إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى( العمل الصالح)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    الرضا
    مشرف قسم فضائل أهل البيت (عليهم السلام)











    • تاريخ التسجيل: 09-08-2010
    • المشاركات: 10360


    #1
    اثر المداومة على العمل الصالح

    15-12-2017, 11:07 AM



    اثر المداومة على العمل الصالح




    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله:‏ "
    إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا غَلَبَهُ ضَعْفُ الْكِبَرِ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ فِي حَالِهِ تِلْكَ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَ هُوَ شَابٌّ نَشِيطٌ صَحِيحٌ، وَ مِثْلَ ذَلِكَ إِذَا مَرِضَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يَكْتُبُ لَهُ فِي سُقْمِهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى يَرْفَعَهُ اللَّهُ
    وَ يَقْبِضَهُ، وَ كَذَلِكَ الْكَافِرُ إِذَا اشْتَغَلَ بِسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الشَّرِّ فِي صِحَّتِهِ"







    تعليق


    • #12
      ايه الشكر ايه الشكر
      عضو ذهبي











      • تاريخ التسجيل: 26-02-2010
      • المشاركات: 1541


      #1
      بيوت الصالحين ،،، العمل الصالح في القران ،،، ح،،، 5

      12-04-2016, 12:35 PM



      -
      اللهم صَلِّ على محمد وال محمد

      العمل الصالح:

      إن العمل الصالح شعار الإسلام وهدفه الأسمى.
      إنه رمز عظمة هذا الدين الذي أقام العدل، وبسط الخير ونشر المحبة بين الناس.
      إنه عنوان الدعوة الإسلامية الخالدة التي أعلنها المنقذ الأعظم محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فجعل العمل الصالح جوهرها وحقيقتها التي لا تنفصل عنه.
      إنه نشيد الأبرار والعظماء والمصلحين من أبناء القرآن.
      إنه صلاح القلوب، وسلامة النية، وطهارة النفس، وأصل التسامح والتعاون على البر والتقوى.
      إنه أساس الامتياز بين الناس في نظر الإسلام، فليس التفوق بكثرة الأموال، ولا بالمتع الزائلة، وإنما هو بالتقوى وعمل الخير «إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم».

      ولنستمع الى الآيات الكريمة التي أشادت بالعمل الصالح، ورفعت من كيان الصالحين:
      قال اللّه تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه، وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).
      وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).
      وقال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
      وقال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً).
      وقال اللّه تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا).
      وقال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
      وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
      وقال اللّه تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).
      وقال تعالى: (الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).
      وقال اللّه تعالى: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).

      إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي دعت الناس إلى العمل الصالح وحفزتهم إلى كسبه والتسابق إليه ، وأنه خير ما يكتسبه الإنسان في حياته فإنه ذخر له في آخرته وشرف له في دنياه







      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #13
        العمل السُنني، مامعنى العمل السُنني؟ الإسلام يحث على العمل السُنني، هو ماعبر عنه النبي محمد ”من سنّ سنةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سنّ سنةً سيئة كان له وِزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة“ هذا العمل السُنني تربيةً للمجتمع، يعني الإنسان يقدم مشروعين في العمل السُنني، مثلاً: إذا الإنسان يدخل العراق، يقول ماذا يحتاج العراق؟ هل يحتاج الى حسينيات أو مساجد؟ لا يحتاج الى ذلك بل هذا العراق يحتاج الى مراكز للمعاقين وجمعيات خيرية وملاجى للأيتام، هذا العمل عندما يقوم بإنشاء مركز للمعاقين لكي يربي المجتمع على هذه الخيرات وهذه المشاريع، هذا العمل يُسمى بالعمل السُنني فهو يقدم عملين في آنٍ واحد، العمل الأول أنه أنشى مركز للمعاقين والعمل الثاني على أنه ربّ المجتمع على أن يقتدي به في مثل هذا الإنجاز، لاجل أنه يقدم مشروعين في آنٍ واحد كان له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة.
        أيضاً مثل الذي يوؤسس عمل سئ، افترض يأتي الى مجتمع محافظ ومتماسك وينشئ بار في هذا المجتمع، فهو يرتكب ذنبين، الذنب الأول أنه أنشى بار، والذنب الثاني أنه سنّ سنةٌ سيئة كي يُقتدى به، لأجل أنه يقدم ذنبين لذلك عليه وزره ووزر من عمل به الى يوم القيامة، إذاً العمل السُنني والخيري من حسنات وآثار الحُسن الفاعلي، إذاً الحُسن الفاعلي يركز عليه الدين الحنيف، ربّ عملٍ صالحٍ صغير بنظرنا لكنه عظيم عند الله لعظمه أهدافه، لِعِظم النوايا التي خلفه. ضربة علياً يوم الخندق تعدل أعمال الثقلين الى يوم القيامة، لماذا؟ هي ضربة فقط، الإمام علي ضرب شخص فقتله، إذا قِست هذه الضربة بملايين الضربات، ماهي قيمتها المادية؟ المسالة مسألة قيمة روحية، الإمام علي عندما ضربه عمرو بن ود، ضربه بأي هدف؟ بهدف إقامة بناء الإسلام ودعائمه، الهدف الذي كان وراء هذه الضربة كان عظيماً يعدل أعمال الثقلين الى يوم القيامة، برز الإسلامُ كُلُه الى الشرك كُلِه، وكانت ضربة فاصلة وحاسمة في ذلك اليوم وفي ذلك الظرف الراهن، وهكذا كثير من الأعمال قد تكون صغيرة لكنها تكبر.
        عندما نقارن ثورة الحسين بثورات متعددة، الحسين بذل مائة دم ربما بعض الثورات بذلت مليون دم أو مئات آلاف الدماء. إذن، الحسين بحسب المقاييس المادية ليس هي أعظم ثورة لكن الأهداف التي وراء هذه الدماء الزاكية كانت أهدافاً عملاقة، كانت أهدافاً عظيمة وكبيرة، ماخرجت أشراُ ولا بطرً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أُريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد على هذا فالله يحكم بيني وبين القوم بالحق إنه خير الحاكمين.

        تعليق


        • #14
          الصقر السوراوي الصقر السوراوي
          عضو جديد











          • تاريخ التسجيل: 05-04-2011
          • المشاركات: 42


          #1
          العمل الصالح

          30-01-2016, 08:11 PM



          العمل الصالح
          وقال رسول الله (ص) : «يا أبا ذر ، إنك في ممر الليل والنهار ، في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ، ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع .
          وقال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي (ص) ، فقلت . يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنا قوم نعمر في البربة .
          فقال رسول الله (ص) : «يا قيس إن مع العز ذلاً ، وإن مع الحياة موتاً ، وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شيء حسيباً ، وعلى كل شيء رقيباً ، وإن لكل حسنة ثواباً ، ولكل سيئة عقاباً ،ولكل أجل كتاباً . وإنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي ، وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحاً ، فإنه إن صلح أنست به ، وإن فسد لم تستوحش إلا منه ، وهو فعلك

          وقال أمير المؤمنين (ع) : «إن العبد إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، مثل له ، ماله ، وولده ، وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك .
          قال : فيلتفت إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم محباً ، وإني كنت عليكم محامياً ، فمالي عندكم . فيقولون : نؤديك إلى حفرتك فنواريك فيها .
          قال : فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهداً ، وإنك كنت علي لثقيلاً ، فمالي عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم نشرك ، حتى أعرض أنا وأنت على ربك
          قال : «فإن كان لله ولياً ، أتاه أطيب الناس ريحاً ، وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً ، فقال : أبشر بروح وريحان ، وجنة نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة .
          وقال الصادق (ع): «إذا وضع الميت في قبره ، مثل له شخص ، فقال له : يا هذا ، كنا ثلاثة : كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك ، وكان أهلك فخلوك وانصرفوا عنك ، وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليكالعمل الصالح
          وقال رسول الله (ص) : «يا أبا ذر ، إنك في ممر الليل والنهار ، في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ، ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع .
          وقال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي (ص) ، فقلت . يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنا قوم نعمر في البربة .

          فقال رسول الله (ص) : «يا قيس إن مع العز ذلاً ، وإن مع الحياة موتاً ، وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شيء حسيباً ، وعلى كل شيء رقيباً ، وإن لكل حسنة ثواباً ، ولكل سيئة عقاباً ،ولكل أجل كتاباً . وإنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي ، وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحاً ، فإنه إن صلح أنست به ، وإن فسد لم تستوحش إلا منه ، وهو فعلك

          وقال أمير المؤمنين (ع) : «إن العبد إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، مثل له ، ماله ، وولده ، وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك .
          قال : فيلتفت إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم محباً ، وإني كنت عليكم محامياً ، فمالي عندكم . فيقولون : نؤديك إلى حفرتك فنواريك فيها .
          قال : فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهداً ، وإنك كنت علي لثقيلاً ، فمالي عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم نشرك ، حتى أعرض أنا وأنت على ربك
          قال : «فإن كان لله ولياً ، أتاه أطيب الناس ريحاً ، وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً ، فقال : أبشر بروح وريحان ، وجنة نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة .
          وقال الصادق (ع) : «إذا وضع الميت في قبره ، مثل له شخص ، فقال له : يا هذا ، كنا ثلاثة : كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك ، وكان أهلك فخلوك وانصرفوا عنك ، وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك .






          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #15
            ام حيدر ام حيدر
            عضو ذهبي











            • تاريخ التسجيل: 16-06-2010
            • المشاركات: 4598


            #1
            العمل الصالح يُنجي صاحبه

            28-10-2010, 06:57 PM
            العمل الصالح يُنجي صاحبه
            قاربت الشمس على المغيب ، وبدأ الظلام يرسل أول خيط له مازج الضوء الباهت الذي آذن بالرحيل ، وبدأت الأنسام الباردة تخترق ثياب هؤلاء النفرالثلاثة الجادّين في السير ، يريدون أن يصلوا إلى أقرب مأوى يقضون فيه ليلتهم هذه ، ثم يتابعون رحلتهم إلى هدفهم .
            كانوا بعيدين عن القرى مسافات كبيرة ، قدّروا أنهم لن يستطيعوا الوصولَ إلى أوّلها إلا بعد ساعات من مسير ليليّ غير محمود العواقب ، فقد يقعون في حفرة ، أو يدعمهم سيل جارف ، أو يَفجؤهم مطر منهمر ، أو وحوش كاسرة .... والليل لا عيون له ، والنهار آمَنُ وآنَسُ. فليبحثوا إذاً عن أقرب مكان يلوذون به ...
            ولم يطل بهم البحث ، فعلى مدىً يسير منهم ظهرت فجوة ترتفع عما حولها قليلاً ... فجدّوا السير إليها ، وكانت مناسبة لهم ، ما إن دخلوها حتى شعروا بالدفء يسري في أوصالهم ، والهدوءِ يَحوطهم ، والعتَمة تزحف عليهم ، فاستسلموا لنوم لذيذ . وما ألذّ النوم بعد التعب ، والسكونَ بعد الحركة ... وغرقوا في أحلام وردية ، وتخيّلوا أنفسهم في مرابعهم ، وبين أهليهم ، ولم يشعروا بما كان خارج كهفهم من ريح اشتدّت حاملةً السحاب الماطر الذي أغرق المكان حولهم ، وحفر تحت صخرة كبيرة كانت أعلى الكهف ، فتدحرجت بكل كتلتها ، لتستقر على باب الكهف ، فتوقعَهم في مأزق لا خلاص منه إلا أن يشاء الله .
            بدأت الشمس ترسل أشعتها إلى الكهف من خلال فجَوات صغيرة تدغدغ النائمين ، وتوقظهم برفق ولطف ، وكأنها تقول لهم : يكفيكم ما أنتم عليه من غفلة ، قوموا لتبحثوا عن خلاص من هذه المصيبة التي حلّت ، لا تدرون ما الله فاعل بكم إذا ثبتَتْ في مكانها ... هيا انهضوا فادفعوها ، واسألوا الله العون ، والتمسوا رحمته .
            إنهم يتحركون ، لقد شرَعت الحياة تدب فيهم ، فتمددت أوصالهم هنا وهناك يمنة ويسْرة ، فحمد أولهم ربّه أن أحياه بعد ما أماته – ولمّا يقم – وشكر الثاني ربّه على نعمة الأمن والأمان – ولمّا يفتحْ عينيه – وصلى الثالث على موسى وهارون اللذَين هداه الله بهما بعد أن ذكر الله ونهض ... ولكن أين النور المنبثق ؟ أين الضياء يملأ المكان؟ .. كلها تساؤلات فرضتْها اللحظة التي رأى جوّ الكهف فيها خانقاً ... هيّا يا صاحبيّ ، أنا عاجز عن فهم ما جرى ... نطقها سريعاً ، فقفزا فوراً كأنهما في سباق ، يستكشفان ما حلّ بهم ، ويتعرّفان الموقف ، ففوجئا بما فوجئ به صاحبهما آنفاً .
            اندفع أحدهما نحو الصخرة ليبعدها عن الباب ، فارتدّ خائباً ... عاود الأمرَ فانتكس ، جرّب صاحباه ، فلم يُفلحا ، وأنّى لمخلوق ضعيف أن يزحزح وتداً عظيماً من أوتاد الأرض ؟!
            تكاتف الثلاثة وأجمعوا قوّتهم ، وهاجموا الصخرة بعنف ارتدّوا عنها بمثله ، أو أشدّ . فلما يئسوا من زحزحتها ، ورأوا الموت المرعب يُطِلّ عليهم من بين فروضها عادوا إلى أنفسهم يفكّرون ، وعن مخرج مما هم فيه يبحثون .
            وشاء الله الرحيم بعباده أن ينجّيَهم ، فألهمهم الدعاء له ، والالتجاء إليه . أليس سبحانه هو القائل : " وقال ربكم ادعوني أستجِبْ لكم "؟ ! .. بلى والله .. يا من يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ؛ نجِّنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
            وبدا الثلاثة يجأرون بالدعاء ، وكانوا صالحين ، فهداهم الله أن يسألوه بأفضل أعمالهم الخالصة لوجهه الكريم ، التي ليس فيها مُراءاة ، ولايبغون بها سوى رضا الله وجنّته .
            قال رجل منهم : كنت بارّاً بوالديّ ، أكرمهما ، وأفضّلهما على أولادي وزوجتي ، وأجتهد في خدمتهما . وعرف أهلي فيّ ذلك فساعدوني . وكان من عادتي أن أسقيهما الحليب عِشاءً قبل الجميع ، فتأخّرت مرة في حقلي ، أقلّم الأشجار وأعتني بالزرع ، ثم رُحت أحلب غبوقهما ، وانطلقتُ أسقيهما ، فوجدتهما نائمَين ، فكرهت ان اوقظهما ، وان أغبق قبلهما أحداً من الأهل والرقيق ، والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى بزغ الفجر ، والصبية حولي يتضاغَون من الجوع ، ويصيحون عند قدمي ، وهم فلذة كبدي ، فتشاغلتُ عنهم حتى استيقظا فشربا غبوقهما ، ثم سقيت أهلي وخدمي .... اللهم إن كنتُ فعلتُ هذا ابتغاء وجهك الكريم ففرّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ....

            .. فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه .
            وقال الثاني : أما أنا فقد كنت ميسور الحال ، أحيا رغداً من العيش ، وليَ ابنة عمّ جميلة المُحيّا ، بهيّة الطلعة ، أحبها ، وأرغب فيها ، فراودْتها عن نفسها ، فأبَتْ ، وبذلتُ لها المال ، فتمنّعتْ ، أغريتها بشتّى الوسائل ، فلم أنل منها ما أبتغي . فحبست ألمي وحسرتي في نفسي ، لا أنفرج إلا إذا نلتُها . ثم واتت الفرصة إذ جاءتني في سنة جديبة تطلب المساعدة من ابن عمّها على فقرها ، فراودتني نفسي على إغوائها ، واغتنمت حاجتَها وبؤسَها ، فأعطيتها مئة وعشرين ديناراً على أن تخلّيَ بيني وبين نفسها ، ففعَلَتْ ... يا لهف نفسي ، ويا سعادتي ، إنني قاب قوسين أو أدنى إلى اجتناء ثمرة صبري ... هاهي بين يدَيّ ، بل إنني منها مقام الزوج مكان العفة من زوجته ، والشهوة تنتفض في كل ذرّة من جسمي ... قالت والدمع يملأ مآقيها ، والحزن يتملّكها : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقّه . فالاتصال الزوجي قمة السعادة ، والحلال مَراحُ النفس وأُنسُ الروح ، أما الزنا فلذّة اللحظة ، وندم الحياة ، وذلّ الآخرة . .. دقّ قلبي رافضاً ، وختلجت أوصالي آبية الوقوع في الإثم ، ورأيتُ بعينَيْ قلبي غضب ربي ، فقمت عنها منصرفاً ، وتركت لها المال راغباً في عفو الله ومرضاته . .. اللهم ؛ إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك الكريم فافرُج عنا ما نحن فيه ....
            .. فانفرجت الصخرة ، غير أنهم لا يستطيعون الخروجَ منها .
            وتقدّم الثالث ، فقال : اشتغل عندي عدد من الأُجراء ، وأعطيتُهم أجرَهم غير واحدٍ ترك أجره وذهب . فقلت : في نفسي : قد ترك الأجير حقه ، فانا أولى به . وقال لي الشيطان : ليس له عندك شيء .. وتحرك الإيمان في قلبي ، فأمرني أن أحتفظ بأجره ليأخذه إن عاد ... ارتحت لهذا القرار ، فأمرني إيماني ثانية حين رأى تجاوبي للخير : بل ثمّر له أجره . .. فأشركتُه في عملي حتى كثرت الأموال والإبل والبقر والغنم والرقيقُ ، وملأ المكانَ . فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله ؛ أدِّ إليّ أجري . فقلت : كلّ ما ترى في هذا الوادي لك ، فخذه . فقال الأجير : أتهزأ بي ؟! أهذا جزائي منك حين انشغلتُ ابتداءً فلم آخذ حقي ؟! فقلت له : إني لا أستهزئ بك ... وأخبرتُه أنني جادٌّ في قولي ، فقد ثمّرتُ أجره . فلما وثقَ صدقَ حديثي أخذ ماله وانطلق ، فاستاقه ، ولم يترك منه شيئاً . .. اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك ، فافرج عنا ما نحن فيه ..
            فانفرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون .
            متفق عليه رياض الصالحين ، باب التوبة







            تعليق


            • #16
              المفيد
              مشرف قسم المناسبات الاسلامية وشرح الادعية والزيارات











              • تاريخ التسجيل: 14-07-2009
              • المشاركات: 5348


              #1
              العمل الصالح...

              04-06-2010, 11:53 AM



              بسم الله الرحمن الرحيم
              والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

              قال تعالى: ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ))/البقرة 25

              كثيرة هي الآيات الكريمة التي تتحدث عن العمل الصالح، ولكنّها تقرنها بالايمان..
              اذن فالعمل الصالح وحده لايجدي من غير إيمان ورجاء القربة منه تعالى..
              هناك قسمان من العمل، أولهما مايعمله الانسان نفسه وفي حياته، وثانيهما مايعمله غيره ويصل ثوابه اليه بعد مماته..

              سنحصر بحثنا هنا عن العمل الذي يعمله الانسان في حياته...
              يتبادر الى البعض بأن هناك من يعمل عملاً صالحاً بحيث يصل الى إنتفاع البشرية جمعاء من غير إيمان بل قد لايدين بدين، فهل إنّ الله سبحانه وتعالى لايؤجره على ذلك، ويلقي به الى جهنّم، وخاصة بانّ الله عادل ولايظلم أحداً..
              نعم إنّ الله عادل ولايظلم أحداً ولكن من لايقصد بعمله القربة اليه تعالى فسوف يكون مصيره النار، لأنّ الانسان إذا لم يكن راغباً بالجنة ولم يسع لها، فكيف تعطى له، وخاصة بان عمله كان من أجل الدنيا لجاه أو مال أو رفع شأن بلده أو غيرها من الأمور الدنيوية، فهو بالغالب سيعطيها له الله سبحانه وتعالى في الدنيا كما قال في كتابه العزيز ((وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ))/الشورى 20، فهذه الآية صريحة بأن الله تبارك وتعالى يجازي كلاً حسب قصده، فمن أراد الدنيا سوف يعطيه ماقصده وليس له في الآخرة من شئ، وبذلك تتحقق العدالة، فلا ظلم.. فقد قال تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا))/الاسراء18، ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))/الفرقان 23، ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ))/النور 39.

              وبالعكس من ذلك تماماً من أراد بالعمل وجه الله تعالى، فانّه تعالى سيضعافه له ((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ))/الأنعام 160، ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)).

              يتبيّن ممّا سبق بأنه يجب أن يقرن الانسان عمله بالايمان، حتى يصل الى القرب الالهي المنشود، لأنه شرط وصول العمل..
              ومن الناس من يخلط عمله الصالح بالسئ، ومع ذلك يتوعدهم الله بالخير بشرط التوبة والاستغفار ((وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))/التوبة 102..

              ونرى من خلال استعراض الآيات الكريمة بأنها قد تقدم فيها الايمان على العمل الصالح، وذلك لأن أساس العمل الصالح هو الإيمان، فما نفع العمل الصالح من غير إيمان وقد سبق آنفاً نتيجته، ويكون الإيمان بمثابة الجناحين الذي يطير بالعمل ويرفعه الى ماشاء الله.. ((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ))/فاطر 10.. وبالنتيجة فان العمل الصالح وحده لا يكفي، ولا الايمان وحده بدون عمل ينفع، فلا ينفرد أحدهما من غير الآخر فهما مقترنان...

              أما القسم الثاني من العمل الصالح والذي يصله بعد مماته فسنبحثه في غير هذا الموضوع إن شاء الله تعالى...

              ولاتنسوا بأن عملنا الصالح والأهم هو باتباعنا لأهل بيت العترة الطاهرة عليهم السلام وإيماننا بهم، لأنه إمتداد طولي في الله سبحانه وتعالى.. وفي الختام لايسعني إلاّ أن أسأل الله لي ولكم أن نكون ممّن يعمل صالحاً ومقروناً بالإيمان إنّه سميع مجيب.. .







              تعليق


              • #17
                العمل الصالح:!!!!
                هو كل ما يرضاه الله تعالى من أقوال
                أو أعمال،،،،، فالعمل الصالح يشمل أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فيدخل فيه دخولًا أوليًّا أعظم أعمال القلوب من التوحيد لله سبحانه وتعالى والخوف منه، والإنابة إليه والتوكل عليه، والرجاء فيه والتعلق به، فكل ذلك من العمل الصالح، بل هو من أساس العمل الصالح، كما يدخل في ذلك أعمال الجوارح كلها ،،،،،
                فالأقدام تنتصب قيامًا في الصلاة،
                والجباه تخر سجودًا فيها،
                والأيدي تتحرك إنفاقًا،،،، وكل ما هو متصل بالجوارح من اللسان والعين والأذن، كلٌّ بما فيه مما وردت به أنواع العبادات المختلفة، بل إن شمول هذا العمل الصالح يتجاوز الحياة الدنيا كلها إلى ما وراءها؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به،
                وولد صالح يدعو له)) فالعمل الصالح الذي
                عمله يستمر أثره وأجره.









                تعليق


                • #18
                  العبادة عمل، والعمل من الإيمان،
                  [فلو كانت العبادة التي خلقهم الله لها قولاً بغير عمل لما أسماها عبادة وسماها قولاً، قال تعالى :
                  [ وما خلقت الجن والأنس إلا ليقولون]، فكونه قال ((إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) دل على أن العمل من الإيمان،وأنه أفضل عبادة.







                  تعليق


                  • #19
                    العمل الصالح يورث والتآلف في قلوب الخلق:

                    فمن ثمرات العمل الصالح محبة الخلق التي يلقيها الله في قلوب عباده؛ قال تعالى:
                    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ ،، ؛ وإن الذين آمنوا بالله ورسله، وصدقوا بما جاءهم من عند ربهم، فعملوا به، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، ﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ .



                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X