ووثب أبي الضيم كالأسد.فقال للوزغ ابن الوزغ: (يا بن الزرقاء، أأنت تقتلني أم هو؟ كذبت والله ولؤمت)(8).
وأقبل على الوليد فأخبره عن عزمه وتصميمه على رفضه الكامل للبيعة ليزيد قائلاً:
(أيها الأمير إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، وقاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة والبيعة..)(9).
وكان هذا أوّل إعلان من الإمام الحسين(عليه السّلام) بعد هلاك معاوية في رفضه البيعة ليزيد، لقد أعلن ذلك في بيت الإمارة من دون مبالاة ولا خوف من السلطة، كيف يبايع حفيد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يزيد الفاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة، ولو بايعه لأقرّه إماماً على المسلمين، وعرّض العقيدة الإسلامية إلى الانهيار والدمار وعصف بها في متاهات سحيقة من محامل هذه الحياة.
واستاء مروان من موقف الإمام ووجّه لوماً وعتاباً إلى الوليد قائلاً:
عصيتني، لا والله لا يمكنك مثلها من نفسه أبداً.
وردّ عليه الوليد ببالغ الحجّة قائلاً:
ويحك يا مروان أشرت عليّ بذهاب ديني ودنياي والله ما اُحبّ أن أملك الدنيا بأسرها، وإنّي قتلت حسيناً سبحان الله!! أأقتل حسيناً إن قال لا أُبايع، والله ما أظنّ! أحداّ يلقى الله بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكّيه وله عذاب أليم.
وسخر منه مروان وراح يقول: إذا كان هذا رأيك فقد أصبت..(10).
اترك تعليق: