إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج المنتدى(شكرا من كل قلبي)101

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على خير خلقه أبي القاسم محمدٍ وآله االطيبين الطاهرين
    قال تعالى في كتابه العزيز:

    " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا24 رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا25"
    أمنا بالله صدق الله العلي العظيم



    بالرغم من أن العاطفة الإنسانية ومعرفة الحقائق، يكفيان لوحدهما لاحترام ورعاية حقوق الوالدين، إلا أن الإسلام لا يلتزم الصمت في القضايا التي يمكن للعقل أن يتوصل فيها بشكل مستقل، أو أن تدل عليها العاطفة الإنسانية المحضة، لذلك تراه يعطي التعليمات اللازمة إزاء قضية احترام الوالدين ورعاية حقوقهما، بحيث لا يمكن لنا أن نلمس مثل هذه التأكيدات في الإسلام إلا في قضايا نادرة أخرى.
    وعلى سبيل المثال يمكن أن تشير الفقرات الآتية إلى هذا المعنى:
    ألف: في أربع سور قرآنية ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد التوحيد مباشرة، وهذا الاقتران يدل على مدى الأهمية يوليها الإسلام للوالدين.
    ففي سورة البقرة آية (83) نقرأ: لا تعبدون إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
    وفي سورة النساء آية (36) نقرأ قوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا.
    أما الآية (151) من سورة الأنعام فإنها تقول: ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا.
    وفي الآية التي نبحثها نقرأ قوله تعالى:
    وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.


    ب - إن مسألة احترام الوالدين ورعاية حقهما من المنزلة بمكان، حتى أن

    القرآن والأحاديث والروايات الإسلامية، تؤكدان معا على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين، إذ نقرأ في الآية (15) من سورة لقمان: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا.
    ج - رفع القرآن الكريم منزلة شكر الوالدين إلى منزلة شكر الله تعالى، إذ تقول الآية (14) من سورة لقمان: أن أشكر لي ولوالديك.
    وهذا دليل على عمق وأهمية حقوق الوالدين في منطق الإسلام وشريعته، بالرغم من أن نعم الله التي يشكرها الإنسان لا تعد ولا تحصى.
    تفسير الآية وقضى ربك ألا تعبد ألا أياه
    فالآية - بعد أن تؤكد مرة أخرى على التوحيد - تقول:

    وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
    كلمة " قضاء " لها مفهوم توكيدي أكثر من كلمة " أمر " وهي تعني القرار والأمر المحكم الذي لا نقاش فيه. وهذا أول تأكيد في هذه القضية.



    وبالوالدين أحسانا أما التأكيد الثاني الذي يدل على أهمية هذا القانون الإسلامي، فهو ربط التوحيد الذي يعتبر أهم أصل إسلامي، مع الإحسان إلى الوالدين.

    أما التأكيدان الثالث والرابع فهما يتمثلان في معنى الإطلاق الذي تفيده كلمة " إحسان " والتي تشمل كل أنواع الإحسان. وكذلك معنى الإطلاق الذي تفيده كلمة " والدين " إذ هي تشمل الأم والأب، سواء كانا مسلمين أو كافرين.

    إِحْسَانًا جاء في توضيح الإحسان عن أبي ولاّد الحنّاط ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، عن قول الله عزوجلّ : ( وبالوالدين احسانا ) ما هذا الاحسان ؟. فقال عليه الصلاة والسلام : الاحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا ممّا يحتاجان اليه ، وان كانا مستغنيين ، أليس يقول عزوجلّ : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )
    إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا
    قال ثم قال أبو عبدالله عليه أفضل التحيات ، وأما قول الله عزوجلّ : ( اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما
    ). قال سلام الله عليه: ان اضجراك
    فلا تقل لهما أف ، ولا تنهرهما ان ضرباك. قال : ( وقل لهما قولا كريما ) قال عليه السلام : ان ضرباك فقل لهما : غفر الله لكما ، فذلك منك قول كريم قال : (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) قال عليه السلام لا تملأ عينيك من النظر اليهما الاّ برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ولا يدك فوق ايديهما ، ولا تقدم قدّامهما ...

    وجاء في الأمثل إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما بحيث يحتاجان إلى الرعاية والإهتمام الدائم. فلا تبخل عليها بأي شكل من إشكال المحبة واللطف ولا تؤذيهما أو تجرح عواطفهما بأقل إهانة حتى بكلمة " اف ": فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وجاء في تفسير الامثل معنى أف : كلمة تدل على الضجر، أن هذه الكلمة هي في الأصل " اسم صوت " والمقصود بالصوت هنا ما يصدره الإنسان من فمه عندما يتذمر أو ينفخ لإزالة شئ ما. تقول الآية: فلا تقل لهما أف بمعنى لا تظهر عدم ارتياحك أو تنفرك منهم ولا تنهرهما ثم تؤكد مرة أخرى على ضرورة التحدث معهم بالقول الكريم، إذ اللسان مفتاح إلى القلب القرآن الكريم لا يسمح بأدنى إهانة للوالدين، ولا يجيز ذلك، ففي حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: " لو علم الله شيئا هو أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما " وآداب الأسلام التي يجب أن يتبعها الأبناء أن يخاطبوا والديهم بصوت لطيف حسن جميل بل:

    وقل لهما قولا كريما وكن أمامهما في غاية التواضع وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.




    الأهمية الاستثنائية لاحترام الوالدين:
    إن الآيتين السابقتين توضحان جانبا من التعامل الأخلاقي الدقيق، والاحترام الذي ينبغي أن يؤديه الأبناء للوالدين:

    من جانب أشارت الآية إلى فترة الشيخوخة، وحاجة الوالدين في هذه الفترة إلى المحبة والاحترام أكثر من أي فترة سابقة، إذ الآية تقول: إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف.من الممكن أن يصل الوالدان إلى مرحلة يكونان فيها غير قادرين على الحركة دون مساعدة الآخرين، وقد لا يستطيعون بسبب الكهولة رفع الخبائث عنهم، وهنا يبدأ الاختبار العظيم للأبناء، فهل يعتبرون وجود مثل هذين الوالدين دليل الرحمة، أو أنهم يحسبون ذلك بلاءا ومصيبة وعذابا.. هل عندهم الصبر الكافي لاحترام مثل هؤلاء الآباء والأمهات، أم أنهم يوجهون الإهانات ويسيئون الأدب لهم، ويتمنون موتهم؟! فعلى الأبناء أذا كبرا والديهم في السن عليهم أن يتحملوا منهما كل شيء،

    فمن الأداب التي يحث عليها السلام ويجب التعامل بها مع الوالدين أن لايمل منهما ولايتكاسل من خدمتهما ، وأن ينفذ مايريدون منه قبل أن يطلبوه ويتحمل مايقولون له لأنهم يريدون الخير له ، بل وحتى أبسط الأمور والتي كثير من الأباء أنفسهم لايعيرون لها أي أهتمام وهي أن الأسلام يحث الولد في أتباع الآداب مع الوالدين بنهيه أن يمشي الأبناء أمام الأباء ، وعدم النظر اليهم بحدة فعن الامام الصادق عليه السلام قال :ومن العقوق أن ينظر الرجل الى والديه فيحد النظر أليهما . ،وأن لايعمل الأبناء عملاً سيئاً أو يقول شيئاً قبيحاً فيسب الناس والديه ،
    فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم


    سأل رجل ماحق الوالد على ولده ،؟

    قال صلى الله عليه وآله لايسميه بأسمه ، ولايمشي بين يديه ، ولايجلس قبله ، ولايستسب له ( أي لايسب الناس فيسبوا والديه ، أو يعمل عملاً يسب الناس والديه بسبه)) إضافة إلى ما ذكرناه، فثمة ملاحظة لطيفة أخرى يطويها التعبير القرآني، هذه الملاحظة خطاب للإنسان يقول: إذ أصبح والداك مسنين وضعيفين وكهلين لا يستطيعان الحركة أو رفع الخبائث عنهما، فلا تنس أنك عندما كنت صغيرا كنت على هذه الشاكلة أيضا، ولكن والديك لم يقصرا في مداراتك والعناية بك، لذا فلا تقصر أنت في مداراتهم ومحبتهم

    عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام :إن أبي قد كبر جداً وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ،
    فقال عليه السلام :إن أستطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك ، فإن الجنة لك غداً (( أي أن تلي ذلك بنفسك فإنه جنة من النار)


    وقل لهما قولا كريما.

    في هذا جانب الأخير تأمر الآية بالتواضع لهم، هذا التواضع الذي يكون علامة المحبة، ودليل الود لهم: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وهذا التواضع يكون بالتذلل لهما وطاعتهما وبشكرهما وأن تظهر الود لهما ودليل الود لهم: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. ـ
    قال الإمام الصادق عليه السلام : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمه ) قال : لا تملأ عينيك من النظر اليهما الاّ برأفة ورحمة ، ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ولا يدك فوق ايديهما ، ولا تقدّم قدّامهما


    أخيرا تنتهي الآيات، إلى توجيه الإنسان نحو الدعاء لوالديه وذكرهم بالخير سواء كانا أمواتا أم أحياء، وطلب الرحمة الربانية لهما جزاء لما قاما به من تربية وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

    وأن يستغفر لهما دائما ويعمل لهما الخيرات حيين كانا أو ميتين ،ويدعوا لهما ويطلب من الله تعالى أن يرحمهما كما ربياه صغيرا ،وأن يقضي عنهما دينهما سواء كان دين في العبادات أو الحقوق والأموال ،

    فعن الامام الباقر عليه السلام قال : إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ، ولايستغفر لهما ، فيكتبه الله عزوجل عاقاً، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهماغير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما ليكتبه الله عزوجل باراً .

    ومن بر الوالدين أبداء الأحترام لهما فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : إن أبي نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكيءعلى ذراع أبيه ، فما كلمه أبي مقتاً حتى فارق الدنيا .

    وقد يصدر هذا العقوق عن جهل في بعض الأحيان، وعن قصد وعلم في أحيان أخرى، لذا فإن الآية الأخيرة في بحثنا هذا تشير إلى هذا المعنى بالقول: ربكم أعلم بما في نفوسكم. وهذه إشارة إلى أن علم الله ثابت وأزلي وأبدي وبعيد عن الاشتباهات، بينما علمكم أيها الناس لا يحمل هذه الصفات! لذلك فإذا طغى الإنسان وعصى أوامر خالقه في مجال احترام الوالدين والإحسان إليهم، ولكن بدون قصد وعن جهل، ثم تاب بعد ذلك وأناب، وندم على ما فعل وأصلح، فإنه سيكون مشمولا لعفو الله تعالى: إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا.


    ومنتهى الكلام هنا، أن الآية تريد أن تقول بعبارة قصيرة وفصيحة وبليغة. إن احترام الوالدين ورعاية حقوقهما مهمان للغاية، بحيث لا يجوز تجاوز الحدود أمامهما أو إيذاؤهما حتى بمستوى ما تحمله كلمة " أف " من معنى.


    ثواب بر الوالدين :

    عن الامام الصادق عليه السلام قال

    من أحب أن يخفف الله عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً، وبوالديه باراً، فإن كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً.


    احسنت اخي ابا محمد

    لقد احسنت اذ فصلت الموضوع بهذا التفصيل الرائع

    والذي يغني الموضوع ويعطيه حقه..

    حثت تعاليم الدين الاسلامي على الاهتمام بالوالدين وقرن الله عز وجل رضى الوالدين برضاه عز وجل

    لما لهما من اهمية عظمى في حياة النشئ والاجيال ..

    وليس الدين الاسلامي فقط من حث على هذا الاهتمام فقد اولت بقية الديانات

    هذا الموضوع اهمية كبيرة ..

    وفي تراث شعوب العالم في كل دولة نرى كيف ان للام والاب قدسية في نفوس تلك الشعوب

    والان في هذا الزمن الذي نعيشه نرى العجب العجاب من انواع العقوق التي لم نكن نسمع بها

    او نراها فالابن لايتحمل مسؤولية والديه او احدهما ويلقيه في دار العجزة او رعاية المسنين

    وهو لايعلم انه رمى بالرحمة التي جعلها الله له فكل دعوة من ام او من اب تساوي كنوز الدنيا وما فيها

    نسأل الله الهداية للجميع ونسأله ان يمن على امهاتنا وامهات المؤمنين والمؤمنات بالصحة وطول العمر

    وللامهات الاموات منهم الرحمة والغفران بحق محمد وال محمد

    اللهم صل على حمد وال محمد

    تعليق


    • #12
      اللهم صل على محمد وال محمد

      ما كتبته في العدد 67 في باب (تنهدات):


      تنهدات أمّ
      تختزل اللحظات ثمرات تعب السنين التي أراها في كلّ زوايا منزلي وأنا أواجه جدرانه بمفردي،

      فقد كان أطفالي يملؤون حياتي وهو صغار بصخبهم،

      بضجيجهم، بفوضويتهم وأنا أدور فيما بينهم أُطعم هذا، وأبدل ملابس ذاك، وأحمم تلك،

      وعلى الرغم من أنهم متعبون بعض الشيء إلا أنني أكون سعيدة

      وأنا أقوم بكلّ تلك المهام، وترتسم الابتسامة على وجهي المتعب من إرهاق نهار كامل

      في سجال دائم مع فلذّات أكبادي..

      أمّا الآن فقد كبروا ودخلوا مرحلة الشباب، ولكن لكلّ واحد منهم عالماً يختلف عن الآخر،

      لا يتعدى باب غرفته، فيمضي يومي من دون أن أرى واحداً

      منهم يسأل عنّي أو ينتبه لوجودي، وحتى تحية الصباح والمساء أقوم أنا بإلقائها

      بعد أن استدرجهم للحديث عن أيّ شيء، وفي أيّ شيء من دون جدوى،

      فأنظر من جديد لجدران المنزل الذي تقاسم الصمت معي،

      فتختفي الحياة ثم تعود إذا طلب أحدهم مني أن أعدّ له وجبة الغداء أو العشاء،

      هذه الوجبة التي تعطيني الأمل في أن يجلس معي أحدهم لتناولها،

      ولكن حتى هذا الأمل يزول بمجرد أن يأخذها معه إلى غرفته لتناولها وحده..

      تؤلمني وحدتي، وترتجي الآهات أضلاعي للإفراج عنها بعد أن أجبرتها على الحبس

      مع دموعي التي أطلقتها وحشة الأيام الكئيبة معلنة غربتي في منزلي

      واشتياقي لأولادي وحنيني لهم، ولا تفصلني عنهم سوى جدران من الآجر.

      تنهدات أبناء

      أمّنا الحبيبة ليست الجدران الآجر ما يفصلك عنّا بل هناك جدران من العقوق والقسوة التي بنيناها فصلتنا عنكِ..

      إذ لم تكن المسافات في يوم من الأيام تستطيع أن تفصل بين الأم وأبنائها،

      فالمسافات يختزلها الحنين، والأرض تطويها صلة الرحم، ثمّ تصل إلى قدميكِ لتركع على أعتاب جنة الرحمن،

      هذا إذا كانت المسافات طويلة، ولكن نحن نعيش في نفس البيت ولا نعلم عنكِ شيئاً،

      ندخل غرفتنا ولا نخرج منها إلّا للضرورة القصوى، ثمّ نعود أدراجنا إلى عوالمنا التي هيئتيها لنا،

      فقد وفّرت لكلّ منّا تلفازاً خاصاً، مع حاسوب، مع خط انترنيت، ودخلنا هذا العالم ونسينا دفء العواطف،

      والحبّ الأسري، ولا يوجد لدينا وقت لنتذكر حضنك الدافئ والارتماء على صدركِ الحنون للبكاء تأسفاً على ما فرطنا،

      فقد أنسانا الشيطان ما اختصصتِنا به من حبٍّ، وودٍّ، وعطفٍ، لم تبخلِي علينا بأيِّ شيء،

      فأنتِ ترين سعادتنا هدفكِ السامي، وأوقفتِ حياتكِ رهناً لحياتنا وما تزالين تُطْبقين علينا جفونكِ

      لحمايتنا وتُتمتمينَ بآيات الحفظِ، والمعوذاتِ لحفظنا..

      ونحن بماذا جازيناكِ؟

      تركناكِ وحيدة تعانين من قسوتنا وتتألمين من عقوقنا، عذراً يا أُمّنا طال فراقكِ وآن الأوان للّقاء،

      ولكنه لقاء الحنين إلى الماضي القريب، لقاء الأم بأبنائها بكلّ ما تحويه الكلمة من معنى

      لنمسح بأيدينا دمعة نزلت على خدّكِ.

      التعديل الأخير تم بواسطة امال الفتلاوي; الساعة 06-01-2016, 03:39 PM.

      تعليق


      • #13
        المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وال محمد
        ---------------------------------------
        حبي إليهم لا يضاهى ماعدا
        حبي لربي والنبي محمداً
        أبوايا لوجادوا علينا بالرضا
        يكن الطريق إلى الجنان ممهداً
        أبوايا كنتم على الدوام تناضلاً
        كي تجعلوني بين قومي سيداً
        فأخذت منكم ما يجب وزيادة
        وكأنكم أنجبتموني واحداً
        وكنت أطلب مالكم تعطونني
        لم تبخلوا لم تجعلوه محدداً
        وبدا عليكم إذا مرضت كآبة
        وإذا شفيت يزول عنكم ما بداً
        وإن تسمعاً أني أحقق مطلباً
        كنتم لأجلي تفرحان وتسعداً
        اليوم أخبر والديّ بأنه
        حبي إليهم في الفؤاد ممداً
        الشمس شهدت والسماء بعطفهم
        والقمر يشهد والسحاب مؤيداً
        والله يشهد لا أبالغ مطلقاً
        هل مثل ربي في الشهادة شاهداً
        يا رب تحفظ والديّ كلاهما
        واجعل لهم من حوض طه مورداً
        واكتب لهم حسن الختام لأنه
        باب العبور إلى النعيم الخالداً





        المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وال محمد
        -------------------------------


        قال الامام زين العابدين عليه السلام : اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف و أبرهما بر الام الرؤف
        و اجعل طاعتي لوالدي وبري بهما اقر لعيني من رقدة الوسنان، و اثلج لصدري من شربة الظمآن
        حتى أو أثر على هواي هواهما، واقدم على رضاي رضاهما، واستكثر برهما بي وان قل واستقل بري بهما وان كثر.
        من الذي يقرأ هذا القول ولا يترك في نفسه أعمق الآثار، يهابهما هيبة السلطان العسوف مع مخالطته لهما ودنوه منهما و علمه برأفتهما،
        انها هيبة التعظيم و التوقير لاهيبة الخوف من الحساب و العقاب هيبةالابوة التي لا يقدرها الا العارفون.
        ثم قال الإمام( ع )
        اللهم وما تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه من حق، أو قصر أبي عنه من واجب فقد وهبته لهما،
        وجدت به عليهما ورغبت اليك في وضع تبعته عنهما فاني لا اتهمهما على نفسي
        ولا أستبطأهما في بر، ولا اكره ما تولياه من أمري يارب بر الوالدين هو الاحسان اليهما وهو افضل القربات الى الله عزوجل
        قال تعالى: (( وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا
        تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا )) سورة الاسراء
        قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(( بر الوالدين افضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة
        والجهاد في سبيل الله ))
        فيجب ان يكون الاهتمام في تكريمهما وتعظيمهما واحترامهما ولا يقصر في خدمتهما ،
        ويحسن صحبتهما ولا يتركهما حتى يسألاه ولا يقل لهما حتى كلمة أف ولا يعبس في وجوههما ولا يرفع
        صوته فوق صوتهما ولا يتقدم امامهما في الطريق وكلما بالغ في التذلل امامهما زاد الله في ثوابه .
        قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اصبح مسخطا لأبويه اصبح له بابان مفتوحان الى النار.
        جامع السعادات
        عن الامام الباقر عليه السلام : قال ان ابي عليه السلام نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والإبن متكىء
        على ذراع الاب ، فما كلمه ابى مقتا له حتى فارق الدنيا البحار ج74
        وروي ان اول ما كتب الله في اللوح المحفوظ :إني انا الله لا إله الا انا ، من رضى عنه والداه فأنا
        منه راض ، ومن سخط عليه والداه فأنا عليه ساخط"
        قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ..... والنظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة . البحار ج 71
        وعن الامام الصادق عليه السلام : بينما موسى بن عمران عليه السلام يناجي ربه عزوجل إذ رأى رجلا
        تحت عرش الله عزوجل فقال : يا رب من هذا الذي قد اظله عرشك ؟ فقال عزوجل : هذا كان بارا بوالديه ولم يمشى بالنميمة . البحار ج72
        وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : كل المسلمين يروني يوم القيامة الا عاق
        الوالدين ، وشارب الخمر ومن سمع اسمي ولم يصل علي. البحار ج 71







        اهلا باطلالة لطالما انتظرناها لنفوز بما تجود به علينا من كنوز ودرر..

        غاليتي خادمة الحوراء زينب1

        اخترتِ من الشعر جمالا ومن الاحاديث اروعها ..

        نعم اختي هذه الايات والاحاديث التي ذكرتيها تبين لنا مدى اهمية رضا الوالدين

        بالاخص الام لان عاطفتها ارق من الاب

        وفي نفس الوقت تبين لنا فداحة العقوق ومدى العقوبة الالهية التي تنتظر العاق..

        وفي الحقيقة لااعرف الى اي مدى يمكن للابناء ان يمتلكوا قلوب قاسية كالحجارة

        لدرجة ان يعقوا آبائهم وامهاتهم ..الا يتذكروا حنانهم الا يؤثر فيهم شعور الحب الذي يحملاه لهم

        اللهم اعذنا من العقوق واكتبنا من البارين بالوالدين

        احسنت اختي وبورك فيك

        تعليق


        • #14
          المشاركة الأصلية بواسطة وآزينباه مشاهدة المشاركة
          اللهم إجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا

          اللهم امين يارب العالمين

          شكرا لهذه الاطلالة التي اسعدتنا

          تعليق


          • #15
            المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة

            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

            شكرا جزيلا لكما من كل قلبي يا كل قلبي

            أمي يا روح الطيب ومنبع الحنان وطعم الحنية ونكهة العطف والرأفة
            يا من أودع الله في حضنك جنة زينها برحمة قلبك

            أبي أيها الرجل المميز في حياتي
            مهما كانت عيوبنا .. ومهما كنا مقصرين .. ومهما كثرت متطلباتنا ومشاكلنا
            ومهما كنا مخطئين في حقك أو حق الآخرين .. ومهما عرضناك لمواقف مزعجة ومهما احرجناك ..
            تبقى دائما أنت بابا الذي يحبنا والذي أبدا لن يستبدلنا بآخرين ولن يفكر بالتخلص منا أو الابتعاد عنا

            و تبقى لنا الملاذ الآمن الذي نأوي إليه كلما حل بقلوبنا ليل القسوة
            أو غمرنا شعور الخوف أو لازمتنا الرهبة في السير نحو غدنا الذي نجهله كما نجهل كل ما فيه

            أبي وأمي يا ساحة الحب الأزلي وربيعه الدائم العطاء
            يا قلبي وروحي أخبراني
            بأي لغة أقول لكما شكرا
            و بأي أسلوب أنطق بها كي تزيد من بريق لمعان عينيكما الذي يتلألأ باعثا الحياة في كل سكوننا و صخبنا حين يغمركما شعور السعادة المنبعث من قربنا منكما أو حينما نعبر لكما عن مدى حبنا لكما
            يا جنة الحياة التي لم نقدرها ولن نقدرها حق قدرها مهما قدمنا ومهما عملنا
            يا شعلة العطاء التي تملأ أيامنا بالدفء وتغمرنا بالسعادة


            دمتما شجرتنا نستظل بظلها في صيف أيامنا و تقينا أمطار أحزاننا كلما عصفت بنا الأيام وجارت علينا أحوالها
            وتبلسم جراحنا بنسيم حنانها
            وحفظكما الله و ألبسكما ثوب الرحمة والصحة والعافية
            يا أجمل ما في الدنيا الفانية
            و أروع حب عرفناه و بالرعاية والحنان عشناه




            راودتني تلك الكلمات حينما قرأت موضوع المحور
            و رغم أنها تفتقر لروح التعبير الحقيقي لما أكنه لوالدي من حب و تقدير مستقر في قلبي
            إلا أني سجلتها كي تكون لي مشاركة أولى في هذا المحور الذي يسمو بالجمال

            و إن شاء الله لي عودة أخرى إن قدر الله لي ذلك



            و شكرا جزيلا بحجم السماء لهذا المحور الرائع جدا
            شكرا جزيلا حقا وصدقا لكما غاليتي كادر المجلة و أم سارة

            ودمتما في الق دائم نجوم تزين ببريق جمال عطائها ساحات المنتدى و محاوره


            احترامي مع صادق الود والتقدير للجميع




            اللهم صل على محمد وال محمد

            اهلا باختنا الصادقة التي اطلت علينا بكلماتها الرائعة

            التي نتوق اليها لانها تخرج من قلب صادق بكل عفوية

            كلمات واعية ولائية تحمل الحكمة يميزها الروعة والاتقان والابداع..

            وفي الحقيقة احترت في الرد عليك لان لكلامكِ رونقا خاصا ..

            مليئا بالحنان الذي يفيض من القلب النقي الذي تحملين...

            الام والاب يحملان ما لايحمله لنا اي احد اخر ..

            هما رحمة الباري للخلق ولو تخيلنا ان الكون خالي منهما سوف لن نرى اي مظهر

            من مظاهر الرحمة والحنان ففي سبيل هذا الحب تتحمل الام وتعاني ماتعانيه من اجل

            ان لا يتأذى اولادها ويتحمل الاب كل صنوف المشقة والعذاب من اجل ان يوفر

            لاولاده العيش الكريم وان يحميهم من المخاطر..

            كل ذلك ماكان لو لم يكن الحب والحنان والشفقة قد اودعها الله عز وجل في قلوبهم

            غاليتي صادقة اعتذر عن التقصير في الرد بشكل مناسب ولكن ماذا نقول غير ( اين الثرى من الثريا؟)

            تعليق


            • #16
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وال محمد
              * * * * * * * *
              الشكر والتقدير الى الاخت المبدعة ام سارة التي علمتنا من ابداع الى ابداخ
              خير ما ابداء كلامي اين منالذكر الحكيم


              ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
              وقول الرسول
              (بر الوالدين افضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله ) تذكرة الموضوعات ص201
              تعجز الاقلام عن وصف المشاعر التي نكنها الى وال دينا او الي عمل نقدم لهما فهذا لا ياتي قطرة في بحر .فعلى المسلم ان يكون شديد الاهتمام في تكريمهما وتعضيمهما واحترامها ولا يقتصر في خدمتهما ويحسن صحبتهما ولايتركهما حتى يسألاه شيئاً مما يحتاجان اليه بل يبادر الى الاعطاء قبل ان يسألاه ولا يقا لهما لهما حتى كلمة اف ولا يعبس في وجوههما ولا يرفع صوته فوق صوتهما وان يبرهما حيين وميتين كما قال الامام الصادق عليه السلام ما يمنع الرجل منكم ان يبر والديه حيين أو ميتين يصلي عنهما وتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله عز وجل ببره وصلاته خيرا كثيرا )(الكافي ج2 ص 159 )
              فاذا لم تعمل لهما خير في حياتهما فعمل بعد مماتهما وهذا اقل ما تعمل لهما .
              ويقول المثل الشعبي مثل ماتدين تدان،فان يوما من الايام ستكون مثلهما وانتي ايهة الاخت اذا لم يكون عندك اب او ام قريبين منك فكوني عاقه لوالدي زوجكي وكني لهما الاحترام فأن اولادك سوف يقلدونكي والحمد لله رب العالمين جعلنا الله واياكم من البارين بوالدينا


              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #17
                المشاركة الأصلية بواسطة اميري حسين ونعم الامير مشاهدة المشاركة
                بِسْم الله الرحمن الرحيم
                الحمدولله رب العالمين وأفضل الصلاه والسلام علي خير خلق الله ابي القاسم محمد ص وعلي اله الطيبين الطاهرين
                سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                اود ان اشكر المنتدي والقائمين عليه لجهودهم
                واشكركم علي هاذه الفته الرائعه اللهم بحق محمد واله محمد وفقهم لمايحب ويرضا. اشكر امي وابي علي كل ما قدمتوه لي
                اشكركم كلمه الشكر من كل قلبي. يامن تعذبتم من اجلنا وشقيتم

                اللهم صل على محمد وال محمد
                بر الوالدين وعقوقهما في احاديث اهل البيت ...


                إن ترك الاباء للابناء وإشتغالهم عنهم بحجه انه سوف يقوم بجهد كبير من اجلهم من اجل ان يعيشوا حياتهم

                فهذا خطاء كبير لان المال لايفيد إذا وقع الابن او البنت في مصيبه كبيرة ويقول انا فعلت وما قصرت ونسي

                هــذا الاب ان هو السبب في كل خطا وقع الابن او البنت دون ان يعاقب عليها او يحاسب فيجب على الاباء

                او الامهات ان يحاسبو انفسهم قبل ان يحاسبو ابنائهم ويرو انهم قصروا على ابنائهم من الناحيه التربويه لا

                الماليه...

                ان العلاقة بين الآباء والأبناء أساسها في نظري..


                قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجاره
                "

                لذلك أرى أن العلاقه ينبغي أن تبنى على الحب والمصارحه بين الآباء والأبناء ، صراحه في مختلف

                قضاياالأبناء حتى نستطيع الاجابه على ما في نفس الابن واعطائه الجواب المناسب لما يدورفي

                صدره فبدل من أن تكون المعرفه مصدرها رفيق السوء أو وسائل المعرفه الغير منضبطه يكون الآباء

                حيث يراد لهم أن يكونوا ..

                قول الامام زين العابدين
                : اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف و أبرهما بر الام الرؤف،

                و اجعل طاعتي لوالدي وبري بهما اقر لعيني من رقدة الوسنان، و اثلج لصدري من شربة الظمآن

                حتى أو أثر على هواي هواهما، واقدم على رضاي رضاهما، واستكثر برهما بي وان قل واستقل بري بهما وان كثر.

                من الذي يقرأ هذا القول ولا يترك في نفسه أعمق الآثار، يهابهما هيبة السلطان العسوف مع مخالطته لهما ودنوه منهما و علمه برأفتهما،

                انها هيبة التعظيم و التوقير لاهيبة الخوف من الحساب و العقاب هيبةالابوة التي لا يقدرها الا العارفون.

                ثم اقرأ معي هذه الكلمات للإمام:

                اللهم وما تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه من حق، أو قصر أبي عنه من واجب فقد وهبته لهما،

                وجدت به عليهما ورغبت اليك في وضع تبعته عنهما فاني لا اتهمهما على نفسي

                ولا أستبطأهما في بر، ولا اكره ما تولياه من أمري يارب بر الوالدين هو الاحسان اليهما وهو افضل القربات الى الله عزوجل

                وضده عقوق الوالدين وهو الإساءة إليهما..



                قال تعالى: ((
                وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا

                تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا )) سورة الاسراء

                قال تعالى: ((واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاَ وبالوالدين احسانا
                )) سورة النساء

                قال رسول الله وسلم : ((
                بر الوالدين افضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة

                والجهاد في سبيل الله
                ))

                فعلى المسلم ان يكون شديد الاهتمام في تكريمهما وتعظيمهما واحترامهما ولا يقصر في خدمتهما ،

                ويحسن صحبتهما ولا يتركهما حتى يسألاه ولا يقل لهما حتى كلمة أف ولا يعبس في وجوههما ولا يرفع

                صوته فوق صوتهما ولا يتقدم امامهما في الطريق وكلما بالغ في التذلل امامهما زاد الله في ثوابه .

                قال رسول الله وسلم:
                من اصبح مسخطا لأبويه اصبح له بابان مفتوحان الى النار.


                جامع السعادات


                عن الامام الباقر : قال ان ابي نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والإبن متكىء

                على ذراع الاب ، فما كلمه ابى مقتا له حتى فارق الدنيا البحار ج74

                وورد في بعض الاخبار القدسية: "
                بعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو ان العاق لوالديه يعمل بأعمال الانبياء

                جميعا لم اقبلها منه
                "

                وروي ايضا: " ان اول ما كتب الله في اللوح المحفوظ :إني انا الله لا إله الا انا ، من رضى عنه والداه فأنا

                منه راض ، ومن سخط عليه والداه فأنا عليه ساخط"

                قال رسول الله وسلم : ..... والنظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة . البحار ج 71

                وعن الامام الصادق : بينما موسى بن عمران يناجي ربه عزوجل إذ رأى رجلا

                تحت عرش الله عزوجل فقال : يا رب من هذا الذي قد اظله عرشك ؟ فقال عزوجل : هذا كان بارا بوالديه ،

                ولم يمشى بالنميمة . البحار ج72

                وقد ورد عن رسول الله وسلم انه قال : كل المسلمين يروني يوم القيامة ، الا عاق

                الوالدين ، وشارب الخمر ومن سمع اسمي ولم يصل علي. البحار ج 71


                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                اللهم صل على محمد وال محمد

                اهلا بك اختي الكريمة ويسعدنا تواجدك معنا..

                كلامكم صحيح اختي من واجبات الام والاب ان يزرعا في نفوس الابناء القيم والخُلق

                الاسلامية الصحيحة التي من شأنها ان ترتقي بهم الى مدارج الكمال الانساني لانشاء

                جيل متمسك بدينه ويحمل على عاتقه مشروع التمهيد للظهور المقدس ..

                وهذا ليس بالشيء الهين والسهل فالتربية من اصعب وادق المهام التي تُناط بالانسان..

                فالاب والام الذين لايتوانون عن تربية اولادهما ويعلماهم السجايا الحميدة سيكون لهما

                حسابا يسيرا في يوم الحساب ويعطيهم الله من الجزاء مالم يعلمه غيره..

                اما من يهمل هذا الجانب فسيكون محاسبا امام الله عن هذه الامانة التي اودعها رب العالمين لديه..

                لان الامومة والابوة ليست مجرد واسطة لتكوين الجنس البشري وحسب انما ياخذان دور التربية السليمة

                التي من شانها ان ترتقي بالاجيال التي سترسم مستقبل البشرية جمعاء..

                شكرا لك غاليتي اسعدنا تواصلك

                تعليق


                • #18
                  أولى الإسلام عناية خاصة للأسرة وللمحافظة عليها من خلال تحديده للحقوق المترتِّبة على أفرادها تجاه بعضهم البعض ، وذلك كي تُصان الأسرة بصفتها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الذي ينشده الإسلام ، نجد القرآن الكريم يصرح بِعِظَم مكانتهما ، ووجوب الإحسان إليهما. حقوق الوالدين في القرآن الكريم : قرن تعالى وجوب التعبد له بوجوب البر بالوالدين في العديد من الآيات الكريمة ، منها قوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ). وقوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ). ويعتبر التعدي على حرمتهما حراماً . ومنح القرآن الأم حقاً أكبر ، وذلك لما تقدمه من تضحيات أكثر ، فالأم هي التي يقع عليها وحدها عبئ الحمل والوضع والإرضاع ، وما يرافقهما من تضحيات وآلام ويوصي بها على وجه الخصوص : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ). وبذلك يؤجج القرآن وجدان الأبناء حتى لا ينسوا أو يتناسوا جهد الآباء ، وخاصة الأم وما قاسته من عناء ، ويصبوا كل اهتمامهم على الزوجات والذرية .

                  ان حقوق الوالدين في السنَّة النبوية : احتلَّت مسألة الحقوق عموماً وحقوق الوالدين على وجه الخصوص مساحة كبيرة من أحاديث ووصايا النبي الأكرم ( ص وآله ) ، فقد ربط النبي ( ص وآله ) بين رضا الله تعالى ورضا الوالدين ، حتى يعطي للمسألة بُعدَها العبادي . وأكَّد ( ص وآله ) أيضاً بأن عقوق الوالدين هي من أكبر الكبائر ، وربَط بين حب الله ومغفرته وبين حب الوالدين وطاعتهما.

                  وفي التوجيه النبوي : ( مِنْ حَقِّ الوالِدِ عَلَى الوَلَدِ أن يخشع له عند الغضب ، حِرصاً على كرامة الآباء منْ أن تُهدَر ). وفوق ذلك فقد اعتبر التسبب في شتم الوالدين من خلال شتم الولد للآخرين كبيرة من الكبائر ، تستحق الإدانة والعقاب الأخروي. ثم إن البر بهما لا يقتصر على حياتهما ، فيستطيع الولد المطيع أن يبرَّ بوالديه من خلال تسديد ديونهما ، أو من خلال الدعاء والاستغفار لهما ، وغير ذلك من أعمال البر .

                  حقوق الوالدين في مدرسة أهل البيت ( ع ) : أعطى الأئمة الأطهار لتوجهات القرآن الكريم وأقوال النبي وأفعاله الفكرية والتربوية روحاً جديدة يمكن إبرازها على النحو الآتي : : تفسير ما ورد من آيات قرآنية : تنبغي الإشارة هنا إلى أن أهل البيت (ع) هم الذين أنزل القرآن في بيوتهم ، وقرنهم الرسول الأعظم به ، وغدوا بذلك قرآناً ناطقا ، ينطقون بالحق ، ويؤكِّدون على أداء الحقوق. فقد حدَّد الإمام الصادق ( ع) مفهوم الإحسان الوارد بقوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ).

                  فقال ( ع) : ( الإحسان : أن تُحسِن صُحْبَتَهُما ، وأن لا تكلِّفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه *وإن كانا مُسْتَغْنِيَيْن).

                  أراد الأئمة (ع ) أن تبقى منظومة الأخلاق في الأمة حيَّة فعالة ، انطلاقاً من حِرْصهم الدائم على سلامة المجتمع الإسلامي ، حتى لا يتردَّى أفراده في مهاوي القلق والضياع ، وعليه فقد حثّوا على التمسك بالقِيَم الأخلاقية في تعامل الأولاد مع والديهم ، بحيث تتحول إلى طبع يطبع سلوك الأبناء ، وفي هذا الصدَد يقول الإمام علي(ع ) : (بِرُّ الوَالِدَينِ مِنْ أكْرَمِ الطِّبَاعِ). ويقول الإمام الهادي ( ع ) : ( العقُوق ثكْلُ مَنْ لَم يُثكَل ). * الأساس،فإن مدرسة أهل البيت(ع) تنظر للحق نظرة أرحب وأشمل ، هي نظرة الإسلام العميقة التي تقدم الجانب المعنوي على المادي. وعلى هذا الأساس نلاحظ أن أكثر توصيات وأحاديث الأئمة (ع) تنصب على رعاية الحقوق المعنوية ، كالطاعة للوالدين ، والشكر والنصيحة لهما. فيقول الإمام علي (ع) في نهج البلاغة : ( إنَّ للوَلَدِ على الوالِدِ حق أن يطيعَه في كل شيء ، إلا في مَعصِية الله سبحانه ). *
                  جعلنا الله واياكم من البارين بأبوينا ، رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا واجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا ، برحمتك يا ارحم الراحمين وصل يا رب على محمد وآل محمد .

                  تعليق


                  • #19

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    يسرني ان اشارك للمرة الاولى في المحور المبارك واتمنى ان لاتكون الاخيرة

                    مهما كبرنا ومهما وصلنا الى مرحلة النضج سنبقى في عيونهم اولئك الصغار..

                    يقلقون علينا ... ويهتمون بنا ..ويراقبون تصرفاتنا ..ويوجهوننا الى الشيء الصحيح

                    تبقى الام مصدر الحنان ونبعه...

                    ويبقى الاب مصدر القوة لنا والفخر..

                    ونبقى نحن ندين لهم لكل نجاح ولكل توفيق ينالنا

                    لانهم مصدر البركة والرحمة في هذه الارض

                    تعليق


                    • #20
                      المشاركة الأصلية بواسطة مديرة تحرير رياض الزهراء مشاهدة المشاركة
                      اللهم صل على محمد وال محمد

                      ما كتبته في العدد 67 في باب (تنهدات):


                      تنهدات أمّ
                      تختزل اللحظات ثمرات تعب السنين التي أراها في كلّ زوايا منزلي وأنا أواجه جدرانه بمفردي،

                      فقد كان أطفالي يملؤون حياتي وهو صغار بصخبهم،

                      بضجيجهم، بفوضويتهم وأنا أدور فيما بينهم أُطعم هذا، وأبدل ملابس ذاك، وأحمم تلك،

                      وعلى الرغم من أنهم متعبون بعض الشيء إلا أنني أكون سعيدة

                      وأنا أقوم بكلّ تلك المهام، وترتسم الابتسامة على وجهي المتعب من إرهاق نهار كامل

                      في سجال دائم مع فلذّات أكبادي..

                      أمّا الآن فقد كبروا ودخلوا مرحلة الشباب، ولكن لكلّ واحد منهم عالماً يختلف عن الآخر،

                      لا يتعدى باب غرفته، فيمضي يومي من دون أن أرى واحداً

                      منهم يسأل عنّي أو ينتبه لوجودي، وحتى تحية الصباح والمساء أقوم أنا بإلقائها

                      بعد أن استدرجهم للحديث عن أيّ شيء، وفي أيّ شيء من دون جدوى،

                      فأنظر من جديد لجدران المنزل الذي تقاسم الصمت معي،

                      فتختفي الحياة ثم تعود إذا طلب أحدهم مني أن أعدّ له وجبة الغداء أو العشاء،

                      هذه الوجبة التي تعطيني الأمل في أن يجلس معي أحدهم لتناولها،

                      ولكن حتى هذا الأمل يزول بمجرد أن يأخذها معه إلى غرفته لتناولها وحده..

                      تؤلمني وحدتي، وترتجي الآهات أضلاعي للإفراج عنها بعد أن أجبرتها على الحبس

                      مع دموعي التي أطلقتها وحشة الأيام الكئيبة معلنة غربتي في منزلي

                      واشتياقي لأولادي وحنيني لهم، ولا تفصلني عنهم سوى جدران من الآجر.

                      تنهدات أبناء

                      أمّنا الحبيبة ليست الجدران الآجر ما يفصلك عنّا بل هناك جدران من العقوق والقسوة التي بنيناها فصلتنا عنكِ..

                      إذ لم تكن المسافات في يوم من الأيام تستطيع أن تفصل بين الأم وأبنائها،

                      فالمسافات يختزلها الحنين، والأرض تطويها صلة الرحم، ثمّ تصل إلى قدميكِ لتركع على أعتاب جنة الرحمن،

                      هذا إذا كانت المسافات طويلة، ولكن نحن نعيش في نفس البيت ولا نعلم عنكِ شيئاً،

                      ندخل غرفتنا ولا نخرج منها إلّا للضرورة القصوى، ثمّ نعود أدراجنا إلى عوالمنا التي هيئتيها لنا،

                      فقد وفّرت لكلّ منّا تلفازاً خاصاً، مع حاسوب، مع خط انترنيت، ودخلنا هذا العالم ونسينا دفء العواطف،

                      والحبّ الأسري، ولا يوجد لدينا وقت لنتذكر حضنك الدافئ والارتماء على صدركِ الحنون للبكاء تأسفاً على ما فرطنا،

                      فقد أنسانا الشيطان ما اختصصتِنا به من حبٍّ، وودٍّ، وعطفٍ، لم تبخلِي علينا بأيِّ شيء،

                      فأنتِ ترين سعادتنا هدفكِ السامي، وأوقفتِ حياتكِ رهناً لحياتنا وما تزالين تُطْبقين علينا جفونكِ

                      لحمايتنا وتُتمتمينَ بآيات الحفظِ، والمعوذاتِ لحفظنا..

                      ونحن بماذا جازيناكِ؟

                      تركناكِ وحيدة تعانين من قسوتنا وتتألمين من عقوقنا، عذراً يا أُمّنا طال فراقكِ وآن الأوان للّقاء،

                      ولكنه لقاء الحنين إلى الماضي القريب، لقاء الأم بأبنائها بكلّ ما تحويه الكلمة من معنى

                      لنمسح بأيدينا دمعة نزلت على خدّكِ.


                      اهلا باطلالة مشرفتنا الفاضلة واختنا الغالية..

                      تنهدات ام جمعت في طياتها تلك اللوعة وخيبة الامل التي تُصاب بها الام من جراء

                      جفاء اولادها ...وهي تنتظر منهم ان يجالسوها او يقضون جزء من وقتهم معها..

                      او حتى مجرد السؤال عنها..

                      نعيش في عالم نفتقد فيه الى المشاعر الحقيقية التي كانت موجودة سابقا..

                      ولا اعلم الى اين سيصل بنا المطاف في ظل هذه الدوامة التي نعيش تحت ظلها..

                      مشرفتنا القديرة كلماتكم كانت لسان حال كل ام تعيش هذه الحالة من اللاابالية وعدم الاهتمام.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X