إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
    ثم زادت السيدة زينب ( عليها السلام ) من درجة توبيخ الناس ، محاولة منها لإيقاظ تلك الضمائر ، ولتعلن لهم أنهم سوف لا يصلون إلى أي هدف تحركوا من أجله فقاموا بهذه الجريمة النكراء. فقالت :
    « ألا ساء ما تزرون »
    أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
    « وبعداً لكم وسحقاً »
    بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
    سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (33)
    « فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
    خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (34)
    تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (35) وقيل : القطع والبتر.
    « وخسرت الصفقة »
    الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ، فمن الجنون أن يبيع الإنسان ذلك في قبال عذاب مستمر مزيج بالإهانة والتحقير ، وبثمن قتل إبن رسول الله ، كل ذلك وهو يدعي أنه مسلم !!
    ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد ، وذهبتم إلى حرب الإمام الحسين لتحافظوا على كرسي يزيد من الإهتزاز ، ولكن معاملتكم هذه .. خاسرة ، فسوف لا تتهنؤون في ظل حكومته ، فلا كرامة ولا أمان ولا مستقبل زاهر !!
    إن الدين والإنضواء تحت لواء من اختاره الله تعالى هو الذي يوفر للإنسان الحياة السعيدة والعزة والكرامة.
    أما الإعراض عن ذلك فسوف يجر الويلات لكم ، فتتوالى عليكم حكومات جائرة ، فتعيشون حياةً ممزوجة بالتعاسة والذل ، الشامل لجميع جوانب حياتكم الدينية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
    وهنا أدمجت السيدة زينب ( عليها السلام ) كلامها بالقرآن الكريم واستلهمت منه ذلك فقالت :
    « وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
    قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (36)
    « وبؤتم بغضب من الله » أي رجعتم وقد احتملتم معكم غضباً من الله تعالى ، وسوف يسبب لكم هذا الغضب العقاب الأليم والبعد عن رحمة الله وغفرانه ، بكل تأكيد.
    وإن الجريمة .. مهما كان حجمها أكبر فسوف يكون غضب الله أشد ، وبالتالي يكون العذاب أكثر إيلاماً وأشد إهانةً وتحقيراً ، ويكون بعد المجرم عن عفو الله وغفرانه أكثر مسافة !
    « وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
    ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
    الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
    المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة.
    ثم بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) بوضع النقاط على الحروف ، وذلك بالتحدث عن الأبعاد الأخرى لحجم هذه الجريمة ـ أو الجرائم ـ النكراء فقالت :
    « ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
    الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (37)
    فريتم : الفري : تقطيع اللحم.

    اترك تعليق:


  • وكانت هذه الأحاديث وأمثالها قد ملأت آذان صحابة الرسول وتابعيهم .. المنتشرين في كل البلاد .. وخاصة الكوفة.
    فجريمة قتل الإمام الحسين لا يمكن أن تقاس بجريمة قتل غيره من الأبرياء ، لأن المقتول ـ هنا ـ عظيم فوق كل ما يتصور ، فيكون حجم جريمة قتله أكبر وأعظم من جريمة قتل أي بريء ، فلا يمكن لأهل الكوفة أن يغسلوا عن أنفسهم هذه الجريمة الكبرى.
    ثم استمرت السيدة زينب بذكر سلسلة من جوانب العظمة المتجمعة في أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لتبين ـ للناس ـ حجم الخسارة الفادحة ، ومضاعفات هذا الفراغ الذي حصل في كيان الأمة الإسلامية ، وهو قتل الإمام المنتخب من عند الله تعالى لهداية البشر ، فقالت ( عليها السلام ) :
    « وملاذ خيرتكم »
    الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به ويلجأ إليه في الشدائد.
    خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية ، كالتقوى ، والعقيدة الراسخة ، وحماية وحراسة الدين ، تقديم الدين على كل مصلحة .. مادية كانت أو غيرها !!
    « ومفزغ نازلتكم »
    المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
    النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (28) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (29)
    « ومنار حجتكم »
    المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
    المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق ، أو المسافرون الذين وصلوا إلى البلد لتوهم ، وهم يبحثون عن مأوى
    يلجأون إليه حتى يحين الصباح.
    وتطلق هذه الكلمة ـ حالياً ـ على الأضواء الكشافة القوية في درجة الإضاءة التي توضع على أبراج المراقبة في مطارات العالم ، لإرشاد الطائرات إلى محل المطار ، وخاصةً في الليالي التي يخيم الضباب على سماء المدينة.
    لقد جعل الله تعالى الإمام الحسين ( عليه السلام ) مصباح الهدى ، ينير الدرب لكل تائه أو متحير ، ولكن الناس تجمعوا عليه وكسروا المصباح ، وهم غير مبالين بما ينتج عن ذلك من مضاعفات ، ففي الظلام تقع حوادث السرقة والسطو على المنازل والبيوت ، وجرائم الإغتصاب والقتل ، والضياع عن الطريق ، والسقوط في الحفائر ، وغير ذلك.
    أما مع وجود المصباح فلا تحدث هذه الجرائم والمآسي.
    ولم يكن الإمام الحسين مناراً مادياً فقط .. بل كان مناراً لمن يبحث عن الحقيقة ، ويسأل عن الدين ، ويريد الحصول على رد الشبهات ، وما يتبادر إلى بعض الأذهان من تشكيكات. ولذلك فقد عبرت السيدة زينب عن الإمام الحسين بـ « منار حجتكم ».
    « ومدرة سنتكم »
    السنة : العام القحط (30) ، وقيل : السنة المجدبة (31) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (32).
    هذا هو معنى السنة.

    اترك تعليق:


  • فما فائدة ذلك القبر الذي يجصص ـ ليكون جميل الظاهر ـ ، لكنه يتضمن جثماناً نتناً لرجل خبيث أو إمرأة منحرفة ؟!!
    وقد يستفاد ـ من بعض كتب التاريخ ـ أن المتفرجين والمستمعين لخطاب السيدة زينب ( عليها السلام ) إنقسموا إلى ثلاث أقسام :
    1 ـ قوات الشرطة التابعين لابن زياد.
    2 ـ المحايدين.
    3 ـ الأفراد الذين تفاعلوا مع كلمات خطبة السيدة زينب ( عليها السلام ) وتأثروا بكلامها ، وبدأوا يبكون !!
    كيف لا .. وهم يسمعون صوتاً يشبه صوت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من ابنته الشجاعة !
    ولعلها كانت تخطب في ساحة كبيرة من ساحات مدينة الكوفة ، حيث كانت تستوعب أكبر قدر ممكن من الجماهير : المستمعين والمتفرجات ، الذين وقفوا على جانبي الطريق ، أو على سطوح دورهم ينظرون ويستمعون.
    « ألا : ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون »
    هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى : « ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ». (20)
    والمعنى : بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة ، أن سخط الله اليهم. والمعنى ـ هنا ـ يا أهل الكوفة : إن أعمالكم قد أوجبت عليكم غضب الله وسخطه ، والبقاء الدائم في نار جهنم.
    « أتبكون وتنتحبون » ؟!
    الإنتحاب : رفع الصوت بالبكاء الشديد.
    « إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً »
    إشارة إلى قوله تعالى : « فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً » (21) ، والمعنى : فليضحك هؤلاء المنافقون قليلاً ، لأن الضحك ـ حتى لو إستمر ـ فإنه ينتهي بفناء الدنيا ، وهو قليل لدى المقايسة مع بكائهم الدائم في يوم القيامة ، لأن ذلك : « يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » (22) وهم يبكون فيه كثيراً .. وباستمرار.
    وهذا تهديد وإنذار من السيدة زينب لأهل الكوفة ، وليس أمراً لهم بالضحك ، بل أمر بالتقليل من الضحك ، ـ وتهديد ضمني ـ أن لا مبرر لضحك وفرح يتعقبه بكاء طويل وعذاب مستمر.
    « فلقد ذهبتم بعارها وشنارها »
    يقال : ذهب بها : أي إستصحبها. والعار : كل شيء يلزم منه عيب (23) أو كل ما يعير به الإنسان من قول أو فعل ، أو يلزم منه عيب أو سب. (24)
    والشنار : العيب والعار (25) والأمر المشهور بالشنعة. (26)
    « ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً »
    ترحضوها : تغسلوها.
    غسل : ما يغسل به ، كالماء والمواد المنظفة المزيلة للأوساخ.
    قد يقوم الإنسان بجريمة صغيرة يستطيع محاصرة مضاعفاتها ، وقد تكون الجريمة كبيرة جداً تأبى أن يحاصر أحد مضاعفاتها وآثارها ، أو ينسب الغفلة أو السهو والإشتباه إلى مباشر تلك الجريمة ، ويجعل الإعتذار سبباً وطريقاً للعفو عن ذلك المجرم وإغلاق ملفه. فالمعنى : لا يمكن لكم التخلص من مضاعفات هذه الجناية العظمى ، فقد تعلقت الجريمة بأعناقكم ، وسجلت في التاريخ .. بحيث لا يمكن تغطيتها أو إنكارها !! أو ذكر توجيهات واهية وسخيفة لهذا الجرم العظيم والذنب الجسيم !
    « وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ »
    رحض : رحض الثوب : غسله.
    أي : كيف تغسلون عن أنفسكم ، وتمحون وتمسحون عن ملفكم هذه الفاجعة العظيمة ، وهي قتل ولد رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
    وبعبارة أخرى :
    كيف وبأي وجه يمكن لكم أن تبرروا قتل سليل خاتم النبوة ؟! والسليل : هو الولد.
    كيف يمكن لكم غسل هذا الذنب العظيم عن أنفسكم ؟!
    وهل هناك مجال للإعتذار في ارتكاب جريمة بهذا الحجم ومع تلكم الكيفية والملحقات ؟؟!!
    « ومعدن الرسالة ؟ وسيد شباب أهل الجنة ؟ »
    إن الإمامة : هي إمتداد للرسالة ، وكما أن الرسول يختاره الله تعالى .. لا الناس ، كذلك الإمام والخليفة .. يختاره الله تعالى أيضاً .. وليس الناس
    والإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الخليفة الشرعي الثالث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمته.
    فلم يكن الإمام الحسين ( عليه السلام ) رجلاً مجهولاً خامل الذكر ، غير معروف عند الناس ، بل كان مشهوراً عند جميع المسلمين بكل ما للعظمة والجلالة والقداسة من معان ، وأحاديث رسول الله في مدحه والثناء عليه .. كانت محفوظة في ذاكرة الجميع ، وآيات القرآن الكريم كانت تمجده بما هو أهل لذلك ، فـ « آية التطهير » تشهد له بالعصمة والطهارة عن كل رجس ، وآية « إطعام الطعام » تنبئ عن نفسيته التي بلغت القمة في الإخلاص وحب الخير للآخرين ، و « آية القربى » جعلت إظهار المحبة ومشاعر الود له أجراً لبعض أتعاب الرسول الكريم ، و « آية المباهلة » اعلنت أنه الإبن المميز للرسول الأقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه واحد من « أهل البيت » الذين بدعائهم يغير الله تعالى الموازين الكونية.
    وأحاديث النبي العظيم حول مكانته ومنزلة أخيه الإمام الحسن .. كانت أشهر من الشمس في رائعة النهار ، كقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، « الحسن والحسين إمامان .. إن
    قاما وإن قعدا » « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً » (27).

    اترك تعليق:


  • وقد شبه الله تعالى ناقض العهد بتلك المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوة وإتقان.
    « تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم »
    أيمان ـ جمع يمين ـ : وهو القسم والحلف.
    الدخل : المكر والخيانة.
    أي : كانوا يحلفون بالوفاء بالعهد ، ويضمرون في أنفسهم الخيانة. وكان الناس يطمئنون إلى عهدهم ..
    لكن أولئك كانوا ينقضون العهد.
    وبعد هذا التمهيد .. نقول : لقد شبهت السيدة زينب ( عليها السلام ) أهل الكوفة بتلك المرأة الحمقاء ، من ناحية عدم الوفاء بعهودهم ونقضهم لها. بسبب صفة الغدر المتجذرة في نفسياتهم اللئيمة ، البعيدة عن الإنسانية ، وعن التفكير في نتائج الأمور ومضاعفاتها.
    « ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف »
    الصلف : صلف الرجل : تمدح بما ليس عنده ، إعجاباً بنفسه وتكبراً (11).
    ويقال : أصلفت الرجل إذا أبغضته ومقته ، ويعبر عن البخيل ـ أيضاً ـ بهذه الكلمة. (12)
    هذا ما ذكره علماء اللغة ، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن ـ من كلمة الصلف ـ : هو الوقح ، ولا مانع من تفسير الكلمة بهذا المعنى .. فبكاؤهم بعد ارتكابهم تلك الجرائم يدل على شدة وقاحتهم وقلة حيائهم.
    النطف : المتلطخ بالعيب. (13)
    « والصدر الشنف »
    الشنف : شدة البغض (14). والشنف : المبغض. (15) والمعنى : الصدر الذي يحتوي على شدة البغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ). « وملق الإماء »
    الملق ـ بفتح اللام ـ الود واللُطف ، وأن تعطي باللسان ما ليس في القلب والفعل (16).
    والمعنى : أنكم مجتمع للصفات الرذيلة ، ففيكم حالة التملق والتذلل لمن لا يستحق ذلك من الحكام الخونة أمثال : يزيد وابن زياد اللئيمين ، وحاشيتهما القذرة ، فكما أن الإماء ـ جمع أمة ـ : وهي العبدة. يتملقن إلى المالك لجلب مودته ، ويعطينه باللسان من الود والمشاعر ما ليس في قلوبهن ، بل يفكرن في مصالحهن حتى لو استوجب ذلك لهن التذلل والتملق والخضوع لمن ليس أهلاً لذلك ، أنتم ـ يا أهل الكوفة ! كذلك تتملقون إلى حكامكم .. من منطلق المصالح ، لا الإخلاص والوفاء ! « وغمز الأعداء »
    الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب (17) ولعل السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد من هذه الكلمة : أنكم يا أهل الكوفة انتم غمز الأعداء ، أي : إن الأعداء ( وهم : ابن زياد وحاشيته ) ينظرون إليكم من جانب عيونهم غمزاً .. ويتعاملون معكم بمنتهى التحقير والإذلال ، فلا كرامة لكم عندهم ، بل يريدونكم عبيداً وخدماً وجسوراً للوصول إلى أهدافهم .. من دون أن يكنوا إليكم أية محبة أو تقدير أو إحترام. فيعتبر هذا الكلام ـ من السيدة زينب ـ تنبيهاً لأهل الكوفة على مدى فقدان عزة النفس لديهم ، حيث جعلوا أنفسهم أدوات طيعة وذليلة بيد أفراد لؤماء ، وهم ناسين للكرامة التي أرادها الله تعالى للبشر.
    إننا نرى ـ في زماننا هذا ـ أن الموظفين المتكبرين لا يرفعون رؤوسهم ليستمعوا إلى ما يقوله المراجع لهم ، بل ينظرون إليه بجانب عيونهم تحقيراً وإذلالاً له !!
    وهكذا كانت نظرة الحكام إلى أعوانهم والمتعاطفين معهم.
    ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر لبيان حقيقة أهل الكوفة والكشف عن واقعهم ، وأن ظاهرهم يختلف ـ تماماً ـ عن باطنهم ، وأن ما يقولونه بألسنتهم ، فشبهتهم بالأعشاب التي تنبت وتنمو في أماكن وسخة وغير صحية ، فقالت ( عليها السلام ) :
    « أو كمرعى على دمنة »
    المرعى : محل العشب الذي يسرح فيه القطيع.
    الدمنة : المحل الذي تتراكم فيه أرواث الحيوانات وابوالها وتختلط مع التراب في مرابضهم ، فتتلبد وتتماسك الأوساخ المتكونة من الروث والبول والتراب ، ثم ـ بسبب الرطوبة الموجودة ـ ينبت هناك نبات أخضر ، جميل المنظر واللون ، ولكن الجذور نابتة في مكان وسخ مليء بالجراثيم والميكروبات ! (18)
    كذلك أهل الكوفة كان لهم ظاهر حسن ، وكانت لهم حضارة عريقة ، لكن باطنهم وواقعهم كان قبيحاً ، يشتمل على الخبث والغدر ، والخيانة والكذب والنفاق ، والجرأة على الله تعالى ، وسحق القيم والمفاهيم ، وعدم التخلق بالفضائل ، والتي من أبرزها : الوفاء بالعهد ، وترجيح الدين على كل شيء.
    هذا .. ونعود لنذكر ـ مرةً أخرى ـ أنه كان في الكوفة جمع غفير من المؤمنين الأخيار الطيبين ، لكن الأشرار ـ بتعاونهم مع الحكم الفاسد ـ كانوا قد شكلوا هذه الواجهة القبيحة ، وكونوا هذه السمعة السيئة لجميع أهل البلد !!
    ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر فقالت :
    « وكفضة على ملحودة »
    اللحد : القبر. الملحودة : الجثة الموضوعة في القبر.
    إذا وضعت علامة مصنوعة من الفضة على قبر رجل منحرف دينياً ، فسوف يكون ظاهر القبر جميلاً ، لكن الجثة التي في داخل القبر جيفةً متعفنة. كذلك أهل الكوفة كانوا أهل التمدن والحضارة والثقافة ، لكنهم في الباطن كانوا بمنزلة الجيفة ، حيث تجمعت فيهم المساوئ الأخلاقية ، كنقض العهد والغدر والخيانة وغيرها ، فكونت لهم سوء الملف والسوابق المخزية.
    وفي نسخة : « كقصة على ملحودة »
    والقصة : هي : الجص : وهي البودرة والتراب المطبوخ الذي يخلط مع الماء فيصير طيناً ابيض اللون ، ويوضع ذلك الطين ما بين الطابوق ويكون سبباً لتماسك أجزاء البناء (19).

    اترك تعليق:


  • إعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) بكاءهم ـ لدى المقايسة مع ما قاموا به من الجرائم ـ نوعاً من النفاق والتلون المشين ، فإن رجالهم الذين باشروا الجريمة ـ وهي مجزرة كربلاء الدامية ـ ونساءهم هن اللواتي قمن بتربية
    أولئك الرجال .. على الغدر ، وهاهم يبكون !!
    يبكون وهم يشاهدون تلك الرؤوس المقدسة على رؤوس الرماح ، ويشاهدون حفيدات الرسالة وبنات الإمامة على النياق .. بتلك الحالة المقرحة للقلوب !
    من الطبيعي أن يبكي كل من يشاهد هذه المشاهد ، ولكن ..
    ما هي فائدة هذا البكاء ؟!
    ولماذا عدم القيام بتغيير أنفسهم ؟!
    لماذا عدم بناء نفوسهم ونفسياتهم ؟!
    لماذا عـدم الهجوم على مـن أصدر الأوامر وهـو الطاغية ابن زياد وحاشيته الفاسدة ؟!
    إن الحاكم الطاغي لا يستطيع الظلم والتعدي إلا مع وجود الأرضية المساعدة والأجواء الملائمة للظلم والطغيان. والناس ـ بنفاقهم وخذلانهم لآل الرسول الكريم ـ هم الذين مهدوا للظالمين القيام بتلك الفاجعة المروعة !
    وهذا درس لكل مجتمع يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويريد أن يعيش في ظل حكومة عادلة. « فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ».
    رقأت الدمعة : سكنت (6) أو إنقطعت بعد جريانها وجفت. الرنة : الصوت الحزين عند البكاء.
    لما رأت السيدة زينب ( عليها السلام ) ذلك البكاء الذي كله نفاق .. دعت عليهم ، ومن ذلك القلب الملتهب بالمصائب والأحزان ، دعت أن تمر عليهم ظروف وأحوال تجعل بكاءهم متواصلاً ودموعهم مستمرةً في الجريان ، لا تهدأ ولا تنقطع ، ولا تهدأ رنتهم ، أي : بكاءهم المصحوب بالنحيب والعويل ، بعد أن قاموا بتلك الأعمال الإجرامية.
    وهنا .. نقطة مهمة يجب أن لا نغفل عنها ، وهي :
    رغم أن في أغلب المجتمعات يوجد الأخيار والأشرار ، والطيبون وغيرهم ، ومدينة الكوفة كانت كذلك إلا أن الطابع العام عليهم في ذلك اليوم كان هو التلون كل يوم بلون ، والغدر ، وقلة الإلتزام بالأسس الدينية.
    من هنا .. فإذا جاءهم حاكم طاغ ، وعرف منهم هذه الطبائع والصفات المذمومة يسهل عليه التسلط عليهم واتخذاهم مساعدين وأعواناً له في تحقيق أهدافه الإجرامية الفاسدة.
    وهم ـ أيضاً ـ يتسارعون إلى التجاوب والتعاطف معه ، غير مبالين بنتائج ذلك.
    وعلاج هذا المجتمع هو التكلم معهم بكل صراحة ، وبالكلام اللاذع ، فالملف الأسود لأهل الكوفة كان يقتضي أن تواجههم السيدة زينب ( عليها السلام ) بهذه الشدة وبأعلى درجات التوبيخ والشجب والمؤاخذة إزاء ما اقترفوه من جرائم متتالية ، كل واحدة منها تهتز منها الجبال.
    نعم .. لم يكن ينفع معهم ـ يومذاك ـ إلا هذا الأسلوب من الكلام اللاذع ، فلم تعد النصائح والمواعظ تؤثر فيهم !
    والسيدة زينب ـ بملاحظة أنها إمرأة (7) ، وأنها بنت الإمام أمير المؤمنين ـ كانت لها القدرة على التعنيف في الكلام مع الناس ، ولإمتلاكها القدرة العظيمة على البيان والخطابة ، فقد كانت مؤهلة للقيام بهذا الدور الكبير ، لإيقاظ بعض تلك الضمائر الميتة من سباتها العميق.
    ولا نعلم ـ بالضبط ـ كيفية إلقائها للخطبة من ناحية درجة الحماس والحرارة ، ولكننا نعلم أنها ورثت الخطابة من جدها رسول الله إمام الفصاحة ، ومن والدها : إمام نهج البلاغة !!
    « إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ».
    شبهت السيدة زينب أهل الكوفة بالمرأة التي نقضت غزلها ، وهذا التشبه مستقى من القرآن الكريم ـ ويا له من مستوى رفيع في البلاغة والأدب الراقي ـ وإليك بعض التوضيح :
    قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ». (8)
    وقد جاء في كتب تفسير القرآن الكريم أن امرأةً حمقاء من قريش ، تسمى بـ « ريطة بنت عمرو بن كعب » (9) كانت تغزل ـ مع جواريها ـ الصوف والشعر ـ من الصباح إلى نصف النهار ـ وتصنع بذلك خيوطاً جاهزة للنسيج ، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن طوال هذا الوقت ، ولا يزال دأبها ذلك. (10)
    « من بعد قوة » أي : كانت تنكث غزلها من بعد إحكام وإتقان وإستحكام وفتل للغزل ، في المرة الأولى وكأنها تريد أن تصنع من ذلك الغزل أقمشة. فبعد النكث والنقض كان يفقد الصوف معظم قوته.
    « انكاثاً » جمع نكث ، وهو الصوف والشعر ، يبرم ـ ويعمل منه الخيوط ـ ثم ينكث : أي : ينقض ويفل ليغزل مرةً ثانية.

    اترك تعليق:


  • نعم ، بإشارة واحدة ، وبتلك الروح القوية ، والنفس المطمئنة استولت على الموقف.
    فقالت :
    « الحمد الله ، والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار »
    افتتحت كلامها بحمد الله ، ثم الصلاة على أبيها ، رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهذا منتهى البلاغة ، فإنها ـ بهذا الإفتتاح ـ عرّفت نفسها ـ لتلك الجماهير المتجمهرة ـ بأنها بنت رسول الله ، فالحفيدة تعتبر بنتاً ، كما إن الجد يعتبر أباً ، ولهذا قالت : الصلاة على أبي : محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )
    ومما يستفاد من هذا التعبير هو التأكيد على مسألة مهمة جداً وهي مسألة بنوّة أولاد السيدة فاطمة لرسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) كما هو صرح آية المباهلة في قوله تعالى « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ... » (1)
    وقد كان أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يؤكدون على هذه النقطة ، كما أن أعداءهم النواصب كانوا يحاولون ـ دائماً ـ التشكيك والمناقشة فيها ، وقد ذكرنا كلمة موجزة حول هذه النقطة في كتابنا : فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من المهد إلى اللحد.
    « أما بعد ، يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل والغدر »
    الختل : الغدر (2) ، وقال البعض : هو الخدعة عن غفلة (3). وفي نسخة : « والختر » : وهو شبه الغدر (4) ، لكنه أقبح أنواع الغدر (5).
    لقد كانت لهذه الكلمات أشد الأثر في نفوس أهل الكوفة ، فإنها قد أوجدت فيهم اليقظة والوعي بصورة عجيبة ، حتى شعروا أن ضمائرهم بدأت تؤنبهم ، وان وجدانهم صار يوبخهم على جرائمهم الفجيعة وجناياتهم العظيمة.
    فقد ذكرتهم كلمات السيدة زينب ( عليها السلام ) بماضيهم المخزي وتاريخهم الأسود ، حيث صدر منهم الغدر مرات عديدة ، فمنها :
    1 ـ في يوم صفين عند تحكيم الحكمين ، غدر أهل الكوفة بالإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) الذي كان الحق يتجسد فيه بأكمل وجه ، وخذلوه بتلك الكيفية المؤلمة !
    2 ـ وحينما قتل الإمام أمير المؤمنين تهافت أهل الكوفة على مبايعة إبنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ). وعندما خرج معاوية لحرب الإمام الحسن ، خذله أهل الكوفة وقعدوا عن نصرته غدراً منهم ، فخلا الجو لمعاوية وفعل ما فعل ، وضرب الرقم القياسي في الجريمة واللؤم !
    3 ـ وبعد موت معاوية أرسل أهل الكوفة إثني عشر ألف رسالة إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) أيام إقامته في مكة ، يطلبون منه التوجه إلى العراق لينقذهم من الإستعمار الأموي الغاشم. وضمنوا رسائلهم الأيمان المغلظة ، والعهود المؤكدة .. لنصرة الإمام والدفاع عنه بأموالهم وأنفسهم.
    فبعث إليهم سفيره مسلم بن عقيل ، فبايعه الآلأاف من أهل الكوفة ، ثم تفرقوا عنه وغدروا به ، وفسحوا المجال للدعي بن الدعي : عبيد الله بن زياد أن يلقي القبض على مسلم بن عقيل ويقتله ، واجتمع أطفال الكوفة وشدوا حبلاً برجل مسلم ، وجعلوا يسحبون جثمانه الطاهر في أسواق الكوفة .. بمرأى من الناس !!!
    4 ـ وحينما لبى الإمام الحسين ( عليه السلام ) رسائل أهل الكوفة وجاء إلى العراق ، ووصل إلى أرض كربلاء ، ومعه عائلته والصفوة الطيبة من رجال أهل بيته ، خرج أهل الكوفة ، وقتلوا جميع من كان مع الإمام ، وأخيراً .. قتلوا الإمام الحسين عطشاناً وبتلك الكيفية المقرحة للقلوب ، ثم أحرقوا خيام الإمام ، وأسروا عائلته ونساءه وأطفاله ، وقطعوا الرؤوس من الأبدان ورفعوها على رؤوس الرماح ، وجاءوا بها من كربلاء إلى الكوفة.
    هذا هو الملف الأسود ، المليء بالغدر والخيانة.
    فحينما نظرت السيدة زينب ( عليها السلام ) إلى دموع أهل الكوفة ، وسمعت أصوات بكائهم لم تنخدع بهذه المظاهر الجوفاء ، بل وجهت خطابها إلى جميع الحاضرين هناك ، ولعلها كانت تقصد بكلامها الذين إشتركوا في جريمة فاجعة كربلاء .. بشكل أو بآخر ، ولم تقصد كل من كان حاضراً وسامعاً لخطابها :
    « أتبكون ؟! »

    اترك تعليق:


  • شرح خطبة السيدة زينب في الكوفة

    « فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها »
    يقال : خفرت الجارية : إذا استحت أشد الحياء ، فهي خفرة. ومن الطبيعي أن المرأة الخفرة يمنعها حياؤها من أن ترفع صوتها ، أو تخطب في مكان مزدحم ، فمن الواضح أنها إذا لم تمارس الخطابة لا تقوى على النطق والتكلم كما ينبغي ، ولكن راوي هذه الخطبة يقول : « فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها » أي : لم أر أقوى منها على التكلم ، وأقدر على الخطابة ، رغم كونها شديدة الحياء.
    « كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب »
    إن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو إمام الخطباء والبلغاء والمتكلمين ، وقد كان له أسلوب خاص ، ومستوى رفيع في كلامه وخطبه ، يمتاز عن كلام غيره ، وفي أعلى قمة الفصاحة والبلاغة ، وجودة التعبير ، وعلو المستوى الأدبي والعلمي.
    فمن ناحية : كان يسترسل في كلام .. دون أي توقف أو شرود ذهني ، وكان ينطق بالحروف .. دون أي تلكؤ في التلفظ ، فقد كان في غاية التمكن من الكلام والخطابة.
    ومن ناحية أخرى : كانت الكلمات الأدبية الرفيعة منقادة له بشكل عجيب ، فهي تنبع من لسانه نبعاً طبيعياً .. دون أي تكلف أو تحضير مسبق ، وكان لصوته نبرة معينة.
    وراوي هذه الخطبة كان ممن رأى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمع كلامه ، وها هو الآن .. يستمع إلى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) وبالمقارنة بين الكلامين يظهر له أن خطبة السيدة زينب صورة طبق الأصل لكلام أبيها ، من ناحية الأسلوب والبيان والمستوى وغير ذلك.
    « وقد أومات إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ».
    في ذلك المجتمع المتدفق بالسيل البشري ، وفي ذلك الجو المملوء بالهتافات والأصوات المرتفعة من الناس ، وأصوات الأجراس المعلقة في أعناق الإبل.
    في بلدة إنتشر في جميع طرقها الآلاف من الشرطة كي يخنقوا كل صوت يرتفع ضد السلطة ، ويراقبوا حركات الناس وسكناتهم بكل دقة ، ويقضوا على كل إنتفاضة متوقعة.
    في هذه الظروف وصل موكب آل رسول الله إلى الكوفة ، محاطاً بالحرس ، عملاء بني أمية ، وشر طبقات البشر ، وأرجس جميع الأمم.
    في تلك الأجواء والظروف أشارت السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) إلى الناس أن اسكتوا. فتصرفت في الانسان والحيوان والجماد. إحتبست الانفاس في صدور الناس ، ووقفت الإبل وسكنت عن الحركة ، وسكنت الأجراس المعلقة فوق الإبل.

    اترك تعليق:


  • كلما أزور العباس... زينب أحس موجوده
    و إتقلي وين الحراس... رد الشمر و إجنوده
    حكموا عليه ...أرجع سبيه

    كلما أزور أبا الفضل يكثر مصابي
    أسمعها تنده يا قمر إسمع عتابي
    يبن الصميده اليا وكت أبقه إبعذابي
    خوفي القبر من ينبش يوقع حجابي
    ذمه إعله طيب الذات ...يحضر يدافع دوني
    ما ينعذر بس المات ...لو رجعوا إيسلبوني
    يهل الحميه ...أرجع سبيه

    وين الهتف يا ليتنا كنا معاكم
    زينب غريبه إبلا حمه هسه إبحماكم
    تفرح عقيلة حيدره لو رف لواكم
    يالرافضه لجل الخدر ضحوا إبدماكم
    من زينب الأسيره ...للرافضه الغياره
    ما ينقبل عذركم ...لو طاحت المناره
    يالرافضيه ...أرجع سبيه

    ما ينحسب شيعي أبد الما حضرها
    نادت ألا من ناصرٍ وين النصرها
    عار إعله شيعة حيدره لو رد يسرها
    خل نثبت إحنه أهل الوفه نحرس قبرها
    هبو يشيعه للشام... صار إبخطر شرفنه
    من كربلاء الرايات... و الغيره من نجفنه
    يالحيدريه ...أرجع سبيه

    معقوله نترك بت علي و ما نفزع إلها
    و الله إذا بآخر نفس هم نوصل إلها
    صارت لواء أبا الفضل هالشيعه كلها
    نحرسها وشحده الشمر يتقرب إلها
    يالناصبيه مرتين ...زينب فلا تسبوها
    نادتنه و إتهل العين ...أم الخدر وصلوها
    رجعوا إليه ...أرجع سبيه

    يا زينب إوداعت علي قبرج نحرسه
    لو خلصوا الشيعه ذبح ميحد يمسه
    إحنه نذكر الناصبي لو ينسه درسه
    حملة علي يوم الجمل نحملها هسه
    أهل المجد و أهل السيف ...مو من طبعنه السكته
    و الما يجاهد هاليوم ...قلي يجاهد يمته
    بعد الرزيه...أرجع سبيه

    وين التمنه إبكربله ياخذ مراده
    يتعنه يم أم الخدر يعلن جهاده
    يهل الشرف لجل الشرف تحله الشهاده
    جيش و يقوده أبا الفضل نعم القياده
    ننطي الجفوف العباس ...كون العذر جفينه
    صاحت رقيه يا ناس ...وين الكفلنه وينه
    تسأل رقيه...أرجع سبيه

    لا سامح الله لو وصل إبن الدعيه
    يصبح قبر زينب ملك للناصبيه
    شنهو العذر من حيدره و إمن الزجيه
    و إبيا وجه نوصل بعد للغاضريه
    من يزعل إعلينه حسين ...يزعل علينه إعضيده
    و الما يريده العباس... هذا العمر شيفيده
    صوت الأبيه ...أرجع سبيه

    عبد الخالق المحنه

    اترك تعليق:


  • علي عاف النجف ليش... يعالم عجيبه
    سمعنه قاصد الشام ...يشيع الغريبه
    علي لمن يروح...يضمد إلها الجروح

    من يموت الشيعي حيدر يعتنيله
    هو حيدر كل رجانه و الوسيله
    لازم إيعوف النجف لجل العقيله
    يعتني يم زينب و دمعه يسيله
    قعد يمها الصميده... و تفايض حزنها
    أثر من ضرب السياط ... يشوفه إبمتنها
    بقه يمها ينوح...يضمد إلها الجروح

    ياللي تسأل عن ولدها ما إجوها
    قدمتهم فدوه بالطف لجل أخوها
    حته لو حضروا ولدها و شيعوها
    هم تظل العين مشبوحه إعله أخوها
    أبد ما نذكر إمصاب... ولدها و نفهمه
    لأن محد سمعها ... تنادي ييمه
    عطرهم من يفوح...يضمد إلها الجروح

    و الحسن هم إعتنه القبر السبيه
    و أم قمر هاشم تنوح إويه الزجيه
    كل بني هاشم إجو للهاشميه
    و إلتقوا بالشام ويه الجعفريه
    نعش زينب نحمله... يشيعه عله الراس
    تره لو شالته إجفوف ... نجرحك يعباس
    علم حيدر يلوح ...يضمد إلها الجروح

    عالرؤوس إنشال نعش إم المصايب
    أول الموكب محمد دمعه ساجب
    نعشج إبعالي السمه إتشيعه الكواكب
    نسأل الغايب يجي لو يبقه غايب
    تعال إنظر يمهدي ... إبدموع المصيبه
    تره عاشت غريبه... و توفت غريبه
    دمعنه إبلايه روح...يضمد إلها الجروح

    من بجه العباس يا مدمع ذكرتي
    دمعج إعله إفراقج لو إنسلبتي
    قلج إبكلمة عتب لمن عتبتي
    بيمن أمسح دمعتج و أمسح دمعتي
    يزينب دمع العتاب ... بقه إعله الشريعه
    تنادي ها يمهدي ... الجفوف القطيعه
    دمع يحجي إبوضوح...يضمد إلها الجروح

    عالقبر خلي الأهل مأتم ينصبون
    و القصد تنعه رقيه و هم يبجون
    تشرح إلهم عالطشت من ماتت إشلون
    يا هلي و اليسرونه لا يرجعون
    و لو شيعتنه أبطال ... يحرسون خدرنه
    لجن مشبوحه الأنظار ... يجي منتظرنه
    إلي إبسره يبوح ...يضمد إلها الجروح

    عبدالخالق المحنه

    اترك تعليق:


  • ها يـَ زينب وحّدج و الدنيا ليل .. يا غريبة و شايلة بدمعج نهر
    امنين أجيبن لج يـَ بت حيدر كفيل و بهالظلام امنين ادور لج قمر

    المسافة بين عينج و الفرات , غيمة عطشانة و تدور ابلا مطر
    ها يـَ زينب طالعة بهذا الظلام ، اسم الله صاح الليل لو جدمج عثر
    خطوة أجدامج مثل طير الغريب ، بين ألف صايود و جناحه انكسر
    عاصفة حزنج تطخ إلها الجبال ، و انتي راسج عالي يتحدى الخطر
    الليل يا زينب يطول اعلى الـْ يخاف .. و انتي من كثر العتب ليلج قصر

    شوفة خيالج قبل بالمستحيل ، هسة ياهو الـْ جان من حقه النظر
    النوم سلطان و يسيطر ع الجفون ، إلا انتي نايمة بعينج سهر
    يا بحر من الألم موجاته آه ، يا وكت صار النهر يقهر بحر
    ليلة العاشر عن ألف عام و تزود ، بين دمعة و دمعة نمشيها بشهر
    كفّي دمعج خلي للشامت دموع .. لمّي صبرج باجر وداع و سفر

    لو ركبتِ الناقة من يلزم ايديج ، مدي جفج يمكن الكافل حضر
    من تعبرين الصحارى اعلى الهزيل ، ع الرمال دموعج تخضر شجر
    حزنج اهْواية لجن عمرج قصير ، و آنا كل عمري لجل عينج صفر
    ويّ طولج بيه قصر جرح الطفوف ، عذر ابو الغيرة اوي طولج جف كبر
    ها يا زينب لا تمرين اعلى اخوج .. يموت صبرج من تشوفين النحر

    سِحْقِتَه الخيل و توزع ع التراب ، خنصر المقطوع ينطيج الخبر
    مثل ابوج امشي و انظري للأمام ، حيدر بصدرين يمشي بلا ظهر
    يـَ الـْ قصدتِ اعلى النهر كلج عتاب ، هـَ الله الله بكافلج من اعتذر
    جفوفه ذبلن مستحى طلبن سماح ، لـْ خاطر القادر اعذري الـْ ما قدر
    ها يـَ زينب وحّدج و الله المعين .. انتي دمعة و الخصم قلبه حجر

    عبدالخالق المحنه

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X