البيعة ليزيد
وختم معاوية حياته الملوّثة بالجرائم والموبقات بفرض ولده يزيد خليفة على المسلمين، وقد استخدم جميع الوسائل المنحطّة في جعل الخلافة في أبنائه وتحويلها إلى ملك عضوض لا محل فيه لأي قيمة من القيم الدينية.
وقد ورث يزيد صفات جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية من النفاق والغدر والطيش والعداء للإسلام، يقول السيّد مير علي الهندي:
وختم معاوية حياته الملوّثة بالجرائم والموبقات بفرض ولده يزيد خليفة على المسلمين، وقد استخدم جميع الوسائل المنحطّة في جعل الخلافة في أبنائه وتحويلها إلى ملك عضوض لا محل فيه لأي قيمة من القيم الدينية.
وقد ورث يزيد صفات جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية من النفاق والغدر والطيش والعداء للإسلام، يقول السيّد مير علي الهندي:
وكان يزيد غدّاراً كأبيه ولكن ليس داهية مثله، كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنحلّة، وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب إليهما شفقة ولا عدل، كان يقتل ويعذّب نشداناً للمتعة واللذّة التي يشعر بهما وهو ينظر إلى آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل، وهاهم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك لقد كانوا من حثالة المجتمع(13).
لقد كان يزيد مستهتراً بعيداً عن جميع القيم الإنسانية لا يحفل بما يقترفه من الموبقات والرذائل، وحسبه أنه حفيد أبي سفيان وابن معاوية الذئب الجاهلي، ووصفه المؤرخون بأنّه كان معرّى من كل صفة إنسانية، وأنّه جاهلي بما تحويه هذه الكلمة من معنى.
ومن مظاهر استهتاره ولعه بشرب الخمر، ويعزو بعض المؤرخين سبب وفاته إلى أنّه شرب خمراً كثيراً حتى أولد فيه انفجاراً في دماغه، ومن أنّه ولعاً بالقرود، فكان له فهد يجعله بين يديه ويكنيه بأبي قيس، ويسقيه فضل كأسه، ويقول هذا شيخ من بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلبة السباق، فحمله يوماً فسبق الخيل فسرّ بذلك وجعل يقول:
تـــــمسك أبا قيـــس بفضل زمامها فليـــــس عـليها إن سقطت ضمان
فــــقد ســـــبقت خيل الجماعة كلها وخيـــــل أميـــــر المـــؤمنين أتان
وأرسله مرة في حلبة السباق فطرحته الريح فمات فحزن عليه حزناً شديداً وأمر بتكفينه ودفنه، وأوعز إلى أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم بهذا الفقيد العزيز ورثاه بهذه الأبيات:
كـــــم مــــــن كرام وقوم ذوو محافظة جاءوا لـــــنا ليــــــعـزوا فـي أبي قيس
شيخ العـــــشــــــيرة أمضاها وأجملهـا على الــرؤوس وفي الأعناق والريس
لا يــــبـــــعد الله قبراً أنـــــــت ساكـنـه فـــــيه جـــــــمــال وفيـه لحيـة التـيس(14)
وشــاع بين الناس ولعه بالقرود، وقد هجاه شاعر من تنوخ بقوله:
يـــــزيد صـــــديق القــــرد ملّ جوارنـا فحــــــنّ إلــى أرض القــــــرود يـــزيد
فتـــــبّأ لمـــــن أمســـــى علينا خلـيفـة صحــــــابتـه الأدنــــــون مـــنـه قـرود(15)
تعليق