بشرى عبد الجبار
تم نشره في العدد 54
تعليق