إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتظار الخطوبة اذاب قلبي - تاليف سيد جلال الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سابدء باذن الله بتربية الاولاد في القسم القادم

    تعليق


    • نحن بالانتظار
      موفقين لكل خير
      وسلمت اياديكم
      [/SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق


      • القسم الرابع
        ((تربية الاولاد))
        الفصل 96
        (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)
        قالت لي العلوية : وكيف ستخطط لتربية اطفالنا ؟؟
        قلت لها : نحن مع اطفالنا كالزارع الذي يحرث الارض ويهيأه للبذر ولما تم كل شيئ يلقي البذر بين ذرات التراب ويسقيه ثم يجلس متوكلا على الله تعالى ولا يعلم اي شيئ عن مستقبل البذر وماذا سيكون حاصل اتعابه ؛ ولربما خرج المحصول وحينما يريد ان ينموا واذا بالجراد ياكله وكأنه مدعو على مادبة لذيذة له وبهذه الدعوة الغير مترقبة ولا متوقعة ولا مرادة للزارع يفقد كل اتعابه ؛ ولربما خرج الزرع بافضل مما كان يتوقع واكثر بركة ؛ ومعنى هذا هو ان على الزارع ان يبذل كل جهده في عمله مستعينا بحول الله وقوته واما مستقبل الحصاد فلا ينفع فيه الا التوكل على الله تعالى لذلك قال الله تعالى:
        أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ؛ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
        ونحن كذلك في حق ابنائنا يجب ان نبذل ما نستطيعه في تربيتهم بما علمنا الله تعالى والرسول الكريم واله الطاهرين عليهم صلوات الله اما ماذا سيكون حاصل جهودنا فليس علينا ان نقلق لذلك وقد قال الله سبحانه وتعالى :
        وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ
        وهناك احاديث مفصلة في طريقة تربية الاولاد وتهذيبهم ولكن علينا اولا ان نهذب انفسنا لنكون دعاة صامتون لهم لان الكلام والموعظة للاطفال مهما كثر وزاد ان لم يكن له تطبيق عملي يراه الاولاد نصب اعينه فلا ينفع ما نبذله من نظريات لهم .
        وعلينا بمحاسبة انفسنا وان نتعاون في هذه المحاسبة في سر عنهم لنصلح اخطاءنا التي ارتكبناها امامهم وان لا ننتقد بعضنا امامهم لتزول هيبة الوالدين وابهتهم:
        وَ أَطيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ (46)(الانفال )

        تعليق


        • السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
          سيدنا الجليل حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير
          عندي استفسار هو :
          بعض العوائل ممن يبذلون الجهد في تربية ابنائهم ويهيئون لهم الاجواء النقية لكن نرى ان بعض هؤلاء الابناء يخرجون عن الخط الصحيح الذي ابتغاه لهم الوالدين فهل هذا يعود الى تقصير من قبل الوالدين ام انه يعود الى ان العيب يعود الى نفوسهم و قلوبهم كما في الحديث الشريف :
          بالسند المتّصل إلى ثقة الإسلام محمَّد بن يعقوب الكلينيِّ - رضوان الله عليه- من عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمَّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجَهْم، عن المفضَّل، عن سَعْدٍ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام قالَ: "إنَّ القُلوبَ أرْبَعَةٌ: قَلْبٌ فيه نَفاقٌ وَإيمانٌ وَقَلْبٌ مَنْكوسٌ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ، وَقَلْبٌ أزْهَرُ أجْرَدُ. فَقُلْتُ مَا الأزْهَرُ؟ قَالَ: فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ، فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُنَافِقِ، وَأمَّا الأزْهَرُ فَقَلْبُ المُؤْمِنِ، إنْ أعطاهُ شَكَرَ وَإنْ ابتُلاَهُ صَبَرَ، وَأمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُشْرِك، ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ:[أَفَمَنْ يَمْشي مُكِباً عَلى وَجْهِهِ أهْدى أمَّنْ يَمْشي سَويّاً عَلى صِراطً مُسْتَقيمٍ] فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذي فيه إيمانٌ وَنِفاقٌ فَهُمْ كانُوا بِالطّائِفِ فَإنْ أدْرَكَ أحَدَهُمْ أجَلُهُ عَلى نِفَاقِهِ هَلَكَ، وَإنْ أدْرَكَهُ عَلى إيْمَانِهِ نَجا" (1)
          ـــــــــــــــ
          (1) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2.
          sigpic​

          تعليق


          • المشاركة الأصلية بواسطة فدك الكوثر مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
            سيدنا الجليل حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير
            عندي استفسار هو :
            بعض العوائل ممن يبذلون الجهد في تربية ابنائهم ويهيئون لهم الاجواء النقية لكن نرى ان بعض هؤلاء الابناء يخرجون عن الخط الصحيح الذي ابتغاه لهم الوالدين فهل هذا يعود الى تقصير من قبل الوالدين ام انه يعود الى ان العيب يعود الى نفوسهم و قلوبهم كما في الحديث الشريف :
            بالسند المتّصل إلى ثقة الإسلام محمَّد بن يعقوب الكلينيِّ - رضوان الله عليه- من عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمَّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجَهْم، عن المفضَّل، عن سَعْدٍ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام قالَ: "إنَّ القُلوبَ أرْبَعَةٌ: قَلْبٌ فيه نَفاقٌ وَإيمانٌ وَقَلْبٌ مَنْكوسٌ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ، وَقَلْبٌ أزْهَرُ أجْرَدُ. فَقُلْتُ مَا الأزْهَرُ؟ قَالَ: فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ، فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُنَافِقِ، وَأمَّا الأزْهَرُ فَقَلْبُ المُؤْمِنِ، إنْ أعطاهُ شَكَرَ وَإنْ ابتُلاَهُ صَبَرَ، وَأمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُشْرِك، ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ:[أَفَمَنْ يَمْشي مُكِباً عَلى وَجْهِهِ أهْدى أمَّنْ يَمْشي سَويّاً عَلى صِراطً مُسْتَقيمٍ] فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذي فيه إيمانٌ وَنِفاقٌ فَهُمْ كانُوا بِالطّائِفِ فَإنْ أدْرَكَ أحَدَهُمْ أجَلُهُ عَلى نِفَاقِهِ هَلَكَ، وَإنْ أدْرَكَهُ عَلى إيْمَانِهِ نَجا" (1)
            ـــــــــــــــ
            (1) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2.
            السلام عليكم
            شكرا لاهتمامكم
            سياتي البحث بالتفصيل ان شاء الله وهذا هو اول فصل في الكتاب

            تعليق


            • الفصل : 97
              (الولد وعاء فارغ)
              سانقل لكِ الروايات الواردة في كتاب الكافي عن تربية الاطفال ونناقشها مع بعض :
              واول ما نقرأه من احاديثهم سلام الله عليهم :
              عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ الْمُرْجِئَةُ .
              ان اهم نقطة يجب ان نلتفت اليها هي قول الامام عليه السلام : "بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ" ؛ فقد وردفي كتاب اللغة :
              و بادَرَ الشي‏ءَ مبادَرَةً و بِداراً و ابْتَدَرَهُ و بَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ ؛
              وعليه فيجب ان نعجل في تربية ابنائنا على احاديثهم سلام الله عليهم حيث ان المخالفين للقرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم لهم برامج مكثفة ومهمة يستعجلون بها لاحتضان اولادنا بما خططوا لهم من برامج خطيرة ومن له ادنى اطلاع بخطط اليهود لمحو الدين من حياة ابنائنا بما يضعون لهم من برامج عن طريق الافلام وغيرها يعلم اهمية كلمة الامام عليه السلام بالاستعجال لتعليمهم على احاديث اهل البيت عليهم السلام ؛فهي مسابقة خطيرة جدا بين الوالدين والاعداء لآل محمد عليهم السلام؛ ومع الاسف الشديد لقد تركنا اولادنا في احضان من تلقفوهم وتنازلنا عن هذه المنافسة في صالح اعدائنا
              انا لله وانا اليه راجعون .
              ان الولد وعاء خالي ينتظر من سيسبق في ان يملئه وكل اناء ان امتلئ فلا يقبل اي شيئ آخر الا بازالة ما ملئ به وهذا من الصعب وان كان ممكنا لترسب الاثار فيه ؛ لذلك فعلينا ان نهيئ البرامج التعليمية الكاملة التي لا تدع ولا لحظة فراغ للاولاد ليستغلها اعداء الدين والانسانية .
              فقالت العلوية:
              وهل تعني ان اهل البيت عليهم السلام وضعوا البرامج الكافية لتعليم وتربية اطفالنا ؟؟
              قلت لها : نعم وبلا شك ان هناك روايات مفصلة جدا في كل زاوية من زوايا حياة اطفالنا قد تناولها اهل البيت عليهم السلام بالتفصيل كآداب الطعام وتعليم اولادنا بان هناك نوعين من الطعام المادي والذي هو الاكل والشرب والمعنوي وهو غذاء الروح والعقل ومادته العلم وآداب المعاشرة في كل نواحيها وآداب العبادة والعلقة مع الله سبحانه والانبياء والمرسلين والائمة المعصومين والقرآن المبين والمؤمنين وهكذا لكل المجالات ؛ وهناك امر جميل جدا تناولتها الروايات المباركة وهي الرذائل الاخلاقية وكيفية تجنبها واهلها .
              قالت العلوية : ان ما ذكرته مهم جدا لكن عندي اقتراح هام ايضا
              قلت : ماهو ؟
              قالت : افهم مما نقلته لي ان علينا كوالدين ان نؤدب انفسنا اولا وقبل ان يكبر ابناءنا لاننا بعيدين نحن عن كل ما نقلته ولم نسمع بها لذلك فهي فرصة ثمينة جدا ان نتعلم علوم اهل البيت عليهم السلام قبل ان نحتاج اليها في تعليم ابنائنا
              فقلت : نعم كما تفضلتي وهو امر كنت اريد ان انبهك عليه لان الامام عليه السلام اكد على التعليم الصامت .
              قالت :التعليم الصامت؟!!
              قلت : نعم الم تسمعي بهذه الرواية :
              عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ لِمَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَ حُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتُمُوهُ وَ أَنْ تَكُونُوا لَنَا دُعَاةً صَامِتِينَ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَيْفَ نَدْعُو إِلَيْكُمْ وَ نَحْنُ صُمُوتٌ قَالَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ تَتَنَاهَوْنَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالصِّدْقِ وَ الْعَدْلِ وَ تُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ وَ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى خَيْرٍ فَإِذَا رَأَوْا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ عَمِلُوا أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا فَتَنَازَعُوا إِلَيْهِ الْخَبَرَ .
              وبدء البرنامج الجاد بيننا في تعلم ما قاله القرآن الكريم والعترة عليهم السلام في تربية النفس وتربية الاولاد.
              كنت اقرء التفسير والروايات وزوجتي تطبخ وتغسل الصحون او وهي تخيط وتكنس ولم ادعها تفكر في خزعبلات اقوال النساء ووساوسهن المبعد عن الله تعالى وعن الحق والحقيقة والتي تشغل بالها بالازياء ومدلاتها ومتاع الدنيا وزينتها لذلك فان الكثير كزوجة الاخ الدكتور فلان جاءت الى بيتنا ولما وجدت العلوية كلامها كله في الامور الجادة هربت منها وهي تنادي ... لا ...لا ... هذه الحياة صعبة لابد للمرأة ان تهتم بالزينة وتهتم بزخارف الحياة ؛ فقلت لها:
              سبحان الله !! قالت لكى هذا والله سبحانه اجابها :
              فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا

              تعليق


              • الفصل : 98
                (الدعوة الصامتة)
                فان احسن تربية وادب للاولاد هو كما اخبرتك التاديب الصامت لان الصدق ان عم اجواء البيت فان الاولاد لامفرَّ لهم من الصدق ؛ اما اذا قلنا للاولاد ليل نهار بحسن الصدق واخبرناهم بقبح الكذب وعظيم شره ؛ لكنهم حينما يسمعوا كذبة واحدة من احدنا فسينهار كلما شيدناه بكلامنا ودروسنا من معلومات حول الكذب لانهم سيستحسنوا النفاق ويزول عنهم هيبة العقاب حيث سيفكر الطفل بان كل ما قاله الوالدان صحيح ولكن يصح ايضا الكذب حين الحاجة اليه كما ان الوالد كذب مع علمه بقبح الكذب وترك الصدق مع اطلاعه الكامل بوجوب الصدق ؛ فاي دمار سيكون لكيان العائلة بهذا التصرف الخاطئ ؛ لذلك فان اهل البيت عليهم السلام طلبوا منا ان نكون دعاة بغير السنتنا:
                عَنْ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ حُسْنِ الْجِوَارِ وَ كُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ وَ كُونُوا زَيْناً وَ لَا تَكُونُوا شَيْناً وَ عَلَيْكُمْ بِطُولِ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَالَ يَا وَيْلَهُ أَطَاعَ وَ عَصَيْتُ وَ سَجَدَ وَ أَبَيْتُ
                عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِالْخَيْرِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ
                قالت السيدة العلوية ام مهدي : كلما تفضلت به صحيح لاشك فيه وصدق الله ورسوله واله الكرام صلى الله عليهم اجمعين ولكن هل كل هذا يعني باننا نترك تدريسهم وتعليمهم للروايات التي تخصهم وتزيدهم معرفة بدينهم؟؟
                قلت : لا ابدا ليس هذا هو ما اعنيه وانما قصدي ان الاطفال لا يعرفون القانون بل يجب ان نلهمهم القانون بما نقنن به تصرفاتنا وسلوكنا امامهم ؛ وساجعل لهم اوقات جميلة لتعليمهم بعد ان اتقنا الدعوة الصامتة امامهم واحسن زمن اعلمهم فيه العلوم النافعة لهم حينما نجعل المائدة ونجتمع حولها ؛ لانهم في تلك الحالة فرحين بما سيتناولون من الطعام المادي وانا اشغلهم وهم ياكلون بما سيسمعون مني من الروايات ليتناولوا الطعامين معا اعني التغذية البدنية والروحية ؛ والحمد لله كانت هذه احدى الطرق التي كنت اعلمهم بها على علوم اهل البيت عليهم السلام .
                واما الاسلوب الاخر : هو عند النوم حيث كنت احضر القصص النافعة الموجودة في كتبنا المعتبرة واقصها عليهم مع التحليلات حين المنام ثم اسالهم عن العبرة التي يستفيدوها من هذه القصة التي سمعوها وكنت احيانا اعين لهم نوع من الجوائز لمن يفلح باصوب جواب .
                الاسلوب الثالث : اجعل لهم دروس في المناسبات الدينية كما في شهر رمضان المبارك ثم بعد ان ينقضي الشهر ابدء باسالة عن جميع الدروس التي سمعوها خلال الشهر واجعل جائزة لاحسن الاجوبة طبعا ولم احرم الباقين من الجائزة وان اختلفت عن جائزة الفائز وهكذا الى ان كبروا والحمد لله .هذا ما استطعت ان اقدمه والنتائج كما اخبرتك بمثال المزاع ؛ هي بيد الله تعالى :
                وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
                حسناً الان نرجع لروايات الكافي الشريف التي وردت في تاديب الاولاد :
                بابُ تأدِيبِ الوَلَدِ
                عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: دَعِ ابنَكَ يَلعَبُ سَبْعَ سِنِينَ وَ أَلزِمْهُ نَفسَكَ سَبعاً فَإِنْ أَفْلحَ وَ إِلا فَإِنهُ مِمَّنْ لا خَيْرَ فِيهِ .
                بيان :
                اذن اللعب = سبعة
                ان تلزمه معك = 14
                من هذه الرواية ومن الكثير من الروايات والايات القرآنية الكريمة وبالوجدان نفهم بان للوالدين وظيفة وهو عدم التقصير في حق الابناء بما رسمه الشارع له من حق والسعي لتربيتهم اما النتيجة كما اسلفنا مفصلا فانه بيد الله وما قدر له ؛ ففي السبعة الاولى دعه يلعب وفي السبعة الثانية التزمه معك اينما تذهب وسياتي تفصيل اكثر لمراحل العمر ان شاء الله ؛ وطبيعي فان بالتزامنا له في هذا العمر سوف نكون شاهدا لكل حركاته وسكناته فان افلح فبها وهو المراد والا فهو ممن لم يقدر له ان يكون فيه الخير .

                تعليق



                • الفصل : 99
                  (الصبيان ولعبهم )
                  قالت : ومتى ستبدء بتعليمهم ؟
                  قلت: اما الاسلوب القصصي الذي اخبرتك به فنبدء به من حين وجدناهم يعون الكلام ؛ ولكن التعليم على الحلال والحرام والمعارف الاسلامية وغيرها من العلوم فقد ورد:
                  عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: الغلامُ يَلعَبُ سَبْعَ سِنِينَ و يتعَلَّمُ الكِتَابَ سَبْعَ سِنِينَ و يَتعَلمُ الحَلالَ وَ الحَرَامَ سَبْعَ سِنِينَ .
                  اذن ان السن التعليمي عند اهل البيت عليهم السلام كما في هذه الرواية تبدء من سبع سنين فعلينا ان لا نفقد اي لحظة من هذه السنوات السبعة باذن الله تعالى لتربيتهم التربية الصحيحة في اطار القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام وان فرطنا فسيسبقنا الى عقلهم وعلمهم غيرنا كما نقلت لك رواية الامام الصادق عليه السلام حيث قال : بَادِرُوا أَوْلادَكُمْ بِالحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ المُرْجِئَة
                  فقالت لي العلوية: وهل ستجعل لهم برامج للراحة والاستراحة لان الانسان في مثل هذا السن سيصاب بملل من متابعة البرامج الجادة.
                  فقلت لها : وهل تتصورين بان الاسلام أهمل هذا الجانب في حياة الاولاد ؟؟
                  قالت : كما اخبرتني من قبل فان ديننا كامل وتام في كل ما يحتاجه الانسان ولكن احب ان اعرف ما هو موقف الاسلام في هذا الجانب .
                  قلت لها : ان الاسلام اهتم بلعب الاطفال ورياضتهم كما:
                  روي عن حليمة أنه جلس محمد و هو ابن ثلاثة أشهر و لعب مع الصبيان و هو ابن تسعة و طلب مني أن يسير مع الغنم يرعى و هو ابن عشرة و ناضل الغلمان بالنبل و هو ابن خمسة عشر و صارع الغلمان و هو ابن ثلاثين ثم أوردته إلى جده .
                  وقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ وَ الرِّمَايَةَ
                  فهل لاحظتي كم اهتم الاسلام بجانب الرياضة بحيث ينقل امير المؤمنين عليه السلام عن الرسول الكريم صلى الله عليه واله الامر بتعليمهم على السباحة والرماية .
                  وقد كان الامام الحسين عليه السلام يلعب مع الصبيان:
                  عن يعلى العامري أنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه واله إلى طعام دعي إليه فإذا هو بحسين عليه السلام يلعب مع الصبيان فاستقبله النبي صلى الله عليه واله أمام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي هاهنا مرة و هاهنا مرة و جعل رسول الله ص يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه و الأخرى تحت قفائه و وضع فاه على فيه و قبله ثم قال حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط
                  المناقب 3 393 فصل في معجزاتهما.....
                  أبو ذر و الصادق عليه السلام أنه اصطرع الحسن و الحسين بين يدي رسول الله صلد الله عليه واله فقال إيه حسن خذ حسينا فقالت فاطمة يا رسول الله أ تستنهض الكبير على الصغير فقال هذا جبرئيل يقول للحسين إيها حسين خذ حسنا
                  وها هما الحسن و الحسين عليهما السلام يلعبان فكيف بصبياننا ؟!

                  تعليق


                  • الفصل 100
                    (الرفق وبر الوالدين )
                    وعندما انتهى كلامنا عن لعب الاطفال والبرامج التي رسمناها لتعليمهم قالت العلوية : وماذا يقول اهل البيت عليهم السلام عن بر الوالدين وكيف نستطيع ان نجعل اولادنا بارين بوالديهم من غير ان نستعمل معهم العنف؟
                    قلت لها : ان بر الوالدين من الامور التي اهتم بها الاسلام اشد الاهتمام ولذلك فانه ورد الامر به في القرآن الكريم واما في روايات اهل البيت عليهم السلام فان فيه بحر من الروايات التي امرت ببر الوالدين والنهي عن عقوقها وفيها روايات ترشد الآباء الى اساليب لتمنعهم من العقوق ؛ ولكن هذا لا يعني اننا نقهرهم على طاعتنا وبرنا وانما كما قلت لك سابقا اننا كالمزارع ننتظر بعد كل عنائنا في تربيتهم ما قدره الله تعالى لنا متوكلين عليه
                    ان اهم ما يجب ان نهتم به في حياتنا معهم هو الرفق في التعامل وفي كل الحالات الا حالات نادرة ؛ للاسلام فيها موقف حدي وسابحثه لك ان شاء الله تعالى ؛
                    والان سانقل لك جزء يسيرا من روايات الرفق:
                    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ
                    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَ الرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ....
                    و قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ
                    و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : الرِّفْقُ يُمْنٌ وَ الْخُرْقُ شُؤْمٌ
                    وعَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَ يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْف‏
                    وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْ‏ءٍ إِلَّا زَانَهُ وَ لَا نُزِعَ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا شَانَهُ
                    فان الرفق افضل وسيلة لاعانة الاولاد على بر والديهم لان الامام الصادق عليه السلام ترحم على من يعين اولاده على بره واي اعانة افضل من الرفق كما ورد:
                    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَيْنِ أَعَانَا وَلَدَهُمَا عَلَى بِرِّهِمَا .
                    وقد تجلى رفق الرسول صلى الله عليه واله بالاطفال حينما خفف صلاته كما ورد :
                    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله بِالنَّاسِ الظُّهْرَ فَخَفَّفَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ النَّاسُ : هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ حَدَثٌ ؟ قَالَ: وَ مَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : خَفَّفْتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَقَالَ لَهُمْ : أَمَا سَمِعْتُمْ صُرَاخَ الصَّبِيِّ ؟!.
                    صلى الله عليك يا ابا القاسم وعلى اهل بيتك الطاهرين ؛ تعجب الرسول الرؤف الرحيم من سؤالهم لانه سمع الصبي يصرخ ؛ كيف لا يخفف صلاته وهو بالمؤمنين رؤفا رحيما ؛ وخففها روحي فداه تخفيفا دعاهم يتعجبون وهل هذا الا لرفقه وحسن خلقه الذي قال رب العالمين عنه :
                    وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظيمٍ

                    تعليق


                    • الفصل : 101
                      (اعانة الاولاد على البر)
                      ان الرسول الكريم صلى الله عليه واله امرنا ان نعين ابناءنا على بر الوالدين ثم شرح لنا روحي فداه طريقة اعانتهم على البر وها هي الرواية المباركة:
                      عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ يُعِينُهُ عَلَى بِرِّهِ؟؟ قَالَ: يَقْبَلُ مَيْسُورَهُ وَ يَتَجَاوَزُ عَنْ مَعْسُورِهِ وَ لَا يُرْهِقُهُ وَ لَا يَخْرَقُ بِهِ فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَنْ يَصِيرَ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الْكُفْرِ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي عُقُوقٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله الْجَنَّةُ طَيِّبَةٌ طَيَّبَهَا اللَّهُ وَ طَيَّبَ رِيحَهَا يُوجَدُ رِيحُهَا مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفَيْ عَامٍ وَ لَا يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا مُرْخِي الْإِزَارِ خُيَلَاءَ. (انتهى)
                      ان هذه الرواية تبين جمال ديننا وحسن اسلامنا فان النبي الكريم صلى الله عليه واله يشرح لنا عاقبة العقوق لنعرف خطورته واهميته لان الوالدان عادة لا يحبان لابنائهم الهلاك والقائهم في لهيب النار لذلك بيّن الرسول الكريم صلى الله عليه واله لنا اثر العقوق فعلينا ان :
                      ((يقْبَلُ مَيْسُورَهُ وَ يَتَجَاوَزُ عَنْ مَعْسُورِهِ وَ لَا يُرْهِقُهُ وَ لَا يَخْرَقُ بِهِ فَلَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَنْ يَصِيرَ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الْكُفْرِ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ فِي عُقُوقٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))
                      واحسن سبيل لتخليصهم من العقوق ان نهتم بالمقدمات والتي هي ام المهمات ؛ لان الوالد الحكيم والام العطوف لا يكلفان الاولاد فوق طاقتهما وان عمل الاولاد ما هو خلاف مايريدان فانهما يتغافلان عن تصرفهما لان التغافل من النعم الكبيرة في اصلاح المجتمع ككل وفي ترميم الخلل الواقع في كيان العائلة ؛ فانه الدواء الناجح لغفلة الابناء عن طاعة الوالدين ؛ هو الغفلة عن غفلتهم الا ما له حد قد حده الدين المبين كما ورد عن:
                      عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَجَمَعَ أَوْلَادَهُ مُحَمَّداً عليه السلام وَ الْحَسَنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ وَ عُمَرَ وَ زَيْداً وَ الْحُسَيْنَ وَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ كَنَّاهُ بِالْبَاقِرِ وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ فِي وَصِيَّتِهِ أَنْ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّ الْعَقْلَ رَائِدُ الرُّوحِ وَ الْعِلْمَ رَائِدُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلَ تَرْجُمَانُ الْعِلْمِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَبْقَى وَ اللِّسَانَ أَكْثَرُ هَذَراً وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا فِي كَلِمَتَيْنِ إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ مِلْ‏ءَ مِكْيَالٍ ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَغَافَلُ إِلَّا عَنْ شَيْ‏ءٍ قَدْ عَرَفَهُ وَ فَطَنَ لَهُ الْخَبَرَ .(انتهى)
                      فان الامام زين العابدين عليه السلام في هذه الرواية المباركة يقول بان ثلث إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ هو بالتغافل ؛ فمن منا لا يبحث عن السعادة ليل نهار ؟!
                      فمن ارادها فثلثها في التغافل .
                      وقال امير المؤمنين عليه السلام :
                      من لم يتغافل و لا يغض عن كثير من الأمور تنغصت عيشته .
                      وفي هذه الرواية يبين لنا امير المؤمنين عليه السلام عاقبة الانسان الذي لا يتغافل بل يريد ان يعاقب الاخرين على كل صغيرة وكبيرة ؛ وهذا الخلق العسير الشاق اقرب سبيل لهدم كيان العائلة حيث ان الخطا والاشتباه هو من خلق البشر وسجيته فحذرنا امير المؤمنين عليه السلام - الاب الرؤف للامة عليه افضل الصلاة والسلام – من عاقبة هذا الخلق حيث قال : (تنغصت عيشته)
                      وكذلك فانه عليه السلام بيّن بان التغافل من شيم الكرام:
                      الكريم يتغافل و ينخدع
                      فان التغافل لا يكون الا عن شيئ يعلمه ويراه بعينه وبهذا التغافل عن تصرفاتهم نكبر في اعين اولادنا ونزداد وقارا لانهم سيلمسون علو انفسنا؛ ونسمح لهم باصلاح ما وقعوا فيه .
                      فبالتغافل وعدم تكليفهم بما يشق عليهم سنعينهم على البر والطاعة ؛ وبالعكس ان حملناهما فوق طاقتهم لقد الجئناهم الى العقوق فتشملنا اللعنة كما تشملهم لاننا سببنا لهم العقوق كما
                      عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : يَلْزَمُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ لِوَلَدِهِمَا مَا يَلْزَمُ الْوَلَدَ لَهُمَا مِنْ عُقُوقِهِمَا .)

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X