إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتظار الخطوبة اذاب قلبي - تاليف سيد جلال الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاركة الأصلية بواسطة عدنان مشاهدة المشاركة
    *** اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين ***
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدنا الجليل واستاذنا الكبير
    شكرا جزيلا لكم لما منحتمونيه من صفات لا استحقها فزادني ذلك شرفا وفخرا فهي شهاده كبيره بحقي من سيد جليل وعالم كبير له مثل مقامكم الرفيع واحمد الله كثيرا لهذه المنزله التي فزت بها ببركات الكفيل الذي جمعنا معكم ومع الخيرين في منتدى مبارك يحمل اسمه سلام الله عليه-
    سيدنا الجليل واستاذنا الكبير ابا مهدي نسال الله ان يجعلكم من مستجابي الدعاء ويتقبل اعمالكم باحسن قبول ويحفظكم ذخرا للدين الاسلامي ويبارك بجهودكم ويمد بعمركم ويمتعكم بالصحه والعافيه لما تبذلوه من خدمات لدين الاسلام وال بيت نبيه وحبيبه المختار ابا الزهراء واهل بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وما تقدموه من نصح وارشاد للمسلمين المؤمنين بطريقه تحبب الى قلوبهم ونفوسهم الالتزام بالدين ونهجه القويم وتزيدهم شوقا ولهفة لمعرفه تفاصيل مواقفكم المشرفه وخلفيات قراراتكم واراءكم السديده في مسيره كفاحكم الطويله ضد الظالمين من اعداء الله ورسوله وال بيته
    سبحان الله - ذكرناكم هذه الليله في احد المجالس الحسينيه حيث كان ضمن ما تطرق اليه احد الخطباء الحسينييون - وفقهم الله - هو ضروره حث الشباب على اختيار الدراسه الحوزويه وتشجيع الاذكياء والمثابرين منهم وخصوصا ممن يحصلوا على معدلات عاليه في الثانويه فنحن بامس الحاجه الى مئات بل الاف من الخطباء لخطبة الجمعه ممن يجيدو التوجيه والوعظ والارشاد و جذب انتباه وعقول الشباب وتشجيعهم على الالتزام بالدين ونهج ال البيت الاطهار-وتحصين عقولهم ونفوسهم من الغزوالفكري الخطر - ولا عذرا لمن يحتج بقلة الامكانيات او ضعف الراتب المالي فهذا الواجب يستلزم التضحيه والايثار والاكتفاء بالقليل من ضروريات الحياة -كما ذكر الشيخ حفظه الله - انه في الماضي كان الكثير من العلماء -رحم الله الماضين منهم وحفظ الموجودين - كانو ممن يشرب الماء بالدين- ايام عدم توفر مياه الاساله وانما يشربوه من السقاّ - ولا يملكون ثمن هذا الماء -وعاشوا والفوا الكتب المفيده وساهموا بحفظ الدين ونشره بروح الايثار ولم يشتكوا من قلة المال وضعف الحال فنالوا بذلك رضى الله ورضى نبيه وال بيته وسعادة الدارين --
    يشهد الله سيدنا التفت الى جهة الخطيب متسائلا مع نفسي - هل ان الخطيب هو السيد جلال الحسيني!!
    وخطر على ذهني وقتها بدايه قصه حياتكم وقراركم الشجاع المبارك في اختيار الدروس الحوزويه مع ما فيها من شغف العيش - و لولا توفيق من الله وتسديده لكم واتكالكم عليه وثقتكم به وتقواكم وثباتكم وايمانكم لكان الحال هو غير ما وصلتم اليه من العلم والفضل والمنزلة الكبيره --
    عذرا سيدنا الجليل فقد اطلت عليكم -- والعذر عند الكرام مقبول
    شكرا لكم واساله تعالى لكم كل خير

    تعليق


    • الفصل : 87
      (أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ رُءُوسَهَا)
      وبعد ان انتهينا من مناسك العمرة المباركة عدنا الى البلاد
      منتظرين رحمة الباري غير شاكين بعطف الرحمن وحنانه ؛ والحمد لله الذي صدق وعده ورزقنا ولداً سميناه محمد علي بنية ان محمد وعلي نفس واحدة :
      فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبينَ
      . كنت جالسا في الدكان واذا بصديق لي من التجار واسمه (.......)وكان يشتري مني بعض القرطاسيات وبعض الاحيان بالعكس انا اشتري منه ؛ قال لي سمعت انك تبني بيتك ؟
      قلت له: نعم ولله الحمد رزقني ربي ما استطيع ان ابني به طابقا اخر لانني عاهدت الامام الرضا عليه السلام ان لا اخرج منه والبناء علامة السعة
      كما قال امير المؤمنين عليه السلام في كتاب نهج البلاغة :
      وَ بَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ عليه السلام : أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى
      ولان عددنا زاد والاولاد في حاجة الى مكان اوسع .
      قال لي : انك في اشتباه عظيم !!
      قلت له : وكيف انا في اشتباه عظيم ؟
      قال : لان المنطقة التي تسكنها منطقة بعيدة عن مركز المدينة وهذا يعني ان مستواك المعاشي هو واطئ فسيؤثر على النظرة الاجتماعية لك .
      قلت له : ثم ماذا ؟
      قال: فالذي يريد ان يخطب ابنتك سوف يكون من اخفض المستويات لبعد بيتك من مركز المدينة ولانك تسكن في منطقة فقيرة .
      قلت له : اولا ان الزواج والزوج قسمة على الجبين ((ثم تلوت عليه ما ذكرته لكم سابقا)) و القرآن الكريم يقول :
      وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني‏ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلينَ
      و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ قَالَ الْحَنِيفِيَّةُ مِنَ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ قَالَ فَطَرَهُمْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِهِ قَالَ زُرَارَةُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ الْآيَةَ. قَالَ: أَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ فَعَرَّفَهُمْ وَ أَرَاهُمْ نَفْسَهُ وَ لَوْ لا ذَلِكَ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ يَعْنِي الْمَعْرِفَةَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِقُهُ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
      و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام لا يَرَى بِالْعَزْلِ بَأْساً فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ :
      وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ .
      فَكُلُّ شَيْ‏ءٍ أَخَذَ اللَّهُ مِنْهُ الْمِيثَاقَ فَهُوَ خَارِجٌ وَ إِنْ كَانَ عَلَى صَخْرَةٍ صَمَّاءَ
      فقلت لصاحبي وعلى هذا فان الامر مقدر والذرية ومن ابوهم مقدر فماذا يضر البيت ان قرب او بعد مع تلك المقدرات .
      ثانيا :
      يا اخي كل انسان يحب الراحة والتوسعة وكم من الادعية الواردة عن اهل البيت عليهم السلام في طلب الرزق والسعة ولكن على الانسان ان يقتنع بما رزقه ربه وعليه ان يبرمج لنفسه مشاريعه حسب ما قدر له من رزق وقد قال الامام الصادق عليه السلام :
      : ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لا يَفْتَقِرَ .
      فالله سبحانه وتعالى يعطي الانسان بقدر حاجته ولكن الانسان يشكو ربه لانه يمد يده لاكثر مما قدر له ولحاجات عادة غير ضرورية او ضرورتها كاذبة:

      تعليق


      • الفصل : 88
        (عاقبة الطماع)
        قال لي صاحبي ولكنني سوف اعمل اعمال استطيع بها تسديد ديوني فقلت له: مثلا ماذا تعمل ؟ قال آخذ بضاعات كثيرة من العاصمة واقترض كثيراً ثم بعد ان ابيع تلك البضاعات استطيع ان اسدد بارباحها ديوني كلها .
        قلت له : هذا هو الطمع بعينه فانه يوسوس لك بانه يضمن لك بيع البضاعات وتسديد الديون في الوقت المطلوب ؛ ولكن يا صديقي الا تفكر ان لم توفق لبيع البضاعات ماذا ستفعل؟ وكيف ستسدد الديون ؟
        فقال: كيف يضمن لي الطمع وماذا تقصد من قولك هذا ؟
        قلت له هذا هو قول امير المؤمنين عليه السلام : ( الطَّمَعُ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِي‏) .
        فانه يقول لك الطمع الموسوس في نفسك: اشتري ؛ اقترض ؛ خذ ؛ لا تخاف ستبيع؛ ستربح ؛ مع العلم انك لا تعلم كم هو المقدّر لرزقك؛ وهل تحمّل اطماعك على خالقك؟! وتتوقع انه سيرزقك في الوقت الذي تحتاج لتسديد ما طمعت لاجله ؟!
        لا... لا يا اخي ان عملك هذا يخالف الصواب والقول السديد :يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَديداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظيماً
        يجب على العاقل ان يخطط لبرامجه بمقدار ما يرزقه ربه فان تدبير الخالق تعالى لا يتبع اهواءنا :
        وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ
        ومع كل كلامي هذا خرج صديقي من دكاني وهو متاسف لافكاري التي في اعتقاده انها طوباء وقهقرى عن التفكير السليم وسفسطة قد وقعت فيها وكان افكاري في ظنه انها خيوط العنكبوت. ولكن تعالوا معي لنرى عاقبة امره وسوء جزاء اعراضه عن القرآن الكريم والعترة عليهم السلام واتباعه ضمان طمعه الغدار .
        فاقترض بضاعات كثيرة من التجار وانفق اثمانها في بناء البيت وكان كما وصفه لي وكأنه برج مشيد من قوارير ولما اتم البناء وكمله ؛ هجم عليه اصحاب الاموال والتجار والبنوك وكل يقول اعطني ما اقترضته مني وهو يعتذر بان السوق في هذه السنة ليس كما ضمنه لي طمعي ولكنهم اصروا عليه فاعطى الطابق الاسفل للمستاجرين وسدد جزء يسير من ديونه ؛ ولكنه لم يفلح واخيرا لم يكن له سبيل الا ان يبيع البيت ويسدد الديون ولكن زوجته واهله الذين ذاقوا طعم السعة وحلى لهم المقام في القصر المشيد فكيف يمكنهم ان يتخلوا عنه؟؟!!
        فكلما قاوموا الحاج ... لكي لا يبيع البيت وهو يقاوم القروض ويبيع ما عنده من العروض ليسدد ما ورطه به الطمع الضامن الغير وفي ؛ فلم ينجع ولم يفلح واخيرا كانت النتيجة ان غاب عن اعيننا الحاج ولم نر له اثرا ولم نسمع له صوت ؛ ولما سالت عنه قيل لي انه جنَّ وهو الان في المستشفيات العقلية
        ( انا لله وانا اليه راجعون) ولم تمر الا اشهر واذا بالحاج يدخل للدكان وله منظر يرعب الشجعان؛ ويخيف الرهبان؛ ويملل الفرحان؛ فسالته مابك يا حاج؟؟
        قال بصوت كله ابهام وغموض: قد جننت والان شوفيت وبعد حدود السنة او السنتين لا اتذكر بالضبط عاد والحمد لله الى عمله وقد باع البيت المشيد ورجع من اول الامر يبنى آماله وحياته ففرحت لشفائه وحزنت لخروج البيت من يده وانهدام كل آماله التي بناها على قشور الضمان الواهي للطمع الكاذب لكن لم يتركه الطمع
        حيث تورط مرة اخرى...

        تعليق


        • الفصل 89
          قرن الطمع بالذل
          لم يتركه الطمع حيث جاءني قائلا :
          لماذا لا تذهب بنفسك لشراء البضاعة من العاصمة ؟!
          قلت له: لانني اعتمد على اصدقائي الذين اعمل معهم منذ سنين .
          قال: ولكنك مخطأ لانني حينما اذهب بنفسي لشراء ما احتاج اليه من البضاعات احصلها باثمان زهيده
          قلت له:صح ما تقوله ولكنني عندما اقيس ذهابي وما يذهب من عمري في حلي وترحالي وتفاوت السعر ؛ فاجد لو انني اخسر من ربحي هذا في قبال ما اغتنم من الزمن في ذهابي وعودتي وابيعه لزبائني بارخص مايمكن لي بان انقص ما ياخذه التجار مني لعدم ذهابي بنفسي فهو احسن لي وخير ؛ ولكنه لم يقتنع واخذ يحمِّل نفسه عناء الذهاب والعودة الى العاصمة والى ان غاب مرة اخرى؛ فسألت عنه قيل لي : انه اجهد نفسه وعادت له حالاته النفسية واخيرا أجر الدكان وذهب من عالم التجارة ولا اعلم ما هي عاقبة امره وحاله الان وهذا نتيجة الطمع الذي ناله حيث انه خالف القرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين حيث ذموا الطمع باشد ذم وهنا ما ورد في ذم الطمع عن امير المؤمنين عليه السلام في كتاب غررالحكم :
          * صلاح النفس قلة الطمع
          * دلالة حسن الورع عزوف النفس عن مذلة الطمع
          *عليك بالورع و إياك و غرور الطمع فإنه وخيم المرتع
          * إياكم و دناءة الشره و الطمع فإنه رأس كل شر و مزرعة الذل و مهين النفس و متعب الجسد
          *الطمع أول الشر
          *الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير موف
          * بلاء الرجل في طاعة الطمع و الأمل
          * من اتخذ الطمع شعارا جرعته الخيبة مرارا
          * الطمع مذلة حاضرة
          *الذل مع الطمع
          *قرن الطمع بالذل
          * من ملكه الطمع ذل
          * أضر شي‏ء الطمع

          تعليق


          • الفصل 90
            (حب المساكين فخري و افتخاري)
            حينما تحدثت بهذه القصة للعلوية ام مهدي قالت لي: الان حل الوقت ان اخبرك بما اخفيته عنك زمنا طويلا.
            فقلت لها : وما اخفيتي عني ولماذا ؟
            قالت اليس نقل عَنهُمْ عليه السلام : مَا كُلُّ مَا يُعْلَمُ يُقَالُ وَ لا كُلُّ مَا يُقَالُ حَانَ وَقتُهُ وَ لا كُلُّ مَا حَانَ وَقتُهُ حَضَرَ أَهْلهُ
            .قالت: اذن لم يكن من الضروري نقله اليك لانني اعلم انك لا تحتاج الى هذا الخبر وهو يؤذيك .
            قلت لها وما سمعتِ ؟؟
            قالت :كلما ذهبت الى بيت (.......) استهزؤا ببيتنا
            قلت لها:وباي شيئ يستهزؤن
            قالت : ببعده عن مركز المدينة وكونه في محل يسكنه الفقراء قلت لها:
            ان اهل البيت عليهم السلام اكدوا على حب المساكين والفقراء كما ورد :
            يَا عِيسَى تزَيَّنْ بِالدِّينِ وَ حُبِّ المَسَاكِينِ وَ امْشِ عَلَى الأَرْضِ هَوْنا .
            و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: أَمَرَنِي رَبِّي بِسَبْعِ خِصَالٍ حُبِّ الْمَسَاكِينِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ أَنْ لا أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئا
            وعن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه واله على منبره :
            يا علي إن الله عز و جل وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك و صدق عليك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك‏
            فانا افتخر ان اعيش بين احباب امير المؤمنين عليه السلام وان اكون منهم ان شاء الله
            و قلت لها:نحن اشترطنا في الخطوبة ان لا نتكلم سوى الصدق فاسالك وبماذا كنت تجيبيهم؟؟
            قالت : كلما استهزؤا اقول لهم: والله ان الحجر الواحد من بيتي لا ابدله بكل زينة الدنيا
            قلت لها: اتتصورين ان الامام الرضا عليه السلام يختار لنا الردئ؟؟

            تعليق


            • الفصل 91
              ((يا محول الحول والاحوال))
              وفي ليلة من الليالي وفي المنتصف منه واذا بي اشعر باصوات وحركة في الارض كأنها الزلزلة ثم استيقظت العلوية فسالتها اتشعرين ما اشعره انا ؟
              قالت : وكيف لا ؟! وفي الصباح هرولت الى خارج البيت ؛ فلما وصلت خارج البيت واذا بالبلدية في مدينتنا المقدسة عملت عملا مفاجئا جدا
              حيث انشات شارعا مهما في هذه الليلة وصممت ان يكون اهم شارع في البلد حيث يربط اهم الشوارع في المدينة ببعضها ويكون مركزا هاما بالنسبة لكل البلد ؛ وكان بجنبنا مستشفى ولكنه خامل النشاط لبعده عن مركز المدينة والان حيث وقع على اهم شارع فاهتموا به اشد اهتمام وجهزوه باحسن الاجهزة
              فارتفعت اسعار الارض في منطقتنا الى ماشاء الله تعالى واصبحت المنطقة من المناطق التي يتمنّون الشراء فيها وهرع التجار الكبار من العاصمة في شراء الاراضي وبناء المجمعات السكنية الكبيرة هناك
              فنقلت لام مهدي لاحظي هذه الرواية :
              قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: كُنْ لِمَا لا ترْجُو أَرْجَى مِنكَ لِمَا ترْجُو فَإِنَّ مُوسَى عليه السلام ذَهَبَ لِيَقتبِسَ لاهْلِهِ نَاراً فَانصَرَفَ إِلَيْهِمْ وَ هُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ
              و قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : كُنْ لِمَا لا ترْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا ترْجُو فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه السلام خَرَجَ يَقتبِسُ لأَهْلِهِ نَاراً فَكَلَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجَعَ نَبِيّاً مُرْسَلا وَ خَرَجَتْ مَلِكَة سَبَإٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمَانَ عليه السلام وَ خَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطلبُونَ العِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ.
              فانها تشير على ان الانسان ينبغي ان لايجعل كل امانيه على ما يملك من القدرات فنحن نعمل ما بوسعنا ونترك الباقي راجين الله سبحانه ومتوكلين عليه فان التاجر يشتري البضاعة ويعرضها في محل تجارته ولكنه يرجو الله تعالى في ربحه ؛وهل هو يمسك باعناق الناس كي يشتروا منه؟؟
              وكذلك نحن حينما رزقنا الامام الرضا عليه السلام هذا البيت ما كنا نعلم المستقبل وان البيت سيكون في موقع مهم في البلد .
              والان سمعت من اناس استهزؤا سابقا بمنطقتنا انهم يتمنوا لو كان عندهم بيت في منطقتنا فنحن ان صبرنا فبتوفيق الله سبحانه ولابد للصابر الظفر وان كان مرّا فاسمعي كلمات جدك امير المؤمنين عليه السلام
              * بشر نفسك إذا صبرت بالنجاح و الظفر
              * دوام الصبر عنوان الظفر و النصر
              * مرارة الصبر تثمر الظفر
              * مفتاح الظفر لزوم الصبر
              * لا يعدم الصبور الظفر و إن طال به الزمان

              تعليق


              • الفصل 92
                (تجنب التعالي على الاخرين)
                ثم قلت للعلوية ان الذين كانوا يستنكفون من منطقتنا الا يقرؤن كلام الله سبحانه في سورة القصص
                تِلْكَ الدَّارُالآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَ لافَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ
                كنت دائما افكر في حياتي عن الذين يتسابقون في التعالى على الاخرين وكل بحسبه ؛ منهم من يحب التعالى بعلمه على اقرانه او بمنصبه من غير حق ومن النساء من تحب التعالى على اقرانها في المجالس بازيائها الجديدة وحذائها البراق وهكذا في جميع النواحي والمواقف والذكر مثل الانثى
                واتعجب منهم كيف يتسابقون و القرآن المجيد لهم نذير بهذه الاية المباركة الصريحة البينة الواضحة ففكرت لعلهم لم يطلعوا عليها او انهم تلوها ولكنهم لم يعوها الى ان قرأت عن جدك امير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقية المشهورة الموجودة في كتاب نهج البلاغة نص الخطبة :
                حَتَّى إِذَا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ، وَ فَسَقَتْ أُخْرَى، وَ مَرَقَ آخَرُونَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ :
                تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا لَكِنِ احلَولَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ، وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا،.
                اذن انهم تلوها ووعوها ولكن آه من الدنيا وزينتها وزبرجها وغرورها وحلاوتها في اعين من يتمناها .
                وسانقل لك بعض ما ورد عن هذه الاية مايلي من الروايات المباركة :
                * عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ، : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ قَالَ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى :
                تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَ جَعَلَ يَبْكِي وَ يَقُولُ : ذَهَبَتْ وَ اللَّهِ الْأَمَانِيُّ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ *
                و عن كتاب تفسير القمي: قَالَ, أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
                يَا حَفْصُ مَا أَنْزَلْتُ الدُّنْيَا مِنْ نَفْسِي إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَيْتَةِ إِذَا اضْطُرِرْتُ إِلَيْهَا أَكَلْتُ مِنْهَا ؛
                يَا حَفْصُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلِمَ مَا الْعِبَادُ عَلَيْهِ عَامِلُونَ وَ إِلَى مَا هُمْ صَائِرُونَ فَحَلُمَ عَنْهُمْ عِنْدَ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ لِعِلْمِهِ السَّابِقِ فِيهِمْ فَلَا يَغُرَّنَّكَ حُسْنُ الطَّلَبِ مِمَّنْ لَا يَخَافُ الْفَوْتَ؛ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى :
                تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ؛ وَ جَعَلَ يَبْكِي وَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ وَ اللَّهِ الْأَمَانِيُّ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ: فَازَ وَ اللَّهِ الْأَبْرَارُ تَدْرِي مَنْ هُمْ؟ هُمُ الَّذِينَ لَا يُؤْذونَ الذرَّ ؛ كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْماً وَ كَفَى بِالِاغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلًا ؛
                يَا حَفْصُ إِنَّهُ يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ؛ وَ مَنْ تَعَلَّمَ وَ عَمِلَ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ دُعِيَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِيماً فَقِيلَ: تَعَلَّمَ لِلَّهِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا حَدُّ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا؟؟ فَقَالَ: فَقَدْ حَدَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَخْوَفُهُمْ لِلَّهِ وَ أَخْوَفَهُمْ لَهُ أَعْلَمُهُمْ بِهِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِهِ أَزْهَدُهُمْ فِيهَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْصِنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ فَإِنَّكَ لَا تَسْتَوْحِشُ .
                و عن عبد الله بن مسعود، قال نعى إلينا حبيبنا و نبينا (صلى الله عليه و آله) نفسه فبأبي و أمي و نفسي له الفداء قبل موته بشهر ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت، فنظر إلينا، فدمعت عيناه، ثم قال :
                مرحبا بكم، حياكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، نفعكم الله، هداكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، رزقكم الله، رفعكم الله، أوصيكم بتقوى الله، و أوصي الله بكم، إني لكم نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده و بلاده، فإن الله (تعالى) قال لي و لكم «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» و قال سبحانه «أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ». قلنا متى يا نبي الله أجلك قال دنا الأجل و المنقلب إلى الله، و إلى سدرة المنتهى، و جنة المأوى، و العرش الأعلى، و الكأس الأوفى، و العيش المنتهى. قلنا فمن يغسلك قال أخي و أهل بيتي الأدنى فالأدنى.
                ولو ان احدا اشترى حذاء ليستعلي على الاخرين لشملته الاية الكريم ويدخل تحتها :
                سعدالسعود 88 فصل .....
                و روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها .
                ولهذا فلا تهتمي بما يقولين ونساله تعالى ان ينجينا من حب الاستعلاء ومن الفساد في الارض

                تعليق


                • الفصل 93
                  (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُون)‏
                  قالت العلوية وهل التنافس مذموم حتى في المكارم الاخلاقية ؟
                  فقلت لها : ان التنافس على سمو الروح والخلق الكريم مراد الله والمرسلين وائمتنا الطاهرين عليهم السلام .
                  لان التنافس على زخرف الحياة الدنيا لا يجدى والرزق مقسوم كما في سورة الزخرف :
                  أَهُمْ يَقسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعيشَتَهُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
                  واما التقدم المعنوي فهذا ما ينبغي ان ننافس به اقراننا والناس لان للدنيا ابناء وللاخرة ابناء فعلينا ان نكون ابناء الاخرة كما:
                  قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ اتِّبَاعَ الْهَوَى وَ طُولَ الأَمَلِ؛ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ؛ وَ أَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ؛ ارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقبِلَةً ؛ وَ ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً؛ وَ لِكُلٍّ بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ بَنِي الآخِرَةِ وَ لا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا اليَوْمَ عَمَلٌ وَ لا حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لا عَمَلَ
                  فان كان من تعاشرينهم من ابناء الاخرة فهؤلاء لا ينظرون الى ملابسك وهيأتك ؛ وان كانوا من ابناء الدنيا فهؤلاء اولى ان تشعري بنعمة الله عليك اذ نبهك عن نومة الغافلين كما قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه :
                  يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّمَا هُمْ كَالْكِلابِ إِنْ وَجَدُوا عِنْدَكَ شَيْئاً أَكَلُوهُ وَ إِلّا ذَمُّوكَ وَ فَضَحُوكَ وَ إِنَّمَا حُبُّهُمْ بَيْنَهُمْ سَاعَةٌ؛ يَا بُنَيَّ: مُعَادَاةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ مُصَادَقَةِ الفَاسِقِ؛ يَا بُنَيَّ الْمُؤْمِنُ تَظْلِمُهُ وَ لا يَظْلِمُكَ وَ تَطْلُبُ عَلَيْهِ وَ يَرْضَى عَنْكَ؛ وَ الْفَاسِقُ لا يُرَاقِبُ اللهَ فَكَيْفَ يُرَاقِبُكَ

                  تعليق


                  • الفصل 94
                    (صفارات الانذار)
                    قالت : الآن احب ان اسالك سؤالا واستحي منك.
                    فقلت لها: لا تنسي ؛ كان شرط زواجنا الصراحة .
                    قالت : اذاً ارجو ان لا تتالم من سؤالي :
                    حينما جئت لخطوبتي فرحت كثيرا لانني وجدتك تهتم بالمطالعة اهتماما كبيرا ففرحت لاني احسست بان الله تعالى قد رزقني من يقدر للزمن قدره وليس في حياته شكوى من الفراغ بل ان الفراغ يشكوه ويتضجر من عدم وجوده بين لهواته لكي يمضغه ثم يلفظه في احضان الافلام والتوافه من الامور التي تاكل ساعات العمر اكلا الى ان يصبغ شعره بالأعلام البيض لان بياض الشعر هو صفارات الانذار بقرب الموت المحتوم حيث ان كل شعرة في راس الانسان لا تبيّض الا حينما تموت بصيلتها اذاً فان كل شعرة بيضاء هي ميت من الاموات يحمله الانسان الكبير معه ؛ وكلما زاد البياض ازدادت الاموات فالانسان بالحقيقة في هذا العمر تكون مقبرة الاموات في وجهه ورأسه يحملها في حله وترحاله لكي ينبهه بانك راحلٌ وقد قال امير المؤمنين عليه السلام :
                    ِ أَيُّهَا الْيَفَنُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِيرُ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا الْتَحَمَتْ أَطْوَاقُ النَّارِ بِعِظَامِ الْأَعْنَاقِ وَ نَشِبَتِ الْجَوَامِعُ حَتَّى أَكَلَتْ لُحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللَّهَ اللَّهَ مَعْشَرَ الْعِبَادِ وَ أَنْتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ وَ فِي الْفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ وَ أَضْمِرُوا بُطُونَكُمْ وَ اسْتَعْمِلُوا أَقْدَامَكُمْ وَ أَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ وَ خُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ فَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ لَا تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ..
                    فان قبلت هذه الحقائق فسؤالي هو لماذا تريد التجارة مع اهمية الزمن واهمية الاستفادة من العمر قبل حلول وقت تلك الصفارات النذر ؟؟
                    فاجبتها قائلا :
                    ان الفراغ الذي ذكرتيه لقد ذكره الله سبحانه حيث قال :
                    كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخالِيَةِ
                    فان الايام الخالية هي الايام الماضية التي حصّل اهل النعيم على نعيمهم فيها ومنها ؛ فهل ينعم الانسان الا بما يغتنم به فراغ العمر؟
                    ان الله سبحانه وتعالى ابتلا الانسان بنعمة الفراغ المظلومة ؛ حقاً والله فان هذه النعمة مظلومة قد ظلمها الانسان حينما تجديه يركض وراء شفرة الجزار ليذبح به فراغ عمره بدل ان يسعى ليملأه بانوار السعي المخلِّد له بنعيم الابد فان اكثر وقت الانسان في فراغ و من يريد امرا لايعجزه الكسل باذن الله تعالى كما قد ورد عن ائمتنا عليهم السلام التنبيه على الفراغ وكيفية اغتنام هذه الفرصة التي لا تثمن بثمن لغلائها واهميتها

                    تعليق


                    • الفصل 95
                      (الفراغ نعمة مكفورة)
                      عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمَّا قَوِيَتْ عَلَيْهِ النيَةُ .
                      اذاً فان طلب العلم يحتاج الى نية قوية وهذه النية هي اكبر عامل لمساعدة الانسان في طلب العلم والعالم بلا عمل وبال على المجتمع اليس قال الله تعالى في سورة الجمعة عن العلماء الذين لا يعملوا بما علموا: مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ
                      واخرى قال عن هؤلاء العلماء التاركين للعمل بعلمهم بانهم كاكلب :
                      وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
                      فليس المهم تكديس العلم بل العمل بما نعلم وان كان قليلا فان العمل بما نعلم يسبب لنا زيادة العلم ويولده كما ورد عنهم عليهم السلام :
                      عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كَفَى مَا لَمْ يَعْلَمْ
                      و قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله : مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
                      وقال عليه السلام: المال تنقصه النفقة و العلم يزكو على الإنفاق
                      ومن كل ما تقدم يتبين ان الانسان ان عزم على طلب العلم لا يمنعه مانع الا ان يشاء الله سبحانه وان لم يسع لطلب العلم ويحبه فليس هناك اي دافع له وساحب اياه نحو صفحات الكتاب .
                      وان اكثر عمر الانسان في فراغ وطوبى لم عرف قدر عمره وفراغه فيه كما ورد : ٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ كَثرَةَ النَّوْمِ وَ كَثرَةَ الفَرَاغِ
                      وورد ايضا :
                      *حديثَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله: خَلتانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ
                      *الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ
                      ولو حسبنا عمر الانسان ولنفرض انه يعيش لسبعين سنة :
                      لانه فيما بعد السبعين عادة تهجم عليه الامراض وانواع الضعف يتقاذفه كالكرة بين الصبيان لذلك نترك ما زاد على السبعين فمن اول ولادته الى بلوغه هو بين لعب الصبى والغفلة عن كل ما يراد منه لانه بعيد كل البعد عن بناء شخصيته ولازال في دور بناء كيان بدنه واما بعد البلوغ الى الثلاثين فهو في سكر الشباب :
                      كما قال امير المؤمنين عليه السلام :
                      875- ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال و سكر القدرة و سكر العلم و سكر المدح و سكر الشباب فإن لكل ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل و تستخف الوقار
                      ثم ان ثلث عمر الانسان في النوم وعدة سنين يقضيها في الطرقات من بيته لمكان عمله ثم في اسفاره وحله وترحاله وعدة سنين يقضيها في اكله وشربه واستحمامه فكم يبقى من العمر لتعلمه وبناء آخرته
                      لذلك احاول ان استفيد من هذه النعمة المجهولة وهي الفراغ بين هذا وذاك من مشاغل الحياة ؛
                      مثلا عندما اذهب لشراء بضاعة من العاصمة حدود الاربعة ساعات انا جالس في السيارة استفيد منها في المطالعة والى ان ياتي المشتري اكون في الدكان فارغا وحينما حسبت ذلك الفراغ فكان حدود 4 ساعات وفي البيت وانا انتظر الغذاء حدود نصف ساعة وغيرها من الاوقات فلو استفيد منها كاملة لأصبحت من اثقف الناس وانا حاولة بكل محاولة بحول الله وقوته ان استفيد من الفراغ في هذه الفجوات الحياتية ؛ والحمد لله انهيت بها كثير من الدورات والاجزاء التي تحتاج الى وقت كثير
                      قالت : حقا ان الزوجة اللبيبة حينما ترى ان زوجها يهتم بالفراغ والكتاب تشعر ان عمرها ما ذهب منها ضياعا فاحب ان تقرا وانا اخيّط وانفق عليك.
                      نعم كنت اتاجر ولكن باعتباري الذي رزقني الله سبحانه عند التجّار واكثر النفقات تدفعها زوجتي بما يرزقها الله تعالى عن طريق الخياطة لبعض المؤمنات اللبنانيات الطيبات .

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X