سورة القصص
(وجعل أهلها شيعا) والشيع الفرق وكل فرقة شيعة وسموا بذلك لأن بعضهم يتابع بعضا والعرب تقول شاعكم السلام أي تبعكم وشيعه اتبعه .اي انه جعل اهلها فرقا يشيعونه في طاعته أو أصنافا في خدمته أو فرقا مختلفة متعادين لينقادوا له .
(ويستحيي نساءهم) يستبقيهن على قيد الحياة ولا يقتلهن .
(وهامان) وزير فرعون .
(وأوحينا إلى أم موسى) الوحي " منه وحي النبوة، ومنه وحي الالهام، ومنه وحي الاشارة، ومنه وحي أمر، ومنه وحي كذب، ومنه وحي تقدير، [ومنه وحي خبر] ومنه وحي الرسالة.
فأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسمعيل ويعقوب ". إلى آخر الآية.
وأما وحي الالهام فقوله عزوجل " وأوحى ربك إلى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " ومثله " وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ".
وأما وحي الاشارة فقوله عزوجل: " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " أي أشار إليهم لقوله تعالى: " ألا تكلم الناس ثلثة أيام إلا رمزا ".
وأما وحي التقدير فقوله تعالى: " وأوحي في كل سماء أمرها وقدر فيها أقواتها.
وأما وحي الامر فقوله سبحانه: " وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي ".
وأما وحي الكذب فقوله عزوجل: " شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض " إلى آخر الآية.
وأما وحي الخبر فقوله سبحانه " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا ....." المجلسي في بحار الأنوار / جزء 90 / صفحة [16]
(فألقيه في اليم) البحر أي النيل
(فارغا) من كل شيء سوى همه أو صفرا من العقل لدهشتها أو من الحزن لوثوقها بوعد الله
(وقالت لأخته) مريم او كلثم .
(قصيه) اتبعي أثره وتعرفي خبره فالقص اتباع الأثر و منه القصص في الحديث لأنه يتبع فيه الثاني الأول و القصاص اتباع الجاني في الأخذ بمثل جنايته في النفس
(عن جنب) عن بعد مجالسة
(فوكزه موسى) ضربه بجمع كفه والوكز الدفع .
(ظهيرا) المظاهرة المعاونة و هي زيادة القوة بأن يكون المعاون ظهيرا لصاحبه في الدفع عنه و الظهير المعين.
( غوي ) غوى يغوي من باب ضرب: انهمك في الجهل، و هو خلاف الرشد، من الغواية لكثرة مخاصمتك.
(وجاء رجل) هو مؤمن آل فرعون وهو ابن عم موسى .
(يأتمرون) الائتمار التشاور
(تلقاء مدين) قصد نحوها وهي قرية شعيب
(ووجد من دونهم) في مكان أسفل من مكانهم
(تذودان) تمنعان غنمهما عن الماء لئلا تزاحماهم
(قال ما خطبكما) شأنكما .
(الرعاء) جمع راع يصرفوا مواشيهم عن الماء خوف مزاحمتهم
(استحياء) اي مستحيية وهي التي تزوجها وهي الصغرى واسمها صفيراء وقيل الكبرى واسمها صفراء
(حجج) الحجة السنة، و جمعها حجج كسدرة و سدر اي ثماني سنين
(أو جذوة) هي بالحركات الثلاث: شعلة اوقطعة غليظة من الحطب فيها نار بغير لهب .
(من الرهب) من أجله أي إذا خفت فافعل ذلك شدا لنفسك الرهب الخوف
(فذانك) أي العصا واليد
(ردءا) معينا
(صرحا) قصرا عاليا والصرح البناء العالي و أصله من الظهور فالتصريح شدة ظهور المعنى .
(في اليم) في البحر طرحناهم .
(المقبوحين) المبعدين أو المشوهين الخلقة.
(ثاويا) مقيما نازلا فيهم .
(لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك) رسول وشريعة وإن كان عليهم أنبياء وأوصياء حافظون لشرع الرسول السابق ظاهرون أو مستترون لامتناع خلو الزمان من حجة
(وصلنا لهم القول) أصل التوصيل من وصل الحبال بعضها ببعض و هو في الكلام أن يصير بعضه يلي بعضا اي أنزلنا عليهم القرآن متصلا بعضه في إثر بعض ليتصل الذكر أو متواصلا حججا وعبرا ومواعيد
( يدرءون ) الدرء الدفع .
(نتخطف من أرضنا) التخطف أخذ الشيء على وجه الاستلاب من كل وجه اي نستلب من ارضنا بسرعة
(يجبى) يجلب ويجمع و الجابية الحوض وجمعها جوابي الحياض الكبار لان الماء يجبى فيها اي يجمع .
(في أمها) في أصلها التي هي توابعها .
(من المحضرين) للنار
(تكن صدورهم) اي تخفي ، و الكنان: الغطاء ، و الجمع أكنة.
(لتنوء بالعصبة) تثقل الجماعة الكثيرة و ناء بحمله ينوء نوءا إذا نهض به مع ثقله عليهومنه الانواء جمع نوء ( = النجم )
(ويكأن ) أن وي اسم سمي به الفعل في الخبر فكأنه اسم أعجب ثم ابتدأ فقال كأنه لا يفلح الكافرون و كان الله يبسط الرزق فوي منفصلة من كان
(كل شيء هالك إلا وجهه) إلا ذاته وعنهم (عليهم السلام) إلا وجهه الذي يؤتى منه وهو حججه ونحن وجهه، فالمراد بالهلاك ما يجر إلى الضلال والعذاب
* تابع بعدها سورة العنكبوت
تعليق