كلّ شي ء في خدمة فاطمة و أبنائها
2613/ 1- المناقب لابن شهر اشوب: في معجزاتهما عليهماالسلام: أحمد بن حنبل في «المسند»، وابن بطّة في «الإبانة»، و النطنزي في «الخصائص» و الخركوشيّ في «شرف النبيّ صلى الله عليه و آله»، و اللفظ له.
وروى جماعة عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ و عن صفوان بن يحيى؛ و عن محمّد بن علي بن الحسين، و عن علي بن موسى الرّضا، و عن أميرالمؤمنين عليهم السلام:
أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام كانا يلعبان عند النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى مضى عامّة الليل، ثمّ قال لهما: انصرفا إلى اُمّكما.
فبرقت برقة فما زالت تضي ء لهما حتّى دخلا على فاطمة عليهاالسلام، و النبيّ صلى الله عليه و آله ينظر إلى البرقة، و قال: الحمد للَّه الّذي أكرمنا أهل البيت.
و قد رواه السمعانيّ و أبوالسعادات في فضائلهما، عن أبي جحيفة، إلّا أنّهما تفرّدا في حقّ الحسن عليه السلام.
___________________________________
البحار: 43/ 288 ح 52.
2614/ 2- عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
كان الحسن عليه السلام عند النبيّ صلى الله عليه و آله، و كان يحبّه حبّاً شديداً، فقال صلى الله عليه و آله: اذهب إلى اُمّك.
فقلت: اذهب معه؟
قال: لا.
فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتّى وصل إلى اُمّه.
___________________________________
البحار: 37/ 75.
2615/ 3- مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي هريرة، قال:
كنّا نصلّي مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العشاء، فكان يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين عليهماالسلام على ظهره، و إذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا.
فلمّا صلّى جعل واحداً هاهنا و واحداً هاهنا.
فجئته فقلت: يا رسول اللَّه! ألا أذهب بهما إلى اُمّهما؟
قال: لا.
فبرقت برقة، فقال: ألحقا باُمّكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتّى دخلا.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
أقول: ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده: (513) بطريقين؛ و ذكره المتّقي أيضاً في كنز العمّال: (7/ 109) بطريقين، و قال: أخرجهما ابن عساكر؛
و ذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه: (9/ 181)، و قال: رواه أحمد و البزاز باختصاره.
___________________________________
فضائل الخمسه : 3/ 191، مستدرك الصحيحين : 3/ 167.
2616/ 4- روي في بعض الأخبار:
أنّ أعرابيّاً أتى الرّسول صلى الله عليه و آله، فقال له: يا رسول اللَّه! لقد صدت خشفة غزالة، و أتيت بها إليك هديّة لولديك الحسن والحسين عليهماالسلام.
فقبلها النبيّ صلى الله عليه و آله، و دعا له بالخير، فإذا الحسن عليه السلام واقف عند جدِّه، فرغب إليها، فأعطاه إيّاها، فمامضى ساعة إلّا والحسين عليه السلام قد أقبل، فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها.
فقال: يا أخي! من أين لك هذه الخشفة؟
فقال الحسن عليه السلام: أعطانيها جدِّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
فسار الحسين عليه السلام مسرعاً إلى جدّه، فقال: يا جدّاه! أعطيت أخي خشفة يلعب بها، و لم تعطني مثلها.
و جعل يكرّر القول على جدّه، و هو ساكت، لكنّه يسلّي خاطره، ويلاطفه بشي ء من الكلام، حتّى أفضى من أمر الحسين عليه السلام إلى أن همّ يبكي.
فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد، فنظرنا فإذا ظبية و معها خشفها، و من خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وتضربها بأحد أطرافها حتّى أتت بها إلى النبيّ صلى الله عليه و آله.
ثمّ نطقت الغزالة بلسان فصيح و قالت: يا رسول اللَّه! قد كانت لي خشفتان: إحداهما صادها الصيّاد، و أتى بها إليك، و بقيت لي هذه الاُخرى، و أنا بها مسرورة، و إنّي كنت الآن اُرضعها، فسمعت قائلاً يقول:
أسرعي أسرعي يا غزالة! بخشفك إلى النبيِّ محمّد صلى الله عليه و آله و أوصليه سريعاً، لأنّ الحسين عليه السلام واقف بين يدي جدّه، و قد همّ أن يبكي، و الملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة، ولو بكى الحسين عليه السلام لبكت الملائكة المقرّبون لبكائه.
و سمعت أيضاً قائلاً يقول: أسرعي يا غزالة! قبل جريان الدُّموع على خدِّ الحسين عليه السلام، فإن لم تفعلي سلّطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك.
فأتيت بخشفي إليك يا رسول اللَّه! و قطعت مسافة بعيدة، ولكن طويت لي الأرض حتّى أتيتك سريعة، و أنا أحمد اللَّه ربّي على أن جئتك قبل جريان دموع الحسين عليه السلام على خدِّه.
فارتفع التهليل و التكبير من الأصحاب، و دعا النبيّ صلى الله عليه و آله للغزالة بالخير و البركة، وأخذ الحسين عليه السلام الخشفة و أتى بها إلى اُمّه الزهراء عليهاالسلام، فسرّت بذلك
سروراً عظيماً.
___________________________________
البحار: 43/ 312و 313.
2617/ 5- الطبرانيّ بإسناده عن سلمان، قال:
كنّا حول النبيّ صلى الله عليه و آله، فجاءت اُمّ أيمن، فقالت: يا رسول اللَّه! لقد ضلّ الحسن والحسين عليهماالسلام، و ذلك عند ارتفاع النهار.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قوموا فاطلبوا ابنيّ.
فأخذ كلُّ رجل تجاه وجهه، و أخذت نحو النبيّ صلى الله عليه و آله، فلم يزل حتّى أتى سفح الجبل، و إذا الحسن والحسين عليهماالسلام ملتزق كلُّ واحد منهما بصاحبه، و إذا شُجاع
___________________________________
الشجاع - بالضم و الكسر-. الحيه. (هامش البحار). قائم على ذنبه، يخرج من فيه شبه النار.
فأسرع إليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فالتفت مخاطباً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ انساب، فدخل إلى بعض الأجحرة.
ثمّ أتاهما، فأفرق بينهما و مسح وجوههما، و قال: بأبي و اُمّي أنتما؛ ما أكرمكما على اللَّه.
ثمّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، و الآخر على عاتقه الأيسر.
فقلت: طوباكما! نعم المطيّة مطيّتكما.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: و نعم الرّاكبان هما، و أبوهما خير منهما.
___________________________________
البحار: 43/ 308 و 309.
2618/ 6- روي عن سلمان الفارسيّ، قال:
اُهدي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله قطف من العنب في غير أوانه.
فقال لي: يا سلمان! ائتني بولديّ الحسن والحسين عليهماالسلام ليأكلا معي من هذا العنب.
قال سلمان الفارسيّ: فذهبت أطرق عليهما منزل اُمّهما، فلم أرهما، فأتيت
منزل اُختهما اُمّ كلثوم، فلم أرهما، فجئت فخبّرت النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك.
فاضطرب و وثب قائماً و هو يقول: و اولداه! و اقرّة عيناه! من يرشدني عليهما فله على اللَّه الجنّة.
فنزل جبرئيل من السماء، و قال: يا محمّد! علام هذا الانزعاج؟
فقال: على ولديّ الحسن والحسين عليهماالسلام، فإنّي خائف عليهما من كيد اليهود.
فقال جبرئيل: يا محمّد! بل خف عليهما من كيد المنافقين، فإنّ كيدهم أشدُّ من كيد اليهود.
و اعلم! يا محمّد! أنّ ابنيك الحسن والحسين عليهماالسلام نائمان في حديقة أبي الدحداح.
فصار النبيّ صلى الله عليه و آله من وقته و ساعته إلى الحديقة، و أنا معه حتّى دخلنا الحديقة، و إذا هما نائمان و قد اعتنق أحدهما الآخر، و ثعبان في فيه طاقة ريحان و يروّح بها وجهيهما.
فلمّا رآى الثعبان النبيّ صلى الله عليه و آله ألقى ما كان في فيه، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه! لست أنا ثعباناً، ولكنّي ملك من ملائكة (اللَّه) الكرُّوبيّين، غفلت عن ذكر ربّي طرفة عين، فغضب عليّ ربّي و مسخني ثعباناً، كماترى، و طردني من السماء إلى الأرض، و إنّي منذ سنين كثيرة أقصد كريماً على اللَّه، فأسأله أن يشفع لي عند ربّي عسى أن يرحمني و يعيدني ملكاً كما كنت أوّلاً، إنّه على كلّ شي ء قدير.
قال: فجثا النبيّ صلى الله عليه و آله يقبّلهما حتّى استيقظا، فجلسا على ركبتي النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال لهما النبيّ صلى الله عليه و آله: انظرا يا ولديّ! هذا ملك من ملائكة اللَّه الكرّوبيّين، قد غفل عن ذكر ربّه طرفة عين، فجعله اللَّه هكذا، و أنا مستشفع بكما إلى اللَّه تعالى، فاشفعا له.
فوثب الحسن والحسين عليهماالسلام فأسبغا الوضوء، وصلّيا ركعتين، و قالا:
اللهمّ بحقّ جدّنا الجليل محمّد المصطفى، و بأبينا عليّ المرتضى، و باُمّنا فاطمة الزّهراء، إلّا ما رددته إلى حالته الاُولى.
قال: فما استتمّ دعاءهما، فإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة، و بشّر ذلك الملك برضى اللَّه عنه، و بردّه إلى سيرته الاُولى، ثمّ ارتفعوا به إلى السماء و هم يسبّحون اللَّه تعالى.
ثمّ رجع جبرئيل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله و هو متبسّم و قال: يا رسول اللَّه! إنّ ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات، و يقول لهم: من مثلي و أنا في شفاعة السيّدين السبطين الحسن والحسين عليه السلام.
___________________________________
البحار: 43/ 313 و 314.
2619/ 7- ابن عبّاس، قال: بينا نحن ذات يوم مع النبيّ صلى الله عليه و آله إذ أقبلت فاطمة عليهاالسلام تبكي.
فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فداك أبوك! ما يبكيك؟
قالت: إنّ الحسن والحسين عليهماالسلام خرجا، ولا أدري أين باتا؟
فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتبكين، فإنّ خالقهما ألطف بهما منّي و منك.
ثمّ رفع يديه، فقال: اللهمّ احفظهما و سلمهما.
فهبط جبرئيل، و قال: يا محمّد! لاتحزن، فإنّهما في حظيرة بني النجّار نائمان، و قد و كّل اللَّه بهما ملكاً يحفظهما.
فقام النبيّ صلى الله عليه و آله و معه أصحابه حتّى أتى الحظيرة، فإذا الحسن والحسين عليهماالسلام معتنقان نائمان، و إذا الملك الموكّل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلّهما.
فأكبّ النبيّ صلى الله عليه و آله عليهما و يقبّلهما حتّى انتبها من نومهما، ثمّ جعل
الحسن عليه السلام على عاتقه الأيمن، والحسين عليه السلام على عاتقه الأيسر.
فتلقاه أبوبكر، و قال: يا رسول اللَّه! ناولني أحد الصبيين أحمله عنك!!
فقال صلى الله عليه و آله: نعم المطي مطيهما، و نعم الراكبان هما، و أبوهما خير منهما، حتّى أتى المسجد قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على قدميه، و هما على عاتقه.
ثمّ قال: معاشر المسلمين! ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً و جدّة؟
قالوا: بلى يا رسول اللَّه!
قال: الحسن والحسين، جدّهما رسول اللَّه و خاتم المرسلين، و جدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة...
إلى أن قال في آخره: و من أحبّهما في الجنّة، و من أبغضهما في النار.
قال: أخرجه الملا في سيرته و غيره.
___________________________________
فضائل الخمسه : 3/ 187 و 88، عن ذخائر العقبى : 130.
أقول: قد اختصرت الخبر، و أخذت من آخره أيضاً، لأنّ الخبر أوردتها في محلّه بتمامه، فراجع.
2613/ 1- المناقب لابن شهر اشوب: في معجزاتهما عليهماالسلام: أحمد بن حنبل في «المسند»، وابن بطّة في «الإبانة»، و النطنزي في «الخصائص» و الخركوشيّ في «شرف النبيّ صلى الله عليه و آله»، و اللفظ له.
وروى جماعة عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ و عن صفوان بن يحيى؛ و عن محمّد بن علي بن الحسين، و عن علي بن موسى الرّضا، و عن أميرالمؤمنين عليهم السلام:
أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام كانا يلعبان عند النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى مضى عامّة الليل، ثمّ قال لهما: انصرفا إلى اُمّكما.
فبرقت برقة فما زالت تضي ء لهما حتّى دخلا على فاطمة عليهاالسلام، و النبيّ صلى الله عليه و آله ينظر إلى البرقة، و قال: الحمد للَّه الّذي أكرمنا أهل البيت.
و قد رواه السمعانيّ و أبوالسعادات في فضائلهما، عن أبي جحيفة، إلّا أنّهما تفرّدا في حقّ الحسن عليه السلام.
___________________________________
البحار: 43/ 288 ح 52.
2614/ 2- عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
كان الحسن عليه السلام عند النبيّ صلى الله عليه و آله، و كان يحبّه حبّاً شديداً، فقال صلى الله عليه و آله: اذهب إلى اُمّك.
فقلت: اذهب معه؟
قال: لا.
فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتّى وصل إلى اُمّه.
___________________________________
البحار: 37/ 75.
2615/ 3- مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي هريرة، قال:
كنّا نصلّي مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله العشاء، فكان يصلّي فإذا سجد وثب الحسن والحسين عليهماالسلام على ظهره، و إذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا.
فلمّا صلّى جعل واحداً هاهنا و واحداً هاهنا.
فجئته فقلت: يا رسول اللَّه! ألا أذهب بهما إلى اُمّهما؟
قال: لا.
فبرقت برقة، فقال: ألحقا باُمّكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتّى دخلا.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
أقول: ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده: (513) بطريقين؛ و ذكره المتّقي أيضاً في كنز العمّال: (7/ 109) بطريقين، و قال: أخرجهما ابن عساكر؛
و ذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه: (9/ 181)، و قال: رواه أحمد و البزاز باختصاره.
___________________________________
فضائل الخمسه : 3/ 191، مستدرك الصحيحين : 3/ 167.
2616/ 4- روي في بعض الأخبار:
أنّ أعرابيّاً أتى الرّسول صلى الله عليه و آله، فقال له: يا رسول اللَّه! لقد صدت خشفة غزالة، و أتيت بها إليك هديّة لولديك الحسن والحسين عليهماالسلام.
فقبلها النبيّ صلى الله عليه و آله، و دعا له بالخير، فإذا الحسن عليه السلام واقف عند جدِّه، فرغب إليها، فأعطاه إيّاها، فمامضى ساعة إلّا والحسين عليه السلام قد أقبل، فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها.
فقال: يا أخي! من أين لك هذه الخشفة؟
فقال الحسن عليه السلام: أعطانيها جدِّي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
فسار الحسين عليه السلام مسرعاً إلى جدّه، فقال: يا جدّاه! أعطيت أخي خشفة يلعب بها، و لم تعطني مثلها.
و جعل يكرّر القول على جدّه، و هو ساكت، لكنّه يسلّي خاطره، ويلاطفه بشي ء من الكلام، حتّى أفضى من أمر الحسين عليه السلام إلى أن همّ يبكي.
فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد، فنظرنا فإذا ظبية و معها خشفها، و من خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وتضربها بأحد أطرافها حتّى أتت بها إلى النبيّ صلى الله عليه و آله.
ثمّ نطقت الغزالة بلسان فصيح و قالت: يا رسول اللَّه! قد كانت لي خشفتان: إحداهما صادها الصيّاد، و أتى بها إليك، و بقيت لي هذه الاُخرى، و أنا بها مسرورة، و إنّي كنت الآن اُرضعها، فسمعت قائلاً يقول:
أسرعي أسرعي يا غزالة! بخشفك إلى النبيِّ محمّد صلى الله عليه و آله و أوصليه سريعاً، لأنّ الحسين عليه السلام واقف بين يدي جدّه، و قد همّ أن يبكي، و الملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة، ولو بكى الحسين عليه السلام لبكت الملائكة المقرّبون لبكائه.
و سمعت أيضاً قائلاً يقول: أسرعي يا غزالة! قبل جريان الدُّموع على خدِّ الحسين عليه السلام، فإن لم تفعلي سلّطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك.
فأتيت بخشفي إليك يا رسول اللَّه! و قطعت مسافة بعيدة، ولكن طويت لي الأرض حتّى أتيتك سريعة، و أنا أحمد اللَّه ربّي على أن جئتك قبل جريان دموع الحسين عليه السلام على خدِّه.
فارتفع التهليل و التكبير من الأصحاب، و دعا النبيّ صلى الله عليه و آله للغزالة بالخير و البركة، وأخذ الحسين عليه السلام الخشفة و أتى بها إلى اُمّه الزهراء عليهاالسلام، فسرّت بذلك
سروراً عظيماً.
___________________________________
البحار: 43/ 312و 313.
2617/ 5- الطبرانيّ بإسناده عن سلمان، قال:
كنّا حول النبيّ صلى الله عليه و آله، فجاءت اُمّ أيمن، فقالت: يا رسول اللَّه! لقد ضلّ الحسن والحسين عليهماالسلام، و ذلك عند ارتفاع النهار.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قوموا فاطلبوا ابنيّ.
فأخذ كلُّ رجل تجاه وجهه، و أخذت نحو النبيّ صلى الله عليه و آله، فلم يزل حتّى أتى سفح الجبل، و إذا الحسن والحسين عليهماالسلام ملتزق كلُّ واحد منهما بصاحبه، و إذا شُجاع
___________________________________
الشجاع - بالضم و الكسر-. الحيه. (هامش البحار). قائم على ذنبه، يخرج من فيه شبه النار.
فأسرع إليه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فالتفت مخاطباً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ انساب، فدخل إلى بعض الأجحرة.
ثمّ أتاهما، فأفرق بينهما و مسح وجوههما، و قال: بأبي و اُمّي أنتما؛ ما أكرمكما على اللَّه.
ثمّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن، و الآخر على عاتقه الأيسر.
فقلت: طوباكما! نعم المطيّة مطيّتكما.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: و نعم الرّاكبان هما، و أبوهما خير منهما.
___________________________________
البحار: 43/ 308 و 309.
2618/ 6- روي عن سلمان الفارسيّ، قال:
اُهدي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله قطف من العنب في غير أوانه.
فقال لي: يا سلمان! ائتني بولديّ الحسن والحسين عليهماالسلام ليأكلا معي من هذا العنب.
قال سلمان الفارسيّ: فذهبت أطرق عليهما منزل اُمّهما، فلم أرهما، فأتيت
منزل اُختهما اُمّ كلثوم، فلم أرهما، فجئت فخبّرت النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك.
فاضطرب و وثب قائماً و هو يقول: و اولداه! و اقرّة عيناه! من يرشدني عليهما فله على اللَّه الجنّة.
فنزل جبرئيل من السماء، و قال: يا محمّد! علام هذا الانزعاج؟
فقال: على ولديّ الحسن والحسين عليهماالسلام، فإنّي خائف عليهما من كيد اليهود.
فقال جبرئيل: يا محمّد! بل خف عليهما من كيد المنافقين، فإنّ كيدهم أشدُّ من كيد اليهود.
و اعلم! يا محمّد! أنّ ابنيك الحسن والحسين عليهماالسلام نائمان في حديقة أبي الدحداح.
فصار النبيّ صلى الله عليه و آله من وقته و ساعته إلى الحديقة، و أنا معه حتّى دخلنا الحديقة، و إذا هما نائمان و قد اعتنق أحدهما الآخر، و ثعبان في فيه طاقة ريحان و يروّح بها وجهيهما.
فلمّا رآى الثعبان النبيّ صلى الله عليه و آله ألقى ما كان في فيه، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه! لست أنا ثعباناً، ولكنّي ملك من ملائكة (اللَّه) الكرُّوبيّين، غفلت عن ذكر ربّي طرفة عين، فغضب عليّ ربّي و مسخني ثعباناً، كماترى، و طردني من السماء إلى الأرض، و إنّي منذ سنين كثيرة أقصد كريماً على اللَّه، فأسأله أن يشفع لي عند ربّي عسى أن يرحمني و يعيدني ملكاً كما كنت أوّلاً، إنّه على كلّ شي ء قدير.
قال: فجثا النبيّ صلى الله عليه و آله يقبّلهما حتّى استيقظا، فجلسا على ركبتي النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال لهما النبيّ صلى الله عليه و آله: انظرا يا ولديّ! هذا ملك من ملائكة اللَّه الكرّوبيّين، قد غفل عن ذكر ربّه طرفة عين، فجعله اللَّه هكذا، و أنا مستشفع بكما إلى اللَّه تعالى، فاشفعا له.
فوثب الحسن والحسين عليهماالسلام فأسبغا الوضوء، وصلّيا ركعتين، و قالا:
اللهمّ بحقّ جدّنا الجليل محمّد المصطفى، و بأبينا عليّ المرتضى، و باُمّنا فاطمة الزّهراء، إلّا ما رددته إلى حالته الاُولى.
قال: فما استتمّ دعاءهما، فإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة، و بشّر ذلك الملك برضى اللَّه عنه، و بردّه إلى سيرته الاُولى، ثمّ ارتفعوا به إلى السماء و هم يسبّحون اللَّه تعالى.
ثمّ رجع جبرئيل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله و هو متبسّم و قال: يا رسول اللَّه! إنّ ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات، و يقول لهم: من مثلي و أنا في شفاعة السيّدين السبطين الحسن والحسين عليه السلام.
___________________________________
البحار: 43/ 313 و 314.
2619/ 7- ابن عبّاس، قال: بينا نحن ذات يوم مع النبيّ صلى الله عليه و آله إذ أقبلت فاطمة عليهاالسلام تبكي.
فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فداك أبوك! ما يبكيك؟
قالت: إنّ الحسن والحسين عليهماالسلام خرجا، ولا أدري أين باتا؟
فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لاتبكين، فإنّ خالقهما ألطف بهما منّي و منك.
ثمّ رفع يديه، فقال: اللهمّ احفظهما و سلمهما.
فهبط جبرئيل، و قال: يا محمّد! لاتحزن، فإنّهما في حظيرة بني النجّار نائمان، و قد و كّل اللَّه بهما ملكاً يحفظهما.
فقام النبيّ صلى الله عليه و آله و معه أصحابه حتّى أتى الحظيرة، فإذا الحسن والحسين عليهماالسلام معتنقان نائمان، و إذا الملك الموكّل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلّهما.
فأكبّ النبيّ صلى الله عليه و آله عليهما و يقبّلهما حتّى انتبها من نومهما، ثمّ جعل
الحسن عليه السلام على عاتقه الأيمن، والحسين عليه السلام على عاتقه الأيسر.
فتلقاه أبوبكر، و قال: يا رسول اللَّه! ناولني أحد الصبيين أحمله عنك!!
فقال صلى الله عليه و آله: نعم المطي مطيهما، و نعم الراكبان هما، و أبوهما خير منهما، حتّى أتى المسجد قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على قدميه، و هما على عاتقه.
ثمّ قال: معاشر المسلمين! ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً و جدّة؟
قالوا: بلى يا رسول اللَّه!
قال: الحسن والحسين، جدّهما رسول اللَّه و خاتم المرسلين، و جدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة...
إلى أن قال في آخره: و من أحبّهما في الجنّة، و من أبغضهما في النار.
قال: أخرجه الملا في سيرته و غيره.
___________________________________
فضائل الخمسه : 3/ 187 و 88، عن ذخائر العقبى : 130.
أقول: قد اختصرت الخبر، و أخذت من آخره أيضاً، لأنّ الخبر أوردتها في محلّه بتمامه، فراجع.
تعليق