إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من معتقداتنا ان السيدة زينب (ع) واصلة مسيرة الحسين (ع)...فهل لنا أن نعرف أين يكمن هذا التواصل من هذه السيدة الجليلة (ع)‌ .. و إلي اي مدى..؟
    بسمه تعالی
    يمكن هذا التواصل في عدة نقاط:
    1 . نفس أسرها و السير بها من بلد إلي بلد فإن القوم أرادوا ليطفئوا نور الله تعالي وادعوا ان الحسين (عليه السلام) خارجي من الخوارج قضي عليه خليفة المسلمين لكن ظهر كذبهم و وجلهم من وجود الأسري و بالخصوص زينب الكبري حيث إن نساء الكوفة كنّ يعرفنها بشكلها و شمائلها و صوتها و هكذا في كل بلد كان يظهر للناس أن الأسري هم آل محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و ان الحسين (عليه السلام) قتل لأجل الخفاظ علي دين جده فكان أهل المدن يظهرون الحزن و البكاء لهم بعد مااستقبلوهم باظهار الفرح و السرور و الشماتة.
    2 . أنها حفظت حياة الامام علي بن الحسين (عليه السلام) في مواطن عديدة و بذلك تحفظت علي بقاء الولاية و الامامة التي هي إمتداد لخط الامام الحسين (عليه السلام) و قد بلغ بها الأمر إلي أن ألقت بنفسها علي ابن أخيها و قالت: إن كنتم تريدون قتله فاقتلوني قبله. حتي قال الأعداء! عجباً للرحم.
    3 . الأهم من الجميع خطبها العديدة المدوية التي ألقتها في الكوفة‌ والشام و كلماتها و أقوالها في طوال السير من الكوفة إلي الشام حيث فضحت الحكم الاموي و بيّنت للناس أهداف الثورة الحسينية و نتائجها و آثارها ودعت الناس إلي الاقتداء بالحسين (عليه السلام) في الوقوف بوجه الظالمين و نادت بأعلي صوتها أن الحسين (عليه السلام) سوف يبقي خالداً و ان أعدائه و قاتليه سوف يضمحلون و تمحي آثارهم.

    اترك تعليق:


  • ذكر العلامة الشيخ جعفر النقدي في كتابه ( زينب
    الكبرى : 145 ) ما مضمونه موجزا ، ابتداء من دخول
    الرحالة أبو عبد الله محمد الكوهيني الفاسي الأندلسي
    القاهرة في 14 محرم سنة 369 ه‍ بالحرم الزينبي
    بالقاهرة ، شاهد بأعلى الضريح قبة عالية بنائها من
    الجص ، وشاهد في صدر ( الحجرة ) الحرم ثلاث
    محاريب أطولها الذي في الوسط وعلى كل ذلك نقوش
    في غاية الإتقان ، ويعلو باب الحجرة ( زليجة ) مكتوب
    فيها بعد البسملة " إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا "
    هذا ما أمر به . . . عبد الله ووليه أبو تميم . . . أمر بعمارة هذا
    المشهد على مقام السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول
    زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليها
    وعلى آبائها الطاهرين وأبنائها المكرمين .
    وفي القرن السادس الهجري أيام ملك سيف الدين بن
    أيوب أجرى في هذا المشهد عمارة أمير مصر .
    وفي القرن العاشر الهجري ، وسع الحرم وشيد له
    مسجدا يتصل به من قبل سليمان بن سليم الفاتح وذلك
    في سنة 956 ه‍ وكذلك جرت على الحرم توسعات
    وتعديلات في سنة 1174 وسنة 1210 ، وسنة 1216 ،
    وفي سنة 1294 وهكذا توالت التجديدات والتوسعات
    على الحرم الزينبي المطهر في القاهرة بمصر إلى يومنا
    هذا .

    اترك تعليق:


  • ________________________


    1 - زينب الكبرى: 94.
    2 - السياسة الحسينية: 46-47.
    3 - بطلة كربلاء: 176-180.
    4 - نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثنى عشرية: ص 343.
    5 - العسلان: هي الذئاب.
    6 - كشف الغمّة 241:2.
    7 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) 53:3،54.
    8 - خطط المقريزي 286:2.
    9 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) 53:3،54.
    10 - حياة الإمام الحسين (ع) 60:3.
    11 - حياة الإمام الحسين 60:3.
    12 - المصدر السابق 64:5.
    13 - المناقب لابن شهر آشوب 127:5.
    14 - الدرّ النظيم: 167.
    15 - تاريخ الإسلام - الذهبي 346:2.
    16 - مقاتل الطالبيّين: 111.
    17 - ذو حسم: بضمّ الحاء وفتح السين جبل هناك.
    18 - تاريخ الطبري 226:6.
    19 - تاريخ ابن الأثير 280:3.
    20 - تاريخ ابن الأثير 281:3.
    21 - مقاتل الطالبيّين: 111.
    22 - أنساب الأشراف: 240.
    23 - حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 91:3.

    اترك تعليق:


  • رسالة ابن زياد للحرّ


    وسارت قافلة الإمام تطوي البيداء، وهي تارة تتيامن واُخرى تتياسر، وجنود الحرّ يذودون الركب عن البادية، ويدفعونه تجاه الكوفة، والركب يمتنع عليهم، وإذا براكب قد أقبل وهو رسول من قِبل ابن زياد إلى الحرّ فسلّم الخبيث الدنس على الحرّ ولم يسلّم على الحسين، وناول الحرّ رسالة من ابن مرجانة جاء فيها:

    أمّا بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام..(22).
    وقرأ الحرّ الكتاب على الإمام الحسين، وقد أراد أن يستأنف سيره متّجهاً صوب قرية أو ماء فمنعه الحرّ، وانبرى زهير بن القين، وهو من أفذاذ أصحاب الإمام فقال له: يا بن رسول الله، إن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به، فقال له الحسين: (ما كنت لأبدأهم بقتال)، وتابع زهير حديثه قائلاً: سر بنا إلى هذه القرية حنى ننزلها فإنّها حصينة، وهي على شاطئ الفرات، فإن منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم، ولكن الحرّ أصرّ على الإمام أن ينزل في ذلك المكان ولا يتجاوزه، ولم يجد الإمام بدّاً من النزول فيه، والتفت إلى أصحابه فقال لهم:
    (ما اسم هذا المكان؟).
    فقالوا له: كربلا.
    وفاضت عيناه بالدموع وقال:
    (اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء…)(23).
    وطافت به الذكريات، ومثل أمامه ما قاله جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبوه الإمام أمير المؤمنين(عليه السّلام) من أنّ دمه الزاكي سيراق في هذه الأرض فبها تتقطع أوصاله، وتسفك دماء أهل بيته وأصحابه، وخلد الإمام إلى الصبر واستسلم لقضاء الله.
    ونهض أصحاب الإمام وأهل بيته فنصبوا الخيام لمخدرات الرسالة وعقائل الوحي كما نصبوا الخيام لهم، وأسرع فتيان بني هاشم وأمامهم سيّدهم أبو الفضل العباس فأنزلوا السيّدات من المحامل، وجاؤوا بهن إلى خيامهن، وقد أحسّت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) السيّدة زينب (عليها السّلام) بالأخطار الهائلة والكوارث التي ستجري عليها وعلى أهلها في هذه الأرض.

    اترك تعليق:


  • خطبة الإمام


    ولمّا انتهى موكب الإمام إلى (البيضة) ألقى الإمام خطاباً على الحرّ وأصحابه، وقال فيه:

    (أيها الناس: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر ما هو عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله..).
    ألا أنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ ممن غيَّر، وقد أتتني كتبكم، وقدمت عليَّ رسلكم ببيعتكم إنّكم لا تسلّموني ولا تخذلوني، فإن أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم، وأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم، ولكم فيَّ اُسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم، فالمغرور من اغترّ بكم، فحظكم أخطأتم، ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم..).
    وحفل هذا الخطاب الرائع باُمور بالغة الأهمية ذكرناها في كتابنا (حياة الإمام الحسين).
    ولمّا سمع الحرّ خطاب الإمام ووعاء أقبل عليه فقال له: إنّي اُذكّرك الله في نفسك، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلن.. فأجابه الإمام:
    (أبالموت تخوّفني، وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وما أدري ما أقول لك، ولكنّي أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أين تذهب فإنّك مقتول، فقال له:
    (سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا مــــا نـــــوى خـــيراً وجاهد مسلماً
    وآســى الــــرجال الصــــالحيـن بنفسه وخـــــالف مثـــــــــبوراً وفارق مجرماً
    فــــإن عــــشت لم أندم وإن مت لم ألم كـفى بك ذلاً أن تــعيش وترغما)(20)
    ولما سمع الحرّ مقالة الإمام عرف أنّه مصمّم على الشهادة في سبيل أهدافه النبيلة.
    والتاعت السيّدة زينب (عليها السّلام) حينما سمعت مقالة أخيها وأيقنت أنّه مصمّم على الموت والشهادة في سبيل الله.

    اترك تعليق:


  • خطاب الإمام


    وخطب الإمام في قطعات ذلك الجيش فقال بعد حمد الله والثناء عليه:

    (أيّها الناس، إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم.. أنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت بها عليَّ رسلكم، أن أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، ولعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فأعطوني ما اطمئن به من عهودكم ومواثيقكم، وإن كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم..).
    وأحجموا عن الجواب فإنّ الأكثرية الساحقة منهم قد كاتبوا الإمام وبايعوه على يد سفيره مسلم بن عقيل.
    وحلّ وقت الصلاة فأمر الإمام مؤذنه الحجاج بن مسروق أن يؤذن ويقيم لصلاة الظهر، وبعد فراغه قال الإمام للحرّ: (أتريد أن تصلّي بأصحابك؟). فقال: بل نصلّي بصلاتك، وأتموّا بالإمام فصلّى بهم صلاة الظهر، وبعد أدائه للصلاة قام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    (أيّها الناس، إنكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان، فإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقّنا وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم انصرفت عنكم).
    ولم يعلم الحرّ بشأن الكتب التي بعثها أهل الكوفة للإمام، فقال له: ما هذه الكتب التي تذكرها؟
    فأمر الإمام عقبة بن سمعان بإحضارها، وكانت قد ملئت خرجين فنثرها بين يدي الحرّ، فبهر منها، وقال: لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك.
    وأراد الإمام أن يتّجه إلى يثرب فقال له الحرّ: قد اُمرت أن لا أفارقك إذا لقيتك حتى اُقدمك الكوفة على ابن زياد، وتأثّر الإمام وصاح به: (الموت أدنى إليك من ذلك).
    وجرت مشادّة عنيفة بين الإمام والحرّ، فقد حال الحرّ من توجّه الإمام إلى يثرب، وكان الوضع أن ينفجر باندلاع نار الحرب إلاّ أنّ الحُر ثاب إلى الهدوء، وقال لإمام: إنّما لم أؤمر بقتالك وإنّما أمرت أن لا اُفارقك حتى اُقدمك الكوفة، فإذا أبيت فخذ طريقاً لا يدخلك الكوفة، ولا يردّك إلى المدينة، واتّفقا على ذلك، فتياسر الإمام عن طريق العذيب والقادسية(19). وأخذت قافلة الإمام تطوي البيداء، وكان الحرّ يتابعه عن كثب، ويراقبه كأشدّ ما تكون المراقبة.
    وفزعت حفيدة الرسول كأشدّ ما يكون الفزع وأيقنت بنزول الرزء القاصم، وأن أخاها مصمّم على الشهادة، ومناجزة الحكم الاُموي.

    اترك تعليق:


  • الالتقاء بالحرّ


    وانتهى ركب الإمام إلى شراف وفيها عين للماء، فأمر الإمام فتيانه أن يستقوا من الماء ويكثروا منه، ففعلوا ذلك، ثمّ سارت قافلة الإمام تطوي البيداء، فبادر رجل من أصحاب الإمام فكبّر، فاستغرب الإمام وقال له: (لِمَ كبّرت؟).

    رأيت النخل.
    وأنكر عليه رجل ممّن خبر الطريق وعرفه فقال له: ليس هاهنا نخل، ولكنها أسنة الرماح وآذان الخيل.
    وتأمّلها الإمام الحسين، فقال: (وأنا أرى ذلك)، وعرف الإمام أنّها طلائع الجيش الاُموي جاءت لإلقاء القبض عليه، فقال لأصحابه:
    (أما لنا ملجأ إليه في ظهورنا، ونستقبل القوم من وجه واحد).
    فقال له بعض أصحابه: هذا ذو حسم(17) إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت إليه فهو كما تريد.. ومال ركب الإمام إليه، فلم يسيروا إلاّ قليلاً حتى أدركهم جيش مكثّف بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، وكان ابن مرجانة قد عهد إليه أن يجوب في صحراء الجزيرة للتفتيش عن الإمام، وكان عدد ذلك الجيش ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، ووقفوا قبال الإمام، وكان الوقت شديد الحرّ، وقد أشرفوا على الهلاك من شدّة العطش فرقّ عليهم الإمام، وغضّ نظره من أنّهم جاؤوا لقتاله وسفك دمه، فأمر أصحابه وأهل بيته أن يسقوهم الماء، ويرشفوا خيولهم وقام أصحاب الإمام فسقوا القوم عن آخرهم، ثمّ انعطفوا إلى الخيل فجعلوا يملؤون القصاص والطساس فإذا عُب فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت، وسقي الآخر حتى سقوها جميعاً)(18).
    لقد تكرّم الإمام بإنقاذ هذا الجيش الذي جاء لحربه، ولم تهز هذه الأريحية ولا هذا النبل نفس هذا الجيش، ولم يتأثروا بهذا الخلق الرفيع، فقد أحاطوا بالفرات في كربلاء، وحرموا ذرّية نبيّهم من الماء ولم يسقوهم قطرة حتى توفّوا عطاشى.

    اترك تعليق:


  • رؤيا الإمام الحسين


    وخفق الإمام الحسين وقت الظهيرة فرأى رؤياً أفزعته، فانتبه مذعوراً فأسرع إليه ولده مفخرة الإسلام علي الأكبر قائلاً: (يا أبتِ، ما لي أراك فزعاً؟).

    (رأيت رؤيا أفزعتني..).
    (خيراً رأيت..).
    (رأيت فارساً وقف عليَّ، وهو يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة، فعلمت أن أنفسنا نعيت إلينا..)(15).
    وبادر عليّ قائلاً: (ألسنا على الحق..).
    أجل يا فخر هاشم أنتم معدن الحقّ وأصله ومنتهاه، وأجابه أبوه قائلاً:
    (بلى والذي إليه مرجع أمر العباد..).
    وطفق عليّ يلقي كلمته الذهبية الخالدة قائلاً: (يا أبتِ، لا نبالي بالموت..).
    ووجد الإمام الحسين في ولده البارّ خير عون له أداء رسالته الكبرى، فشكره على ذلك قائلاً:
    (جزاك الله يا بني خير ما جزى به ولد عن والده..)(16).

    اترك تعليق:


  • النبأ المروع بشهادة مسلم


    وانتهى النبأ المروّع بشهادة البطل مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين حينما كان في زرود، فقد أقبل رجل من أهل الكوفة، فلمّا رأى الحسين عدل عن الطريق فتبعه بعض أصحاب الإمام فالتقيا به وانتسبا له، وسألاه عن خبر الكوفة، فقال: إنّه لم يخرج منها حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ورآهما يجرّان بأرجلهما في الأسواق، وأسرعا إلى الإمام فقالا له:

    رحمك الله، إنّ عندنا خبراً إن شئت حدّثناك به علانية وإن شئت سرّاً.
    ونظر الإمام إلى أصحابه فقال: (ما دون هؤلاء سرّاً)، وأخبراه بما سمعاه من الرجل من شهادة مسلم وهانئ، فكان هذا النبأ كالصاعقة على العلويّين فانفجروا بالبكاء على فقيدهم العظيم حتى ارتجّ الموضع من شدّة البكاء، والتفت الإمام إلى بني عقيل فقال لهم:
    (ما ترون فقد قتل مسلم..).
    ووثبت الفتية كالأسود الضاربة، وهم يعلنون استهانتهم بالموت وتصميمهم على الشهادة قائلين:
    لا والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق مسلم.
    وراح الإمام يقول: (لا خير في العيش بعد هؤلاء.
    وتمثّل (عليه السّلام) بهذين البيتين:
    ســـأمضي وما بالموت عارعلى الفتى إذا مــــا نـــــوى حـــــقاً وجاهد مسلماً
    فــــإن مـــت لم أندم وإن عشت لــم ألم كـفى بـــك عـاراً أن تـــذل وترغما(14)
    لقد مضى إلى ساحات الجهاد مرفوع الرأس، وهو على يقين لا يخامره شكّ في أنّه يسير إلى الفتح الذي لا فتح ولا ظفر مثله.

    اترك تعليق:


  • مع أبي هرّة


    وسار الإمام مع موكبه حتى انتهى إلى ذات عرق فخفّ إليه أبو هرة فقال له: يا بن رسول الله، ما الذي أخرجك من حرم الله وحرم جدك رسول الله (ص)؟

    فأجابه الإمام بتأثر قائلاً:
    (وَيْحَكَ يَا أَبَا هِرَّةَ، إَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ أَخَذُوا مَالِي فَصَبَرْتَ، وَشَتَمُوا عِرْضي فَصَبَرْتُ، وَطَلَبُوا دَمِي فَهَرَبْتُ، وَأَيْمُ اللهِ لَتَقْتُلَنِي الْفِئَةُ الْبَاغِيةُ، وَلَيَلْبِسَنَّهُمْ اللهُ ذُلّاً شَامِلاً وَسَيْفاً قَاطِعاً، وَلَيُسَلِّطَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مَنْ يَذُلُّهُمْ، حَتّى يَكُونٌوا أَذَلَّ مِنْ قَوْمِ سَبَأ إِذْ مَلَكَتْهُمْ إِمْرَأَةٌ مِنْهُمْ فَحَكَمَتْ في أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ..)(12).
    وانصرف الإمام وهو حزين من هؤلاء الناس الذين لا يملكون وعياً لنصرة الحقّ والدفاع عن الإسلام.

    فزع السيّدة زينب


    وكانت السيّدة زينب (ع) فزعة حزينة قد ذابت نفسها أسى وحسرات، فقد علمت ما سيجري على أهلها من القتل فخفّت إلى أخيها حينما كانوا في الخزيمية، وهي تقول له بنبرات مشفوعة بالبكاء:
    (يا أخي إنّي سمعت هاتفاً يقول:
    ألا يا عيـــــــن فــاحتفلي بجهد فمن يبكي على الشهداء بـعدي
    علـــــى قوم تــــسوقهم المنايـا بمقـــدار إلــــى إنــجـاز وعدي
    فـأجابها أبي الضيم غير حافل بما سيلقاه من النكبات والخطوب:
    (يا اُختاه كل الذي قضى فهو كائن)(13).
    لقد أراد الإمام من شقيقته أن تتسلّح بالصبر وأن تقابل الرزايا والمصائب برباطة جأش وعزم حتى تقوى على أداء رسالته.

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X