بسم الله الرحمن الرحيم
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ الاية .
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة التوبة لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام كان سبب غزوة حنين أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى فتح مكة أظهر أنه يريد هوازن فتهيئوا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فرأسوه عليهم وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونساءهم وذراريهم ومروا حتى نزلوا بأوطاس قال ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه واله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبائل ورغبهم في الجهاد ووعدهم النصر وأن الله قد وعده أن يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم فرغب الناس وخرجوا على راياتهم وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وكل من دخل مكة براية أمره أن يحملها وخرج في اثني عشر ألف رجل عشرة آلاف ممن كان معه .
وعن الباقر عليه السلام قال وكان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي ومن مزينة ألف رجل قال فمضوا حتى كان من القوم مسيرة بعض ليلة قال وقال مالك بن عوف لقومه ليصير كل رجل منكم أهله أو ماله خلف ظهره واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر فإذا كان في غلس الصبح فأحملوا حملة رجل وهدوا القوم فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب قال فلما صلى رسول الله صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد وكان بنو سليم على مقدمته فخرج عليهم كتائب هوزان من كل ناحية . فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم ولم يبق أحد إلا إنهزم
وبقى أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يلوون على شئ وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه واله عن يمينه وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب عن يساره فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله ينادي يا معشر الأنصار إلى أين أنا رسول الله فلم يلو أحد عليه وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو أي ترمي في وجوه المنهزمين التراب وتقول إلى أين تفرون عن الله وعن رسوله .
ومر بها عمر فقالت ويلك ما هذا الذي صنعت فقال لها هذا أمر الله . فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله الهزيمة ركض نحو علي بغلته فرآه وقد شهر سيفه فقال يا عباس وكان صيتا رفيع الصوت إصعد هذا الظرب وناد يا أصحاب البقرة ويا أصحاب الشجرة إلى أين تفرون هذا رسول الله .
ثم رفع رسول الله صلى الله عليه واله يده فقال اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان فنزل عليه جبرئيل فقال يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى عليه السلام حيث فلق الله له البحر ونجاه من فرعون ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لأبي سفيان بن الحارث ناولني كفا من حصى فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال شاهت الوجوه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد .
فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون لبيك ومروا برسول الله صلى الله عليه واله واستحيوا أن يرجعوا إليه ولحقوا بالراية فقال رسول الله صلى الله عليه واله للعباس من هؤلاء يا أبا الفضل فقال يا رسول الله هؤلاء الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه واله الآن حمي الوطيس ونزل النصر من الله وانهزمت الهوازن وكانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله ورسوله أموالهم ونساءهم وذراريهم وهو قول الله ولقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين.
قال وقال رجل من بني نضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم أين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فإنما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة قالوا تلك الملائكة .
عن الامام علي الهادي عليه السلام قال إنها كانت ثمانين موطنا ويوم حنين وهو واد بين مكة والطائف إذ أعجبتكم كثرتكم في الجوامع لما التقوا قال رجل من المسلمين لن نغلب اليوم من قلة فساءت مقالته رسول الله صلى الله عليه واله قيل كان قائلها أبو بكر .
عن الامام جعفر الصادق عليه السلام في قوله إذ أعجبتكم كثرتكم إلى قوله ثم وليتم مدبرين قال أبو فلان فلم تغن عنكم الكثرة شيئا من الغنى أوامر العدو وذلك لما أدركتهم كلمة الاعجاب وضاقت عليكم الأرض بما رحبت بسعتها لا تجدون فيها مقرا تطمئن إليه نفوسكم من شدة الرعب ثم وليتم مدبرين منهزمين .
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ الاية .
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة التوبة لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام كان سبب غزوة حنين أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى فتح مكة أظهر أنه يريد هوازن فتهيئوا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فرأسوه عليهم وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونساءهم وذراريهم ومروا حتى نزلوا بأوطاس قال ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه واله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبائل ورغبهم في الجهاد ووعدهم النصر وأن الله قد وعده أن يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم فرغب الناس وخرجوا على راياتهم وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وكل من دخل مكة براية أمره أن يحملها وخرج في اثني عشر ألف رجل عشرة آلاف ممن كان معه .
وعن الباقر عليه السلام قال وكان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي ومن مزينة ألف رجل قال فمضوا حتى كان من القوم مسيرة بعض ليلة قال وقال مالك بن عوف لقومه ليصير كل رجل منكم أهله أو ماله خلف ظهره واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر فإذا كان في غلس الصبح فأحملوا حملة رجل وهدوا القوم فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب قال فلما صلى رسول الله صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد وكان بنو سليم على مقدمته فخرج عليهم كتائب هوزان من كل ناحية . فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم ولم يبق أحد إلا إنهزم
وبقى أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يلوون على شئ وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه واله عن يمينه وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب عن يساره فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله ينادي يا معشر الأنصار إلى أين أنا رسول الله فلم يلو أحد عليه وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو أي ترمي في وجوه المنهزمين التراب وتقول إلى أين تفرون عن الله وعن رسوله .
ومر بها عمر فقالت ويلك ما هذا الذي صنعت فقال لها هذا أمر الله . فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله الهزيمة ركض نحو علي بغلته فرآه وقد شهر سيفه فقال يا عباس وكان صيتا رفيع الصوت إصعد هذا الظرب وناد يا أصحاب البقرة ويا أصحاب الشجرة إلى أين تفرون هذا رسول الله .
ثم رفع رسول الله صلى الله عليه واله يده فقال اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان فنزل عليه جبرئيل فقال يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى عليه السلام حيث فلق الله له البحر ونجاه من فرعون ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لأبي سفيان بن الحارث ناولني كفا من حصى فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال شاهت الوجوه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد .
فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم يقولون لبيك ومروا برسول الله صلى الله عليه واله واستحيوا أن يرجعوا إليه ولحقوا بالراية فقال رسول الله صلى الله عليه واله للعباس من هؤلاء يا أبا الفضل فقال يا رسول الله هؤلاء الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه واله الآن حمي الوطيس ونزل النصر من الله وانهزمت الهوازن وكانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله ورسوله أموالهم ونساءهم وذراريهم وهو قول الله ولقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين.
قال وقال رجل من بني نضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم أين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فإنما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة قالوا تلك الملائكة .
عن الامام علي الهادي عليه السلام قال إنها كانت ثمانين موطنا ويوم حنين وهو واد بين مكة والطائف إذ أعجبتكم كثرتكم في الجوامع لما التقوا قال رجل من المسلمين لن نغلب اليوم من قلة فساءت مقالته رسول الله صلى الله عليه واله قيل كان قائلها أبو بكر .
عن الامام جعفر الصادق عليه السلام في قوله إذ أعجبتكم كثرتكم إلى قوله ثم وليتم مدبرين قال أبو فلان فلم تغن عنكم الكثرة شيئا من الغنى أوامر العدو وذلك لما أدركتهم كلمة الاعجاب وضاقت عليكم الأرض بما رحبت بسعتها لا تجدون فيها مقرا تطمئن إليه نفوسكم من شدة الرعب ثم وليتم مدبرين منهزمين .
اترك تعليق: