رُوي عن الإمام الحسن العسكري قوله في ظلّ الآية المباركة: « ولَن يَتَمنَّوه أبداً بما قَدَّمتْ أيديِهم »( سورة البقرة:94 ): يعني اليهود،.. إلى أن قال عليه السّلام: قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام:
لمّا كاعت اليهود ( أي جَبُنَت وهابَت ) عن هذا التمنّي، وقطع الله معاذيرهم، قالت طائفة منهم ـ وهم بحضرة رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ وقد كاعوا وعجزوا: يا محمّد، فأنت والمؤمنون المخلصون لك مُجابٌ دعاؤكم، وعليّ أخوك ووصيُّك أفضلهم وسيّدهم؟! قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: بلى. قالوا: يا محمّد، فإنْ كان هذا كما زعمت فقل لعليٍّ يدعو اللهَ لابنِ رئيسنا هذا؛ فقد كان من الشباب جميلاً نبيلاً وسيماً قسيماً، قد لَحِقَه برصٌ وجُذام، وقد صار حمىً لا يُقرب، ومهجوراً لا يُعاشَر، يتناول الخبز على أسنّة الرماح.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ائتوني به. فأُتي به، فنظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وأصحابه منه إلى منظرٍ فضيع سمجٍ قبيح كريه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا أبا الحسن، ادعُ اللهَ له بالعافية؛ فإن الله تعالى يُجيبك فيه. فدعا له.. فلمّا كان بعد فراغه من دعائه إذ الفتى قد زال عنه كلُّ مكروه، وعاد إلى أفضل ما كان عليه من النُّبل والجمال والوسامة والحُسن في المنظر!
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله للفتى: يا فتى، آمِنْ بالذي أغاثك مِن بلائك. قال الفتى: آمنتُ. وحَسُن إيمانه..
( تفسير الإمام العسكري عليه السّلام 444 / ح 295 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 323:9 / ح 15. وروى قطعةً منه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 335:2
تعليق