رسائل أهل الكوفة
وعمد أهل الكوفة إلى كتابة جمهرة من الرسائل إلى الإمام يحثّونه على القدوم إليهم لينقذ الاُمّة من شرّ الاُمويّين، وكان من بين تلك الرسائل رسالة بعثها جماعة من شيعة الإمام وجاء فيها بعد البسملة:
من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجية، ورفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر وشيعته والمسلمين من أهل الكوفة:
وعمد أهل الكوفة إلى كتابة جمهرة من الرسائل إلى الإمام يحثّونه على القدوم إليهم لينقذ الاُمّة من شرّ الاُمويّين، وكان من بين تلك الرسائل رسالة بعثها جماعة من شيعة الإمام وجاء فيها بعد البسملة:
من سليمان بن صرد، والمسيب بن نجية، ورفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر وشيعته والمسلمين من أهل الكوفة:
أمّا بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوّك الجبار العنيد - يعني معاوية- الذي انتزا على هذه الاُمّة فابتزّها أمرها وغصبها فيئها وتآمر عليها بغير رضىً منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبُعداً له كما بعدت ثمود.
إنّه ليس علينا إمام فاقبل لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ، واعلم أنّ النعمان ابن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعه ولا نخرج معه إلى عيد، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته(8).
كما وردت إليه رسائل من الانتهازيين وشيوخ الكوفة، كان منها ما أرسله شبث بن ربعي اليربوعي، ومحمّد بن عمر التميمي، وحجار بن أبجر العجلي، ويزيد بن الحارث الشيباني، وعزرة بن قيس الأحمسي، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وهذا نصّها:
أمّا بعد، فقد إخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام(9)، فأقدم على جند لك مجنّدة والسلام عليك(10).
وأعربت هذه الرسالة عن شيوع الأمل وازدهار الحياة، وتهيئة البلاد عسكرياً للأخذ بحقّ الإمام ومناجزة خصومه، وقد وقّعها اُولئك الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله، وكانوا في طليعة القوى العسكرية التي زجّها ابن مرجانة لحرب الإمام.
وعلى أي حال فقد توافدت الرسائل يتبع بعضها بعضاً على الإمام، حتى اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب، ووردت عليه قائمة فيها مائة وأربعون ألف اسم، يعربون فيها عن نصرتهم واستعدادهم الكامل لطاعته حال ما يصل إلى مقرهم.ولكن بمزيد الأسف لقد انطوت تلك الصحيفة، وتبدّلت الأوضاع إلى ضدّها، وإذا بالكوفة تنتظر الحسين لتثب عليه فتريق دمه ودماء أهل بيته وأصحابه وتسبي عياله، وهكذا شاءت المقادير، ولا رادّ لأمر الله تعالى وقضائه.
تعليق